أعلنت الإمارات، الخميس، اكتمال التشغيل التجاري لمحطة "براكة" للطاقة النووية، الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في خطوة اعتبرتها الدولة الخليجية النفطية "مهمة".

ومحطة براكة هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات، حيث تمثل تطوراً هاماً في استخدام الطاقة النووية السلمية. تقع المحطة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، على بعد حوالي 53 كلم جنوب غرب مدينة الرويس، وتطل على الخليج، وفق ما نقله موقع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

 

وتتألف محطة براكة من أربعة مفاعلات نووية من طراز "APR1400"، وهي تقنية متقدمة تهدف إلى تحسين الأمان والكفاءة في إنتاج الطاقة. عند تشغيلها بالكامل، ستتمكن المحطة من تلبية نحو ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء، مما يعزز تنوع مصادر الطاقة في الدولة ويقلل الاعتماد على المصادر التقليدية.

نشأتها

بدأت الأعمال الإنشائية في محطة براكة، في يوليو عام 2012، بعد استكمال التصاريح المطلوبة من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وهيئة البيئة في أبوظبي. وقد تم منح رخصتين، في يوليو عام 2010: واحدة لتحضير الموقع وأخرى للإنشاءات المحدودة، مما أتاح البدء في بناء البنية التحتية غير المرتبطة بالمفاعلات، مثل الشوارع ومباني الإدارة، وتصنيع وتجميع بعض المكونات الأساسية.

أهميتها

تلعب محطة براكة دوراً كبيراً في دعم الأهداف البيئية والطاقوية لدولة الإمارات. من المتوقع أن تساهم المحطة في تقليص الانبعاثات الكربونية بنحو 22 مليون طن سنوياً، وهو ما يعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرقات. 

هذه الخطوة تعزز جهود الدولة في تقليل البصمة الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية. كما ستوفر المحطة 25 في المئة من احتياجات الدولة من الكهرباء، مما يجعلها أكبر مصدر للطاقة النظيفة في المنطقة.

أكملت اليوم بحمدالله محطات براكة للطاقة النووية التشغيل التجاري الكامل لمحطاتها ..

براكة للطاقة النووية ستوفر 25٪ من احتياجات الدولة من الكهرباء ..

براكة للطاقة النووية أكبر مصدر للطاقة النظيفة في المنطقة ..

براكة للطاقة النووية أضافت أكبر نسبة كهرباء نظيفة للفرد في السنوات…

— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) September 5, 2024 الموقع

تم اختيار موقع محطة براكة بناءً على تقييم شامل لمجموعة من العوامل، منها التاريخ الزلزالي للمنطقة، بُعد الموقع عن المناطق السكنية الكبرى، وقربه من موارد المياه، وشبكة الكهرباء، والبنية التحتية للصناعة والنقل.

كما أخذت الاعتبارات الأمنية والإنشائية وطرق الإخلاء في الحسبان، وفقًا لأعلى المعايير والممارسات من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، ومعهد أبحاث الطاقة الكهربائية، ومفوضية الرقابة النووية الأميركية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

   

الأهداف

تسعى محطة براكة إلى دعم التطور الاقتصادي لدولة الإمارات وتعزيز قطاع الطاقة النووية السلمية، مما يساهم في تحقيق استراتيجية تنويع مصادر الطاقة في البلاد. كما تهدف المحطة إلى تطوير القدرات البشرية المحلية وتوفير فرص للشباب الإماراتي في قطاع الطاقة النووية، مما يعزز استقلالية الإمارات في مجال الطاقة ويدعم أهدافها الطاقوية طويلة الأمد.

والإمارات هي ثاني دولة في الشرق الأوسط تنشئ محطة للطاقة النووية بعد إيران، والأولى من بين الدول العربية. وكانت السعودية، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، أعلنت نيتها بناء 16 مفاعلا نوويا.

وكتب الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على منصة إكس أن باكتمال تشغيل المحطة "تخطو دولة الإمارات خطوة مهمة أخرى في رحلتها نحو تحقيق هدف الحياد المناخي".

مع بدء العمليات التشغيلية في المحطة الرابعة من محطات براكة للطاقة النووية، تخطو دولة الإمارات خطوة مهمة أخرى في رحلتها نحو تحقيق هدف الحياد المناخي، وسنواصل إعطاء الأولوية لأمن الطاقة واستدامتها لما فيه خير الإمارات وشعبها حاضراً ومستقبلاً.

— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) September 5, 2024 الحياد الكربوني

تسعى الإمارات، وهي واحدة من أكبر مصدري النفط في العالم، إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، وهو هدف يشمل الانبعاثات ضمن حدود الدولة فقط بدون احتساب تأثير المحروقات المصدّرة. ولتحقيق ذلك، تنفق مليارات الدولارات لتنويع مصادرها من الطاقة والاعتماد أكثر على الطاقة النووية وتلك المتجددة.

وقد استضافت الدولة الخليجية، أواخر العام الماضي، مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ "كوب28" الذي توصل إلى اتفاق على "التحوّل بعيدا" عن الوقود الأحفوري، فيما شكك علماء المناخ بجدوى الاتفاق.

موظفون يعملون في محطة براكة للطاقة النووية

ولطالما أكدت الإمارات أن أغراض برنامجها النووي "سلمية".

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن محطة براكة "سيتعيّن تفكيكها في نهاية عمرها الإنتاجي، أي في غضون ما بين 60 و80 عاما".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: براکة للطاقة النوویة الطاقة النوویة دولة الإمارات محطة براکة

إقرأ أيضاً:

لحظة وجودية.. اوروبا تحذّر «ترامب»: الحرب التجارية لن يخرج منها سوى الخاسرين

بعد تطبيق رسوم على الألمنيوم والصلب والسيارات، إلى جانب زيادة الرسوم الجمركية على جميع السلع الواردة من الصين، من المنتظر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن اقتراح شامل للرسوم الجمركية فيما يسميه “يوم التحرير” يوم الأربعاء.

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد: إن “احتمال تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة في الثاني من أبريل يمثل بداية مسيرة نحو الاستقلال إلى أوروبا”.

وأضافت في مقابلة مع إذاعة “فرانس إنتر”:  “يطلق عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم التحرير، أنا أعتبرها لحظة تحتّم علينا أن نتخذ قرارا جماعيا بالامساك بشكل أفضل بمصيرنا وأعتقد أنها مسيرة نحو الاستقلال”، متحدثة عن “لحظة وجودية لأوروبا”.

وأضافت: “من أجل أن نضع أنفسنا في موقع يمكننا من التفاوض بصورة فعالة، علينا أن نظهر أننا لن نكتفي بالإذعان”، وحذرت بأن “الحرب التجارية لا يخرج منها سوى خاسرين”.

المفوض الأوروبي للطاقة: ما زلنا نعتمد على الغاز الروسي

كشف المفوض الأوروبي للطاقة والإسكان دان يورغنسن، “أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يعتمد على روسيا في وارداته من الغاز، حيث استورد 19% من وقوده الأزرق من روسيا العام الماضي”.

وأشار المفوض الأوروبي إلى “أن هذه النسبة تشكل انخفاضا بأكثر من 45% عن عام 2021، قبل بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا”، ولفت يورغنسن، “إلى أن العقوبات النفطية “خفضت أيضا الواردات من حوالي ثلث إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي إلى 3%”.

وأكد المفوض أن “الطاقة الروسية، وخاصة الغاز، لا تزال جزءا من مزيج الطاقة في الاتحاد الأوروبي. ولمعالجة هذه المشكلة، تخطط المفوضية لاعتماد خارطة طريق لإنهاء واردات الطاقة الروسية عبر خطة RePowerEU  للطاقة”.

وفي وقت سابق، قال الرئيس التنفيذي لشركة “توتال إنرجي” الفرنسية، باتريك بويانيه، “إن استئناف تشغيل العديد من خطوط أنابيب الغاز الروسي بما في ذلك “السيل الشمالي” أمر محتمل”.

وأكد أنه “من المستحيل الحفاظ على القدرة التنافسية دون الغاز الروسي باستخدام الغاز الطبيعي المسال، بغض النظر عن مصدره”.

وأضاف بويانيه في برلين: “لن أتفاجأ إذا بدأ اثنان من أصل أربعة (خطوط السيل الشمالي) بالعمل مرة أخرى، وليس أربعة من أصل أربعة”.

مقالات مشابهة

  • باستثمارات 650 مليون دولار.. وزير قطاع الأعمال يتابع مشروع تغذية مجمع الألومنيوم بالطاقة النظيفة
  • إيران تردّ على طلب «وكالة الطاقة الذريّة» لزيارتها.. ماذا تخطط إسرائيل؟
  • الحرس الوطني ينفذ 168 عملية بحث وإنقاذ براً وبحراً داخل وخارج الإمارات خلال الربع الأول من 2025
  • عامل الجديدة يتجه إلى إحالة ملف اختلالات محطة الحافلات الجديدة على القضاء
  • الإسعاف الوطني يستجيب لأكثر من 22 ألف حالة طارئة خلال الربع الأول من عام 2025
  • الإسعاف الوطني يستجيب لأكثر من 22 ألف حالة طارئة خلال الربع الأول من 2025
  • ماجدة خير الله تعلن وفاة شقيقها.. تفاصيل
  • لحظة وجودية.. اوروبا تحذّر «ترامب»: الحرب التجارية لن يخرج منها سوى الخاسرين
  • في اجتماع بريكس.. الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة
  • الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة