موقع النيلين:
2025-03-13@00:25:39 GMT

حرب السودان : حقائق غير قابلة للنفي (2)

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

والحرب على بلادنا تقارب إكمال شهرها السابع عشر منذ إندلاعها في الخامس عشر من شهر أبريل 2023 ، فإن هنالك حقائق تتعلق بها بات يعلمها الجميع و أصبحت غير قابلة للنفي !!
أوردها هنا من باب التوثيق و إنعاش الذاكرة ( لكي لا ننسى) :
الإمارات و على الرغم من أن لها أجندتها الخاصة من وراء إشعال حرب السودان و المتمثلة في (السيطرة على الموانئ السودانية ، السيطرة على الذهب ، السيطرة على منطقة الفشقة التي تصنف من أخصب و أغنى الأراضي الزراعية في العالم) ، يضاف إلى ذلك هدف رئيسي جندت الإمارات نفسها و أموالها لخدمته و هو :
محاربة ( الإسلاميين) في السودان و حيثما وجدوا و لقد رأينا ذلك في ليبيا ، اليمن ، الصومال و في أي منطقة يوجد لهم فيها تأثير على إمتداد الإقليم !!
و على الرغم من ذلك فإن الإمارات تعتبر (وكيل مفوض) لخدمة أجندة (ا ل ص ه ي و ما س و ن ي ة) !!
ـ بعد فشل خطة الإنقلاب العسكري و التي كانت تعتمد على إعتقال أو قتل قادة الجيش (البرهان ـ الكباشي ـ العطا ـ جابر) و هو ما يعرف بنظرية ( قطع رأس الحية) و من ثم إستمالة قادة آخرين يعلنون إنحيازهم و ولاءهم و ولاء وحداتهم العسكرية للإنقلاب !! إنتقلت المليشيا إلى المرحلة التالية و هي الهجوم بكثافة على الفرق و الوحدات العسكرية في العاصمة و ولايات دارفور و كردفان و من ثم الإنتقال إلى بقية الولايات بغرض الإستيلاء عليها و بسط هيمنة الإنقلابيين على البلاد !!
و لقد شهدنا مئات الهجمات التي تعرضت لها (القيادة العامة – المدرعات – الإشارة ـ سلاح الأسلحة الكدرو – و غيرها) و مئات الهجمات المماثلة على قيادات الفرق العسكرية في نيالا ، الأبيض ، بابنوسة ، الفاشر و غيرها !!
ـ محاولة الإنقلاب سبقتها محاولة الإستيلاء على المطارات و القواعد العسكرية المنتشرة في أنحاء البلاد (على طريقة حفتر الذي بدأ حربه على الحكومة الشرعية الليبية المعترف بها دولياً بالاستيلاء على قاعدة بنينة العسكرية و مطار بنغازي في الشرق ثم انتقل إلى قاعدة الوطية وسط ليبيا) ، و قد بدأت المليشيا محاولاتها صبيحة 12 أبريل بالاستيلاء على مطار مروي الذي تم تحريره لاحقاً ، و كانت تهدف بذلك إلى إستلام الطائرات الحربية و من ثم إستخدامها بواسطة الطيارين الذين دربتهم في اثيوبيا مع الإستعانة بخبراء أجانب ، أو في الحد الأدنى تحييد سلاح الجو ، و كذلك ضمان تدفق الدعم و الإمدادات بالسرعة المطلوبة من الإمارات و بقية الداعمين عبر هذه المطارات و لكن بفضل من الله و صمود و بسالة قواتنا المسلحة و القوى المساندة لها فشلت الخطة !!
ـ بعد فشل خطة إسقاط الوحدات العسكرية في العاصمة و الأبيض و بقية الولايات و نجاحها المحدود في الجنينة ، نيالا ، زالنجي و لاحقاً في مدني و سنجة !! و بعد الضربات القوية التي تلقتها معسكراتها و قواتها في الأسابيع الأولى للحرب إنتقلت المليشيا و الشركاء المحليين (قحت/تقدم) و من خلفهم الإمارات إلى الخطة التالية و التي تمثلت فى إحتلال منازل المواطنين و تشريدهم ، الإنتشار في الولايات و نشر القتل و الدمار و النهب و الفوضى في أي منطقة تتواجد فيها أو تدخلها و ذلك بغرض إضعاف المركز و شد الأطراف و من ثم إسقاط الدولة و التمهيد لتدخل دولي تحت ذريعة الحفاظ على السلم و الأمن الدوليين !!
ـ منذ مايو إنتقلت المليشيا إلى تنفيذ الخطة البديلة و هي محاولة الإستيلاء على مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور و تشكيل حكومة تمهيداً لفصل الإقليم و إعلانه دولة مستقلة و ذلك في إطار استراتيجية قوى الشر الإقليمية و الدولية لتفكيك و تفتيت السودان !!
و لكنها ستفشل كما فشلت سابقاتها بإذن الله !!
ـ قدمت عدة مبادرات و جرت عدد من المحاولات لوقف الحرب منذ أسابيعها الأولى كانت في غالبها منحازة للمليشيا مثل : مبادرة مفوضية الإتحاد الأفريقي ، مبادرة إيقاد !!
و عقدت عدة مؤتمرات أبرزها مؤتمر دول جوار السودان الذي دعت له و استضافته القاهرة في يونيو 2023 و لكنه لم يحقق أهدافه بسبب إنخراط معظم هذه الدول في الحرب إلى جانب المليشيا عدا مصر و إريتريا !!
المبادرة الوحيدة التي أحدثت إختراقات معقولة كانت هي منبر جدة الذي دعت له السعودية و الولايات المتحدة و تم التوصل فيه إلى إتفاق بين القوات المسلحة و المليشيا وقع في الحادي عشر من مايو 2023 و لكن المليشيا لم تنفذ ما وقعت عليه بسبب تأثير تدخل الإمارات و عدم ممارسة الوسيطين أي ضغوط عليها لتنفيذ الإتفاق !!
ـ شهدنا عدة محاولات للإلتفاف على اتفاق جدة كان أبرزها مؤتمر باريس الذي دعت له الحكومة الفرنسية دون التشاور مع الحكومة السودانية في أبريل 2024 و مؤتمر جنيف في أغسطس 2024 الذي خططت له الإمارات و دعت له الخارجية الأمريكية دون التشاور مع الحكومة السودانية أيضاً !! و كانت الدعوة للمؤتمرين تحت تحت ذريعة معالجة الأوضاع الإنسانية التي ترتبت على الحرب !!
أواصل بإذن الله
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
#لا_لمؤامرة_جنيف
4 سبتمبر 2024

إنضم لقناة النيلين على واتساب
.

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دعت له

إقرأ أيضاً:

السودان بين ادعاءات الاكتفاء الذاتي وكارثة الجوع: انسحاب الحكومة من التصنيف المرحلي وتداعياته

د. أحمد التيجاني سيد أحمد

المقدمة

بينما تعلن حكومة انقلاب البرهان أن السودان وصل إلى "الاكتفاء الذاتي في كافة المحاصيل"، تظهر تقارير المنظمات الدولية أن البلاد تواجه واحدة من أسوأ أزماتها الغذائية، حيث تهدد المجاعة حياة الملايين. هذا التناقض الصارخ بين الرواية الحكومية والواقع الميداني يعكس أزمة أعمق تتعلق بتسييس البيانات وإخفاء الحقائق في ظل كارثة إنسانية متفاقمة.
١. ادعاءات الاكتفاء الذاتي والتلاعب بالحقائق

في يناير ٢٠٢٥، صرّح عضو مجلس السيادة الانقلابي، إبراهيم جابر، أن تقرير بعثة تقديرات المحاصيل والأمن الغذائي، الذي أعدته فرق وزارات الزراعة والثروة الحيوانية، يشير إلى "بشريات كثيرة"، مؤكدًا أن السودان حقق الاكتفاء الذاتي في كافة المحاصيل.

لكن في المقابل، تفيد التقارير المستقلة، وعلى رأسها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، بأن السودان يواجه أزمة غذاء كارثية، مع ٧٥٥,٠٠٠ شخص يعيشون في ظروف "كارثية" (المرحلة ٥ - المجاعة)، وتوقعات بأن تنتشر المجاعة إلى ٥ مناطق جديدة بحلول مايو ٢٠٢٥.
٢. انسحاب الحكومة السودانية من نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي

في ديسمبر ٢٠٢٤، أعلنت حكومة البرهان انسحاب السودان من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، معتبرةً أن التقارير الدولية "غير دقيقة" وتستند إلى "بيانات غير موثوقة".

وبررت الحكومة هذه الخطوة بادعاءات أن المنهجية المستخدمة في تقييم الأزمة الغذائية منحازة سياسيًا، متهمةً المنظمات الدولية بمحاولة الضغط على السلطة الحاكمة عبر التلاعب بالمعلومات.
٣. الوضع الحقيقي للأمن الغذائي في السودان

تشير بيانات (IPC) الموثوقة إلى أن:
- ٢٥.٦ مليون شخص في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة ٣ أو أعلى).
- ٧٥٥,٠٠٠ شخص يعيشون في ظروف مجاعة حقيقية (المرحلة ٥).
- ١٧ منطقة مهددة بدخول مرحلة المجاعة الكاملة بحلول منتصف ٢٠٢٥.
٤. تحديات الإغاثة واستجابة المجتمع الدولي

رغم انسحاب السودان من (IPC)، تستمر المنظمات الإنسانية في تقديم الدعم، لكن بقدرة محدودة بسبب العراقيل اللوجستية ونقص التمويل. ومن بين الجهود المبذولة:
- منظمة الفاو (FAO) وزعت ٣,٩٠٠ طن من البذور الزراعية لدعم ٤٠٠,٠٠٠ أسرة.
- برنامج الأغذية العالمي (WFP) يواصل تقديم المساعدات، لكنه يعاني من نقص التمويل وعرقلة توزيع المساعدات.
٥. السودان على حافة كارثة إنسانية

- انسحاب السودان من نظام (IPC) يعني غياب بيانات دقيقة عن حجم الأزمة، مما يعوق الاستجابة الدولية.
- استمرار النزاع المسلح، القيود الحكومية، ونهب الموارد يجعل من الصعب إيصال المساعدات للمحتاجين.
- بدون تحرك دولي عاجل وضغط على حكومة الانقلاب، فإن المجاعة ستستمر في التفاقم، مما قد يؤدي إلى زيادة هائلة في الوفيات المرتبطة بسوء التغذية.
٦. ما العمل؟ الحلول المقترحة

- ضغط دولي أكبر لإجبار الحكومة على التعاون مع آليات تقييم الأمن الغذائي العالمية.
- تمويل عاجل من المجتمع الدولي لدعم عمليات الإغاثة في المناطق الأكثر تضررًا.
- ضمان وصول المساعدات الإنسانية بعيدًا عن التدخلات السياسية أو العسكرية.

إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية، فإن السودان سيتحول إلى ساحة مجاعة شاملة يصعب احتواؤها.

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
٩ مارس ٢٠٢٥ - نيروبي، كينيا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطاراً جنوب غرب باكستان
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارا جنوب غرب باكستان
  • القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بقيادة القطاع الأوسط والشرقي بقيادة القائد أحمد قيدوم تحركت نحو المحور الجنوبي لكنس بقايا المليشيا
  • مجلس السلم الأفريقي يصدر بيانا بالإجماع حول الحكومة الموازية 
  • الاتحاد الأوروبي يتخذ موقفا من الحكومة الموازية ويهدد بفرض عقوبات
  • السودان بين ادعاءات الاكتفاء الذاتي وكارثة الجوع: انسحاب الحكومة من التصنيف المرحلي وتداعياته
  • ما المعطيات العسكرية التي أدت إلى اتفاق دمشق وقسد؟
  • مستشار بالأكاديمية العسكرية: حرب أكتوبر كانت ثمرة سنوات من الكفاح العسكري والعلمي
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة