مصطفى قمر.. مشاهدات أغنية صناعة مصرية في أسبوعها الأول
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
سجل الفنان مصطفى قمر بأغنيته الجديدة “صناعة مصرية” أكثر من مليون مشاهدة في الأسبوع الاول من طرحها عبر موقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب”.
أغنية صناعة مصرية من كلمات: محمد قاسم الحان: محمد قاسم توزيع: وسام عبد المنعم ، وتقول كلماتها " لما بيتمختر يتمختر
الهزة تزيد
ييجي 100 ريختر
وأما بيتحرك
بيحرك
في قلوب الناس
وأما بيتدلع بيولع
اهرب احسن
كان غيرك اجدع
دي عينيه الحلوين
تخطف تخطف
احمينا يارب.
مش ممكن مانبصش بصة ده الغالي الحلو العسلية
وبيعدل كده بإيديه القصة حقه ده صناعة مصرية
وأما بيتزربن يتزربن
يا خرابي عليه
عصبي يجنن
ولا اما يهدي ويعدي ويقول للأرض مفيش قدي
ما هو زيه جميل
مفيش اثنين
مع أن كتير فيه بنات حلوين
ده في حتة لوحده متربع ويهل علينا
شمس بتطلع
مش ممكن مانبصش بصه ده الغالي الحلو العسلية
وبيعدل كده بإيديه القصة حقه ده صناعة مصرية
ديو مصطفى قمر ومحمد نور شفتوا القمر
كان قد طرح مصطفى قمر ديو مع محمد نور “شفتوا القمر” وحققت أكثر من مليوني مشاهدة، وتقول كلماتها "شوفتوا القمر •شوفتوا القمر والحلاوة شوفتوا الجمال شوفتوا نظرة عينيه •شوفتوا الدلع والشقاوة عرفتوا ليه قلبى اختاره هو ليه •شوفتوا القمر والحلاوة شوفتوا الجمال شوفتوا نظرة عينيه •شوفتوا الدلع والشقاوة عرفتوا ليه قلبى اختاره هو ليه •مش زى غيره فى الجمال مافيش اخوه لازم يغيروا لما يشوفوا •حبوا من نظرة واحدة اومال بقاااااا لو شافوا قدي ولو كانوا يعرفوا •مش زى غيره فى الجمال مافيش اخوه لازم يغيروا لما يشوفوا •حبوا من نظرة واحدة اومال بقاااااا لو شافوا قدي ولو كانوا يعرفوا •شوفتوا القمر والحلاوة شوفتوا الجمال شوفتوا نظرة عينيه •شوفتوا الدلع والشقاوة عرفتوا ليه قلبى اختاره هو ليه •حبيبي بيحلي المرايا عدى الحلوين فينه هو وهما فين •كل الكلام مش كفايه تقدر تقول سحرو يخطف العينين •مش زى غيره فى الجمال مافيش اخوه لازم يغيروا لما يشوفوا •حبوا من نظرة واحدة اومال بقاااااا لو شافوا قدي ولو كانوا يعرفوا •شوفتوا القمر والحلاوة شوفتوا الجمال شوفتوا نظرة عينيه •شوفتوا الدلع والشقاوة عرفتوا ليه قلبى اختاره هو ليه
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صناعة مصریة مصطفى قمر
إقرأ أيضاً:
الحالة السردية للوردة المسحورة ألف ليلة وليلة من البستنة والإبداعية
لا شك أننا التفتنا، أو انتبهنا، على نحو أو آخر، لكثير من باقات الورد التي تلقاها أبطال الأعمال السردية أو تهادوها فيما بينهم، وربما في أفلام سينمائية عديدة. أو نقشت في وجداننا أغنيات جعلت من الورود معادلا للحب الصافي، أو ضُلّلنا بـ «اسم الوردة» على غلاف الرواية الشهيرة لأمبرتو إيكو لنتبين أن العنوان لا علاقة له بموضوع الرواية. لكني لا أذكر أني قرأت كتابا عربيا متخصصا في محاولة رصد عالم الورود والزهور في كافة الفنون ومحاولة تأويل مدلولاتها السردية قبل أن أقرأ كتاب «الحالة السردية للوردة المسحورة» للكاتبة منى أبو النصر، والصادر حديثا عن دار الشروق بالقاهرة.
تتناول فصول الكتاب الأربعة عشر، واستنادا إلى ما يزيد على نحو 100 عمل أدبي وفني، حالات سردية في الأدب، ومشاهد من أفلام السينما، وقصائد شعرية، وكتب نقدية، وأغنيات وملاحم أدبية وجدت في الورد والزهور بأنواعها معادلا رمزيا أو جماليا ما، وأحيانا علاقات بعض الكتاب والشعراء بنوع معين من الورد وأثره عليها في الكتابة.
الوردة أنثى تفسر العالم
تبدأ أولى فصول الكتاب مع الأساطير والميثولوجيا اليونانية القديمة لتبين البذور الأولى لارتباط علاقة الأنوثة بالورد، حيث منحت الأسطورة للورد معادلا بشريا إذ منحت التأملات الميثولوجية قصة خلق للفكرة، وفق المؤلفة؛ أثمرت «أفروديت» ربَّة الجمال، منذ خُلقت الزهرة البيضاء لحظة امتزاج دموعها الأولى بالأرض، فالأسطورة اليونانية القديمة لم تدع شيئًا إلا ومسته بعصاها السحرية، في سعيها لتفسير العالم ومفرداته بطريقتها.
تقول منى أبو النصر: «تعددت مرويات تلك القصة الدرامية بشكل لافت، فيُروى أن كلوريس أو «فلورا» آلهة الحدائق لدى الإغريق، كانت تسير ذات يوم في الغابة، فتعثرت بجثة إحدى حورياتها الجميلات، فحزنت عليها حزنا شديدًا، وقررت أن تزيل عنها أثر الموت وتبعث الحياة في جسدها من جديد، فنادت إله الرياح «زافير» وطلبت منه أن ينفخ في غيوم السماء؛ حتى يبعث «أبوللو» أشعة شمسه على وجه الحورية، ثم نادت «أفروديت»؛ آلهة الجمال فمسحت على وجهها مسحة جمال أبدية، وأضفى «ديونيسيس» إله النبيذ، عليها رحيقا مسكرًا، فمنحتها السحر والجمال والرائحة، والحياة، وبعثتها أبدية الحسن، فأطلقت عليها أفروديت «الوردة»، ومنحتها لابنها «إيروس»؛ إله الحب».
سلطت الكاتبة الضوء على بعض الأساطير القصص القديمة التي جمعت بين الجمال والزهور والآلهة، في إشارة للكيفية التي مثلت بها الورود رمزا للجمال والحب والإلهام. بمعنى أدق كيف استنطقت الميثولوجيا القديمة الورود بحثا عن إيحاءات فلسفية وشفرات وجدانية أو حتى إيماءات سرية مضمرة من خلال باقات ورد كانت تعلق في أسقف الحجرات في بعض قصور العصور الوسطى. وسأعود لمسألة الشفرات السرية لاحقا.
لكن الرحلة في عالم الزهور لا تكتفي بالجانب الرومانسي الشائع عن ارتباط الورود بالرومانسية والعاطفية، إذ تكشف أيضا، من جهة أخرى، كيف امتزجت السمات التي ارتبطت ببعض الورود بالفعل الدرامي، من خلال بعض الورود التي عرفت بأنها تحتوي على عناصر سامة، ودورها في مشاهد قتل درامية كما في «هاملت» شكسبير، أو ارتباط لون الورود بعواطف وسلوكيات بشرية، مثل الغيرة، والحب، وجنون العشق، والوفاء، أو كمعادل لغوي وشفرة تواصل سرية في بعض الأحيان.
الشفرة لغة الزهور
أما بالنسبة لشفرة الورود السرية، تحيل الكاتبة القارئ إلى فيلم «إينولا هولمز» (إنتاج 2020) ممهدة له بالقول إن عالم السرية والتشفير الذي اتخذ الشفرة من الورود، لم يظل حبيس الأديرة وقصور الملوك، فقد طور العصر الفيكتوري للزهور لغة مشفرة قائمة بذاتها، والتقط الفيلم المذكور هذه التيمة.
«تقرر إينولا كتابة رسائل مشفرة لأمها في الصحف، باستخدام لغة الزهور ونظل طيلة الفيلم لا نعلم مصير تلك الرسائل. وعندما تلتقيان مع نهاية الفيلم تهمس يودوريا» (الأم) في أذن اينولا : «وصلتني الأيريس، (وزهرة الأيريس) تشير في قاموس الزهور إلى معنى الرسائل، أي وصلتني رسائلك»، وتُعرف زهرة الايريس في اللغة العربية بزهرة السوسن المعروفة بحسنها البالغ». ووظف الفيلم الورود کخیط درامی مُشوّق صنع بها لغة صامتة بديلة للتواصل المباشر.
فالورود، وفقا للكاتبة منى أبو النصر، طالما ارتبطت باللغة، لاسيما اللغة العاطفية والرومانسية «فبدت لنا الزهور وكأنها تغوي اللغة، ولنا في الذاكرة الغنائية نماذج لا حصر لها في ربط الورود بدورة الحب المؤرقة: وبعد الغيم ربيع وزهور، وكرس لها محمد فوزي استعراضا غنائيًا أطلق عليه استعراض الزهور؛ حيث «لكل لون معنى ومغنٍ»، فالزهور عند فوزي تشبه «الستات»؛ فللبنفسج لغة، وللقرنفل لغة، وكذلك للورد البلدي لغة، لغة أنثوية خالصة».
وردة الأسطورة والفلسفة
ويتوقف الكتاب عند البعد الفلسفي للوردة، أو الكيفية التي تناولت بها الفلسفة، في مرحلتها المبكرة، الورود في سعيها لفهم المثل العليا، أو بالأدق؛ «لفهم العلاقة بين الجمال وعالم المثل كذلك التأويل الشعري المنسوب لأفلاطون الذي ذهب إلى أن الإنسان كلما يرى شيئا جميلا، تسري في جسده رجفة، كأنما أصابته حمى، فتفتح مسام جسده، وينبت منها ريش وجناحان، يحلّق بهما في عالم المثالية».
ومن هذا المثال تحيلنا إلى الأسطورة وعلاقتها التخييلية بعالم الورود. «وقبل أطروحات الفلسفة، نسجت الأسطورة اليونانية القديمة صلة بين ربة الجمال أفروديت وبين الوردة التي تعددت مرويات قصة خلقها وظهورها السحري، تشير إحداها، كما سبقت الإشارة إلى أن الدمعة الأولى التي طفرت من عين أفروديت حزنًا اختلطت بالتراب فنبتت منها وردة بيضاء، فصارت الوردة مخلوقة من أثر جمال محض».
كما استخدم هيجل الوردة كرمز في كتابه البارز «ظاهريات الروح» أو«فينومينولوجيا الروح»، ليشير إلى أن الشيء يصبح ما هو عليه حتى لو لم يعه في مراحله الأولى فبرعم الوردة يختفي حالما تتفتح بتلاتها وأوراقها، وقد تتخيل أن ثمة تعارضا بين بتلات الوردة والبرعم، ولكن ما يحدث هو أن الحقيقة انتقلت إلى حقيقة أخرى ويصبح كل طور منها ضروريا لبلوغ الحقيقة الأكبر، وهو ما يشبه مراحل الفكر فكل فكرة تتضمن داخلها فكرة أخرى، وكذلك يمكن فهم التاريخ نفسه، فلو الوردة الضئيلة تحمل في جوهرها شجرة، وانشقاق البتلات من قلب الوردة طور جديد في دورتها ووحدتها وقصتها.
تنتقل منى أبو النصر بين المعاني التي يولدها استخدام الزهور في حقول الأدب والفن السينمائي واللوحة التشكيلية والشعر والأغنية، كما تتنقل نحلة رشيقة بين حقول ورد، أو كما يفعل البستاني وهو يعتني بزهوره ويتأمل أحوالها ويضع لمساته المطلوبة لكل منها.
وهي تصف الكتاب كله كحالة من البستنة، وتحيل إلى حوار أجرته مع الكاتبة منصورة عز الدين وصفت فيه الأخيرة ارتباط علاقتها بالكتابة بعلاقاتها بالنباتات والزراعة. وكيف تعلمت منها الصبر والعناية بالتفاصيل والانتباه إلى البيئة المحيطة وبذل أقصى ما تستطيع من جهد على أمل أن يثمر إذا كانت الظروف مواتية، فما أجملها من ثمرة تسقط فوق مائدة الكتابة.
وقد تبدو الجولة الواسعة في حقول المعرفة التي اتخذت من عالم الزهور موضوعا دلاليا عشوائية أو أنها تخضع لمنطق التداعي الحر، لكن الكتاب في الحقيقة مقسم إلى فصول وفق موضوعات محددة، وبالتالي فقد تظهر أمثلة من شكسبير في أحد الفصول لأنها تتناول موضوع الورود السامة، ثم يعاود شكسبير الظهور لاحقا في فصل يتناول حروب الورود لدى شكسبير.
كما أن موضوعا مثل «استعراض الزهور» قد يجمع بين مثال من «أليس في بلاد العجائب»، يجاوره مثال لأغنية من أغنيات محمد فوزي. وقد تنتقل من قصائد عن الورد لدرويش ومنها إلى عقد الياسمين الذي يظهر في ختام قصة «زعبلاوي» لنجيب محفوظ، ثم تعرج إلى رائحة الليلك في «قمر على سمرقند» للمنسي قنديل، و«خزامى» سنان أنطون.
وأما ما قد يتشابه في دلالات استخدام الورود سواء في ملحمة سردية مثلا مع مشهد من فيلم أو حتى من فكرة فيلم كاملة فسوف يتتاليان في فقرات الكتاب الذي لا يتوقف عند السرد الأدبي فقط، كما سبقت الإشارة، بل في كافة أنواع الفنون البصرية وفنون الأداء وصولا إلى فن الباليه والفن التشكيلي.
وتوسع منى أبو النصر دائرة بحثها وصولا إلى بعض النماذج البلاغية في الكتاب المقدس، وفي القرآن الكريم. تقول:
«يبدو الانتقال من تأمل الزهور كوحدة مادية إلى تأملها كحالة وجودية لها منطقها الجمالي الخاص، والحزين أيضا جعلها مادة طيّعة أمام المبدعين بوصفها سردية كاملة عن الحياة والموت، الجمال الخالص والذبول المؤرق، ولا لتلقيها بمنطق رومانسي أو فانتازي عند مقاربة مواصفاتها الشكلية مع البشر، والأمر هنا متسع باتساع المخيلة ذاتها. فعندما التقط القمر الصناعي صورة مُقرَّبة لخسوف قمر مايو عام ٢٠٢٢، علقت الصحف أنه يبدو كزهرة حمراء، القمر هو وجهها الأحمر، بذيل طويل يتبعه كساق الزهرة، فأطلقوا عليه «زهرة القمر الحمراء العظيمة»، وإن بدا كزهرة غاضبة وحشية في ليلة منزوعة الرومانسية؛ لا قمر صافٍ فيها. ويمكن هنا استدعاء التعبير القرآني (فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾ (الرحمن: آية ٣٧)، في وصفٍ مشهدي مهيب للسماء لحظة انشقاقها وتصدعها يوم الساعة».
منهج شهرزاد
لكن اللافت في هذه الرحلة الطويلة هو المنهج السردي الذي يربط هذه الأمثلة ببعضها البعض، ويتوالى سردها، ثم تحليلها، في نسيج سردي رشيق وبليغ وممتع، يذكرنا بحكايات شهرزاد في تدفقها وسلاستها. فهي قد تلقي الضوء على بعض تجارب المعاجم المتخصصة في الزهور مثلا «أما (قاموس الزهور Le language des Fleurs الفيكتوري)، فقد كان باكورة إبداعية تُنسب تاريخيا لسيدة تُدعى (شارلوت دي لاتور)، ويقال إن شارلوت كان اسما مستعارًا، ويُقال إن كتابها راق لكثير من الناشرين في أوروبا، فطبعوا منه مئات الطبعات خلال القرن التاسع عشر.
وتعرج على نماذج من الأفلام السينمائية التي اشتهرت ببطولة رمزية الورد بها، موضحة أن الفن السينمائي استعان بالورود في محاولة لفهم العلاقة بين الجمال والمثالية، فظهرت ورود «الروز» الحمراء في فيلم «جمال أمريكي» كرمز للجمال المثالي، وخلق الفيلم معادلا بشريًا لهذا الجمال بظهور (أنجيلا) الشقراء؛ الفتاة المراهقة بالغة الجاذبية التي تمثل صورة الجمال الشاهق، الذي سيبدل حال البطل ويخرج من داخله تمردا لم يعِ وجوده داخله من قبل وهو يسعى للاقتراب من هذا الجمال».
وفي فيلم «اقتباس» يجد البطل «شارلي كوفمان» نفسه في أوج شعوره بالتورط بعد تكليف شركة الإنتاج له بكتابة فيلم مقتبس عن كتاب سارق الأوركيد، وما زاد من ورطة الكاتب، بالإضافة إلى معاناته وقتها من قفلة الكتابة، هو أن الكتاب المراد تحويله لسيناريو بتوليفة هوليودية، هو كتاب غير أدبي ومحوره «زهرة». فيخوض الكاتب رحلة ذهنية شاقة، يتبعها بمحاولة الاقتراب من عالم الأوركيد، فيصل إلى معرض مُخصص لزهور الأوركيد، بدا كاستعراض مثير.
كما ستحيلنا بطبيعة الحال إلى رواية مثل «العطر» لباتريك زوسكند والفيلم المقتبس عنها لبيان دور الزهور في موضوع مذهل بموضوعه المتمثل في رغبة الإنسان بتمثل الطبيعة في الكائن البشري. ولن تنسى أن تقدم تحليلا لواحد من أجمل أفلام كلاسيكيات السينما الصامتة للفنان العظيم تشارلي شابلن، وهو فيلم أضواء المدينة مسلطة الضوء على الدور الرمزي للورد في الفيلم، وغيرها الكثير من المشاهد من أفلام عالمية ومصرية.
وبيّن ما يتناوله الكتاب أثر الزهور النفسي على كتاب وفنانين، وعلاقات مدهشة أسفرت عن فنون رفيعة مثل لوحات فنية شهيرة كثيرة للفنان العبقري فان جوخ مثلا الذي كانت تربطه علاقة افتتان بزهور عباد الشمس مثلا. ولن يفوتها الإشارة إلى كتاب قاسم حداد الجميل «أيها الفحم يا سيدي» الذي تناول فيه سيرة فنية لفان جوخ تضمنت بين ما تضمنت وصف اللون الأصفر من ذهنية الفنان المهووس به.
كما تحيلنا أيضا إلى أثر الزهور الصفراء على كاتب كبير مثل الكولومبي ماركيز، وهو ما قد نراه مثلا في مشهد هطول المطر المكون من الورود في أحد مشاهد مائة عام من العزلة «فصارت كغطاء كثيف للحيوانات التي تنام في عراء الليلة، وافترشت كل البلدة، فكان لزاما عليهم إزالتها بالمجارف حتى يتمكن المارة من العبور، فكان ستار الورود الذي غمر الأرض تشييعا لمؤسس ماكوندو الخيالية».
جنازة الورود الصفراء الأسطورية
ثم تستطرد لتشرح أثر الورود نفسها على ماركيز الذي تجلى في الرواية وفي حياته أيضا إذ يقال إنه لم يكن يمكنه الكتابة إذا لم تكن أمامه في المزهرية الزهور الصفراء التي يحبها.
«وكما أحيط مؤسس ماكوندو بجنازة أسطورية، فقد أمطرت الورود الصفراء كذلك في جنازة جابرييل ماركيز إبريل (۲۰۱٤)؛ حيث حمل الكولومبيون إلى مرقده الورود الصفراء التي طالما أحبها جابو لتشيعه، في مشهد طالما رآه جابو واستحضره قبل سنوات طويلة وهو يكتب مائة عام من العزلة».
فالناس الذين يشيعون جابو كانوا يعرفون مدى تعلقه بالروز الأصفر تحديدا، ليس فقط في أدبه، ولكن في حياته ويومياته، فقد كان يظهر واضعًا وردة صفراء في عروة سترته، وينهي إمضاء اسمه بخط ملتو وكأنه ساق تنفرج منه وردة. وكما حكى لصديقه الصحفي الكولومبي بلينيو أبوليو ميندوزا، أنه كان ينزعج إذا ما وجد مزهرية مكتبه خالية من وردة صفراء، فقد رأى فيها تميمة لحسن الحظ، وتفاءل بها. وربما رأى جابو في الوردة الصفراء رمزا لخلوده.
من خلال كتابها هذا، تقدم لنا منى أبو النصر عملا نوعيا متميزا يجمع بين السرد والمعرفة والتحليل والجمال. يعكس الكتاب حب الكاتبة للزهور واهتمامها بالرموز الجمالية في الأدب والفن ، بما يجعل من الكتاب دعوة للقارئ لاكتشاف جماليات الزهور ودلالاتها العميقة ولغتها وشخصيتها في الأعمال السردية والفنية.
إبراهيم فرغلي كاتب وروائي مصري