صحيفة الخليج:
2025-03-09@14:00:08 GMT

الإمارات.. «نووية سلمية» لتحقيق أمن الطاقة

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

الإمارات.. «نووية سلمية» لتحقيق أمن الطاقة

إعداد: محمد إبراهيم

تُعد الإمارات من أكثر الدول في العالم اهتماماً بالاستدامة، وكانت الطاقة النووية السلمية مساراً فاعلاً لتوفير النمو الاقتصادي المستدام، وتوفير طاقة صديقة للبيئة، وبناء القدرات، حيث تشكّل جميعها أسس الاستدامة في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية.
ويوفر البرنامج النووي السلمي للدولة، مصدراً جديد للطاقة، إذ يوفر طاقة كهربائية صديقة للبيئة، ويحقق وفرة لتشغيل الصناعات الجديدة وتحقيق أمن الطاقة، ودعم النمو الاقتصادي المباشر عن طريق إنشاء صناعة تمتاز بالحداثة، وتستخدم تقنيات عالية، وتطوير القدرات والكفاءات الإماراتية، لضمان أيدي عاملة وطنية عالية المهارة تقود هذه الصناعة لعقود قادمة.


جاء إعلان الإمارات عن التشغيل التجاري الكامل لمحطات براكة الأربع، بمثابة محطة جديدة من الإنجازات التي ترسم مستقبلاً مشرقاً للوطن والمواطن، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ليسطر التاريخ منجزات الإمارات السلمية النووية.
وفي التقرير التالي، ترصد «الخليج» أبرز المحطات لجهود الدولة وإنجازاتها في مجال الطاقة النووية، واستخداماتها السلمية من أجل مستقبل أفضل للوطن والمواطن، وتعزيز مسارات التنمية المستدامة للاقتصاد الوطني.
رؤية أبوظبي 2030
البداية كانت مع رؤية أبو ظبي الاقتصادية 2030 التي تضمنت استراتيجية ممنهجة للنمو المستدام، تركز على التطوير في 5 مجالات حيوية مؤثرة، تشمل: الاقتصاد، والموارد الاجتماعية، والموارد البشرية، والبنية التحتية، والبيئة، فضلاً عن الارتقاء بالعمليات الحكومية للوصول إلى اقتصاد ومجتمع مزدهر، ومتنوع وحيوي. وفي خطوة جادة لتحقيق هذه الرؤية، تم تأسيس مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عام 2009 لتواصل مراحل النمو والتطور، فقد كانت في البداية شركة نووية صغيرة مع عدد قليل من الموظفين، لتتحول بعد سنوات من العمل الجاد إلى شركة رائدة عالمياً، يتجاوز عدد العاملين فيها 3500 موظف وموظفة، ويركز هدفهم الرئيسي على توفير طاقة نووية موثوقة ومستدامة للدولة.
وتعد الطاقة عنصراً أساسياً لدفع التطور والنمو في دولة ناجحة ومتنامية اقتصادياً، مثل دولة الإمارات، وهنا تكمن أهمية الطاقة النووية التي سيكون لها دور كبير في المستقبل، إذ توفر فرصة تطوير مصدر للكهرباء آمن وفعال وموثوق وصديق للبيئة، وتُسهم في استراتيجية تنويع مصادر الطاقة.
وركزت مهمّة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، على توفير المصدر الجديد من الطاقة للدولة، حيث إن التشغيل التام لمحطات براكة الأربع، يوفر ما يصل إلى ربع احتياجات الدولة للطاقة الكهربائية، ويحد من انبعاث 22 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، ما يعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرقات، كما أنها تعد أكبر مصدر للطاقة النظيفة في المنطقة.
عمليات الإنشاء
بدأت عمليات إنشاء محطة براكة للطاقة النووية عام 2012، وأثبت الموظفون والمقاولون الذين يعملون في الموقع التزاماً قوياً ووثيقاً، بأعلى معايير السلامة والجودة، وفي عام 2015، حققت المؤسسة إنجازاً عالمياً، حين أصبحت أول موقع في العالم يجري فيه بناء أربع محطات نووية متطابقة في آن واحد، وفي موقع واحد. كما يعد البرنامج النووي السلمي الإماراتي من أضخم المشاريع الواعدة التي أثبتت نجاحها بطرق مختلفة، ووضعت بذلك مقارنة معيارية للدول التي ترغب في البدء بمشروع نووي سلمي. وتحملت شركة براكة الأولى مسؤولية ضمان قيام مؤسسة الإمارات للطاقة النووية و«كيبكو»، بتطوير المحطات وفق أعلى معايير الجودة والسلامة.
اتفاقية تمويل
في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، و«كيبكو»، عن اتفاقية تمويل مشروع محطات براكة، إذ يعكس الدعم المقدم للمشروع من وكالات الائتمان والبنوك التجارية، الإدارة المحكمة وجودة المشروع. وبلغت متطلبات تمويل المشروع الإجمالية 24.5 مليار دولار، تم تقديم 19 ملياراً منها كقرض مباشر من حكومة أبوظبي، و2.5 مليار دولار كقرض مباشر من بنك التصدير والاستيراد الكوري الجنوبي، فضلاً عن اتفاقيات قروض بقيمة 250 مليون دولار، مع خمسة بنوك تجارية، محلية ودولية. وبلغ إجمالي التزامات حقوق الملكية 4.7 مليار دولار، لتأسيس شركة براكة الأولى لتتبع الائتلاف المشترك مقابل حصة ملكية مشتركة للشركة بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، و«كيبكو»، ويتيح الإطار التمويلي المحكم للشركة إدارة المصالح التجارية للمحطات، والتعاقد مع شركة نواة للطاقة لتشغيل وصيانة المحطات الأربع.
هيكل التسعير
أيضاً، في أكتوبر 2016 أعلنت شركة براكة الأولى «أبوظبي للماء والكهرباء»، التي أصبحت منذ ذلك الحين شركة مياه وكهرباء الإمارات، عن اتفاقية شراء الطاقة، والتي توافق على هيكل تسعيرة الكهرباء التي تنتجها محطات براكة الأربع، وتعد هذه الاتفاقية إنجازاً تجارياً هاماً للمشروع، حيث تم الاتفاق على السعر الذي سيتم به بيع الكهرباء التي تنتجها محطات براكة إلى الشبكة.
ومع تولي «براكة الأولى» إدارة المصالح التجارية لمحطات براكة للطاقة النووية، تمتلك مؤسسة الإمارات للطاقة، و«كيبكو»، الأدوات اللازمة لمواصلة إنجاز المحطات بطريقة آمنة، وفعالة، ومجدية تجارياً.
وفي إبريل/ نيسان 2008 أصدرت الإمارات وثيقة «سياسة الإمارات المتبعة لتقييم وإمكانية تطوير برنامج للطاقة النووية السلمية في الدولة»، إذ ارتكزت على أعلى معايير السلامة والشفافية والأمان، إلى أن أصبحت نموذجاً يُتحذى لمختلف دول العالم التي تدرس إمكانية تطوير الطاقة النووية لديها. وركزت السياسة على 6 نقاط رئيسية، تضم الشفافية التشغيلية التامة، وأعلى معايير حظر الانتشار النووي، وترسيخ أعلى معايير السلامة والأمن، والتنسيق المباشر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والالتزام بمعاييرها، وعمل شراكات مع حكومات الدول المسؤولة والمؤسسات ذات الخبرة المناسبة، وضمان استدامة الطاقة النووية على المدى البعيد، فضلاً عن تطوير البرنامج مع وضع السلامة وحظر الانتشار النووي في أهم الأولويات، والأهم من ذلك الامتناع عن التخصيب المحلي لليورانيوم، أو إعادة معالجة الوقود النووي. وتعد هذه السياسة نموذجاً جديداً لمساعدة الدول التي لا تملك برامج نووية لاستكشاف خيار إنشاء برنامج للطاقة النووية السلمية، مع الدعم والثقة الكاملين من المجتمع الدولي، كما أصدرت الإمارات عام 2009، قانون الطاقة النووية الذي ينص على أهمية الالتزام بأقصى المعايير صرامة في السلامة، والشفافية، والأمن.
طريق استراتيجي
بعد إنشاء مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، تم تكليفها بتطبيق البرنامج النووي السلمي الإماراتي، وتطوير محطات براكة للطاقة النووية، المكوّن الأساسي للبرنامج والتي تعد الأولى من نوعها في العالم العربي، إذ تعمل عن كثب مع حكومة الإمارات وكوريا، والعديد من الجهات المعنية المحلية، والإقليمية، والدولية، لتطوير برنامج سلمي للطاقة النووية يدعم تنويع مصادر الطاقة في الدولة، وتوفير كهرباء صديقة للبيئة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة لعقود مقبلة، كما يسهم في دعم جهود الدولة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام وحماية البيئة.
ولضمان إنجاز كل عناصر البرنامج النووي السلمي الإماراتي بطريقة استراتيجية، ومنظّمة، قامت المؤسسة والشركة التابعة لها، شركة نواة للطاقة، بتطوير الاستراتيجية المؤسسية (2020 – 2024) والتي تركز على تلبية عدد من الاستراتيجيات، منها إنتاج طاقة كهربائية آمنة، وموثوقة، وصديقة للبيئة، من المحطات الأربع بأمان، وعلى درجة عالية من الفاعلية، ضمن جدولة زمنية محددة، وتأمين سلسلة إمداد قيّمة، وفعّالة للقطاع النووي الإماراتي، لضمان توفير منتجات وخدمات عالية الجودة، في الوقت المناسب.
وتضمنت الاستراتيجيات تطوير كفاءات في مجال الطاقة النووية، ودعم برنامج التوطين، وترسيخ ثقافة تشغيل نووي فريد من نوعه، والتي تمكن فريقاً متعدد الثقافات عالي الأداء من التعايش معاً وفقاً للقيم المؤسسية، إذ تتماشى الاستراتيجية مع القيم المؤسسية التي ترتكز على تحمّل المسؤولية، والعمل الجماعي، والسلامة، والنزاهة، والثقة، والتميز.
هيكل حوكمة
وضعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، هيكل حوكمة مبسطاً، هو الأنسب لقيادة البرنامج النووي السلمي للإمارات، وباعتبارها كياناً أساسياً، فإن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تعوّل حالياً على الهيكل المناسب لمواصلة قيادة ودعم تنفيذ مشروع براكة، كما أنها تعوّل على هيكل الحكومة الصحيح لتنفيذ البرنامج النووي السلمي للدولة.
وتدرك المؤسسة أن قوة القيادة تُعد عاملاً حاسماً لإنجاح البرنامج النووي السلمي الإماراتي، ولذلك، يقود برنامجنا مجلس إدارة مؤلف من أعضاء يتّسمون بالتميّز في المجالات النووية والمؤسسية والحكومية، وفريق إدارة تنفيذية يتمتع بسجل حافل من الإنجازات.
كما وضعت فلسفة حوكمة قوية، ودليل المبادئ الأخلاقية، وآداب المهنة، لدعم التزام المؤسسة بالتميّز المؤسسي، وضمان الجودة، ولتمكننا من تلبية المعايير الدولية ومتطلبات الاعتماد، بل وتجاوزها.
ووقعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية – كيبكو، اتفاقية الائتلاف المشترك، والتي تُعنى بشراكة طويلة الأمد، وتعزيز التعاون بين الجهتين في البرنامج النووي السلمي الإماراتي.
وقد عملت «كيبكو» جنباً إلى جنب مع المؤسسة منذ عام 2009، حين اختيرت لتكون المقاول الرئيسي لمشروع محطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة، والآن، مع توقيع اتفاقية الائتلاف المشترك، تستقي المؤسسة من خبرة شركة كيبكو التي تصل إلى أكثر من 40 عاماً من الخبرة النووية في صناعة الطاقة النووية لخدمة مشروع محطات براكة.
تطوير القوى العاملة
تعمل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، على تطوير قوى عاملة ذات مهارات عالية، لتلبية متطلبات قطاعنا المتنامي، إذ توفر برامج تدريبية منتظمة للكفاءات الإماراتية لضمان تشغيل المحطات على نحو آمن، وكان أبرزها برنامج «روّاد الطاقة» لاستقطاب ألمع الكفاءات الإماراتية، وتوفير فرص تدريبية وتطويرية بمعايير عالمية.
و حصدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية حزمة جوائز لنجاحها في تقديم برنامج نووي سلمي بأفضل المعايير العالمية، ومنها الجائزة العالمية لإدارة المخاطر، وجائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميّز، وجائزة جمعية العلاقات العامة في الشرق الأوسط (MEPRA) عام 2015، الجائزة البرونزية في فئة أفضل سمعة وصورة مؤسسية، جائزة جمعية العلاقات العامّة في الشرق الأوسط (MEPRA) لعام 2014، وجائزة أفضل حملة اتصال داخلي.
التعلم المستمر
في إطار إدراكها لأهمية التعلم المستمر وأهمية التميز المؤسسي في كل مجالات برنامج الإمارات النووي السلمي، ركزت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على تطبيق معايير التحسين والتعلم المستمر بالتعاون مع الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو»، للاستفادة من خبراتهم ومعارفهم، وأيضاً من الخبرة المستخلصة من تعاملنا مع مختلف الشركات والجهات في قطاع الطاقة النووية حول العالم.
سيف بن زايد: «براكة».. رؤية قائد وإنجاز وطن
قال الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، إن مفاعل براكة للطاقة النووية.. رؤية قائد وإنجاز وطن.
وقال سموه عبر منصة «إكس»: «الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في إرساء نموذجٍ عالمي وإنجازٍ نوعي للطاقة النظيفة السلمية، بعينٍ تنظر للغد وتبني للأجيال القادمة وتضمن للبشرية مستقبلاً مستداماً».
وأضاف سموه: «مفاعل براكة للطاقة النووية.. رؤية قائد وإنجاز وطن، ومع اكتمال تشغيل محطاته الأربع أصبح مَعلماً حضارياً تنسج فيه الإمارات من الذرّة قصصاً من النور تضيء مسارات حاضرنا ومستقبلنا نحو عصرٍ جديدٍ من الحياد المناخي والتنمية المستدامة».
سهيل المزروعي: التشغيل يعزز أمن الطاقة والاستدامة
أشاد سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، بالتقدم الكبير الذي أحرزته دولة الإمارات لضمان أمن الطاقة والاستدامة، مع التشغيل التجاري للمحطة الرابعة من محطة براكة للطاقة النووية.
وأكد أهمية مساهمة محطات براكة في تحقيق أهداف مبادرة الإمارات الاستراتيجية، بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، ودورها في تعزيز البنية التحتية للطاقة النظيفة، القادرة على تلبية احتياجات التنمية المستقبلية، حيث تنتج محطات براكة الآن 40 تيراواط في الساعة من الكهرباء سنوياً، وتوفر ربع احتياجات الدولة من الكهرباء، وهو ما يسهم في ضمان أمن الطاقة المستدامة للأجيال الحالية والقادمة، إلى جانب العوائد الاقتصادية المتعددة، ومن بينها انخفاض استهلاك الغاز الطبيعي لمستوى ما قبل 13 عاماً، بفضل كمية الكهرباء التي أنتجتها محطات براكة، التي وفرت ما قيمته 8 مليارات دولار من الغاز الطبيعي المسال.
وقال: «فخورون بأن نشهد هذا الإنجاز التاريخي لدولة الإمارات، وقطاع الطاقة النووية العالمي، والتشغيل التجاري الناجح للمحطة الرابعة في براكة، يمثل لحظة مهمة لأمن الطاقة والاستدامة في دولتنا، ويفي بالالتزام الذي تم التعهد به في عام 2008، لتوفير كهرباء نظيفة وآمنة ووفيرة للدولة». وأضاف: «نثمّن تفاني وخبرات كل من شارك في جعل هذه الرؤية حقيقة واقعة، والمساهمة في الجهود العالمية نحو كوكب أنظف وأكثر استدامة».(وام)
آمنة الضحاك: تحقيق استراتيجية الحياد المناخي
أكدت الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة أن محطات براكة للطاقة النووية، تمثل إنجازاً كبيراً للبرنامج النووي السلمي الإماراتي الذي تمكن من تطوير قدرات محلية مهمة في هذا القطاع، وقدم نموذجاً عالمياً في ما يتعلق بتسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة. وقالت آمنة الضحاك: «تُعد محطات براكة الآن أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعكس التزام الدولة بالحد من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030، حيث تنتج محطات براكة كهرباء آمنة ونظيفة وموثوقة على مدار الساعة، وتدعم النمو الاجتماعي والاقتصادي لدولتنا إلى جانب مواجهة التغير المناخي، ونتيجة لذلك أصبحت محطات براكة رائدة في مجال الاستدامة، وتقود جهود تحقيق استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050».
وأشارت إلى أن دولة الإمارات ترسخ مكانتها الريادية في المسيرة العالمية للانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، فعلى مدى السنوات الخمس الماضية، أضافت دولة الإمارات إلى نصيب الفرد من الكهرباء النظيفة سنوياً أكثر من أي دولة أخرى، حيث تم إنتاج أكثر من 75% من هذه الكهرباء من محطات براكة.
وأضافت: «يؤكد الطلب المتزايد على الكهرباء، الذي حفزته التطورات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا أشباه الموصلات، على الدور الكبير للطاقة النووية، باعتبارها مصدراً موثوقاً للطاقة النظيفة، ومساهماً محورياً في خفض البصمة الكربونية وتحقيق الحياد المناخي».
عويضة المرر: داعمة للتنمية المستدامة والنمو الاقتصادي
أكد المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، عضو مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، أن التشغيل التجاري للمحطة الرابعة من محطات براكة للطاقة النووية السلمية إنجازٌ يُعد كبيراً لدولة الإمارات العربية المتحدة يسهم بتعزيز مكانتها الريادية الدولية في قطاع الطاقة النظيفة.
وأضاف: «إن المحطات النووية تنتج حالياً 40 تيراواط في الساعة من الكهرباء النظيفة سنوياً، وتُعد أكبر مصدر للكهرباء النظيفة في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة».
وقال معاليه: «إن هذا المشروع الاستراتيجي يسهم بدور محوري في دعم برنامج شهادات الطاقة النظيفة الذي يأتي ضمن جهود أبوظبي لتحقيق أهدافها في مجال الاستدامة، كما يمتد دور المحطات إلى ما هو أبعد من إنتاج الكهرباء، ليشمل خفض البصمة الكربونية للصناعات الثقيلة والقطاعات التي يصعب خفض انبعاثاتها الكربونية، ما يعزز مكانة دولة الإمارات الريادية في مجال التكنولوجيا المتقدمة وحلول الطاقة المستدامة».
وتابع المرر: «تسهم محطات براكة بشكل كبير في تطوير قطاع الطاقة في أبوظبي، إلى جانب كونها إحدى الركائز الرئيسية للتنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والازدهار الاجتماعي، ومع تشغيلها بكامل طاقتها، ستواصل محطات براكة الأربع دفع عجلة الابتكار والتطوير وتأمين مستقبل أكثر استدامة وإشراقاً للأجيال القادمة».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات مؤسسة الإمارات للطاقة النوویة محطات براکة للطاقة النوویة النوویة السلمیة التشغیل التجاری الطاقة النظیفة للطاقة النظیفة الطاقة النوویة الحیاد المناخی دولة الإمارات مصادر الطاقة من الکهرباء أمن الطاقة من الطاقة بن زاید فی مجال

إقرأ أيضاً:

مؤسسة «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: 10 متطلبات غذائية لصيام صحي

سامي عبد الرؤوف (دبي) 
أكدت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن شهر رمضان فرصة لبدء نظام حياة صحي جديد، وفرصة لأفراد المجتمع لاتخاذ خطوات لتعزيز أنماط الحياة الصحية، من خلال تناول الغذاء الصحي المتوازن، مشيرة إلى أهمية تصحيح بعض العادات والمفاهيم المتعلقة بالغذاء خلال شهر رمضان. 
وحددت المؤسسة، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، 10 متطلبات غذائية تساعد على قضاء شهر رمضان بشكل صحي وسليم، وتحويله إلى وقت مثالي لتغيير العادات الغذائية بطريقة صحية، فضلاً عن المساعدة في إعادة تنظيم وظائف الجسم بشكل سليم. 

أخبار ذات صلة 90 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 84 ألف وجبة إفطار قدمها «الهلال» منذ بداية رمضان

وذكرت لطيفة راشد، مدير الدعم الصحي، استشاري التغذية بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أنه توجد معايير غذائية خاصة بالصيام، فالجسم خلال هذه الفترة لا يحتاج إلى سعرات حرارية زائدة، بل يحتاج إلى السوائل والأطعمة التي تساعد على إبقاء هذه السوائل في الجسم، مع ضرورة عدم التعرض للشمس لفترات طويلة، وعدم بذل أي مجهود بدني قبل الإفطار بساعتين، خاصة الأطفال والمسنين. 
ونبهت إلى أن «التغيير المفاجئ من الجوع إلى الشبع، قد يترك آثاراً ضارة للإنسان، نتيجة ارتباك عملية الهضم، وإجهاد المعدة بالتهام الأنواع المتعددة من الطعام والحلوى المحتوية على كميات كبيرة من الدهون والسكريات». 
ونصحت بالانتقال السليم والسلس من فترة الصوم إلى مرحلة ما بعد الإفطار وحتى السحور، من خلال التدرج في تناول الوجبات الغذائية الصغيرة والمتفرقة على مدار فترة الليل وحتى السحور قبيل الفجر، مشيرة إلى ضرورة تناول الخضار والفواكه، لما تحتويه من فيتامينات ومعادن وألياف غذائية مهمة للجسم.

مقاومة العطش 
حول إرشادات للتغلب على الشعور بالعطش خلال فترة الصيام، أجابت: من المهم الابتعاد عن الأطعمة عالية المحتوي من الملح (كلوريد الصوديوم) وأملاح الصوديوم الأخرى، كالأطعمة المعلبة والجاهزة والشوربة الجاهزة ومكعبات المرق، والمكسرات المملحة واللحوم المحفوظة بالتمليح، والأسماك المملحة، والوجبات الخفيفة المملحة، كالشيبس والزيتون والمخللات والأجبان المملحة وصلصة الصويا والأطعمة الصينية. 
بينت أنه يجب شرب كميات كافية من الماء والسوائل من فترة الإفطار وحتى الإمساك، وتناول كميات كافية من الفواكه والخضراوات، خاصة في السحور لأنها تتميز بارتفاع محتواها من الماء و الألياف والبوتاسيوم، فتمكث في المعدة مدة أطول فتقينا الشعور بالعطش. وحذرت من شرب الماء المثلج، خاصة عند بداية الإفطار؛ لأنه لا يروي العطش، بل يؤدي لانقباض في الشعيرات الدموية، وبالتالي ضعف الهضم ويجب أن تكون درجة البرودة معتدلة وشربها بصورة جرعات.

النظام السليم 
عن النظام الغذائي السليم، بعد الإفطار، أفادت مديرة الدعم الصحي، استشارية التغذية بمؤسسة الإمارات الصحية، أنه يجب الحرص على تناول وجبة السحور وتأخيرها وجعلها الوجبة الرئيسية، وعدم جعل الإفطار وجبة رئيسة. 
وقالت: «السحور الوجبة التي تمدك بالطاقة خلال اليوم التالي، كما يجب اختيار الأطعمة بطيئة الهضم، كالسكريات المعقدة والحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والبقول، والابتعاد عن تناول السكريات البسيطة والحلويات وشرب المنبهات، حيث إن تناول وجبة السحور سيجنب الصائم انخفاض مستوى السكر والإصابة بالصداع». 

الصداع والتدخين 
أوضحت أنه من بين المشاكل الصحية الشائعة التي قد تواجه الأشخاص عند الصيام الصداع والإمساك والحموضة؛ لذلك يجب الحرص خلال الشهر الكريم على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وشرب كميات كافية من السوائل، وتناول اللحوم قليلة الدهون، والدواجن من دون الجلد، وتجنب الأطعمة الحارة. 
وأشارت إلى أن شهر رمضان يُعد فرصة ممتازة للإقلاع عن التدخين والتوقف عنه نهائياً، كذلك فإن الشهر الكريم فرصة مثالية لتخفيف الوزن عن طريق زيادة التمارين الرياضية، مثل المشي لمدة 30 دقيقه بعد ساعتين من الإفطار أو قبل الإفطار بساعة.

كثرة الطعام .. أضرار ومخاطر 
حول المخاطر والأضرار التي قد تنجم عن كثرة تناول الطعام خلال شهر رمضان، أكدت أن شهر رمضان فرصة لبدء نظام صحي جديد، لاسيما أن هذا الشهر يعود علينا بجملة من الفوائد الصحية والنفسية والاجتماعية، التي لا نستطيع أن نغفل عنها، لا سيما مع تبني نظام حياة صحي يساعد على رفع وتعزيز المناعة. 
وشددت على أهمية وضع نظام غذائي صحي، يسهم بدوره في تخفيف وزن الجسم، وضبط مستوى السكر في الدم وتنظيم الكوليسترول الضار. 
ونبهت إلى أن تناول الطعام بكثرة بعد الصيام يتسبب في اضطرابات كبيرة في الجسم، خصوصاً مع تناول المشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، والأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، ما يؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، وزيادة الوزن التي تزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولفتت إلى أهمية ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية الخفيفة للحفاظ على صحة وكفاءة الأجهزة الحيوية واللياقة الصحية والبدنية والوقاية من الأمراض المختلفة. 
وقالت: «تسهم ممارسة الرياضة في منع زيادة الوزن، وتنشيط الدورة الدموية، وتقليل حالات الخمول والكسل، وجميع هذه العوامل تعزز مناعة الجسم، خصوصاً لدى أصحاب الأمراض المزمنة، مثل السكري وضغط الدم».

تغير العادات 
عن ملامح البرنامج الغذائي السليم وتغير العادات الغذائية خلال شهر رمضان، ‎قالت: إن الصيام في شهر رمضان له العديد من الفوائد والمميزات الإيجابية، إذ يعتبر فرصة مثالية لتغيير عاداتنا الغذائية بطريقة صحية، فضلاً عن المساعدة في إعادة تنظيم وظائف الجسم بشكل سليم.
‎وشددت على ضرورة أن يحتوي الطعام في الشهر الفضيل على المجموعات الغذائية الرئيسة، مثل النشويات كاملة الحبة والحبوب والحليب ومنتجات الألبان والأسماك والدواجن والخضراوات والفاكهة، مع ضرورة الحرص على شرب كميات كافية من المياه بين الإفطار والسحور، بما يعادل 8 أكواب ليلاً، تتضمن العصائر والمشروبات غير المحلاة لتجنب الجفاف وإزالة السموم من الجسم.
‎وذكرت أنه من الضروري أن يتم تقسيم الطعام في رمضان إلى الإفطار والسحور، إضافة إلى وجبتين خفيفتين، مع الحرص على أن تكون هناك فترة زمنية معقولة بين هذه الوجبات، مشيرة إلى أنه من الضروري البدء بتناول الإفطار على حبات التمر والماء لتزويد الجسم بالطاقة بعد ساعات الصيام الطويلة، لا سيما أن التمر يحتوي على كمية كبيرة من الألياف التي تساعد على عملية الهضم.
‎وأشارت إلى أنه من الضروري أن تكون وجبة الإفطار قليلة الدهون وغنية بالألياف، وذلك لتهيئة الجهاز الهضمي، وتجنب حدوث عسر في الهضم. 
 وشددت على ضرورة الابتعاد عن المأكولات المقلية في الزيت، واستبدالها بالمأكولات المشوية أو المطهية في الفرن، وأيضاً تجنب الحلويات مرتفعة السكر والدهون، واستبدالها بالحلويات المصنعة في المنزل، والتي تتضمن الحليب ومشتقاته، مثل الأرز بالحليب قليل الدسم، أو سلطة الفواكه الطازجة أو المكسرات غير المملحة، وكذلك الابتعاد عن اللحوم المدخنة والمصنعة واستبدالها باللحوم المطبوخة في المنزل.

مقالات مشابهة

  • قرارات حكومية لتأمين الطاقة الكهربائية في الصيف المقبل
  • قطر تطالب بإخضاع منشآت إسرائيل «النووية» لإشراف «وكالة الطاقة الذرية»
  • قطر تطالب المجتمع الدولي لإخضاع منشآت إسرائيل النووية
  • الطاقة الدولية: مصر ثاني أكبر منتج للطاقة الشمسية في إفريقيا
  • مؤسسة «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: 10 متطلبات غذائية لصيام صحي
  • مصدر أمني في وزارة الداخلية لـ سانا: بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية، ونعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري.
  • وزير الموارد المائية يطلع على محطة العرشاني ومشروع الطاقة ‏الشمسية لتغذية محطات مياه إدلب
  • خبير طاقة: محطة الضبعة النووية من أحدث الموديلات الأكثر أمانا
  • رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعلق على تصريح ماكرون بشأن الأسلحة النووية
  • استعدادات للمرحلة الـ 7 من «مجمع محمد بن راشد»