مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تظهر على المشهد السياسي تحركات مكثفة وتصريحات متتالية من المرشحيْن الرئيسيين، وقد برز الملف الاقتصادي كإحدى أهم القضايا التي تتصدر الحملات الانتخابية للمرشحيْن الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب.

وفي مداخلة مع فقرة "نافذة الانتخابات الأميركية" قال مراسل الجزيرة عبد الفتاح فايد إن هاريس قدمت في خطابها الأخير خطة اقتصادية تهدف إلى التأثير المباشر على حياة ورفاهية الأميركيين، وتشمل هذه الخطة خفض الضرائب على أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مع زيادة الضرائب على الأثرياء.

وأضاف أن هاريس وعدت بتقديم دعم للراغبين في شراء مساكن للمرة الأولى وبناء ملايين الوحدات السكنية الجديدة، مؤكدة أن خطتها ستشمل ما لا يقل عن 100 مليون أميركي، خاصة الطبقة المتوسطة.

كما حاولت المرشحة -وفقا لفايد- التأكيد على اختلافها عن الرئيس الحالي جو بايدن، حتى وإن كانا ينتميان للحزب الديمقراطي نفسه، وأكدت أنها ستكون مختلفة في تعاملها مع جميع الملفات، سواء ما يتعلق بالشرق الأوسط أو الاقتصاد المحلي.

وعود ترامب

أوضح مدير مكتب الجزيرة في واشنطن عبد الرحيم فقرا أن ترامب ركز في خطابه الاقتصادي على خفض أسعار الطاقة، واعداً بتخفيض أسعار المحروقات إلى النصف حال فوزه، منتقدا سياسات إدارة بايدن المناهضة للطاقة الهيدروكربونية ومعتبراً أنها سبب ارتفاع الأسعار.

كما وعد ترامب بتخفيض الضرائب والتكاليف المرتبطة بالطاقة وأسعار الفائدة، مؤكداً أن خطته ستؤدي إلى خفض التضخم وزيادة النمو الاقتصادي.

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أدلى ترامب بتصريحات مثيرة حول علاقته بإسرائيل، مؤكداً دعمه القوي لها، ونقل عنه مدير مكتب الجزيرة قوله إنه خلال فترة رئاسته السابقة نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.

كما أشار ترامب إلى دوره في تشجيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة، وهي تصريحات يرى مدير مكتب الجزيرة أنها تأتي في إطار محاولة استقطاب أصوات الناخبين اليهود الأميركيين والمؤيدين لإسرائيل.

وفي تطور لافت، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تقارباً في نسب التأييد بين المرشحين، حيث أصبحت هاريس تتقدم على ترامب بفارق ضئيل يبلغ 1.9% على المستوى الوطني، حيث حصلت على تأييد 48.1% من الناخبين المستطلعة آراؤهم مقابل 46.2% لترامب.

قواعد المناظرة

وفقا لمراقبين فإن هذا التقارب في النتائج أدى لتغيير بإستراتيجيات الحملات الانتخابية، فقد لوحظ أن حملة ترامب بدأت تركز بشكل أقل على ولايات مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، وتوجهت نحو ولايات أخرى مثل كارولينا الشمالية وأريزونا ونيفادا، حيث كان يتمتع بتقدم كبير باستطلاعات الرأي قبل أن تصبح هذه الولايات محل تنافس بين الجانبين.

ومع اقتراب موعد الانتخابات، يزداد التركيز على الولايات المتأرجحة التي قد تحسم نتيجة الانتخابات، ويبدو أن كلا المرشحين يدرك أهمية كل صوت بهذه الولايات، خاصة مع توقع أن تكون النتائج متقاربة.

وفي سياق متصل، أعلنت شبكة "إيه بي سي" (ABC) الأميركية عن القواعد المنظمة للمناظرة الرئاسية المرتقبة بين هاريس وترامب في وقت لاحق من هذا الشهر.

ومن أبرز هذه القواعد إغلاق ميكروفون المرشح بمجرد انتهاء مدة مداخلته، وهو ما أثار جدلاً كبيراً، خاصة مع مطالبة حملة هاريس بإلغاء هذه القاعدة، كما تشمل القواعد عدم وجود جمهور بالقاعة، وعدم السماح للمرشحين بإلقاء كلمة افتتاحية، مع السماح بكلمة ختامية مدتها دقيقتان لكل مرشح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

هل تؤثر مناظرة هاريس وترامب على نتيجة الانتخابات؟

أثار اتفاق آراء السياسيين والمراقبين على نجاح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في المناظرة مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والتي أقيمت الثلاثاء الماضي في ولاية فيلادلفيا، سؤالا عن مدى تأثير المناظرة على نتائج الانتخابات.

وأكد مراقبون أن هاريس نالت من رباطة جأش الرئيس السابق واستفزته ووضعته في موقف الدفاع، مما جعله يرد بمزاعم بلا أساس من الصحة، واضطر إلى اتخاذ موقف دفاعي طوال المناظرة تقريبا.

ومع اقتراب المواجهة، رأت كلتا الحملتين أن المناظرة ربما تكون أفضل فرصة متبقية لإحداث التغيير في سباق متقارب جدا قبل أقل من 8 أسابيع من يوم التصويت.

وأراد أنصار ترامب أن يرتقي الرئيس السابق فوق الهجمات العنصرية التي جنح إليها في حملته الانتخابية.

في حين أرادت هاريس توضيح سياساتها أمام الجمهور المتحفز واستدراج ترامب لارتكاب خطأ قد يجعل الناخبين يشككون في حالته السلوكية والمزاجية.

كيف استفزته؟

ونجحت هاريس عموما بما أرادت. فقد بدأت بمصافحة ترامب في بداية المناظرة واستدرجته مرات إلى فخ الاستفزاز.

وجاءت اللحظة الحاسمة بعد نحو نصف ساعة حين تهكمت هاريس على تجمعاته الانتخابية قائلة إنها كانت مملة وإن الحاضرين كانوا يغادرون مبكرا بسبب شعورهم بالإرهاق.

وبدا الارتباك على الرئيس السابق المعروف بحساسيته الشديدة تجاه أحجام تجمعاته الانتخابية.

ورد بطريقة تدل على التشتت، فزعم أن المهاجرين في البلاد يقتلون الحيوانات الأليفة ويأكلونها بشكل غير قانوني في سبرينغفيلد بولاية أوهايو.

وأشار أحد مديري المناظرة إلى عدم صحة هذا. لكن ترامب ظل متمسكا بما قاله.

هل تحكم النتيجة؟

وقال مستشارو ترامب إنهم يعتقدون أن أداء ترامب كان سيئا وأنه وقع في الفخاخ التي نصبتها هاريس، لكنها لم تكن بالسوء الذي قد يغير مسار السباق ونتائج الانتخابات.

كما قال بعض الناخبين إنهم لم يتأثروا بأداء هاريس بالمناظرة، ووجدوا سياساتها غامضة للغاية.

والبيانات حتى الآن مربكة. ويتعين الانتظار بضعة أيام ثم إجراء بعض استطلاعات الرأي لمعرفة مدى تأثير المناظرة المحتمل على تغيير مسار السباق.

ومع استمرار التأرجح في كل الولايات التي تحتدم فيها المنافسة، قد يصبح أي دعم، ولو كان هامشيا، يحصل عليه أي من المرشحين حاسما.

مقالات مشابهة

  • نائب ترامب يتهم المهاجرين بالتهام الحيوانات الأليفة وهاريس تتقدم
  • كيف يدعم محبو تايلور سويفت كامالا هاريس في الانتخابات الأميركية؟
  • رغم قلة أصواتهم.. المسلمون يدفعون بمرشحة ثالثة نحو الأضواء في الانتخابات الأميركية
  • بابا الفاتيكان ينتقد ترامب وهاريس معا.. يجب اختيار أخف الضررين
  • بالتواريخ.. ترتيب أحداث انتخابات الرئاسة الأميركية حتى يوم التنصيب
  • البابا ينتقد هاريس وترامب ويحث الكاثوليك الأميركيين على اختيار أخف الضررين
  • الاقتصاد والهجرة والمناظرات محاور التنافس بين ترامب وهاريس بالولايات المتأرجحة
  • هاريس وترامب يتوجهان إلى الولايات الأمريكية الحاسمة لنتيجة الانتخابات
  • هل تؤثر مناظرة هاريس وترامب على نتيجة الانتخابات؟
  • مناظرة ترامب وهاريس.. هل تؤثر على نتيجة الانتخابات؟