انهيار الاقتصاد والهجرة .. مؤشرات زوال الكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يشهد الاقتصاد الإسرائيلي تدهورًا متسارعًا نتيجة العجز المتزايد في تمويل العمليات العدوانية المستمرة والحصار المفروض على غزة.
في الوقت ذاته، تتدهور القطاعات الاقتصادية الحيوية التي كانت تدر مليارات الدولارات، بسبب الحصار البحري المستمر على الكيان الصهيوني، والضربات المتواصلة من قبل المقاومة الفلسطينية، والعمليات الاستراتيجية لحزب الله.
وقد أدى ذلك إلى زيادة هروب رؤوس الأموال، وسحب الاستثمارات، وإغلاق الشركات الصغيرة والمتوسطة. في ظل تصاعد التوترات الداخلية والخارجية، شهد الكيان الإسرائيلي إضرابًا عامًا شل معظم “الوزارات” و”المؤسسات ” الخدمية، مما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
هذا الإضراب، الذي جاء احتجاجًا على سياسات “حكومة” الكيان ، أضف إلى سلسلة من الأزمات التي تواجه الكيان المحتل، بما في ذلك تراجع الناتج المحلي الإجمالي وتفاقم الأوضاع الاقتصادية.
إلى جانب ذلك، تتزايد مشكلة الهجرة العكسية، حيث بات أكثر من 25% من اليهود الصهاينة يفكرون في مغادرة الأراضي المحتلة بحثًا عن ملاذات أكثر أمانًا واستقرارًا. كل هذه الظواهر، لا شك تعكس تآكل الثقة في قدرة “حكومة ” العدو على توفير الأمن والاستقرار، مما يزيد من الضغوط على المجرم ” نتنياهو” في التعامل مع التحديات المتعددة التي تهدد استقرار حكومته وأمنها الاقتصادي.
وقبل أن تأمر “محكمة العمل” في “تل أبيب” بإنهائه في الساعة الثانية والنصف ظهرًا من أمس الأربعاء، شل إضراب عام معظم “الوزارات” و”المؤسسات” الخدمية في الكيان، وكان الناتج المحلي “الإسرائيلي” قد خسر خلال يوم الإثنين الماضي قرابة 1,5 مليار دولار من قيمته.
وأضيف الخسائر الجديدة إلى رصيد خسائر الكيان الإسرائيلي التي تجاوزت 70 مليار دولار، وهو المبلغ الذي مثل أعلى سقف وضعته سلطات الكيان كنفقات تقديرية لتنفيذ عدوانها على غزة، الذي بدأته في 7 أكتوبر العام الماضي.
تعطل المؤسسات
أفادت الأنباء الواردة من دهاليز “حكومة” نتنياهو، أن المرافق الاقتصادية “الإسرائيلية” تتعطل في كل يوم، ويتآكل مع كل توقف جزء من الناتج المحلي البالغ 525 مليار دولار.
مؤكدة أن هذا الواقع، أثار حفيظة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي لم يكتف بمعارضة الإضراب، بل قدم كذلك التماسًا إلى محكمة العمل ضد دعوة اتحاد نقابات العمال التي لقيت أصداء واسعة في أوساط عشرات آلاف العاملين في سائر القطاعات.
وكان مطار “بن غوريون” في الواجهة منذ ساعات الصباح المبكر، حيث توقفت عملياته لفترة مؤقتة، وهو الذي يشهد منذ 11 شهرًا إرباكًا في نشاط الملاحة الجوية، تمخّض عنه امتناع أكبر خطوط الطيران العالمية عن الوصول إلى “تل أبيب”.
بدورها، شاركت الموانئ في كل من “أسدود” وحيفا المحتلة في الإضراب، ليصيب الشلل قطاع الشحن البحري شبه المتوقف أساسًا في مرفأ “إيلات” بسبب استهداف الجيش اليمني للسفن المرتبطة بالكيان المارة من باب المندب، ما عمّق محنة الأنشطة اللوجيستية في الكيان الإسرائيلي وقدرته على إنفاذ عمليات التصدير والاستيراد. كما وافقت جل شركات قطاع التقنية الذي يمثل نحو خمس الناتج المحلي “الإسرائيلي”، على المشاركة في الإضراب، ذلك لأنها تخشى استمرار تداعيات العدوان على غزة، والتي أجبرت علامات عالمية كبرى مثل الأميركية “إنتل” على الانسحاب الجزئي من “تل أبيب”.
وكشفت “سلطة السكان والهجرة” الإسرائيلية أن عدد اليهود الصهاينة الذين غادروا في الثلث الأول من 2024 اقترب من مليون وسبعمائة ألف شخص،
ما قد يشكل هروباً مؤقتاً بسبب التدهور الأمني، ومؤشراً هاماً متعلقاً بالهجرة العكسية من الكيان الإسرائيلي إلى الخارج.،
فيما أخليت مدينة “سديروت” بالكامل، وهي تضم نحو 20 ألف مستوطن، كما يتم إخلاء المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان.
جبهة مفتوحة
في تطور غير متوقع للأحداث، شمل الإضراب معظم الوزارات والمؤسسات الخدمية، وكذلك أعضاء منتدى الأعمال الذي يضم زهاء 200 من أكبر الشركات “الإسرائيلية”، إلى جانب “رابطة الغرف التجارية” و”جمعيات المقاولين والمزارعين ” وسواها، ليتحول إلى جبهة مفتوحة معارضة لسياسات “حكومة” الكيان الإسرائيلي، ليس فقط في تعاملها مع ملف الأسرى، وإنما في سائر الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية كذلك.
ووفقا لتقارير إعلامية عبرية، حذرت ما تسمى “وزارة المالية” في حكومة نتنياهو المجرمة من كارثة اقتصادية وشيكة، وحثت على “خفض الإنفاق وزيادة الضرائب”، داعية إلى خفض الإنفاق وزيادة الضرائب.
هذه الدعوة تسلط الضوء على التناقضات والارتباك الاقتصادي، حيث يطالب “وزير المالية” في حكومة الكيان “بتسلئيل سموتريتش” بزيادة الميزانية وتنفيذ سياسات اقتصادية تتماشى مع النفقات الحكومية المتعلقة بالعمليات العسكرية والحصار على غزة.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية ، أن “وزارة مالية” الكيان الإسرائيلي حذّرت، الأحد الماضي، من كارثةٍ اقتصادية،
كما أكّدت الوزارة وجوب جباية 50 مليار شيكل (نحو 14 مليار دولار) بشكل مستعجل، محذرة من دخول الاقتصاد في دوامة في حال فشل سد فجوة العجز الطارئ في الموازنة.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى تسجيل انخفاض في سوق الأسهم في الكيان، كما كشفت أنّ كبار مسؤولي القطاعات الاقتصادية، اجتمعوا للضغط على الـ”هستدروت” (أكبر منظّمة عمّالية في إسرائيل) لإعلان الإضراب العام.
وكانت وسائل إعلام عبرية، أكدت أن اقتصاد الكيان الصهيوني يوشك على الغرق، تزامنا مع إخفاقات حرب غزة وتداعيات جبهة لبنان والحصار اليمني المفروض على السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.
عمى الألوان
وقيم الصحافي في صحيفة “معاريف” العبرية، “نتان زهافي”، نقلاً عن خبراء، “وزير المالية” في “حكومة” الكيان الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، “ليس لديه أدنى فكرة عن الاقتصاد”، وسط عدم اكتراثه للوضع الاقتصادي المتأزّم في “إسرائيل” بفعل تداعيات الحرب المستمرة منذ نحو 11 شهراً على مختلف الجبهات.
وأضاف “زهافي” أنّ “سموتريش، ذا الماضي المشكوك فيه، مصاب بعمى الألوان ولا يلاحظ الأضواء الحمراء الوامضة التي تحذّر من أنّ السفينة على وشك الاصطدام بصخور الشاطئ والغرق”، فهو “لا يرى المستثمرين يتركون السفينة الغارقة، ولا يستمع إلى مديري شركات التصنيف الائتماني الذين يخفضون تصنيف إسرائيل ويحذرون من خطورة الوضع وخفض التصنيف مرة أخرى”.
وأدّت الحرب المستمرة على مختلف الجبهات إلى خسائر كبيرة في الاقتصاد “الإسرائيلي”، حيث “ألحقت الضرر بآلاف الشركات الصغيرة، وأضعفت الثقة الدولية في اقتصاد كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه دينامو ريادة الأعمال”،
وفق وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية. تعميق الانقسامات وفي هذا السياق، لاحظت وسائل إعلام عبرية تراجعا في بورصة “تل أبيب”، مشيرة إلى أن القيادات الاقتصادية وأصحاب رؤوس الأموال بدأوا يمارسون ضغوطا على “حكومة نتنياهو” المجرمة.
ويشمل ذلك إمكانية توجيه إضراب لإجباره على الموافقة على صفقة تبادل الأسرى ووقف تصعيد الحرب.
وتؤكد نخب رجال الأعمال العبرية أن الهدف من الجهد الذي تبذله هو محاولة جادة لإيقاف الانهيار الاقتصادي الذي بات يؤثر بشكل ملموس على قطاعاتهم وشركاتهم، مشيرين إلى أن استمرار نتنياهو المجرم في إصراره على غطرسته من شأنه أن يعمق الانقسامات داخل الكيان الإسرائيلي.
وفي الوقت نفسه، نقلت “رويترز” عن مسؤولين “إسرائيليين” قولهم إن التكاليف المباشرة للحرب تجاوزت 70 مليار دولار المتوقعة في البداية.
وأضاف التقرير أن سموتريتش قدم ميزانية لعام 2025 تبلغ 68 مليار دولار، وهو ما يعتبره المراقبون الاقتصاديون محاولة لتعويض العجز الهائل هذا العام، وينظر إلى الإعلان عن العجز الحالي على أنه جزء بسيط فقط من ناحية الأرقام الحقيقية.
وبحسب صحيفة “غلوبس” العبرية، أشار “سموتريتش” إلى أن العجز هذا العام يبلغ 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك، يعتقد أن العجز الفعلي أعلى من ذلك، مما يؤكد أن تأثير الهجوم على غزة والحصار سيمتد لسنوات، مما يضع حكومة الكيان الإسرائيلي تحت ضغط هائل. ويتسارع الانهيار الاقتصادي يوميا بسبب تزايد الضربات التي تشنها جبهات المقاومة والدعم، من لبنان واليمن، والتي ألحقت خسائر كبيرة بإسرائيل، وشلت قطاعات رئيسية، خاصة الصادرات والواردات، التي باتت في حالة شلل اقتصادي بسبب الحصار اليمني. تجدر الإشارة إلى أن العملة “الإسرائيلية”، “الشيكل”، فقدت أكثر من 17٪ من قيمتها.
وفي الوقت نفسه، تستمر مؤشرات أسهم البنوك الصهيونية في الانخفاض يوميا مع فرار المستثمرين، ويواجه ميناء أم الرشراش الإفلاس، وينخفض النشاط التجاري العام في الكيان.
وهذا يشير إلى أن الكيان الإسرائيلي يواجه تحديات اقتصادية كبيرة على المدى القصير وستستمر في مواجهة آثار شديدة على المدى الطويل، حتى لو توقف الهجوم على غزة. الغضب المتصاعد وفي تطور لاحق، جدد زعيم المعارضة “الإسرائيلية” “يائير لبيد” هجومه على “حكومة” بنيامين نتنياهو، فقال محذرا “ما دامت موجودة، فالحرب ستستمر”،
وأكد أن استمرار الحرب يضر بمصالح “إسرائيل” من الناحية الأمنية والاقتصادية والسياسية.
وأوضح لبيد أن الكيان الإسرائيلي بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب، من خلال إتمام صفقة تبادل الأسرى وإغلاق “هذا الملف نهائيا”. وتأتي تصريحاته وسط انتقادات متزايدة لأداء حكومة نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بإدارة الحرب على قطاع غزة وتأثيراته على الأوضاع الداخلية في الكيان.
وعلى نفس الصعيد، تصاعدت حالة الغضب المتصاعد داخل المجتمع الصهيوني، بدعوة عائلات الأسرى الصهاينة المحتجزين في غزة إلى مواصلة المظاهرات والاحتجاجات للمطالبة بإتمام صفقة إطلاق سراح أحبائهم.
وقالت مصادر صحفية إن هذه الدعوات جاءت لليوم الخامس على التوالي، إذ تنتهج العائلات مسار الضغط المستمر سبيلا أوحد لإعادة الأسرى. وتعكس هذه الدعوات حالة من الاستياء تجاه أداء “حكومة” الكيان في إدارة ملف الأسرى، حيث يرى العديد من الصهاينة أن حكومتهم أن الحكومة تتجاهل مصالح العائلات لأجل تحقيق أهداف سياسية.
صفقة تبادل الأسرى
في سياق متصل، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، نقلا عن مصدر داخل “الائتلاف الحاكم”، أن نتنياهو كان معارضا لصفقة تبادل الأسرى منذ أسابيع.
وأوضح المصدر أن نتنياهو “اكتشف أن محور فيلادلفيا خدعة فعالة”، في إشارة إلى الخط الحدودي الذي يربط بين قطاع غزة ومصر.
وبحسب المصدر، فإن نتنياهو لايزال مصرا على موقفه في هذه الصفقة تمثل تهديدا لموقفه السياسي الداخلي، ويفضل إبقاء الوضع الحالي على ما هو عليه وعرقلة أي حل يضعف موقفه السياسي غير أبه بموجة المعارضة المتزايدة من داخل حكومته وخارجها.
وتواجه “حكومة” نتنياهو انتقادات حادة بعد نشر تقارير تكشف عن إنفاق “وزير الشتات” “عميحاي شيكلي” مبالغ طائلة على زيارات خارجية. ووفقا لحركة “حرية المعلومات” الإسرائيلية، فإن شيكلي، المنتمي إلى “حزب الليكود”، أنفق نحو 137 ألف دولار خلال النصف الأول من عام 2024 على زيارات شملت دولا مثل المجر وبولندا والولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا، وهي النفقات التي أثارت جدلا واسعا، خاصة أن بعضها لم يكن له أي علاقة بما أطلق عليه المصالح الرسمية لـ”إسرائيل”.
ترجيح إغلاق 60 ألف شركة إسرائيلية
وفي تتالي للخطوات المتسارعة نحو الانهيار، يرسم تقرير “إسرائيلي” صورة قاتمة لمآلات الحالة الاقتصادية العامة التي ستواجهها الكيان الإسرائيلي حتى نهاية العام الجاري، متوقعاً إغلاق نحو 60 ألف شركة.
ووفقاً لتقرير نشرته شركة معلومات الأعمال ” كوفاس بي دي آي” (CofaceBDI)، نهاية يوليو، فإن الشركات تضررت بسبب بيئة أسعار الفائدة المرتفعة، وتكاليف التمويل الأكثر تكلفة، ونقص القوى العاملة، والانخفاض الحاد في حجم الأعمال والعمليات، وانقطاع الإمدادات والخدمات اللوجستية، وعدم كفاية المساعدات الحكومية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “كوفاس بي دي آي” يوئيل أمير: “لا يوجد قطاع اقتصادي محصن ضد تداعيات الحرب الدائرة. تتعامل الشركات مع واقع معقد للغاية بسبب الخوف من تصعيد الحرب إلى جانب عدم اليقين بشأن موعد انتهاءها، إلى جانب التحديات المستمرة مثل نقص الموظفين وانخفاض الطلب واحتياجات التمويل المتزايدة وزيادة تكاليف المشتريات والقضايا اللوجستية”.
وبين أمير في تصريح لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، أن حوالي 77% من الشركات التي اضطرت إلى الإغلاق منذ بداية الحرب، تشكل نحو 35 ألف شركة، وهي شركات صغيرة تضم ما يصل إلى خمسة موظفين وهي الأكثر ضعفاً في الاقتصاد، “لأن لديها احتياجات تمويلية أكثر إلحاحاً عندما تتأثر عملياتها بشدة، وهي أيضاً الشركات التي تجد صعوبة أكبر في جمع الأموال الأساسية”
وأوضح أمير أن الشركات “الإسرائيلية” عانت من ركود في بداية عام 2023، وواجهت صعوبات في عمليات جمع الأموال “نظراً لعدم اليقين السياسي المحلي بشأن الإصلاح القضائي الإسرائيلي المقترح”، ثم جاء هجوم السابع من أكتوبر.
وكان تقرير سابق لـ “كوفاس بي دي آي”، أفاد بأن 46 ألف شركة أغلقت أبوابها بالفعل منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
نقص العمالة
وأفاد أمير أن الشركات العاملة في قطاعات “البناء والزراعة والسياحة والضيافة والترفيه” هي الأكثر تضررا من الحرب.
وعزا ذلك إلى اختفاء 85 ألف عامل فلسطيني من صناعة البناء في الكيان الإسرائيلي منذ بداية الحرب، ومغادرة المئات من العمال الأجانب الذين يعملون في مواقع البناء، “أدى هذا إلى إغلاق العديد من مواقع البناء بالكامل بسبب نقص العمال، وبالتالي تأخير كبير في المشاريع وتسليم الشقق”.
وقال أمير: “نشهد تدفق بعض العمال الأجانب، ولكن انخفاض العرض أدى أيضًا إلى زيادة الرواتب وارتفاع تكاليف التوظيف”.
تراجع الإنفاق
ولفت أمير إلى “تراجع الإنفاق الاستهلاكي، ونقص السياحة، والإخلاء الجماعي من المناطق المتضررة من الحرب في شمال وجنوب الكيان، أثر على الأعمال التجارية في قطاع التجارة والخدمات، بما في ذلك شركات الترفيه، وكذلك المقاهي والمطاعم”.
ولدى سؤاله عن الجهود التي تبذلها “الحكومة” لتقديم المساعدة الطارئة للشركات المتضررة من الحرب، استشهد أمير بنتائج الاستطلاع الذي أجرته “كوفاس بي دي آي” في يناير/ كانون الثاني، حيث أجاب 52% من 600 شركة تمثل مجموعة متنوعة من القطاعات، بأنهم لم يحصلوا على أي مساعدة على الإطلاق، أو أنهم لم يحصلوا على مساعدة مرضية لاحتياجاتهم على الرغم من استيفائهم لمعايير التعويض.
يألمون كما تأملون
لم يكن اقتحام المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر الماضي غلاف غزة ومستوطناتها على امتداد 45 كيلومترا ومشاهد الهلع والفرار الجماعي للمستوطنين وعجز العدو الإسرائيلي مجرد معركة عسكرية رابحة فقط، فمفاعيل تلك المعركة تشير إلى تآكل بنية وجود الكيان اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا بهروب اليهود الصهاينة الكثيف إلى الخارج تحت وطأة المشاكل الداخلية العويصة أيضا ونبوءات متوارثة ومخيفة عن زوال قريب.
“لقد هربنا إلى قبرص مباشرة بعد انطلاق صفارة الإنذار الأولى يوم السبت، أخبرني حدسي أن هذه لم تكن مجرد جولة أخرى، وكانت أعصابي متوترة لمدة 10 أشهر بسبب هذا البلد الذي جن جنونه علينا” هذا ما جاء في شهادة أحد الفارين في تحقيق لصحيفة هآرتس بعنوان “قاتل حماس أو اهرب”.
الشاهد في ذلك، لم يتعود الصهاينة على “النزوح” وبعد 7 أكتوبر الماضي بات الصهاينة ينزحون ، حيث كشفت “سلطة السكان والهجرة” الإسرائيلية أن عدد “الإسرائيليين” الذين غادروا في الثلث الأول من 2024 اقترب من مليون وسبعمائة ألف شخص، ما قد يشكل هروباً مؤقتاً بسبب التدهور الأمني، ومؤشراً هاماً متعلقاً بالهجرة العكسية من “إسرائيل” إلى الخارج.
وبالتالي، يشير دخول الصهاينة إلى دائرة النزوح وسقوط صواريخ المقاومة في “تل أبيب” وجنوب القدس وتعطيل جلسات أعضاء “الكنيست” وهروبهم إلى الملاجئ بالصورة القاتمة إلى زيف مقولة الأمن والاستقرار، ويعطي انطباعا للصهاينة عما قد يحصل مستقبلا، فباتوا يتفقدون جوازاتهم البديلة المكتسبة بحكم جنسياتهم الأصلية القديمة أو تلك التي حصلوا عليها لاحقا لاستخدامها عند الضرورة. ولعل ما يثلج صدور قلوب قوم مؤمنين أن علامات تحقق المعادلة الربانية “ويألمون كما تألمون”، باتت أكثر وضوحا في مشاهد الازدحام غير المسبوق في مطار “تل أبيب” مع المطارات الأخرى، والتي تتزايد كل يوم بالتزامن مع الضربات المؤلمة التي تواجهها المقاومة الفلسطينية وحزب الله والجيش اليمني وما تخفيه احتمالات الرد الإيراني، أكبر من أن تفسر بسياقات السفر العادية، فمعظم من يخرجون باتوا لا يعودون، ويضرب كل ذلك عمق العقيدة الصهيونية التي تقوم على عنصر الإحلال والاستقرار وتشجيع الهجرة المكثفة إلى “أرض الميعاد”، والذي كان هاجس الوكالة اليهودية منذ تأسيسها عام 1922م.
في الختام يمكن القول إن الأزمة الاقتصادية والهجرة العكسية في الكيان الإسرائيلي تعكس تآكل الثقة في قدرة الكيان على توفير الأمن والاستقرار. الإضرابات والخسائر الاقتصادية المتزايدة، إلى جانب الهجرة العكسية، تشير إلى أن هناك تحديات داخلية عميقة تهدد استقرار الكيان.
في هذا السياق، يقود السيد عبد الملك الحوثي، في خطابه الذي ألقاه اليوم أمام قيادات الدولة اليمنية الحديثة بمناسبة احتفالات شعبنا بالمولد النبوي الشريف للعام 1446هـ، الأمة نحو ضرورة العودة إلى حمل الرسالة المقدسة للمسيرة الجهادية التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم، في مواجهة التحديات بالجهاد.
وفي سائر خطاباته، يسلط سماحته، الضوء على أهمية الوعي والتنوير في مواجهة الأجندات الغربية والصهيونية، بما يعزز من موقف المقاومة ويظهر أن هناك قيادة واعية ومدركة للتحديات التي تواجهها. هذه العوامل مجتمعة تساهم في زيادة عوامل الانهيار الداخلي لبنية وجود الكيان الأساسية، مما يدفع اليهود الصهاينة إلى البحث عن ملاذات أكثر أمانًا واستقرارًا. بهذا، تصبح الدعوة إلى الجهاد ليست مجرد رد فعل على التحديات الحالية، بل هي نداء للعودة إلى الجذور والقيم التي أسسها الرسول صلى الله عليه وآله سلم، والتي تضمن للأمة القوة والقدرة على مواجهة أي تحدٍ يهدد وجودها واستقرارها.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الإسرائیلی صفقة تبادل الأسرى الیهود الصهاینة الناتج المحلی ملیار دولار فی الکیان ألف شرکة إلى جانب تل أبیب على غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
طرحت فرنسا والمملكة المتحدة فكرة إرسال قوات إلى الميدان كضمان أمني بعد اتفاق السلام. ولكن حتى الآن، يبدو أن قلة من الدول توافق على ذلك.
خلال قمة عُقدت في لندن يوم الأحد، طرحت فرنسا والمملكة المتحدة، مقترحًا لتطوير "تحالف الراغبين"، بهدف تعزيز الدفاع عن أوكرانيا والمساهمة في أي خطة سلام مستقبلية، في إطار الجهود الغربية المستمرة لدعم كييف في مواجهة التحديات الأمنية.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التحالف بأنه مجموعة من الدول "المستعدة لدعم أوكرانيا بقوات على الأرض وبطائرات في الجو، والعمل مع الآخرين ".
لا تزال طبيعة المهمة العسكرية المحتملة للقوات الغربية في أوكرانيا غير واضحة، وسط تساؤلات استراتيجية حول نطاق وأهداف هذا التدخل. ويطرح فيليب بيرشوك، مدير "معهد البحوث الاستراتيجية" في المدرسة العسكرية في أوروبا، سلسلة من التساؤلات الجوهرية حول السيناريوهات المحتملة لنشر القوات.
ويشير بيرشوك ليورونيوز إلى أن هناك فارقًا جوهريًا بين إرسال قوات إلى غرب أوكرانيا للسماح للجيش الأوكراني بإرسال وحدات محلية للقتال على الجبهة، وبين نشر قوات لحفظ السلام، حيث يتطلب هذا الأخير تمركز قوات عند خطوط التماس لمنع استمرار القتال، وهو نهج يختلف تمامًا عن التدخل العسكري التقليدي.
Relatedأوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلةرئيس وزراء السويد السابق" يصف مفاوضات ترامب للسلام حول أوكرانيا بأنها مباحثات "هواة" ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامبويقدر الخبراء أن تنفيذ مهمة حفظ سلام موثوقة يتطلب نشر عدة آلاف من الجنود. وفي هذا السياق، صرّح سفين بيسكوب، الباحث في "معهد إيغمونت" في بروكسل، لقناة يورونيوز قائلاً: "قد يكون من الضروري إرسال فيلق عسكري يضم 50 ألف جندي، لإيصال رسالة واضحة إلى روسيا مفادها أننا جادون للغاية في هذا الأمر."
ورغم أن باريس ولندن تبديان استعدادًا لاستكشاف هذا الخيار، إلا أن المواقف الأوروبية لا تزال منقسمة بشكل كبير حيال هذه الخطوة الحساسة، إذ تتحفظ بعض الدول على التصعيد العسكري المباشر، ما يضع مستقبل هذا المقترح أمام اختبار سياسي ودبلوماسي معقد.
الدول المترددةويبدو أن بعض الدول الأوروبية تتجه نحو تأييد المبادرة الفرنسية-البريطانية، لكنها لم تحسم موقفها بعد بشأن مسألة نشر جنود على الأرض في أوكرانيا.
ففي البرتغال، تعهدت الحكومة بدعم الخطة التي ستضعها لندن وباريس، لكنها ترى أن الحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا في إطار عملية حفظ السلام لا يزال سابقًا لأوانه. وأكد الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا أن أي قرار يتعلق بنشر قوات برتغالية يجب أن يُعرض على المجلس الأعلى للدفاع الوطني، المقرر اجتماعه في 17 مارس للنظر في الأمر.
أما في هولندا، فقد أوضح رئيس الوزراء ديك شوف أن بلاده لم تقدم أي التزامات ملموسة بعد، لكنه أكد انضمام هولندا إلى الجهود العسكريةالفرنسية-البريطانية للمساهمة في وضع حلول ممكنة.
بدورها، قد تنضم إسبانيا إلى المبادرة في مرحلة لاحقة، إذ صرّح وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أن مدريد "ليس لديها مشكلة" في إرسال قوات إلى الخارج، لكنه شدد على أن التركيز الحالي بشأن أوكرانيا لا يزال سياسيًا ودبلوماسيًا بالدرجة الأولى. ومع ذلك، يبدو أن الرأي العام الإسباني يدعم هذا التوجه، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة "لا سيكستا" أن 81.7% من الإسبان يؤيدون نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا.
إيطاليا وبولندا: المتشككونرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تُعد من أكثر القادة الأوروبيين تحفظًا بشأن فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، حيث وصفتها بعد اجتماع لندن بأنها "حل معقد للغاية وربما أقل حسمًا من الخيارات الأخرى". وأكدت في تصريحاتها أن إرسال قوات إيطالية لم يكن مطروحًا على جدول الأعمال في هذه المرحلة.
وترى ميلوني أن أفضل ضمان أمني لأوكرانيا يكمن في تفعيل المادة 5 من ميثاق الناتو، التي تلزم جميع أعضاء الحلف بالدفاع عن أي دولة عضو تتعرض لهجوم. ومع ذلك، يظل تطبيق هذه المادة غير واضح في ظل عدم عضوية أوكرانيا في الحلف، مما يجعل مقترح ميلوني غير محدد المعالم في الوقت الحالي.
Relatedردًّا على ترامب وبوتين: الدنمارك تُطلق صفقة تسليح ضخمة بـ6.7 مليار يوروفون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسياقمة أوروبية تناقش تعزيز تسليح أوكرانيا والحرب في غزةأما في بولندا، أحد أبرز داعمي أوكرانيا منذ بداية الحرب، فلا يزال الموقف حاسمًا برفض إرسال قوات بولندية إلى الأراضي الأوكرانية. وأوضح رئيس الوزراء دونالد توسك أن بلاده تحملت بالفعل عبئًا كبيرًا باستقبال نحو مليوني لاجئ أوكراني خلال الأسابيع الأولى من الحرب، مما يجعلها غير مستعدة للانخراط عسكريًا بشكلٍ مباشر.
وبينما تبدو وارسو مستعدة لتقديم الدعم اللوجستي والسياسي، إلا أنها لا تعتزم نشر قوات على الأرض، ما يعكس الانقسامات داخل أوروبا بشأن هذا الخيار العسكري الحساس.
المجر وسلوفاكيا، غير مستعدتين على الإطلاق للقيام بذلكتتخذ كل من المجر وسلوفاكيا موقفًا أكثر انتقادًا للدعم العسكري الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، إذ تدفعان باتجاه فتح حوارٍ مع روسيا لإنهاء الحرب بدلاً من تصعيد المواجهة العسكرية.
وهاجم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان القادة الأوروبيين المجتمعين في لندن، متهمًا إياهم بالسعي إلى "مواصلة الحرب بدلاً من اختيار السلام"، في إشارة واضحة إلى رفضه لاستراتيجية الدعم العسكري المستمر لكييف.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء سلوفاكيا عن تحفظه الشديد تجاه مبدأ "السلام من خلال القوة"، معتبرًا أنه مجرد مبرر لاستمرار الحرب في أوكرانيا بدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية حقيقية.
وبناءً على هذه المواقف، يُستبعد تمامًا أن تنضم بودابست وبراتيسلافا إلى أي مبادرة لنشر قوات أوروبية، إذ ترفض حكومتا البلدين بشكلٍ قاطعٍ الانخراط العسكري المباشر في النزاع الأوكراني.
موقف برلينتتوجه الأنظار الآن إلى ألمانيا، حيث يجري تشكيل حكومة جديدة برئاسة المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس.
وقد استبعد المستشار الألماني الحالي أولاف شولتز إرسال قوات ألمانية إلى أوكرانيا، على الرغم من أن وزير دفاعه بوريس بيستوريوس ألمح إلى إمكانية نشر قوات حفظ السلام في منطقة منزوعة السلاح، في حال وقف إطلاق النار.
إلا أن هذا الموقف قد يتغير، حتى وإن كان من الصعب إقناع الرأي العام المحلي بقرار نشر الجنود الألمان في أوكرانيا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الجديدة بعد مشادة البيت الأبيض.. زيلينسكي: مستعدون لتوقيع اتفاق المعادن ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب الغزو الروسي لأوكرانياالمملكة المتحدةالاتحاد الأوروبيقوات عسكرية