الثورة نت:
2024-09-16@03:16:09 GMT

القيادةُ الربانية

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

القيادةُ الربانية

 

عدنان عبدالله الجنيد

الحمد لله القائل: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْـمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، آل عمران- آية (121).
في ذكرى المولد النبوي الشريف “على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، ما أحوجنا لمعرفة الرسول المعرفة الصحيحة، وأن نتعرف على رسالته ومنهجه، ونقتدي ونتبع ونسترشد بالشخصية القيادية والجهادية للرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، التي تعتبر الركيزة الأَسَاسية للتغلب على دول قوى الاستكبار العالمي؛ لأَنَّ الرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم كان عظيماً بعظمة الإسلام الذي أتى به، وبعظمة القرآن والهدي الذي أنزل عليه، ولم يكن ضعيفاً أبداً، فوضحت الآية الكريمة المذكورة أعلاه دور القيادة واستشعارها للمسؤولية، وأعطت الصورة الحقيقية لشخصية الرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم بالقيادة الربانية والجهادية والعسكرية.


تبوأ المؤمنين مقاعد القتال: أي منحه الصلاحية المطلقة والكاملة في إدارة المعركة ورسم الخطة في تقسيم الأدوار وتوزيع المهام (استطلاع، استبيان، تحرٍّ، هجوم، اقتحام، دفاع، رماة….)، وما تحتاج إليه من عدة وعدد، وتأمين سير المعركة والمجاهدين طائفة تصلي معك وطائفة تؤمن وتحرس (ودوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أسلحتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ)، وغيرها من الإجراءات اللازمة لتهيئة المجاهدين لخوض المعركة كالبنيان المرصوص، والتنكيل بأعداء الله.
وهذا ما تبينه التوجيهات والأوامر الإلهية في القرآن الكريم (جاهد – اغلظ عليهم – فقاتل في سبيل الله – حرّض المؤمنين)، وهذه التوجيهات خير دليل وأكبر شهادة على المؤهلات القيادية للرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، قيادة على مستوى التكليف وعلى أرقى مستوى ممكن وأعلى جهوزية لا نظير لها ولم يسبق لها مثيل، وتدل هذه التوجيهات على قيادة الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم لجميع المعارك، حَيثُ أدار أكثر من ثمانين واقعة من المعارك والسرايا في حروبه مع تلك الفئات التي تحَرّكت بعدوانية شديدة ضده وضد الإسلام، بدأها ببدر وختمها بحنين بالنسبة للواقع العربي، ومع اليهود (بني النظير، بني قينقاع، بني قريظة، يهود خيبر، يهود فدك، يهود تيماء، يهود وادي القرى)، والصراع مع الروم والنصارى (مؤتة وتبوك)، أدارها بإدارة جهادية وعسكرية لا نظير لها ولم يسبق لها مثيل.
وهذا ما أكّـده أمير المؤمنين الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، مهندس استراتيجية الحروب، أشجع طاعن وضارب، مذل المشركين، مفرق الأحزاب، مدمّـر حصون اليهود، سيد العرب والعجم قائلاً (إذا اشتد القتال لُذنا برسول الله؛ أي إذَا اشتد بنا الوطيس احتمينا برسول الله)، وهذه المقولة من أشجع فارس تدل على المؤهلات وحنكة رسول الله وتمكّنه من قيادة المعارك.
حياة الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم ، كلها جهاد ضد النافذين والمستكبرين حتى وهو على فراشه، وهو يعاني من سكرات الموت، وهو يقول: أعدوا جيش أسامة.
إن أنبياء الله ورسله هم حلقة وصل بيننا وبين الله، وهم مصدر العلم والهداية والهدف من بعثتهم هو هداية البشر إلى معرفة الله، ونشر التوحيد، وتحقيق العدالة بين الناس، وتجسيد الكمال الإنساني من القوة إلى الفعل، وإزاحة الظلمات، وإصلاح المجتمعات، وإقامة القسط والعدالة، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وتربية الناس، وبناء الإنسان، وخدمة المظلومين والمضطهدين والمحرومين، وتعريف الناس سبل مقارعة الظلم وإزالته، ومواجهة القوى الكبرى.
ومهام الأنبياء هو تدمير ودك عروش ومعاقل الظالمين، وبناء جيل مجاهد ومناهض للاستكبار وتحرير الناس من العبودية للطواغيت الذي يعتبر الدم الأحمر فيها أشهى من العسل.
تعتبر مناسبة إحياء المولد النبوي الشريف محطة للأُمَّـة للعودة إلى تاريخ وسيرة الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم، ومعرفة شخصيته الجهادية من القرآن الكريم، ومعرفه كُـلّ ما بذله من جهدٍ وجهاد، وما قدمه من تعليمات، وإرشادات، الاقتدَاء بخير قُدوة وثمرة الإيمان به ورسالته نستلهم منها الدروس في مواجهة قوى الاستكبار العالمي التي أتت إلى البر والبحر وعملت قواعد عسكرية وأساطيل لفرض ثقافتها بقوة الصواريخ والطائرات والغواصات، ونهب ثروات الشعوب واستعبادهم، والإساءَات إلى القرآن والرسول صلوات الله عليه وآله وسلم ، ولا يمكن التغلب عليهم إلا بالعودة إلى رسول الله.
النبي لا يأتي لعصره فقط، النبي يربي أُمَّـة، ويرشد أُمَّـة، ويثقف أُمَّـة لتكون مستبصرة وحكيمة قابلة لأن يستمر في دورها وتقبل قيادات هي امتداد لنبي؛ لأَنَّ كُـلّ ما يمنحه الله للرسل والأنبياء من مؤهلات لحمل المسؤولية هو لصالح الناس ولخيرهم.
ومن نعم الله ورحمته على الأُمَّــة إذَا بعث فيهم عَلَمَ هدي إلهي تجسدت فيه مؤهلات القيادة الربانية، ألا وهو قائد الثورة السيد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”، وذلك بدعوته للأُمَّـة العودة إلى الولاية الإلهية والعودة إلى نبيها، ومقارعة دول الاستكبار العالمي المتمثلة باللوبي اليهودي الصهيوني وفق طرق الأنبياء، وتبني القضية المركزية للأُمَّـة، وعليه خرج اليمنيون إلى الساحات احتشاداً وإعداداً.
مفتاح اللغز الوعي وثقافة القرآن في إحياء فعاليات المولد النبوي الشريف التي ميزت اليمن عن غيره من شعوب المنطقة، وبفضل من الله والقيادة يأتي الفرج والنصر والتمكين الإلهي على دول قوى الاستكبار العالمي بعد كُـلّ فعالية يحييها شعب الإيمان والحكمة، وإن شاء الله إحياء فعالية المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، في هذا العام سيكون بعدها فرج ونصر وتمكين للشعب الفلسطيني المظلوم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الصادق الأمين.. ما أحوجنا إليه

تحتفل الأمة الإسلامية بالمولد النبوى الشريف فى 12 ربيع أول، يوم ميلاد المصطفى عليه الصلاة والسلام، الذى بعث فينا يكى يتمم مكارم الأخلاق، حيث بعثه الله عز وجل ليبين للناس مكارم الأخلاق ويؤكد الصالح منها، ويصلح ما فسد، وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام، أعظم الناس خلقاً وأكملهم، ولذلك نحن بصدد الاحتفال بيوم مولده الذى يوافق غداً الأحد، نقول ما أحوجنا إلى أخلاق نبينا وهادينا الكريم.
لقد تحلى عليه الصلاة والسلام بصفات خلقية تحتاج إلى مئات من الكتب لكى نرصدها ونحللها، فهو الصادق فى أعماله وأقواله، ونياته مع المسلمين وغيرهم، والدليل على ذلك أنه لقب بالصادق الأمين.
كما أن سماحته وعفوه عن الناس وصفحه عنهم بقدر استطاعته، ومن القصص الواردة فى ذلك عفوه عن رجل أراد قتله وهو نائم، قال عليه الصلاة والسلام: «إن هذا اخترط علىّ سيفى، وأنا نائم فاستيقظت وهو فى يده صلتا، فقال: من يمنعك منى؟ فقلت: الله ــ ثلاثاً ــ ولم يعاقبه وجلس.
من صفات النبى عليه الصلاة والسلام أيضاً كرمه وجوده وعطاؤه، أيضاً تواضعه وعدم تعاليه وتكبره، كما أمره الله ــ سبحانه وتعالى ــ فالتواضع من الأسباب التى تسهم فى تآلف القلوب، فكان الرسول الكريم يجلس بين الناس لا يميز نفسه عنهم ولا يترفع على أحد منهم. كان يزور المرضى ويشارك فى الجنائز.
ومن الصفات الجميلة التى تحلى بها رسولنا الكريم عفة اللسان وحفظه وعزم نطقه بالقبيح والسيئ، روى عن أنس بن مالك ــ رضى الله عنه ــ لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً.
كان رضوان الله عليه يحترم الكبير ويعطف على الصغير، يقبل الأطفال ويحنو عليهم.. كان حياؤه يحفظه من ارتكاب الشرور من الأعمال وكان شجاعاً لا يخشى إلا الله سبحانه وتعالى لذلك كان يقول الحق دون أن يخشى أحدًا.
إن الله تعالى قد خص رسوله الكريم بأجمل الصفات وأحسنها وأتمها ظاهراً وباطناً وليس بالغريب فى هذا، فهو الذى يقول عن نفسه: إن الله بعثنى لأتمم حسن الأخلاق، ويقول أيضا: أدبنى ربى تأديباً حسناً إذ قال: «خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» فلما قبلت ذلك قال: «وإنك لعلى خلق عظيم».
ولما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلقه قالت: كان خلقه القرآن، نعم.. كان خلقه القرآن الكريم أوجزت وجمعت أم المؤمنين فى وصفها لخلق رسولنا الكريم.
ما أحوجنا يا رسول الله إلى خلقك هذه الأيام التى انتشر فيها الكذب والضعف وقلة الحيلة والبخل وانتشار الكراهية بين الناس وعدم الأمانة والحسد والحقد والغيبة والنميمة.. كلها عيوب تحتاج أن نعيد النظر فيها، ونعود إلى أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام.
الاحتفال بمولد المصطفى هو تذكير للأمة الإسلامية بما قدمه لنا الرسول الكريم من رسائل وعظات تستحق أن نداوم عليها، ليس فى يوم مولده فقط، بل طوال العام، لعلنا بتطبيق أخلاق الرسول، ينصلح الحال بين ربوع الأمة العربية والإسلامية.
فى يوم مولدك.. اللهم صلى وسلم وبارك على سيد الخلق أجمعين.

مقالات مشابهة

  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي؟
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • هداية مولده صلى الله وسلم عليه وعلى آله للعالمين
  • رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى يهنئ القيادة السياسية بذكرى المولد النبوي
  • الإمام الطيب يوضح الاحتفال اللائق بمولد النبي غدًا
  • البدعة الا نتحتفل برسول الله
  • أمسية دينية بقرية مجول بسمنود لإحياء ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم
  • الصادق الأمين.. ما أحوجنا إليه
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة