أولى فعاليات «مجلس قول وفعل».. مبادئ الاستدامة راسخة في التراث الإماراتي
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلة المجمّع الثقافي.. برنامج حافل بالأنشطة على مدار العام 80 عملاً فنياً لرموز الفن العربي المعاصر في «جذور وحداثة» عام الاستدامة تابع التغطية كاملةأطلقت مبادرة عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أولى فعاليات «مجلس قول وفعل»، وهي سلسلة من الفعاليات العائلية والأنشطة الثقافية التي تعكس مبادئ الاستدامة المتجذرة في التراث الإماراتي، حيث تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي والعمل المستدام بين الجمهور، وأقيمت في مجلس محمد خلف التابع لمجالس أبوظبي بمكتب شؤون المواطنين والمجتمع في ديوان الرئاسة، يوم 4 سبتمبر الجاري الفعالية الأولى من سلسلة مجالس «قول وفعل» بفعالية «حكاية غافة».
بدأت الفعالية، التي تعد تكريماً لشجرة الغاف، الشجرة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ورمز المرونة والاستدامة، بجلسة شعرية قادها الأديب الدكتور سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات.
وسلطت هذه الجلسة الضوء على العناية التي كان يوليها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لشجرة الغاف وحرصه عليها.
وقد أُلقيت بعض القصائد المختارة من التراث الإماراتي احتفاءً بهذه الشجرة.
كما شارك الحضور في ورشة عمل موجهة لتطوير مهاراتهم في التفكير الإبداعي، لكتابة أبيات شعرية تعبيراً عن تقديرهم لشجرة الغاف.
ثم تلا ذلك جلسة قصصية تفاعلية للكاتبة فاطمة الحمادي.
وتم توزيع بذور شجرة الغاف على الحضور بهدف تشجيعهم على زراعة الأشجار، والتأكيد على دور الأسرة في غرس مبادئ الاستدامة، والحفاظ على شجرة الغاف.
تحفيز العمل المستدام
وعلّق عيسى السبوسي، مدير مبادرة عام الاستدامة، على أهمية غرس قيم الاستدامة لتحفيز العمل الجماعي، إذ قال «يهدف عام الاستدامة إلى تشجيع الناس على بدء رحلتهم نحو الاستدامة باتباع خطوات بسيطة يمكن تنفيذها من منازلهم. كان من بين المجالات الكثيرة التي ركزنا عليها هذا العام تشجيع الجمهور على الزراعة بوعي، نحن نؤمن بأن شجرة الغاف المرتبطة بتاريخنا وجذورنا مهمة وضرورية في الحفاظ على التنوع البيولوجي الطبيعي في دولة الإمارات العربية المتحدة. إن مجالس (قول وفعل) لا تدعو إلى تطبيق قيم الاستدامة التي ورثناها عن أجدادنا فحسب، بل تهدف إلى خلق وعي أكبر بالنظم البيئية المحلية وتنمية شعور مشترك بالمسؤولية لحماية بيئتنا. في نهاية المطاف، إن هدفنا هو تحفيز العمل المستدام ليصبح التزاماً دائماً يرافقنا مدى الحياة».
وقد أقيمت الفعالية الأولى لسلسلة مجالس «قول وفعل» بالتعاون مع «ذا كلايمت ترايب» - وهي مؤسسة اجتماعية ومنصة مكرسة لإلهام العمل المناخي عبر السرد القصصي والتفاعل المجتمعي والمشاركة. وهو ما ركزت عليه عائشة حارب الظاهري، رئيس التأثير المجتمعي في منصة «ذا كلايمت ترايب»، مؤكدة أهمية إشراك المجتمع من أجل تحقيق العمل المستدام، قائلةً: «إن تعاون المجتمع من أجل الاستدامة يولد قوة استثنائية للتغيير. معاً، ننسج إرثاً من الاهتمام بالبيئة لضمان مستقبلاً زاهياً للجميع».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عام الاستدامة الإمارات التراث الإماراتي الاستدامة مجلس محمد خلف عام الاستدامة قول وفعل
إقرأ أيضاً:
لطيفة بنت محمد تفتتح فعاليات «منتدى آيكوم الدولي 2024»
دبي (وام)
أخبار ذات صلة حمدان بن محمد: هدفنا صناعة الأبطال واعتلاء منصات التتويج لطيفة بنت محمد تُكرم الفائزين بدورة «الاستدامة»افتتحت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، اليوم (الثلاثاء)، فعاليات «منتدى آيكوم الدولي 2024»، الذي نظمته «دبي للثقافة» بالتعاون مع فرع الإمارات للمجلس الدولي للمتاحف (آيكوم - الإمارات) في متحف الاتحاد، وذلك في إطار التحضيرات للمؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف (آيكوم 2025 دبي)، الذي تستضيفه دبي لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، تحت شعار «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير»، ما يرسخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع وملتقى للمواهب.
وتناول المنتدى العالمي ضمن فعالياته ثلاثة محاور فرعية استعرضت أهمية حماية الحفاظ على التراث غير المادي، وقوة الشباب، وانتشار التقنيات الحديثة، إلى جانب استكشاف سبل مواجهة التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، وإتاحة الفرصة للحوار والتبادل الفكري بين أعضاء المجلس الدولي لآيكوم، ومجموعة من الخبراء والمختصين في المتاحف على المستويين المحلي والعالمي.
ركيزة أساسية
وأكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أن دبي جعلت من الثقافة ركيزة أساسية في مسيرة تقدمها، ما رسّخ مكانتها ملتقى للمواهب ومركزاً لتبادل الرؤى المتعلقة بقطاع المتاحف والمساهمة في رسم ملامح مستقبلها، لافتةً إلى أن استضافة الإمارة لـ«منتدى آيكوم الدولي 2024» تعبّر عن جوهر هويتها الثقافية، وإمكانياتها وقدراتها اللامحدودة، وتعكس طموحاتها وريادتها على الخريطة العالمية. وقالت سموّها: «يُشكّل المنتدى الدولي بداية رحلة مهمة يتوجها في نوفمبر 2025 حدث تاريخي يجمع أكثر من 4000 من المتخصصين وخبراء المتاحف من مختلف أنحاء العالم، للانخراط في مناقشات عميقة وعقد شراكات بنّاءة، تسهم في استكشاف طرق مبتكرة للتأقلم مع التحولات المستمرة التي تشهدها مجتمعاتنا، ورسم ملامح مستقبل قطاع المتاحف التي تشكل جزءاً أساسياً من هوية دبي المتفردة، بوصفها منارات حضارية ومراكز للمعرفة والابتكار، وحاضنة لتراثنا الغني ونافذة نطل من خلالها على المستقبل، إلى جانب ما توفره من مساحات واسعة للتعلم والإلهام وتبادل المعرفة، وما تلعبه من دور محوري في مد جسور التواصل بين الأجيال».
وأشارت سموّ رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي إلى أهمية التعاون الدولي في تطوير القطاع الثقافي، وضرورة مواكبة المتاحف لما يشهده العالم من تطورات.. وقالت: «علينا المحافظة على جاذبية متاحفنا كمواقع نابضة بالحياة ترتبط مع نسيجنا الثقافي، ومؤسسات حيوية تواكب متغيرات الزمن وتسهم في تعزيز روح الانتماء لدى أفراد المجتمع»، مؤكدةً سموّها أهمية تبني الابتكار ودمج التقنيات الحديثة لمعالجة القضايا المجتمعية المعاصرة، وتعزيز مكانة المتاحف وإثبات حضورها في صميم المشهد الثقافي والإبداعي، وضمان استمرارية دورها في إلهام الأجيال القادمة وتعليمها.
منصة مهمة
وتضمنت أجندة المنتدى العالمي عدداً من الجلسات والكلمات الرئيسية، شهدت نقاشات ثرية وتبادل الأفكار المتعلقة بأساليب استكشاف الهويات الثقافية وحفظها، إلى جانب استعراض مجموعة من الفرص والقضايا الحيوية التي تؤثر في مستقبل المتاحف، حيث استهلت الجلسات بكلمة افتتاحية قدمها معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أشار فيها إلى أن المجلس الدولي للمتاحف قدم منصة مهمة تجمع بين محترفي المتاحف والخبراء وقادة الثقافة من جميع أنحاء العالم.وقال: «نهدف عبر هذا المؤتمر إلى تبادل الحوار والمعرفة وتعزيز التعاون، واستكشاف مستقبل المتاحف التي تربط المجتمعات بتراثها وثقافتها وهويتها، ومن خلاله سنعيد تصور الابتكار في قطاع المتاحف، والتقنيات الجديدة الناشئة عن التحول الرقمي»، مؤكداً أن الإمارات أظهرت التزامها بإثراء المشهد الثقافي.
وأضاف: «تشكل المتاحف جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمع، إلى جانب دورها الحيوي في حماية التراث وتعزيز التبادل بين الثقافات»، لافتاً إلى أهمية تسخير قوة المتاحف لتعزيز الوحدة والتسامح ورفع مستوى الوعي لدى الأجيال القادمة.
من جهتها، لفتت الدكتورة إيما ناردي، رئيسة المجلس الدولي للمتاحف (آيكوم)، إلى أن الالتزام الذي يظهره أعضاء المجلس يسلط الضوء على القيمة الكبيرة للمؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف. وقالت: «رغم أن المؤتمر يركز دائماً على المتاحف، فإن كل حدث يقدم تجربة جديدة تشكلها السياقات العالمية والمنظورات الفريدة للدول المضيفة، حيث توحد منظمتنا بين المختصين بالمتاحف من 130 دولة، ما يخلق شبكة نابضة بالحياة من وجهات النظر الدولية التي تلهم وتعزز مجتمع المتاحف العالمي، ومن خلال المشاركة الفعّالة في المؤتمر العام، يُظهر أعضاؤنا انفتاحاً عميقاً على اكتشاف وفهم المشهد المتحفي العالمي، وتوسيع الآفاق وتشكيل شبكات جديدة».
أما ميديا إس. إيكنر، مدير عام المجلس الدولي للمتاحف، فأشارت إلى أن المجلس يمثل شبكة عالمية تربط أكثر من 53000 عضو من أكثر من 130 دولة.. وقالت: «نحن صوت المتاحف في جميع أنحاء العالم، وندافع عن أهميتها في المجتمع وإمكاناتها لدفع التغيير الإيجابي.. المتاحف ليست مجرد أماكن للتأمل، وإنما هي أماكن للعمل ومعالجة التحديات العالمية الحرجة، من تغير المناخ، وتوفير مساحات تساهم في إعادة تعريف التاريخ».
جوهر إنساني
واستضاف المنتدى العالمي معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، الذي افتتح نقاشات محور «التراث غير المادي» استعرض فيها أهمية التراث غير المادي في فهم الثقافة الإماراتية، كما تطرق إلى أبرز المبادرات التي اتخذها القطاع الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال: «يمثل التراث غير المادي جوهراً إنسانياً يعكس الهوية الثقافية، ويساهم في فهم التجربة الإنسانية الأعمق وتعزيز التواصل الحضاري، حيث يشكل تحديد مفهوم التراث غير المادي، جانباً أساسياً من الهوية الثقافية لأي أمة، ويتجلى في السلوكيات والعادات التي تُمارس ضمن سياقات معينة، ويُعبر عنه من خلال الأداء والممارسات والطقوس الحرفية، ويعكس بصيرة ومعرفة معمّقة بالعالمين المادي والاجتماعي.
حوارات وجلسات
كما تضمن المحور عقد مجموعة حوارات مع كل من الدكتور عبدالعزيز عبدالرحمن المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وعلياء يونس، أستاذ مساعد في دراسات السينما والتراث في جامعة نيويورك أبوظبي، تطرقا خلالها إلى مستقبل التراث غير المادي في ضوء التغيرات المعاصرة.
وافتتح إدوارد رودلي، الشريك المؤسس ومدير شركة The Experience Alchemists، نقاشات محور «التقنيات الحديثة» التي ركزت على أهمية توظيف الابتكار الرقمي لتعزيز تفاعل المتاحف مع الجمهور، وتحسين استراتيجياتها في العصر الرقمي. تلتها جلسة بعنوان «التقنيات الطبيعية»، قدّمت فيها مرجان فريدوني، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية، رئيس التعليم والثقافة في مدينة إكسبو دبي، عرضاً حول مفهوم المحاكاة الحيوية أو التصميم المستوحى من الطبيعة، واستعرضت مرجان كيف يستفيد جناح «تيرا - أعجوبة العالم الحية» من الطبيعة في تصميم وتشغيل وتحسين تجربة الزوار.
وناقش الدكتور سيمون تانر، أستاذ التراث الثقافي الرقمي في كلية كينجز البريطانية، كيف يمكن للمتاحف استخدام الأدوات الرقمية للتواصل مع المجتمع. في حين قدم بابلو غواياسامين مادرياني، منسق البرامج في مكتب مساعد المدير العام للثقافة في منظمة اليونسكو، شرحاً عن متحف افتراضي عالمي مُخصَّص للتحف الثقافية المسروقة، سيتم إطلاقه في عام 2025، وسيستخدم تقنيات ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي لإحياء القطع الأثرية التي فقدت بسبب الاتجار غير المشروع، مع تسليط الضوء على أهميتها الثقافية.
أما الكاتب والباحث الإماراتي، الشيخ سلطان سعود القاسمي، مؤسس ومالك مؤسسة بارجيل للفنون، فقد افتتح نقاشات محور «قوة الشباب» الذي تناول التأثير الإيجابي للشباب في قيادة التغيير وتحفيز الابتكار في المتاحف على المستوى العالمي، فيما سلطت القيّمة الفنية منيرة الصايغ، مؤسِّسة منصة دروازة التجريبية للفنون، خلال جلستها، الضوء على صناعة المعارض كممارسة تتأثر بعمق بالمكان واللغة، وشارك أوسيموديامن إيكوري، أمين مكتبة وبرامج (Bootleg Griot)، في مناقشات حول كيفية استفادة المتاحف من دراسة استراتيجيات المنصات الإعلامية للتواصل مع الشباب، بما يمكنها من تطوير برامجها ومعارضها وأنشطتها لتصبح أكثر شمولية وجاذبية، ما يعزز دورها المحوري في المشهد الثقافي ويضمن استمراريته للأجيال القادمة.
واختتمت هالة بدري، مدير عام «دبي للثقافة»، رئيسة اللجنة التنظيمية لآيكوم دبي 2025، المؤتمر العلمي بالتأكيد على الالتزام الجماعي للمتاحف بإنشاء منصة حيوية للحوار في المنطقة وخارجها. من جهة أخرى، أتاح «منتدى آيكوم الدولي 2024» برنامجاً فريداً لبناء القدرات والتدريب للمشاركين، صممه أعضاء اللجنة الدولية لآيكوم خصيصاً لهذا المنتدى.