خبراء يؤكدون في “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024”: صناعة محتوى الطفل مهنة نبيلة
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
الشارقة – الوطن:
أكد عدد من خبراء الإعلام وعلم النفس أن صناعة محتوى الطفل مهنة نبيلة لا تقل أهمية عن مهنة المعلمين والتربويين، لأنها قادرة على غرس القيم الإيجابية في نفوس الأطفال وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، ومساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة، كما أنها تسهم في حمايتهم من الظواهر السلبية المختلفة كالتنمر، والضغط، والتوتر، والإساءة.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “مستقبل محتوى الطفل.. بين التنافسية والقيم الثقافية”، استضافت الدكتورة فهدة باوزير، أخصائي نفسي أول اكلينيكي، وشادي شرايحة، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي في شركة “ديجيتيلز”، وأدارها الإعلامي السعودي خليل الفهد، خلال فعاليات اليوم الثاني من الدورة الـ13 من “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي” الذي نظمه “المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة” “مركز إكسبو الشارقة” تحت شعار “حكومات مرنة.. اتصال مبتكر”.
قيم أخلاقية وملكات إبداعية
وأشارت الدكتورة فهدة باوزير إلى قدرة أفلام الكرتون والرسوم المتحركة على زرع القيم الإيجابية والأخلاقية في نفوس الأطفال، وتحفيزهم على الاستكشاف المعرفي والتفكير الطموح، والسعي إلى تحقيق الأهداف، وتنمية المهارات الشخصية والأكاديمية، مؤكدة على أهمية تحديد نوعية البرامج بطريقة تراعي المحتوى الجامع بين التعليم والترفيه من أجل فتح بوابة إلى عالم الخيال والإبداع، وضمان تسريع وتسهيل مهمة الأهل في تعليم أطفالهم كيفية اتخاذ قرارات واعية.
واستعرضت الدكتورة فهدة باوزير مجموعة من القيم والمهارات الإيجابية التي يمكن للأطفال تعلمها من خلال أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة، ومنها التمارين الرياضية والأكل الصحي، وتقنيات التنفس بطريقة سهلة ومبسطة، وأساسيات الإسعافات الأولية، والهدوء، وتنظيم الوقت، والروح الرياضية والصداقة، إلى جانب تنمية ملكة الخيال والإبداع والكتابة، وتطوير مهارات معينة يحتاجها الطفل لإثراء فكره، وسلوكياته، محذرة من الصدمات النفسية ومشاعر الخوف التي قد يتعرض لها الطفل جراء مشاهدة محتوى غير مناسب لفئته العمرية.
تنافس ومسؤولية كبيرة
بدوره، استعرض شادي شرايحة الأثر الكبير لأفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة على الطفل، مؤكداً أن كل صانع محتوى متخصص بمضمون الطفل عليه أن يدرك مسؤوليته، لا سيما في ظل منافسة الكم الهائل من المحتوى العالمي الذي يتدفق إلى شاشاتنا ومنصاتنا، لا سيما وأن صناعة الأنيميشن هي صناعة ناشئة في الوطن العربي، وأشار إلى دراسة تبين أنه في عام 2019 وصل عدد الساعات التي يقضيها الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي إلى 4.5 ساعات مقابل 5.5 ساعات ونصف يومياً في عام 2023.
وأكد شادي شرايحة أن صناع محتوى الطفل العربي الذي يفكرون في الربحية السريعة مخطئون، في ظل تحديات إنتاج محتوى قيّم يسرد قصصنا ويستعرض قيمنا، وهذا ما يبرز أهمية الفكر الاستراتيجي والتعاون بين المحطات وصناع محتوى الطفل لنكون قادرين على تقديم محتوى قيّم للأطفال بعيداً عن الأرباح السريعة لأن الأرباح ستأتي عاجلاً أم آجلاً إذا كان المحتوى مفيداً.
تحديات وحلول
وحول التحديات التي تواجه صناع محتوى الطفل، صرح شرايحة بأن أبرزها تشمل تحقيق التوازن بين المحتوى الجاذب والرسالة التي نريد إيصالها، ضمن الفترة الزمنية التي يستطيع الطفل التركيز فيها، والنجاح في شد انتباهه، إلى جانب صناعة محتوى علمي دقيق ومتطور تكنولوجياً يواكب التقدم التقني والتكنولوجي الهائل، حيث تتوجه صناعة المحتوى العالمية المخصصة للطفل إلى استخدام الواقع المعزز ويتم فيها مسح الكود عن القصة فتظهر الشخصية وتبدأ برواية الحكاية.
وتطرق شرايحة إلى أهمية طرح المواضيع التي تلبي اهتمامات الطفل وتحل مشاكله وتساعده في التغلب على التحديات التي تواجهه، وتلبية احتياجات الأطفال ذوي الإعاقات، معرباً عن أمله في تأسيس منصة قادرة تقييم المحتوى من خلال مجموعة من الخبراء في الإعلام والتربية والتعليم وعلم النفس.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
في يومها العالمي.. خبراء يؤكدون لـ"اليوم" دور الهندسة في القيادة نحو المستقبل بالتحدي والابتكار
بعد أن أعلن المؤتمر العام لليونسكو، خلال دورته الأربعين في عام 2019، تم تخصيص 4 مارس يوم الهندسة العالمي، من أجل التنمية المستدامة، وذلك في خطوة لإذكاء الوعي بشأن الدور الجوهريّ الذي تضطلع به الهندسة في الحياة المعاصرة للتخفيف من وطأة تغير المناخ والنهوض بالتنمية المستدامة، لا سيما في أفريقيا والدول الجزرية الصغيرة النامية.
وفي السعودية تتزامن هذه المناسبة مع مشاريع رؤية 2030 التي تثبت أن الهندسة ليست مجرد تخصص أكاديمي، بل أداة لتحقيق الطموحات الوطنية، وبناء عالم أكثر استدامة وإبداعًا.أساس تطور المجتمعاتوأكد مهندسون وخبراء هندسيون، خلال حديثهم لصحيفة “اليوم”، أن الهندسة ليست مجرد مهنة تقليدية، بل هي المحرك الأساسي لتطور المجتمعات وبناء المستقبل.
أخبار متعلقة صور| 9 مارس.. بدء تطوير طريق القشلة بالشرقية لتحسين انسيابية المرورإطلاق منصة لرصد التسمم الغذائي وآلية جديدة لسلامة مُوصلي الطعاموبينما يواجه القطاع تحديات متزايدة بفعل التكنولوجيا المتسارعة، فإن المهندسين مطالبون بالتكيف مع التحولات، من الذكاء الاصطناعي والاستدامة البيئية، إلى تطوير البنية التحتية والابتكار في الطاقة المتجددة.
وتوقع الخبراء أن يشهد قطاع الهندسة تحولات جذرية بحلول عام 2030، من أبرزها: الهندسة الذكية حيث سيصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في تصميم المدن، وإدارة المشاريع، وتحليل البيانات الضخمة.
وأيضاً الهندسة الخضراء حيث ستختفي المفاهيم التقليدية للنفايات والانبعاثات، حيث سيصبح إعادة التدوير وإنتاج الطاقة النظيفة جزءًا لا يتجزأ من أي مشروع هندسي.أهمية قطاع الإنشاءاتأوضح الخبير في الهندسة المعمارية رامي خان أن دخول عالم الهندسة، خاصة في قطاع الإنشاءات، يفرض تحديات كبيرة، لكنها تصقل المهارات وتبني الخبرات التي تميز المهندس الناجح.
فالعمل في هذا المجال لا يقتصر على المعرفة التقنية فقط، بل يتطلب سرعة التعلم، ودقة التنفيذ، والتواصل الفعال مع فرق العمل المختلفة.رامي خان
وأشار إلى أن بيئة العمل في المشاريع الإنشائية تختلف عن القطاعات التقليدية، إذ تجمع بين التخطيط المكتبي والتنفيذ الميداني، مما يفرض على المهندس قدرة عالية على التأقلم مع الظروف المتغيرة يوميًا، سواء في الموقع أو في إدارة الموارد والتواصل مع العملاء والموردين.
وأكد أن تجاوز هذه التحديات يعتمد على امتلاك المهارات الناعمة، مثل إدارة التواصل وحل المشكلات بفعالية، إلى جانب الالتزام بالأمانة والمسؤولية والتعلم المستمر، مشددًا على أن قطاع الهندسة في السعودية يشهد طفرة غير مسبوقة ضمن رؤية 2030، التي تعزز الابتكار في البنية التحتية والمشاريع الكبرى.الذكاء الاصطناعي في الهندسةمن جهته، أشار الباحث في إدارة المشاريع المهندس الحسن القرشي، إلى أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات أصبحت أدوات لا غنى عنها في الهندسة، إذ تساهم في تسريع عمليات التصميم وتحليل البيانات وتنفيذ المهام الدقيقة في البناء والصيانة الصناعية.الحسن القرشي
وأوضح أن هذا التطور يفرض تحديات جديدة، مثل اختفاء بعض الوظائف التقليدية وظهور أخرى تتطلب مهارات متقدمة في البرمجة وإدارة الأنظمة الذكية، مما يجعل التعلم المستمر ضرورة حتمية للمهندسين الذين يسعون للبقاء في المنافسة.
كما أشار إلى أن مشاريع رؤية 2030، مثل نيوم، ذا لاين، والقدية، تحتاج إلى آلاف المهندسين في مختلف المجالات، مما يفتح آفاقًا واسعة للكوادر الوطنية، ويعزز تمكين المرأة في التخصصات الهندسية، حيث تشهد المملكة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المهندسات العاملات في القطاع.التعامل مع التحدات العالميةأما المهندس المدني مصطفى أنور، فقد أكد أن الهندسة أصبحت خط الدفاع الأول في مواجهة التحديات العالمية، سواء التكنولوجية أو البيئية أو الاقتصادية.مصطفى أنور
وبين أبرز التحديات التي منها الثورة الصناعية الرابعة، والاستدامة البيئية والأمن الرقمي ومواءمة التعليم مع سوق العمل.