الشارقة – الوطن:

أكد عدد من خبراء الإعلام وعلم النفس أن صناعة محتوى الطفل مهنة نبيلة لا تقل أهمية عن مهنة المعلمين والتربويين، لأنها قادرة على غرس القيم الإيجابية في نفوس الأطفال وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، ومساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة، كما أنها تسهم في حمايتهم من الظواهر السلبية المختلفة كالتنمر، والضغط، والتوتر، والإساءة.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “مستقبل محتوى الطفل.. بين التنافسية والقيم الثقافية”، استضافت الدكتورة فهدة باوزير، أخصائي نفسي أول اكلينيكي، وشادي شرايحة، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي في شركة “ديجيتيلز”، وأدارها الإعلامي السعودي خليل الفهد، خلال فعاليات اليوم الثاني من الدورة الـ13 من “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي” الذي نظمه “المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة” “مركز إكسبو الشارقة” تحت شعار “حكومات مرنة.. اتصال مبتكر”.

 

 

قيم أخلاقية وملكات إبداعية

وأشارت الدكتورة فهدة باوزير إلى قدرة أفلام الكرتون والرسوم المتحركة على زرع القيم الإيجابية والأخلاقية في نفوس الأطفال، وتحفيزهم على الاستكشاف المعرفي والتفكير الطموح، والسعي إلى تحقيق الأهداف، وتنمية المهارات الشخصية والأكاديمية، مؤكدة على أهمية تحديد نوعية البرامج بطريقة تراعي المحتوى الجامع بين التعليم والترفيه من أجل فتح بوابة إلى عالم الخيال والإبداع، وضمان تسريع وتسهيل مهمة الأهل في تعليم أطفالهم كيفية اتخاذ قرارات واعية.

واستعرضت الدكتورة فهدة باوزير مجموعة من القيم والمهارات الإيجابية التي يمكن للأطفال تعلمها من خلال أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة، ومنها التمارين الرياضية والأكل الصحي، وتقنيات التنفس بطريقة سهلة ومبسطة، وأساسيات الإسعافات الأولية، والهدوء، وتنظيم الوقت، والروح الرياضية والصداقة، إلى جانب تنمية ملكة الخيال والإبداع والكتابة، وتطوير مهارات معينة يحتاجها الطفل لإثراء فكره، وسلوكياته، محذرة من الصدمات النفسية ومشاعر الخوف التي قد يتعرض لها الطفل جراء مشاهدة محتوى غير مناسب لفئته العمرية.

 

تنافس ومسؤولية كبيرة

بدوره، استعرض شادي شرايحة الأثر الكبير لأفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة على الطفل، مؤكداً أن  كل صانع محتوى متخصص بمضمون الطفل عليه أن يدرك مسؤوليته، لا سيما في ظل منافسة الكم الهائل من المحتوى العالمي الذي يتدفق إلى شاشاتنا ومنصاتنا، لا سيما وأن صناعة الأنيميشن هي صناعة ناشئة في الوطن العربي، وأشار إلى دراسة تبين أنه في عام 2019 وصل عدد الساعات التي يقضيها الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي إلى 4.5 ساعات مقابل 5.5 ساعات ونصف يومياً في عام 2023.

وأكد شادي شرايحة أن صناع محتوى الطفل العربي الذي يفكرون في الربحية السريعة مخطئون، في ظل تحديات إنتاج محتوى قيّم يسرد قصصنا ويستعرض قيمنا، وهذا ما يبرز أهمية الفكر الاستراتيجي والتعاون بين المحطات وصناع محتوى الطفل لنكون قادرين على تقديم محتوى قيّم للأطفال بعيداً عن الأرباح السريعة لأن الأرباح ستأتي عاجلاً أم آجلاً إذا كان المحتوى مفيداً.

 

تحديات وحلول

وحول التحديات التي تواجه صناع محتوى الطفل، صرح شرايحة بأن أبرزها تشمل تحقيق التوازن بين المحتوى الجاذب والرسالة التي نريد إيصالها، ضمن الفترة الزمنية التي يستطيع الطفل التركيز فيها، والنجاح في شد انتباهه، إلى جانب صناعة محتوى علمي دقيق ومتطور تكنولوجياً يواكب التقدم التقني والتكنولوجي الهائل، حيث تتوجه صناعة المحتوى العالمية المخصصة للطفل إلى استخدام الواقع المعزز ويتم فيها مسح الكود عن القصة فتظهر الشخصية وتبدأ برواية الحكاية.

وتطرق شرايحة إلى أهمية طرح المواضيع التي تلبي اهتمامات الطفل وتحل مشاكله وتساعده في التغلب على التحديات التي تواجهه، وتلبية احتياجات الأطفال ذوي الإعاقات، معرباً عن أمله في تأسيس منصة قادرة تقييم المحتوى من خلال مجموعة من الخبراء في الإعلام والتربية والتعليم وعلم النفس.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية

خاص سودانايل: دخلت الحرب السودانية اللعينة والبشعة عامها الثالث ولا زالت مستمرة ولا توجد أي إشارة لقرب انتهاءها فكل طرف يصر على أن يحسم الصراع لصالحه عبر فوهة البندقية ، مات أكثر من مائة ألف من المدنيين ومثلهم من العسكريين وأصيب مئات الالاف بجروح بعضها خطير وفقد معظم المصابين أطرافهم ولم يسلم منها سوداني فمن لم يفقد روحه فقد أعزً الاقرباء والأصدقاء وكل ممتلكاته ومقتنياته وفر الملايين بين لاجئ في دول الجوار ونازح داخل السودان، والاسوأ من ذلك دفع الالاف من النساء والاطفال أجسادهم ثمنا لهذه الحرب اللعينة حيث امتهنت كرامتهم واصبح الاغتصاب احدى وسائل الحرب القذرة.

خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية:

بالطبع كان الصحفيون السودانيون هم أكثر من دفع الثمن قتلا وتشريدا وفقدا لأعمالهم حيث رصدت 514 حالة انتهاك بحق الصحفيين وقتل 21 صحفي وصحفية في مختلف أنحاء السودان اغلبهن داخل الخرطوم وقتل (5) منهم في ولايات دارفور بعضهم اثاء ممارسة المهنة ولقى 4 منهم حتفهم في معتقلات قوات الدعم السريع، معظم الانتهاكات كانت تتم في مناطق سيطرتهم، كما فقد أكثر من (90%) من منتسبي الصحافة عملهم نتيجة للتدمير شبه الكامل الذي الذي طال تلك المؤسسات الإعلاميّة من صحف ومطابع، وإذاعات، وقنوات فضائية وضياع أرشيف قيم لا يمكن تعويضه إلى جانب أن سلطات الأمر الواقع من طرفي النزاع قامت بالسيطرة على هذه المؤسسات الاعلامية واضطرتها  للعمل في ظروفٍ أمنية، وسياسية، بالغة التعقيد ، وشهد العام الماضي وحده (28) حالة تهديد، (11) منها لصحفيات ، وتعرض العديد من الصحفيين للضرب والتعذيب والاعتقالات جريرتهم الوحيدة هي أنهم صحفيون ويمارسون مهنتهم وقد تم رصد (40) حالة اخفاء قسري واعتقال واحتجاز لصحفيين من بينهم (6) صحفيات ليبلغ العدد الكلي لحالات الاخفاء والاعتقال والاحتجاز منذ اندلاع الحرب إلى (69) من بينهم (13) صحفية، وذلك حسب ما ذكرته نقابة الصحفيين في بيانها الصادر بتاريخ 15 أبريل 2025م بمناسبة مرور عامين على اندلاع الحرب.

هجرة الاعلاميين إلى الخارج:

وتحت هذه الظروف اضطر معظم الصحفيين إلى النزوح إلى بعض مناطق السودان الآمنة داخل السودان منهم من ترك مهنة الصحافة ولجأ إلى ممارسة مهن أخرى، والبعض الاخر غادر إلى خارج السودان إلى دول السودان حيث اختار معظمهم اللجوء الى القاهرة ويوغندا وكينيا أو اللجوء حيث يمكنهم من ممارسة أعمالهم الصحفية هناك ولكن أيضا بشروط تلك الدول، بعض الصحفيين الذين لجأوا إلى الخارج يعيشون أوضاع معيشية وانسانية صعبة.

انتشار خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة والمضّللة

ونتيجة لغياب دور الصحافة المسئولة والمهنية المحايدة عمل كل طرف من أطراف النزاع على نشر الأخبار والمعلومات الكاذبة والمضللة وتغييب الحقيقة حيث برزت وجوه جديدة لا علاقة لها بالمهنية والمهنة تتبع لطرفي الصراع فرضت نفسها وعملت على تغذية خطاب الكراهية والعنصرية والقبلية خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجدت الدعم والحماية من قبل طرفي الصراع وهي في مأمن من المساءلة القانونية مما جعلها تمعن في رسالتها الاعلامية النتنة وبكل أسف تجد هذه العناصر المتابعة من الالاف مما ساعد في انتشار خطابات الكراهيّة ورجوع العديد من أفراد المجتمع إلى القبيلة والعشيرة، الشئ الذي ينذر بتفكك المجتمع وضياعه.

منتدى الإعلام السوداني ونقابة الصحفيين والدور المنتظر منهم:

ولكل تلك الاسباب التي ذكرناها سابقا ولكي يلعب الاعلام الدور المناط به في التنوير وتطوير قطاع الصحافة والاعلام والدفاع عن حرية الصحافة والتعبير ونشر وتعزيز قيم السلام والمصالحة وحقوق الانسان والديمقراطية والعمل على وقف الحرب تم تأسيس (منتدى الاعلام السوداني) في فبراير 2024م وهو تحالف يضم نخبة من المؤسسات والمنظمات الصحفية والاعلامية  المستقلة في السودان، وبدأ المنتدى نشاطه الرسمي في ابريل 2004م وقد لعب المنتدى دورا هاما ومؤثرا من خلال غرفة التحرير المشتركة وذلك بالنشر المتزامن على كافة المنصات حول قضايا الحرب والسلام وما يترتب عليهما من انتهاكات إلى جانب التقاير والأخبار التي تصدر من جميع أعضائه.

طالب المنتدى طرفي النزاع بوقف القتال فورا ودون شروط، وتحكيم صوت الحكمة والعقل، وتوفير الحماية للمدنيين دون استثناء في كافة أنحاء السودان، كما طالب طرفي الصراع بصون كرامة المواطن وحقوقه الأساسية، وضمان الحريات الديمقراطية، وفي مقدمتها حرية الصحافة والتعبير، وأدان المنتدى التدخل الخارجي السلبي في الشأن السوداني، مما أدى إلى تغذية الصراع وإطالة أمد الحرب وناشد المنتدى الاطراف الخارجية بترك السودانيين يقرروا مصيرهم بأنفسهم.

وفي ذلك خاطب المنتدى المجتمع الدولي والاقليمي بضرورة تقديم الدعم اللازم والمستدام لمؤسسات المجتمع المدني السوداني، خاصة المؤسسات الاعلامية المستقلة لكي تقوم بدورها المناط بها في التنوير ورصد الانتهاكات، والدفاع عن الحريات العامة، والتنديد بجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين، والمساهمة في جهود تحقيق العدالة والمصالحة الوطنية.

وكذلك لعبت نقابة الصحفيين السودانيين دورا هاما أيضا في رصد الانتهاكات التي طالت الصحفيين والمواطنين حيث أصدرت النقابة 14 تقريرًا يوثق انتهاكات الصحفيين في البلاد.

وقد وثّقت سكرتارية الحريات بنقابة الصحفيين خلال العام الماضي 110 حالة انتهاك ضد الصحفيين، فيما بلغ إجمالي الانتهاكات المسجلة منذ اندلاع النزاع في السودان نحو 520 حالة، من بينها 77 حالة تهديد موثقة، استهدفت 32 صحفية.

وأوضحت النقابة أنها تواجه صعوبات كبيرة في التواصل مع الصحفيين العاملين في المناطق المختلفة بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة وانقطاع الاتصالات وشبكة الانترنت.

وطالبت نقابة الصحفيين جميع المنظمات المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير، والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها لجنة حماية الصحفيين، باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان أمن وسلامة الصحفيين السودانيين، ووقف حملات التحريض الممنهجة التي تشكل انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحفيين في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.

خطورة ممارسة مهنة الصحافة في زمن الحروب والصراعات

أصبح من الخطورة بمكان أن تمارس مهنة الصحافة في زمن الحروب والصراعات فقد تعرض كثير من الصحفيين والصحفيات لمتاعب جمة وصلت لحد القتل والتعذيب والاعتقالات بتهم التجسس والتخابر فالهوية الصحفية أصبحت مثار شك ولها تبعاتها بل أصبح معظم الصحفيين تحت رقابة الاجهرة الامنية وينظر إليهم بعين الريبة والشك من قبل الاطراف المتنازعة تهمتهم الوحيدة هي البحث عن الحقيقة ونقلها إلى العالم، ولم تسلم أمتعتهم ومنازلهم من التفتيش ونهب ومصادرة  ممتلكاتهم خاصة في المناطق التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع.  

مقالات مشابهة

  • وزير الإعلام يستهل مبادرة “نبض الإعلام” باللقاء الأول مع صنَّاع البودكاست
  • خبراء يؤكدون لـ«الاتحاد»: أداء «استثنائي» للقطاع السياحي في الإمارات منذ بداية العام
  • “الخارجية”: المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية
  • وزير الإعلام يؤكِّد أن واجهة الطفل في منصة عَيْن بيئة معرفية شاملة
  • الحراصي: تدشين "واجهة الطفل" تجسيد للحرص السامي على رعاية الطفل العُماني
  • “الإعلامي الحكومي” يحذر من صفحات مشبوهة تنشر الأكاذيب في غزة
  • “الإعلام الحكومي”: 212 صحفياً شهيداً في غزة بعد استشهاد الصحفي سعيد أبو حسنين
  • “الجهاد الإسلامي” تشدد على أهمية وحدة القرار الفلسطيني
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • بحرمانها من تحقيق الأرباح.. حملة جديدة لـ فيسبوك لمواجهة "البوستات" المزيفة