سواليف:
2025-01-23@18:48:45 GMT

تعليقاتٌ إسرائيليةٌ على مؤتمري نتنياهو الصحفيين

تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT

في ظلال #طوفان_الأقصى “115”

تعليقاتٌ إسرائيليةٌ على مؤتمري #نتنياهو الصحفيين

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

آثر نتنياهو الذي لاذ بالصمت طويلاً أمام وسائل الإعلام العامة الإسرائيلية والدولية، وامتنع لفترةٍ عن عقد مؤتمراتٍ صحفيةٍ، يقف فيها أمام الإعلاميين ورجال الصحافة، ويتعرض لأسئلتهم المحرجة والاستفزازية أحياناً، التي يبدو بعضها استجواباً واستنطاقاً له، مما قد يسبب له مشاكل جديدة وكبيرة مع أطراف ائتلافه أو مع خصومه السياسيين، ومع عائلات الجنود الأسرى والمتضامنين معهم، ومع الإدارة الأمريكية والحلفاء الدوليين والوسطاء الإقليميين.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2024/09/05

لهذا كان قراره اللافت بالانصراف عن عقد المؤتمرات الصحفية، رغم ألمعيته فيها وتفوقه، والاكتفاء ببعض التصريحات المباشرة والمقتضبة خلال جولاته وزياراته لمواقع العمليات العسكرية شمالاً وجنوباً، أو بأخرى ينسبها الإعلام إلى مصدرٍ مسؤول، يعلم الجميع أنه نتنياهو شخصياً، الذي اعتاد لعبة التصريحات المجهولة المصدر، ووجد أنها تفيده ولا تقيده، وتخدمه ولا تحرجه، والتي يصدرها أحياناً بالونات اختبار، أو لتسليط الضوء على بعض مواقفه، وتحريك الرأي العام معها لصالحه.

إلا أنه قرر في أيامٍ ثلاثة أن يعقد منفرداً مؤتمرين صحفيين، لا يشاركه فيهما أحد، ولا ينافسه في الحديث غيره من المشاكسين الذين اعتاد على الظهور معهم، حيث كانت كاميرات الإعلاميين تلتقط تعابير وجوههم، وترصد حالة العبوس والغضب، وعلامات عدم الرضا عن بعضهم البادية على وجوههم، وتقرأ حجم الاختلاف والتناقض بينهم، بل وتحسب درجة الكره لبعضهم، مما دفعه أو دفعهم للعزوف عن مشاركتهم في مؤتمراته الصحفية، والاكتفاء بالبدائل الأخرى التي بات يفضلها ويجد حريته فيها.

بدا نتنياهو في مؤتمريه، كما عبر العديد من الإسرائيليين الذين تابعوه وعلقوا عليه، أنه كان محاضراً قد أعد محاضرته جيداً واستعد لها، وهيأ لها وسائل إيضاحٍ تناسبه، ومؤثراتٍ ضوئية وبصريه تساعده، وبدا بحركاته ومؤشره كأنه يحاول إقناع المستمعين له ودفع المشاهدين للقبول بأفكاره، وتصديق كلامه، وتأييد سياساته، وعدم الانجرار وراء المعارضين له والمخالفين لسياسته، متهماً إياهم بالخوف والجبن والقبول بالهزيمة أمام السنوار، ولكنه لن يصغي إليهم، وسيواصل خطته العسكرية حتى إنجاز الأهداف الأربعة التي وضعها.

اتهمه بعض الإسرائيليين أنه كان في مؤتمريه كبائعٍ محترفٍ يعرض بضاعته ويزينها للراغبين، وقد أتقن صنعته وحاول إقناعهم بها، لكنه كان يعرض بضاعةً لا يرغب بها الزبائن، ولا يقتنعون بجودتها، ويرون أنها بضاعة مرتجعة وقد سبق عرضها ولم يقبل بها ويرضى عنها أحدٌ، إذ كانوا يتوقعون غيرها، ويريدون ما هو أفضل منها، إذ أن ظروفهم لا تناسبها بضاعته الكاسدة التي لا يعجب بها ولا يستحسنها سواه.

وذكر بعضهم أن ذاكرته مثقوبة ومعطوبة كما قلبه الذي عرج على بيان حالته، حيث بدا من المعلومات التي أوردها، والمبررات التي سوغها، أن شيئاً قد أصاب ذاكرته فأضعفها، أو أن الأحداث الكبرى التي يشهدها قد أتلفت سمعه، وربما كبر السن، أو طول ساعات العمل والإرهاق الذي تبدو آثاره واضحةً تحت عينيه، أو ربما أهوال الحرب ومفاجئات الفلسطينيين ضد جيشه، والتي كان آخرها مقتل الأسرى الستة الذين أوجعوه وأضعفوه، وألبوا الشارع ضده، وحركوا “الهستدروت” وعموم المستوطنين في مظاهراتٍ عارمةٍ جابت مختلف المدن، واحتشدت في قيسارية أمام بيته، تطالبه بعقد الصفقة أو الاستقالة.

أما غالبية الإسرائيليين فقد اتهموا نتنياهو بالكذب وادعاء النصر الزائف، ووصفوا حديثه عن استعادته لأكثر من مائة وخمسين أسيراً من بين أيدي حماس بالهراء، فهو أكثر من يعلم أنه ما كان يستطيع استعادة عُشرِ “الرهائن” بالقوة العسكرية، وبالعقلية الحالية التي تحكمه وتوجهه، ولولا أن حركة حماس قد وافقت على الصفقة ذات الهدن المؤقتة، ما كان سيستطيع أن يفرج عنهم بقوته العسكرية، بقدر ما كان قادراً وجاهزاً لقتلهم والتخلص من أعبائهم.

ويرى آخرون أن لجوء نتنياهو إلى اللغة الإنجليزية في مؤتمره الصحفي، كان محاولةً منه لستر عيوبه وإخفاء أخطائه، وإظهار مصداقيته التي يعرف الإسرائيليون أنها بلا رصيد، ولعله كان يريد لقطاعٍ كبيرٍ من الإسرائيليين ألا يفهموا تصريحاته أو يتابعوا مؤتمره، ليتسنى له الكذب كيفما يريد، وليسهل عليه تمرير رواياته الخاصة، والتركيز على قناعاته الشخصية، وتسليط الضوء عليها أمام الغرب المتلقي وكأنها حقائق ثابتة.

فيما سلط عددٌ غير قليلٍ من الخبراء والمسؤولين الإسرائيليين، والمفكرين والباحثين والصحافيين وأصحاب الرأي والقلم، على تصريحات نتنياهو ضد مصر، التي تربطها اتفاقية سلام مع إسرائيل، وقد مضى عليها مستقرة أكثر من أربعين عاماً، وما زالت مرشحة للصمود والبقاء ما لم يأت “أحمق” يفسدها، واعتبروا تصريحاته استفزازية سيئة، ومحاولة يائسة لقلب الحقائق وتغيير الوقائع وتحميل فشله الأمني على الآخرين.

يرى هؤلاء أن نتنياهو قد قامر بأكبر رصيد لكيانهم في العالم العربي المحيط بهم، ونسي وهو الذي يدعي احترامه لمصر، وإصراره على الاحتفاظ بعلاقاتٍ دافئة معها، أنه لولا مصر وجهود أجهزتها الأمنية، وتدميرها لمئات الأنفاق التي كانت تمتد بين جانبي الحدود، كان من الممكن أن تكون غزة “طورا بورا” فلسطينية، عصية ومحصنة ومحمية وغنية بالأسلحة والمتفجرات، وكان سيكون من الصعب على جيشه أن يحقق النجاحات التي حققها أو يدعي تحقيقها.

فمصر بالنسبة للاستراتيجيين الإسرائيليين، وكبار ضباط الجيش وهيئة الأركان، وقادة الأجهزة الأمنية المتقاعدين والعاملين، تعتبر أهم بكثير من “حكومة نتنياهو” العابرة والتي تسببت في “طوفان الأقصى”، وواصلت أخطاءها باستمرار الحرب وتأخير الاتفاق، بينما كانت مصر ولا زالت قادرة على حماية الحدود، وضبط أعمال التهريب، ومحاربة الإرهاب، والضغط على حماس والتأثير عليها، وهي دولة مستقرة وثابتة.

كثيرةٌ هي التعليقات الإسرائيلية على مؤتمري نتنياهو، ولعل بعضها ساخرٌ متهكم، وغيرها ناقدٌ معارضٌ، ولكنها جميعاً تتفق أنه أضر بأمنهم، وغامر بحياة أبنائهم، واستفز الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، وفض الحلف الذي تأسس لأجلهم، وراهن على حربٍ لا تعرف نهايتها، ولا غاية منها سوى مصالحه الشخصية ومنافعه الحزبية. 

بيروت في 5/9/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى نتنياهو ما کان

إقرأ أيضاً:

نشطاء: استقالة القادة العسكريين الإسرائيليين دليل على فشلهم في غزة

 

وكان رئيس الأركان هرتسي هاليفي أول مسؤول عسكري يتقدم باستقالته بعد بدء تنفيذ الاتفاق الذي يفترض أنه وضع حدا للحرب التي استمرت 15 شهرا وكانت الأطول والأكثر دموية في تاريخ دولة الاحتلال.

وقال هاليفي إنه يتحمل مسؤولية فشل الجيش في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإنه سيحمل هذه المسؤولية معه طوال حياته.

ووفقا لحلقة 2025/1/22 من برنامج "شبكات"، فإن هذه الاستقالة هي الأولى منذ 17 عاما لرئيس أركان في جيش الاحتلال حسب وسائل إعلام إسرائيلية، وقد تبعتها استقالة قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فنكلمان.

وكتب فنكلمان في خطاب استقالته أن الفشل في حماية منطقة النقب الغربي يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 سيظل محفورا في حياته للأبد.

ليست الأولى

ولم تكن هذه الاستقالات هي الأولى التي شهدها جيش الاحتلال بسبب عملية طوفان الأقصى، فقد سبق أن استقال عدد من المسؤولين العسكريين بعد طوفان الأقصى.

ومن بين المستقيلين قائد الوحدة الاستخبارية 8200 اللواء يوسي شارييل، والمسؤول عن المنطقة الجنوبية في جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، وقائد فرقة غزة آفي روزنفيلد الذي فشلت فرقته في صد الهجوم وتم اقتحام مواقعها وأسر عدد من أفرادها.

إعلان

ويبدو أن الاستقالات لن تقف عند هذا الحد، إذ تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن موجة استقالات محتملة لقادة الأجهزة الأمنية، وهو ما اعتبره نشطاء ثمنا للهزيمة التي تعرضوا لها في غزة، فقد كتب ناشط يدعى أحمد "كل إسرائيل تشعر بالهزيمة، كلام قادتهم، وما يصرحون به كله هزيمة، استقالات قادتهم العسكريين"، مضيفا "إسرائيل لو انتصرت لكانت الآن تكرّم قادتها العسكريين".

كما كتب ناشط يدعى نصيب يقول "رغم اعتراف الشارع الإسرائيلي بأن حماس انتصرت في طوفان الأقصى، ورغم حدوث استقالات عديدة من قادة الجيش والائتلاف الحاكم فإن صهاينة العرب مصرون على أن إسرائيل انتصرت وحماس هزمت".

وفي السياق نفسه، كتب "ابن حسين" "استقالات القادة العسكريين رئيس هيئة الأركان هاليفي وقائد القيادة الجنوبية فنكلمان تكشف عن تصدع في واحدة من أكثر المؤسسات استقرارا وتأثيرا في إسرائيل".

أما "لكي" فقال "تخبط وعشوائية وفشل ذريع على كل المستويات، استقالات بالجملة، ونتنياهو يقودكم إلى الانهيار، لن تحققوا أهدافكم، وحلم إسرائيل الكبرى وهم كبير"، مضيفا "لا بل سوف تفقدون كل ما حصدتموه خلال 75 سنة، كل المؤشرات تدل على أن إسرائيل إلى الهاوية دون رجعة".

في المقابل، قالت بارا "قادة إسرائيل تحمّلوا مسؤوليتهم في إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقدّم بعضهم استقالاته، لكن: ماذا عن الطرف الآخر؟".

بدوره، علق وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش على استقالة رئيس الأركان بقوله إن الفترة المقبلة ستشهد استبدال القيادة العسكرية العليا تمهيدا لاستئناف الحرب حتى النصر الكامل، في حين طالب زعيم المعارضة يائير لبيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته الكارثية بتحمّل المسؤولية والاستقالة وتشكيل لجنة تحقيق رسمية.

وبعد ساعات من إعلان هاليفي استقالته أعلن حزب "المعسكر الرسمي" الإسرائيلي المعارض -الذي يقوده رئيس الأركان السابق الإسرائيلي السابق بيني غانتس– أنه سيطرح مشروع قانون لتشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان 22/1/2025

مقالات مشابهة

  • نقابة الصحفيين تتسلم 4 آلاف كتاب ضمن مبادرة المليون كتاب التي أطلقتها وزارة الثقافة
  • نقابة الصحفيين تتسلم 4 آلاف كتاب ضمن مبادرة "المليون كتاب" التي أطلقتها وزارة الثقافة
  • كيف غطى الإعلام الغربي صفقة السجناء الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين؟
  • صحف إسرائيلية: استقالة هاليفي تعزز الدعوات لرحيل نتنياهو
  • نشطاء: استقالة القادة العسكريين الإسرائيليين دليل على فشلهم في غزة
  • ما الذي تحقق من أهداف نتنياهو بعد 15 شهرا من الحرب؟
  • برلماني: كامل الوزير لديه إرادة صلبة لإزالة المعوقات التي تقف حائلا أمام الاستثمار
  • أول هدايا ترامب للمتطرفين.. إلغاء العقوبات على المستوطنين الإسرائيليين
  • ترامب يلغي العقوبات على المستوطنين الإسرائيليين
  • نتنياهو يخطط لزيارة ترامب ومناقشة قضايا هامة