يمانيون:
2024-11-18@08:53:07 GMT

الإجرام الصهيوني والرد المنتظر

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

الإجرام الصهيوني والرد المنتظر

طاهر محمد الجنيد

في خطابه المشؤوم أمام الكونجرس الأمريكي، قال مجرم الحرب نتنياهو إن الإجرام الذي يمارسه على أرض فلسطين، ليس صراع حضارات، بل حرب بين الحضارة والهمجية -حسب زعمه-، صفق له الحضور إعجابا، به، فالهمجية أصبحت اليوم عنوانا بارزا لسياسات الحلف الصليبي الصهيوني الذي تقوده أمريكا، ولذلك تحرك الإجرام ليمارس عمليات الإجرام بواسطة الاغتيالات للقيادات السياسية التي يجرم القانون الدولي الإنساني المساس بها إلا قانون الإجرام للحلف الصهيوني الصليبي في مجموعه.

ليست المرة الأولى التي يمارس الإجرام استهداف المعارضين له ولن تكون الأخيرة، لأن الهمجية لا تنتهي، فقد أصبحت قانونا متبعا في العلاقات الدولية منذ صعود قوى الاستكبار العالمي وتصدرها المقدمة بفعل الاستعمار والاستيلاء على ثروات الأمم واستعبادها تحت مسمى الاستعمار.

الكيان الصهيوني يشن حربا إعلامية واستخباراتية وإجرامية بمساعدة تلك القوى، التي أوجدته على أرض فلسطين، والقوى الوطنية ترد بقدراتها وإمكانياتها الذاتية بعد أن تم اختطاف إرادة الشعوب ومصادرتها لصالح الإجرام، والدليل الواضح على ذلك أن غزة تواجه العدوان على مدى أكثر من ثلاثمائة يوم ولم تستطع الأمتان العربية والإسلامية ان تطلقا متظاهرا أو تسمح له الأنظمة العميلة والخائنة أن يعبر عن دعمه ومساندته للشهداء والمستضعفين في أرض غزة وفلسطين.

اليمن تحشد الملايين ولبنان يطلق الصواريخ والمسيَّرات والعراق وإيران أيضا، أما البقية فالعلماء والمفكرون وأصحاب الرأي الأحرار والمناصرون للقضية، امتلأت بهم السجون والمعتقلات، واما العملاء فقد أصدروا الفتاوى لصالح الإجرام الصهيوني وبرروا له إجرامه وغدره وباركوا له جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية.

فصائل المقاومة الفلسطينية وغيرها تقود المعركة المصيرية لتحرير فلسطين والأنظمة العربية تشتري الأسلحة المتطورة وتكدسها في المخازن والمستودعات استعدادا لما بعد التحرير، لم ترسل صاروخا واحدا أو طلقة واحدة في مواجهة الكيان الصهيوني، بل إنها تساعده في حصار المقاومة، حتى اضطر الفلسطينيون لمواجهة جيش الاحتلال بالحجارة والصدور العارية، وهم ينادون الأمتين العربية والإسلامية، انهارت كل قيم العروبة والتاريخ والدين واللغة، وكانت إيران هي التي تلقفت تلك الاستغاثات وأعانت المقاومة.

حينما كانت علاقات إيران في وئام ووفاق مع الصهيونية والإمبريالية العالمية، كانت جميع الدول العربية وغيرها على وئام ووفاق معها ولما قامت الثورة الإسلامية فيها وتم قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني تحولت إلى عدو يجب مواجهته والتصدي له، العدو الصهيوني يمارس إجرامه على أراضي كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج لم ترد عليه أي دولة، اغتال العلماء، دمر المفاعل النووي العراقي واغتال القيادات السياسية وأرسل شبكات التجسس لتدمر أساسيات الاقتصاد العراقي وغيرها، مصر اكتفت باستعادة سيناء استعادة منقوصة السيادة، واستغل الصهاينة معاهدات الصداقة، فدمروا الزراعة واغتالوا علماء الذرة وكلما كشفت المخابرات المصرية شبكة ارسل كيان العدو شبكات أضعافها.

العراق أرسل الصواريخ إلى الأراضي المحتلة، لكن تكالبت عليه القوى الاستعمارية الصهيونية ودمرته.

وأما بقية الدول فقد تحولت إلى مساعدة الصهاينة ومدهم بكل ما يحتاجونه من مال ومعلومات، حتى أن النظام المصري باع لإسرائيل حقول الغاز التي كان يستثمرها وعاد ليشتري منها الغاز بقيمة محترمة تشجيعا لها ودعما، ولم يستطع أن يوقف إجرامها على محور الحدود المشتركة بينهما (ممر فيلاديفيا) وقد قتلت الجنود المصريين هناك.

وكلما بادر الصهاينة بالعدوان على محور المقاومة في اليمن أو لبنان أو العراق أو إيران وردت المقاومة، إن كان الرد عاجلا، شن صهاينة العرب هجوما مضادا بأن الرد كان فاشلا، لم يحدث أضرارا ولم يكن موفقا ولم يصب هدفا وإنما كان بموجب التنسيق مع صهاينة اليهود.

أما إن تأخر الرد رفعوا أصواتهم.. لماذا تأخر الرد؟ لم ترد ايران ولا حزب الله ولا اليمن (انصار الله) ولا العراق، متناسين أن المعركة قائمة ومتواصلة ولن يفلت الصهاينة ومن تبعهم أو أعانهم من القصاص جراء كل الجرائم التي ارتكبوها.

الرد القوي يحتاج إلى إعداد وصبر وليس ردوداً آنية يستفيد منها الإجرام الصهيوني أكثر مما تؤثر عليه، وهم في حالهم هذا كما قال الله سبحانه وتعالى ((لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ))التوبة ـ47-

ايدي كوهين يقسم بالله وكأنه المؤمن التقي الذي يخشاه وليس المتطاول على الله، أنه لو كان الشهيد إسماعيل هنية في المملكة السعودية لما استطاعوا النيل منه، والجميع يدرك أن السعودية زجت كل من يدعو لنصرة المسلمين في سجونها وأولهم كوادر حماس ومثل ذلك الإمارات التي أعانت الموساد على اغتيال الشهيد المبحوح، أما اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران وفي زيارة رسمية، فالجواب آت بإذن الله ولن يطول الانتظار، ثم أن الانتظار عند اليهود اشد وقعا وايلاما من الرد، لأن الله قذف في قلوبهم الرعب وضرب عليهم الذلة والمسكنة ((وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ))البقرة ـ61-.

السعودية وغيرها من الدول العربية أنظمة وحكومات سكتت ولن ترد، لكن اليمن حكومة وشعبا لم ولن يسكت على الإجرام الصهيوني ومن تحالف معه، وحزب الله أيضا لن يسكت ولن يترك دماء الشهداء والمقاومة الإسلامية في العراق وجمهورية إيران الإسلامية لن تسكت، لكن صهاينة العرب يستعجلون رد محور المقاومة، أما هم فلن يردوا، لأن إجرام الصهاينة لم يطلهم، بل سيطالهم الخزي والعار والذلة والمهانة ((الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا)) النساء ـ141-.

ويكفي أن أكثر من ثلاثمائة يوم مضت، هتكت استار المجرمين والمنافقين والخونة والعملاء أمام الله وأمام الشعوب وأمام الإنسانية جمعاء، ولن يستمر الإجرام الصهيوني إلى ما لا نهاية، فالله ناصر أوليائه وخاذل أعدائه حتى لو تساءل المجرمون عن ذلك استهزاءً ((وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا)).

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الإجرام الصهیونی

إقرأ أيضاً:

مصدر للحرة: لبنان يدرس المقترح الأميركي والرد الأسبوع المقبل

أفاد مصدر سياسي لمراسلة "الحرة" بأن مقترح وقف إطلاق النار الذي أشارت تقارير إلى أن السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون سلمته لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري يتألف من خمس صفحات و13 نقطة ومن المتوقع أن تسلّم بيروت ردها عليه منتصف الأسبوع المقبل.

وفي اتصال مع مراسلة "الحرة" أشار الوزير اللبناني السابق عن حزب القوات اللبنانية ريشارد قيومجيان إلى أن الغموض يشوب تفاصيل نقاط المقترح الذي يعكف لبنان الرسمي على دراسته لوضع ملاحظاته وإدخال بعض التعديلات عليه.

وأوضح أن هذا الغموض يتعلق بمسألة انسحاب حزب الله من جنوبي نهر الليطاني في حال تم القبول بالمقترح من الجانب اللبناني، والجهة التي ستتحقق من عدم وجود أنفاق ومخازن أسلحة تابعة للحزب جنوبا، إضافة إلى كيفية تطبيق خلو الجنوب من سلاح حزب الله والبنى التحتية التابعة له.

كذلك أشار إلى أن هناك غموضا يتعلق بالجهة التي ستتولى مراقبة المعابر اللبنانية السورية لمنع تهريب السلاح إلى حزب الله، وتركيبة لجنة الرقابة الدولية التي ستتولى مراقبة الحدود.

تعمل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على مقترح لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وفق مجموعة تفاهمات أميركية إسرائيلية تتعلق بترتيبات أمنية طلبتها إسرائيل، أبرزها تفكيك البنى العسكرية لحزب الله، لكن هناك بنودا لا تزال عالقة.

وكانت جونسون التقت، الخميس، بنبيه برّي، الحليفَ السياسي لحزب الله والذي أيّده الحزب للتفاوض، لتقديم أول مقترح مكتوب من واشنطن. من جهته وصف بري المقترح بالإيجابي، لكنه أشار إلى بعض النقاط العالقة فيه.

وأفاد مصدر سياسي لبناني لقناة "الحرة" في وقت سابق أن البحث يجري حول الضمانات لتطبيق القرار الدولي 1701 والجهات التي ستضمن تطبيق القرار كاملا، مضيفا أن بإمكان الحكومة اللبنانية طلب مساعدات تقنية ولوجيستية من دول أجنبية لتعزيز ضبط الأمن على الحدود.

وقال النائب السابق في البرلمان اللبناني الدكتور فارس سعيد لقناة "الحرة"، الجمعة، إن المقترح سبقه لقاء في البيت الأبيض بين بايدن وترامب وبالتالي "أنا اتوقع أن هذه الورقة حصلت على توافق أميركي-أميركي".

وأضاف سعيد أن هذا المقترح حصل أيضا على توافق أميركي-إسرائيلي، في حين تداولت وسائل إعلام عربية من خلال التسريبات بعض بنود المقترح منها الحفاظ على القرار الأممي 1701 وعدم نقله من الفصل السادس إلى السابع، أيضا عدم إجراء تعديلات في بنوده أو استبداله بقرار جديد، على حد قوله.

وأوضح النائب اللبناني السابق أن جوهر المقترح هو أن الجانبين الإسرائيلي والأميركي يبحثان عن الضمانات المطلوبة لتنفيذ القرار، "فالضمانة التي كانت موجودة في عام 2006 في عهد حكومة فؤاد السنيورة، لم تعد سارية المفعول الان، بعد خرق القرار بشكل واضح من قبل إسرائيل وحزب الله".

وأشار الدبلوماسي الأميركي السابق، مارك جينسبرغ، إلى "عدم وجود أي تأكيدات رسمية خرجت من واشنطن بوجود توافق بين ترامب وبايدن على الملف اللبناني".

وأكد جينسبرغ في حديث لقناة "الحرة"، الجمعة، أهمية أن يكون هناك وقف لإطلاق النار مؤقت يتزامن مع المفاوضات الجارية "بغية الإسراع في الجهود المبذولة لتطبيق القرار 1701 والتنسيق بين إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة لنشر القوات اللبنانية في جنوب البلاد، ليتم لاحقا التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".

وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصدرين سياسيين لبنانيين كبيرين القول إن السفيرة الأميركية في لبنان قدمت، الخميس، مسودة اقتراح هدنة لنبيه بري، دون الخوض في تفاصيل. وأضافت الوكالة أن جماعة حزب الله وافقت على اضطلاع بري بالتفاوض.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يكشف حصيلة “60 يوماً” من المعارك ضد كيان العدو الصهيوني
  • الشهداء .. صانعو التحولات العظيمة
  • حزب الله ينفذ سلسلة عمليات نوعية ضد تجمعات العدو الصهيوني في جنوب لبنان
  • خلال الساعات الماضية.. حزب الله يعلن تنفيذ 26 عملية هجومية ضد قوات الاحتلال الصهيوني
  • شاهد | هاجس الرد الإيراني يسيطر على أوساط العدو الصهيوني (مترجم)
  • مصدر للحرة: لبنان يدرس المقترح الأميركي والرد الأسبوع المقبل
  • بأسراب المسيرات وصليات الصواريخ.. حزب الله يستهدف قاعدتين بحريتين للعدو الصهيوني على البحر المتوسط
  • بالصواريخ والمسيرات.. حزب الله يستهدف قاعدة “ستيلا ماريس” ومواقع وتجمعات للعدو الصهيوني
  • حزب الله يستهدف قاعدة ستيلا ماريس ومواقع وتجمعات للعدو الصهيوني
  • حزب الله يستهدف قاعدة “ستيلا ماريس” ومواقع وتجمعات للعدو الصهيوني