يمانيون:
2024-09-16@07:27:08 GMT

خذ جندك جثثاً يا “إسرائيل”

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

خذ جندك جثثاً يا “إسرائيل”

د.فايز أبو شمالة
نجح العدو “الإسرائيلي” في استرجاع ستة جثث لجنوده الأسرى لدى رجال المقاومة في قطاع عزة، وهذا ليس بالمفاجئ، ولا بالمستغرب في ظل حرب الإبادة التي يشنها الجيش “الإسرائيلي” على كل متحرك، وعلى كل جامدٍ في قطاع غزة، فإمكانية العثور على بعض الجثث هنا وهناك إمكانية واردة، وسبق وأن استرجع العدو الإسرائيلي قبل أيام ستة جثث أخرى، تعود لجنوده الأسرى في قطاع غزة، وقد يتمكن الجيش الإسرائيلي بعد أيام من استرجاع ست جثث أخرى، وخمسة جثث أخرى في مرحلة لاحقة.

وطالما استمر العدوان على أهالي قطاع غزة، فذلك يعني أن العدو “الإسرائيلي” سيتمكن من استرجاع المزيد من جثث جنوده الأسرى، وذلك إن حالفهم الحظ في مرات لاحقة، وتمكنوا من اكتشاف سر غزة الدفين، والوصول إلى الأماكن التي يحتجز فيها الأسرى، وهذا في تقديري من المستحيلات السبع، فرجال المقاومة يتعلمون من تجاربهم، ويطورون من أساليب عملهم.

لقد جرت العادة أن يتفاخر الجيش “الإسرائيلي” بأخلاقه العسكرية، وأنه جيش قيم ومبادئ، ولا يتخلى في المعارك عن جثث قتلاه ، وأنه لا يترك أسراه لدى أعداء إسرائيل مهما كلف ذلك من ثمن، ويزعم الإسرائيليون أن تحرير الجنود الأسرى عقد اجتماعي وأخلاقي تلتزم فيه الحكومة أمام أهالي الجنود، وأن الجيش الإسرائيلي لن يتركهم جثثاً أو أسرى، وقد تباهت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بالثقة المتبادلة بين المجندين الصهاينة، وبين قياداتهم؛ التي وفرت لهم الأمن والحماية والسلامة، ولم تتخلَ عنهم في أحلك الظروف، وهذا العقد الأخلاقي، هو الذي عزز روح الانتماء لدى الجند، وزرع الثقة المتبادلة بين الجنود والقيادة، وهذا الالتزام الأخلاقي من أهم مقومات الوحدة الداخلية للمجتمع الإسرائيلي، ولدى المؤسسة العسكرية والسياسية.

على أرض غزة يختلف المشهد، بعد أن تكسرت قواعد الجيش الإسرائيلي الأخلاقية تجاه جنده، فقد أجبر رجال المقاومة الفلسطينية جيش العدو على التخلي عن أسراه، وأجبرت المقاومة الفلسطينية عدوها على استرجاع جنوده الأسرى جثثاً على استحياء، فشروط العقد الأخلاقي أن يسترجعهم أحياء، ولا يتخلى عنهم لمصيرهم المجهول، لذلك ضج كل المجتمع الإسرائيلي غضباً وحنقاً على القيادة الإسرائيلية، حين سمعوا عن استرجاع ستة جثث لجنودهم الأسرى، وغضبوا أكثر حين تأكد لأهالي الأسرى أن بعض الجثث تعود لأسرى كان يمكن أن يتحرروا قبل فترة، فيما لو لم يضع نتانياهو العقدة أمام منشار التفاوض.

هذا الغضب الإسرائيلي الذي سيتفجر مظاهرات في الشوارع، أجبر رئيس الوزراء نتانياهو على الخروج عن صمته، ومواجهة وسائل الإعلام مبرراً خذلان الجنود، خرج نتانياهو عبر وسائل الإعلام ليكذب على الجمهور، ويدعي أنه يواصل الجهود لتحرير الأسرى، وأنه لم يقصر، وأن قدم لحركة حماس كل الإغراءات، من أجل استرجاع الأسرى، وفي هذا الخروج الإعلامي السريع ما يشير إلى حجم المأزق الذي تمر به الحكومة الإسرائيلية، التي انقسمت على نفسها، ففي الوقت الذي يقاتل وزير الحرب جالانت من أجل تحقيق صفقة تبادل أسرى، مقرونة بوقف إطلاق النار، وهو مدعوم بهذا الموقف من قيادات الجيش العسكرية والأمنية، يقف رئيس الوزراء نتانياهو ضد هذا الطرح، ويدعي أن أي صفقة لتبادل الأسرى، وأي وقف لإطلاق النار، دون تحقيق النصر التام على حركة حماس، يضر بالوجود الإسرائيلي نفسه، ويعتبر هزيمة مذلة “لإسرائيل”.

حرب غزة وضعت “إسرائيل” كلها في ورطة، فلا الحكومة “الإسرائيلية” جاهزة لتقبل الهزيمة، ولا الجيش الإسرائيلي قادر على الانتصار في غزة، والتفاخر بإنجازاته، ولا الحكومة الإسرائيلية قادرة على مواصلة الوحدة الداخلية بين الوزراء، والتماسك حول أهداف الحرب المجهولة، وبعيده المنال، ولا الحكومة الإسرائيلية قادرة على حل نفسها، والاعتراف بالفشل، وتسليم مقاليد الأمور لمن يخرج إسرائيل من ورطتها.

الورطة “الإسرائيلية” على أرض غزة تكلف أهل غزة المزيد من حرب الإبادة، بل انتقلت الورطة “الإسرائيلية” على أرض غزة إلى أرض الضفة الغربية، في محاولة يائسة من الحكومة الإسرائيلية لتحقيق أدنى انتصار، أدنى انتصار يعيد للجيش الإسرائيلي هيبته، ويعيد للمجتمع “الإسرائيلي” وحدته، ولكن أرض الضفة الغربية غضب وثورة، وقد لاقى فيها العدو الإسرائيلي مواجهات ومعارك لم تكن في الحسبان، وهذا الذي سيعمق المأزق “الإسرائيلي”، حتى الانفجار الداخلي، وهذا الذي سيكسر عنجهية العدو، ويجبره على التنازل، والموافقة غير المشروطة على وقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة تبادل اسرى، والخروج المذل من أرض غزة، ولاسيما بعد أن التحقت محافظة الخليل معركة طوفان الأقصى، وللخليل ثقلها الجماهيري، وإرثها المقاوم.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحکومة الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی أرض غزة

إقرأ أيضاً:

هاليفي لعائلات الأسرى: العمليات العسكرية لن تكون قادرة على إعادتهم

الثورة نت/..

صرّح رئيس هيئة أركان “جيش” العدو الصهيوني، هرتسي هاليفي، الليلة الماضية، بأنّ عملية إعادة الأسرى الصهاينة تصبح أكثر صعوبةً وتعقيداً مع مرور الوقت.

وقال هاليفي خلال اللقاء الذي جمعه بعائلات الأسرى ووصفه الإعلام الصهيوني بـ”العاصف”: إنّ “جيش” الإحتلال يُواجه مخاطر كبيرة في سبيل جمع المعلومات الاستخباراتية حول الأسرى الصهاينة في قطاع غزّة.. مؤكداً أنّه “ما لم يتمّ التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن الأسرى، فلن يكون هناك أسرى لإعادتهم”.

وشدد على أنّ “العمليات العسكرية لن تكون قادرة على إنقاذ جميع الأسرى”.. مؤكداً أنّ القرار بشأن صفقة أسرى يعود لحكومة نتنياهو، لكن “الجيش” يعمل على تهيئة أفضل الظروف الممكنة لإطلاق سراحهم.

وفيما يتعلق بموعد نهاية الحرب على غزة، قال هاليفي لممثلي عائلات الأسرى الصهاينة: إنّه “لا يعرف متى ستنتهي”.. مضيفاً: إنّ “الجيش الصهيوني ليس قريباً من تحقيق ذلك”.

ومطلع الشهر الجاري، أعلن “جيش” العدو عن عثوره على ست من جثث أسراه داخل نفق في محافظة رفح جنوبي قطاع غزّة، قتلوا بنيران “الجيش” الصهيوني.

وأمس، تظاهر عشرات الآلاف من الصهاينة، في “تل أبيب” والقدس المحتلة، ومناطق مُتفرّقة من فلسطين المحتلة، للمطالبة بإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وشارك آلاف المتظاهرين، في تجمّع خارج مقر “جيش” الإحتلال، في “تل أبيب” للأسبوع الثاني على التوالي في ذلك المكان، حيث شارك في الأسبوع الأول نصف مليون صهيوني، وفقاً للمنظّمين.

ويتهم المتظاهرون نتنياهو بعرقلة التوصّل إلى وقف لإطلاق النار وعقد صفقة لإطلاق الأسرى، بسبب إصراره على بقاء جيشه في “محور فيلادلفيا”.. مشيرين إلى أنه يعمل على إحباط أي صفقة قد تهدد حكومته اليمينية.

وقبل أيام، صرّح رئيس كيان العدو الصهيوني، إسحاق هرتسوغ، بأنّ “ثمن الصفقة باهظ”.. مضيفاً: إن “الثمن سيكون أغلى بكثير في حال فشلنا في إعادة الأسرى”.

مقالات مشابهة

  • التعليقات الإسرائيلية على الهجوم الصاروخي اليمني في “تل أبيب”: صواريخ الحوثيين تصل إلى عمق “إسرائيل” بنجاح كبير وفشل الدفاعات يثير القلق
  • الجيش الإسرائيلي ينشر تقريره الأولي عن سبب فشل دفاعاته الجوية في اعتراض صاروخ الحوثيين
  • الجيش الإسرائيلي ينشر تقريره الأول حول أسباب فشل دفاعاته الجوية من اعتراض صاروخ حوثي
  • عاجل: الجيش الإسرائيلي يكشف مفاجأة جديدة عن نوع الصاروخ الحوثي الذي ضرب ”تل ابيب” ولماذا فشل باعتراضه
  • الجيش الإسرائيلي يعترف بمسؤوليته عن مقتل 3 أسرى
  • الجيش الإسرائيلي يعترف بمقتل 3 من أسراه بإحدى الغارات على غزة
  • ‏الجيش الإسرائيلي: الصاروخ الذي أطلق من اليمن انفجر في الجو على الأرجح
  • الجيش الإسرائيلي: الصاروخ الذي أطلقه الحوثيين تحطم في الجو
  • هاليفي لعائلات الأسرى: العمليات العسكرية لن تكون قادرة على إعادتهم
  • العدو الصهيوني يفرج عن تسعة أسرى من قطاع غزة