صرحت نائبة مدير مكتب "اليونيفيل" الإعلامي كانديس أرديل، اليوم الخميس، حول التحديات الكبيرة التي واجهتها قوات حفظ السلام في العام الماضي، قائلة: "كان العام الماضي مليئًا بالتحديات بالنسبة لنا كقوات حفظ السلام، لقد شهدنا تبادل إطلاق النار الذي بدأ في الثامن من أكتوبر، وهذا شكل العديد من الصعوبات لنا على الأرض، واضطررنا لتعديل أنشطتنا، مما يعني تغيير بعض أنشطتنا للتركيز بشكل أكبر على الدوريات على طول الخط الأزرق، وعلى العمليات المشتركة مع الجيش اللبناني لمراقبة المناطق التي قد تُطلق منها الصواريخ للمساعدة في منع هذه الأمور".




وأردفت أرديل، في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، "أعتقد أن الوضع ما زال متقلبًا ومتوترًا للغاية، وقد رأينا هذا خلال الأيام الماضية، ومع ذلك، يواصل قوات حفظ السلام تواجدهم على الأرض على مدار الساعة، ونحن مستمرون في العمل لضمان عدم تصاعد الأمور إلى شيء أكبر، ولهذا السبب نواصل العمل والتواصل مع جميع الأطراف للتهدئة. وحتى الآن، لم نشهد تصعيدًا كبيرًا، ونحن مستمرون في العمل لمنع ذلك".


وفيما يتعلق بالمواجهات الدائرة، أوضحت أنه "خلال أيام متفرقة رأينا تبادلًا مكثفًا لإطلاق النار على طول الخط الأزرق، وقد تم احتواء هذا التبادل بشكل كبير ضمن نطاق 5 إلى 10 كيلومترات من الخط الأزرق، وشهدنا أحيانًا ضربات أعمق على كلا الجانبين من الخط الأزرق، وهذا يشكل تحديًا لنا. بالنسبة لنا، دورنا هو المراقبة والملاحظة وتقديم تقرير لمجلس الأمن، هذه إحدى مهامنا الرئيسية".


وحول الصعوبات التي تواجهها قوات اليونيفيل وسط تصاعد المواجهات، قالت أرديل: "يصبح الأمر صعبًا عندما نرى تدهورًا في الوضع، لأن عناصر اليونيفيل يجب أن نبقيهم في أمان حتى يتمكنوا من أداء مهامهم، وإذا كان هناك تبادل لإطلاق النار في لحظة معينة، فهذا يعني أنهم يجب أن يتوقفوا عما يفعلونه ويعودوا إلى قواعدهم، وأحيانًا حتى إلى الملاجئ، اعتمادًا على شدة الوضع، وهذا يشكل صعوبة لنا في ممارسة دورنا. ومع ذلك، نواصل القيام بحوالي 450 نشاطًا يوميًا، وهو نفس عدد المهام قبل الثامن من أكتوبر، ولكن الأمر يشكل تحديًا لنا في إتمام المهام المطلوبة بموجب القرار 1701".

وتابعت، "التوترات الإقليمية لها تأثير واضح على ما يحدث هنا، وهي مرتبطة بما يحدث في غزة، ولكن تركيزنا هنا هو على ما يحدث في جنوب لبنان وإعادة الاستقرار. ولهذا نتواصل مع السلطات اللبنانية والإسرائيلية لمحاولة التهدئة".

وحول مهام اليونيفيل في ظل الأوضاع الحالية وبظل التفويض الجديد، ذكرت أرديل، أن "مهمتنا تعطى لنا من قبل مجلس الأمن، ودورنا هو تنفيذ التفويض الذي يمنحه لنا المجلس. لقد جدد مجلس الأمن تفويضنا الأسبوع الماضي، وكان واضحًا جدًا أن التفويض لم يتغير وتكوين قواتنا لم يتغير، لا يزال لدينا حوالي 10,000 جندي حفظ سلام على الأرض من حوالي 50 دولة مختلفة، مهامنا تبقى كما هي، وسنستمر في تنفيذها بأمانة".

وعن الدمار الذي لحق بالقرى، صرحت "لقد شهدنا دمارًا كبيرًا في قرى جنوب لبنان نتيجة لتبادل إطلاق النار. في بعض القرى، دُمرت أحياء بأكملها، وفقد الناس منازلهم ومصادر رزقهم، وتم تهجيرهم، وهذا وضع مروع، ولهذا السبب نستمر في العمل لتحقيق الاستقرار، واستعادة الاستقرار الذي كنا نتمتع به سابقًا حتى يتمكن الناس من العودة إلى منازلهم وإعادة بناء حياتهم".

وأردفت، "أفضل شيء يمكننا فعله للمدنيين هو استعادة الأمن والاستقرار، الطريقة الأمثل لضمان سلامة المدنيين هي ضمان وقف تبادل إطلاق النار، ولهذا السبب نواصل حث الأطراف على الالتزام مجددًا بالقرار 1701، الذي كان الإطار لضمان الاستقرار في المنطقة منذ عام 2006. حتى العام الماضي، كانت هناك بعض الاستثناءات، لكن هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها وضعًا أكثر تقلبًا وخطورة. القرار 1701 هو المفتاح، وإذا تمكنا من الالتزام به مجددًا، فهذا هو الطريق لضمان توقف تبادل إطلاق النار وضمان سلامة المدنيين وعودتهم إلى منازلهم".

وحول استهداف الجيش الإسرائيلي لمدنيين متعاقدين مع اليونيفيل في الأيام الماضية، قالت أرديل: "نحن ندين أي حادثة يُقتل فيها مدنيون، المدنيون هم الذين يعانون في هذا النزاع، كما ذكرت، تعرض اثنان من المتعاقدين لدينا للإصابة في هجمات الأسبوع الماضي. للأسف، قُتل أحدهم وأصيب الآخر. لكن أي مدني يُصاب أو يُقتل هو مأساة، وهذا ما يعمل حفظة السلام على منعه".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تبادل إطلاق النار الخط الأزرق

إقرأ أيضاً:

حادثة الإسراء والمعراج وإيمان أبو بكر الصديق

في رحلة اختارها الله لنبيه الكريم تجاوزت حدود الزمان والمكان البشري، لتكون أحد المعجزات التي أراد المشركون التكذيب بها، فدمغهم الرسول الكريم بأدلته الواضحة الجلية بوصفه للمكان الذي جلاه الله أمامه، لتكون نقطة فاصلة في مسألة الإيمان بالله تعالى والإيمان بالغيب، وتجلت حقيقة الإيمان والتصديق المطلق بالرسول الكريم عند المسلمين الذين ما زادتهم هذه الحادثة إلا إيمانا، وأولهم صديقه المقرب أبو بكر الذي سمي بالصديق وأصبح هذا لقبه إلى يوم الدين بسبب تصديقه بهذه الحادثة الفريدة، التي ما زالت ناضحة بالدلالات والإشارات الإيمانية.

فهذه الحادثة تعتبر واحدة من أعظم المعجزات التي حدثت في تاريخ البشرية، ففي ليلة مباركة، انتقل النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحارم في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم عُرج به إلى السماوات السبع، حيث شهد عجائب خلق الله ورأى الأنبياء في أماكنهم السماوية، وعندما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قومه بما حدث، كان الرد من قريش هو التشكيك والرفض.

ولو تأملنا موقف أبو بكر الصديق لهذه الحادثة العظيمة من خلال مكانته في المجتمع ومن خلال قدراته العقلية والمعرفية التي يمتلكها، ومن خلال نظرته إلى حقيقة الإيمان وتدعيم الإيمان بهذه الحادثة من خلال حادثة أعظم، لوجدنا أن شخصية أبو بكر الصديق كانت شخصية اعتبارية في مجتمعها، فد كان تاجرا بارعا، وعندما وقعت رحلة الإسراء المعراج كان أبو بكر الصديق راجعا من رحلة تجارية، كما أنه عالم بأنساب العرب، فعندما أراد حسان بن ثابت أن يهجو قريشا طلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يلجأ إلى أبو بكر الصديق لأنه عالم بأنساب قريش لكي يستل نسب الرسول صلى الله عليه وسلم منهم، فيهجوهم ولا يلحق هجائه لهم بنسب الرسول الشريف، فعلم الأنساب يحتاج إلى قدرات ربط عقلية، وإلى ذاكرة كبيرة، وإلى معرفة بالأعلام وعلاقاتهم وروابطهم الأسرية، وهذا ما تميز به أبو بكر الصديق رضوان الله عليه، فهو في تصديقه المطلق للرسول صلى الله عليه وسلم ليس تصديقا ساذجا لا يستند إلى رجاحة عقلية ومعرفة فكرية، وإنما هو تصديق يتجاوز العقل إلى فضاء أرحب، وهو الإيمان بالغيب وهو أحد أركان الإيمان التي تشربها أبو بكر الصديق من بداية إيمانه بالله وبرسوله، على خلاف المشركين الذين كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه أخبرهم بأمر يتجاوز النواميس الكونية، ويتجاوز مدركات ومحسوسات العالم المادي، وهم كان هدفهم المعلن ومقصدهم الأصيل ليس الوصول إلى الحقيقة، وإنما التكذيب بكل ما يأتي به الرسول صلى الله عليه وسلم.

لم يكن تصديق أبو بكر الصديق في حادثة الإسراء والمعراج مجرد قبول عقلي أو منطقي، بل كان تصديقًا نابعًا من قلبه قبل عقله، كان إيمانه قوياً لدرجة أنه لم ينتظر إثباتًا ماديًا لما سمعه، بل قبل الأمر مباشرة من فم النبي صلى الله عليه وسلم، قد يعتقد البعض أن مثل هذه الحادثة العجيبة قد تثير التساؤلات والشكوك، لكن بالنسبة لأبي بكر، كان النبي صلى الله عليه وسلم هو المصداقية بعينها، فالتصديق لم يكن مجرد فعل عقلي، بل كان شهادة على قوة إيمانه.

فالصديق يعلم علم اليقين أن الكون ونواميسه ليس خارجا عن قدرة الله المطلقة التي يستطيع أن يخرق هذه القوانين متى شاء لمن يشاء ومن هنا تنبثق المعجزات للأنبياء والرسل تأكيدا على صدق دعوتهم، وقد دلل أبو بكر الصديق على صدق هذه الحادثة بحادثة أعظم وهي نزول الوحي عليه الصلاة والسلام، فعندما جاء المشركون ليخبروه بما أخبرهم به الرسول صلى الله عليه وسلم من رحلة خارقة، لم يكن لديه أدنى تردد في التصديق، فقال كلمته الخالدة: "إن كان قال فقد صدق" مؤكدا بذلك على إيمانه الراسخ بصدق النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكتف بذلك، بل عزز موقفه بقوله: " إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة "، في إشارة إلى أن من يؤمن بالوحي لا يمكن أن يشك في قدرة الله على إنفاذ معجزة الإسراء والمعراج.

وأبو بكر الصديق كان ثابتا في موقفه من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بعثته وبعدها، بينما كان موقف المشركين قبل بعثة الرسول الكريم مختلفا بعد بعثته، فقد أطلقوا عليه قبل البعثة لقب الصادق الأمين، فلك أن تتخيل كيف أن مجتمعا بأسره يلقب رجلا بصفتين عرف بهما ولم يعرف بخلافهما، وقد قالوا له من شدة تصديقهم له: "ما جربنا عليك كذبا" لكنهم كذبوا بدعوته، وكذبوا بكل ما يتصل بها من أحداث عنادا وكبرا وحسدا.

في ضوء هذه الحادثة، يمكن القول إن أبو بكر الصديق لم يكن فقط أول المصدقين، بل كان رائدًا في تقديم مفهوم متكامل للتوازن بين العقل والإيمان، فقد كان مؤمنًا لا يتردد، لكنه أيضا لم يكن غافلا عن منطق الأشياء، بل كان يدرك أن هناك أبعادًا لا يصلها العقل وحده، هذا التوازن يطرح سؤالا إيمانيا معاصرا، وهو كيف يمكن للإنسان اليوم أن يحافظ على إيمانه في عالم يفرض عليه رؤية مادية للأشياء، وموقف أبو بكر الصديق يقدم إجابة واضحة وهي أن الإيمان لا يتناقض مع العقل، لكنه أيضًا لا يخضع له بالكامل، بل يتجاوزه نحو أفق أوسع، حيث يدرك الإنسان أن عجزه عن الفهم لا يعني استحالة الأمر، بل يعني فقط أنه لم يصل إلى مستوى الإدراك الكامل بعد، فلذلك يكمل هذا النقص المعرفي بما يخبره به الله من خلال أنبيائه ورسله للعوالم الغيبية، التي لا يصلها العقل.

هذه النظرة الأوسع والأشمل تجعل المؤمن في حالة يقين وطمأنينة واستقرار وأن كل ما يقع في هذه الأرض من أحداث ومواقف، تقع في ملك الله وقدرته وجبروته، وهي تحت عنايته وتدبيره للأمور، وعلى الإنسان أن يسلم بمواقع القدر، ويستقبل الحوادث بصدر رحب، فيرحب بأقدار الله ويعلم علم اليقين أن العاقبة للمتقين.

مقالات مشابهة

  • بعد حادثة الدهس في العاقبية.. بيانٌ من عائلة المنفذ
  • في الجنوب.. اليونيفيل تزرع بذور الخير من أجل السلام
  • بيان من فتح بعد حادثة الدهس في العاقبية.. هذا ما جاء فيه
  • مصرع 3 تجار مخدرات عقب تبادل إطلاق النار مع الشرطة
  • الإمارات تعزي وتتضامن مع الهند في حادثة التدافع
  • حادثة الإسراء والمعراج وإيمان أبو بكر الصديق
  • طقس متقلب: برودة في المرتفعات وأمطار متوقعة بالسواحل
  • تسجيلات للسنوار يوجه فيها قادة القسام للتعامل مع مرحلة وقف إطلاق النار
  • هذا هو عدد الفلسطينيين الذين عادوا إلى شمال غزة منذ الإثنين الماضي 
  • ‏وكالة الصحافة الفرنسية نقلًا عن مصادر من حماس: إسرائيل تؤخّر إدخال المساعدات لغزة وهذا قد يؤثّر على إطلاق الرهائن