بوابة الوفد:
2024-09-16@04:42:11 GMT

مجتمع النفايات الفكرية «١»

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

الواقع أن الجيل المعاصر لم يعش طفولته بهدوء

عكرت عليه وسائل التواصل الاجتماعى بأنواعها حياته، بل إنها قتلت فيه كل معانى البراءة، وخطفته من بين أسرته، فما فاق ابن الثلاث سنوات إلا وقد تجاوز العشر وزيادة، يعيش فى عالم افتراضى بعيدًا عن عالمه الواقعى، وبدورها السيئ أثرت عليه الأجهزة نفسياً وصحياً وفكرياً، وخلقت هذه المنصات الهلامية التى تسبح فى فضاء عار تمام من الفضيلة، وزاد الطين بلة، فالأب مشغول وأم لا تهتم، وكل فرد من الأسرة مهووسة بهذا «النت»، حتى مات فى المجتمع كل ألوان الإبداع والابتكار وساد الكسل والخمول والانشغال بما هو تافه وانحصر الإبداع والتميز فى فرز جيل كسول أقصى غاياته حصد أعلى المشاهدات للحصول على الثراء السريع من خلال عرض يومى لمحتوى كشف ستر البيوت المصرية.

 

عندما سئل الكاتب الروسى أنطون تشيخوف عن طبيعة المجتمعات الفاشلة، أجاب: فى المجتمعات الفاشلة، يوجد ألف أحمق مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية. تظل الغالبية بلهاء دائما، وتغلب العاقل باستمرار. فإذا رأيت لموضوعات التافهة تتصدر النقاشات فى أحد المجتمعات، ويتصدر التافهون المشهد، فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدا، فعلى سبيل المثال، الأغانى والكلمات التى لا معنى لها تجد ملايين الناس يرقصون ويرددونها، ويصبح صاحب الأغنية مشهورا ومعروفا ومحبوبا، بل حتى الناس يأخذون رأيهم فى شئون المجتمع والحياة، أما الكتاب والمؤلفون، فلا أحد يعرفهم ولا أحد يعطيهم قيمة أو وزنا. فمعظم الناس يحبون التفاهة والتخدير، فشخص يخدرنا ليغيّب عقولنا عنا، وشخص يضحكنا بالتفاهات، أفضل من شخص يوقظنا للواقع ويؤلمنا بالقول الحق..

فعندما يغيب الضمير، تموت المبادئ وتكفن الأخلاق.. وتدفن القيم الانسانية لتنتشر الفاحشة والوقاحة حينها البقاء لله فى الامانه والاخلاق والضمير، البقاء لله فى الحياء والخجل والايمان، البقاء لله فى الاخلاص والتعاون والإخاء، ‏فالنفايات الفكرية التى تنتج عن توجيه العقول إلى طرق مظلمة بل وتشويه الفضائل والقيم الراسخة فى معتقداتنا الدينية داخل العقول التى تربت على الفطرة والبراءة باتت الآن تتباهى بالتشبه بفكر الغرب، حتى تحولت إلى نفايات تعشش داخل عقول وفكر جيل بأكمله هى أشد خطرًا على المجتمع من النفايات الموجوده فى الشوارع..!

«التيك توك» هو أحد هذه المواقع التى استطاعت تحقيق انتشار كبير، وأضحى عبارة عن ملهى ليلى مباشر للعريّ والإيحاءات غير اللائقة والرقص الماجن.. حيث رفع الحياء... وكشف عورات البيوت المصرية، وقبح المستوى الأخلاقى والانحلال الثقافى فى مجتمع لطالما كان يصنف عرض نسائه فى خانة الحرمات والممنوعات والخطوط الحمراء، وما يثير الانتباه أن الفتيات اللواتى ينشرن هذه المقاطع معظمهن من أسر محافظة.. ما يثبت فشل العملية التربوية التقليدية، وانهيار القيم الأسرية ذات الطابع الدينى والأخلاقى. ناهيك عن أن هذا التطبيق قد ساهم فى كسر هيبة حرمة البيوت بشكل لا يُصدق ويذهل العقول لدرجة أن الفتيات ينشرن رقصهن وميوعتهن داخل بيوتهن بملابس غير محتشمة وبغناء أغلبه من أغانى الملاهى الليلية من خلال تقليد أعمى لهوس الغرب بالرقص الماجن َتعبيرات أقرب ما تكون «ألفاظ الشوارع». الأمر الذى بالتأكيد تشاع فيه كل أنواع النفايات الفكرية التى تقتل كل مظاهر الإبداع والابتكار والتقدم.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

‏[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعي

إقرأ أيضاً:

مناقشات “إسرائيلية – أمريكية” في واشنطن: “إسرائيل” لا يمكنها البقاء في حرب لا نهاية لها

الجديد برس:

أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن “إسرائيل” تبدو كمن يُدير حرباً لا نهائية، من دون أن تُحقق أياً من أهدافها في قطاع غزة، فبعد سنة كاملة من الحرب، “حماس” لم تُدمّر، والأسرى لم يعودوا، وحزب الله يواصل استنزاف الشمال.

ووفق القناة “12” الإسرائيلية، فإن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” اللواء احتياط عاموس يدلين، ونائب رئيس “MIND ISRAEL” أفنر غولوف والذي خدم مسؤولاً في هيئة الأمن القومي الإسرائيلي عقدا سلسلةً من الاجتماعات في الولايات المتحدة مع كبار المسؤولين والصحافيين، وصانعي الرأي العام وخبراء معاهد البحوث والدراسات، لمناقشة كيفية التعامل مع الجبهة اللبنانية والحرب المستمرة في الشرق الأوسط.

وخرج اللقاء بانطباعات عديدة حول تشكيل السياسة الإسرائيلية، وقالت القناة “12” الإسرائيلية إن الانطباع الأول يتلخص بأن “الولايات المتحدة لا تفهم ما هي أهداف “إسرائيل” الاستراتيجية من الحرب، وفي واشنطن يعتقدون أنها تخوض حرباً لا نهاية لها، تؤدي من جهةٍ إلى تأكّل وضعها الاقتصادي والسياسي، من دون أن تحقق أياً من أهدافها”.

وأضافت القناة أن واشنطن ملتزمة بالدفاع عن “إسرائيل” وأمنها، ولكن هذا الدفاع ليس “شيكاً مفتوحاً”، مشيرةً إلى أن المجتمعين أكدوا أن أولى المكالمات الهاتفية التي سيُجريها الرئيس المنتخب ستكون لنتنياهو، وسيطلب منه إنهاء الحرب قبل توليه منصبه في يناير، وإذا واصلت “إسرائيل” القتال، فقد تواجه رئيساً يضع إنهاء الحرب كأولوية قصوى ويفرضها على “إسرائيل” حتى من دون عودة الأسرى في قطاع غزة.

وحول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، قالت القناة “12” الإسرائيلية إن الأمريكيين يلقون اللوم في فشل الصفقة على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، لكنهم يشيرون إلى أن حماس ردت بالإيجاب في يوليو على مقترح نتنياهو الذي تبناه الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكانت هي التي أضاعت فرصة إعادة مواطنيها وكان هذا في نظر الأمريكيين خطأً فادحاً.

ولفتت القناة إلى أن المجتمعين سلطوا الضوء على المخاوف الأمريكية من فشل الوساطة الأمر الذي سيؤدي إلى تصعيد في الشرق الأوسط، لذلك، فإن البديل الأمريكي قد يكون الانسحاب من الوساطة على الأقل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وكشفت القناة الإسرائيلية أن أحد الانطباعات تتلخص في أن أمريكا تقيس كل تحرك عسكري أو سياسي من ناحية تأثيره على فرص كامالا هاريس في هزيمة المرشح ترامب، مضيفةً أن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، تخدم هاريس؛ ويُنظر إلى الفشل في التوصل إلى اتفاق على أنه سلاح في يد ترامب لضرب الإدارة الحالية، كما أن الخوف من حرب إقليمية من شأنها أن تسبب أضراراً استراتيجية في حملة هاريس، والإدارة الأميركية عازمة على منعه بأي ثمن.

وبشأن إيران، خلص الاجتماع إلى أن الولايات المتحدة لا تريد الدخول في مشاكل مع طهران في الوقت الحالي، وذلك لغياب استراتيجية متماسكة، ومن الواضح أن أي مرشح يدخل البيت الأبيض عليه أن يوقف تقدم إيران نحو حصولها على السلاح النووي، وكبح توسعها في الشرق الأوسط.

ورفض المجتمعون حرب الاستنزاف التي لا نهاية لها، لذلك يقول المسؤولون الأمريكيون للإسرائيليين إذا كنتم تريدون مواصلة المناوشات مع وجود خطر انزلاقها إلى حرب إقليمية فنحن لسنا معكم في هذه الاستراتيجية.

وقالت القناة “12” الإسرائيلية، إن أجواء التفاؤل تسود في واشنطن بشأن تمكن الوسيط آموس هوكستين من الوصول إلى تسوية بشأن جبهة الإسناد اللبنانية تبقي حزب الله بعيداً من الحدود، ولكن بعد إيقاف النار في قطاع غزة.

وأشارت القناة إلى أن انتقاد الإدارة لـ”إسرائيل” يتلخص في 3 أمور رئيسة، وهي: عدم رغبتها في تحديد أفق سياسي لملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعدم اكتراثها للمدنيين الذين ارتقوا خلال الحرب، وعدم كبحها لإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية.

وفي وقتٍ سابق، تحدث تقرير لـ “معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” عن استمرار الحرب على قطاع غزة، وعن جدوى ذهاب “إسرائيل” نحو توسع الحرب على جبهات أخرى، مؤكداً أن “الفوائد الاستراتيجية للحرب مع لبنان، سوف تفوق الضرر الناجم عنها”.

مقالات مشابهة

  • جامعة الإسكندرية تنظم قافلة طبية مجتمعية متكاملة لقرية أبيس 7
  • ضمن المبادرة الرئاسية «بداية».. جامعة الإسكندرية تُنظم قافلة طبية بـ قرية أبيس7
  • جامعة الإسكندرية تنظم قافلة طبية مجتمعية خدمية متكاملة إلى قرية أبيس 7
  • ‏WhatsApp يسهل على مالكي المجتمعات نقل الملكية
  • خالد ناجح يكتب: كل عام ومصر بخير
  • مناقشات “إسرائيلية – أمريكية” في واشنطن: “إسرائيل” لا يمكنها البقاء في حرب لا نهاية لها
  • د. زاهر الشقنقيرى يكتب: التعددية الحزبية
  • رضا فرحات يكتب: تعزيز المكانة الحقوقية
  • د. محمد أبو العلا يكتب: انتصار للفئات المهمَّشة
  • وزير الإسكان يتابع تنفيذ الأعمال بمشروع تطوير جزيرة الوراق وإنشاء مجتمع عمرانى حضارى مخطط عليها