بوابة الوفد:
2024-12-16@15:58:11 GMT

جرائمهم تفضحهم رغم حبكتها

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

إن واقعة باحثة الدكتوراه أو العالمة المصرية ريم حامد شهيدة العلم والبحث العلمى والتى تم العثور على جثمانها ملقى أمام مسكنها فى ظروف غامضة بفرنسا، ما هى إلا حلقة من سلسلة التصفية الجسدية لإفراغ الأمة العربية من علمائها والتى تتم بطرق لا تترك أثرا خلفها بل القائمة طويلة لارتباط هؤلاء بمجال البحث العلمى خاصة العلوم المتصلة بها، وعلى الرغم من فتح تحقيق منذ وقوع الحادث هناك.

فلم يتم إعلان أى شىء عن التحقيقات والتى تجرى فى سرية تامة هناك. وحتى الآن لم تعلن النتائج عن سبب الوفاة، وقد شُيعت العالمة إلى مثواها الأخير فى القاهرة ليحتضنها تراب الوطن. بعدما صدرت شهادة الوفاة الخاصة بالباحثة المصرية من دون تحديد السبب، عقب انتهاء إجراءات تشريح الجثمان هناك، فقد توفيت فى فرنسا وسط ملابسات غامضة، وفى ظل تدوينات سابقة للراحلة تتحدث فيها عن مضايقات ومراقبة، وما زالت الواقعة قيد التحقيق من النيابة الفرنسية، التى تتكتم عن التفاصيل حتى الآن. فعمليات اغتيال العلماء هى ضمن المخطط الغربى الجهنمى لكل من يفكر فى صالح أمته العربية وقد قرأت وبحثت عن قصص مشابهة فوجدت الكثير، ففى ذات البلد تم استدعاء الدكتور يحيى المشد لفرنسا فى مهمة بسيطة للغاية يستطيع أى خبير عادى القيام بها فقد كان الدكتور المشد يقوم كل فترة بإرسال كشف باليورانيوم الذى يحتاجه كماً وكيفاً، وكان يطلق على اليورانيوم اسماً حركياً الكعك الأصفر وكان يتسلمها مندوب البرنامج فى العراق ويبلغ د. المشد بما تم تسلمه ولكن آخر مرة أخبره أنه تسلّم صنفا مختلفا وكمية مختلفة عما طلبه د. المشد فارسل د. المشد للمسؤولين فى فرنسا، فى برنامج العمل النووى ليخبرهم بهذا الخطأ فردوا عليه بعد 3 أيام وقالوا له: لقد جهزنا الكمية والصنف الذى تطلبه وعليك أن تأتى بنفسك لفحصها ووضع الشمع الأحمر على الشحنات بعد التأكد من صلاحيتها. وكان هذا استدراجا له لاغتياله وبالفعل سافر الدكتور المشد لفرنسا وكان مقرراً أن يعود قبل وفاته بيوم لكنه لم يجد مكاناً خالياً على أى طائرة متجهة لبغداد. وفجأة تم العثور عليه مذبوحاً فى غرفته، كما سبقت الباحثة ريم الدكتورة سميرة موسى التى تم اغتيالها بطريقة خسيسة فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1953 وكانت متخصصة فى مجال الفيزياء النووية وهى التى نالت درجة الدكتوراه فى الفيزياء الذرية واغتيلت بسبب إصرارها على العودة لمصر وقيدت القضية ضد مجهول، فيكفى أن نقول بأن نظرتهم للعالمة النابغة سميرة موسى لن تختلف عن نظرتهم لأستاذها الأكثر نبوغاً دكتور مصطفى مشرفة حيث لعبت الصهيونية لعبتها القذرة وهى التصفية الجسدية وكانت نظرة واحدة تعنى التخلص منهما، كذلك عالم الفيزياء سعيد بدير الذى رفض البقاء فى ألمانيا وأمريكا فـألقـى به من شرفة منزله من قبل رجل مجهول بعـد وصوله للأسكندرية بيومين فقد كانت عملية اغتياله مدبرة تدبيرا دقيقا بطريقة محكمة وتمت فى بلده حتى يصدق الجميع فرضية انتحاره، كذلك تم اغتيال العالم المصرى الدكتور سمير نجيب وهو عالم مصرى كان متفوقاً فى علوم الذرة وعمل فى أمريكا لفترة طويلة وقد اغتيل فى بيروت عام 1967 قبل عودته إلى مصربيوم لرفضهم عودته لمصر، فسجل جرائمهم الاغتيالية لعلمائنا رحمهم الله ملىء بأسماء النوابغ الذين ولدتهم مصر الولادة صاحبة المعين الذى لا ينضب بإذن الله.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بين السطور العالمة المصرية وعلى الرغم من

إقرأ أيضاً:

كريم وزيرى يكتب: حكايات القوادم.. عندما كتبت كوكب الشرق مقالًا عن الحب

فى ستينيات القرن الماضى، وتحديدًا فى العدد رقم ١٤٤ من مجلة «آخر ساعة»، نشرت أم كلثوم مقالًا بعنوان «الحب فى الحقيقة والفن»، حيث خرجت كوكب الشرق عن إطار الأغانى والكلمات الموزونة لتخاطب قراءها مباشرة عبر قلمها، متناولة مفهوم الحب بين الواقع والفن.

المقال كان بمثابة نافذة جديدة لجمهورها، إذ أتاح لهم رؤية جديدة للفنانة التى ما دام عبرت عن مشاعرهم بأغانيها.

جاء المقال فى وقت كانت فيه مصر تمر بمرحلة سياسية واقتصادية استثنائية، إذ كانت البلاد تعيش أجواء ما بعد ثورة ٢٣ يوليو، حيث سادت الروح القومية وشهدت حركة التصنيع القومية وبناء السد العالى، رغم التحديات الاقتصادية التى فرضها التوتر السياسى فى المنطقة وحرب اليمن، وكانت هذه الحقبة مليئة بالأحداث الكبرى التى شكلت وعى المصريين ومواقفهم تجاه القيم الإنسانية الأساسية مثل الحب والتضحية والانتماء.

فى هذا السياق، قررت أم كلثوم أن تكتب عن الحب، ليس فقط بوصفه شعورًا إنسانيًا، بل كقيمة مركزية فى حياتنا اليومية وعلاقاتنا، وهذا القرار لم يكن غريبًا على فنانة عُرفت بدورها الوطنى والاجتماعى، حيث سخرت فنها ليكون صوتًا للوطن والمواطن وجعلت أغانيها يعبر عن مكنونات ما يشعر به المواطن فى وقت حزنه وفرحه وحتى انتصاراته.

وتناولت أم كلثوم فى مقالها الحب كقيمة إنسانية شاملة، مؤكدة أن الحب ليس مجرد كلمات معسولة أو مشاعر مؤقتة، بل هو كما كتبت «فعل مستمر يتطلب الصبر والإخلاص»، وطرحت تساؤلًا مهمًا «هل الحب الذى نراه فى الأفلام والأغانى يشبه الحب الذى نعيشه فى حياتنا؟».

وبواقعية شديدة، أجابت بأن الفن غالبًا ما يقدم صورة مثالية للحب، قائلة «الحب فى الفن قد يكون حلمًا ورديًا، لكنه لا يعكس كل جوانب الحقيقة، بل يلبى رغبة الإنسان فى الهروب من قسوة الواقع»، وهذا التصور الواقعى يتماشى مع فلسفتها الفنية، حيث كانت دائمًا تسعى لتقديم فن يمس القلوب ولكنه يعكس الحياة بمصداقية.

على الجانب الآخر، رأت أم كلثوم أن الحب الحقيقى فى الحياة اليومية «ليس مجرد مشاعر عابرة، بل تجربة مليئة بالتحديات تتطلب التفاهم والتضحية»، ورأت أن الحب الواقعى يتمثل فى قبول الآخر بعيوبه قبل مميزاته، وهو علاقة تقوى مع الزمن رغم الصعوبات.

ولربما يعكس التحليل العميق لكوكب الشرق فى مقالها نضجًا كبيرًا فى فهم العلاقات الإنسانية، وربما جاء نتيجة لتجاربها الشخصية والفنية الكثيرة التى خاضتها خلال رحلتها الفنية والإنسانية، حيث عاشت حياة مليئة بالتحديات والنجاحات التى جعلتها أكثر قدرة على فهم جوهر المشاعر الإنسانية.

ولم تنس أم كلثوم فى مقالها أن تربط مفهوم الحب بالوطن، معتبرة أن حب الوطن هو النموذج الأسمى للحب الحقيقى وكتبت وقالت «حب الوطن هو أصدق أنواع الحب وأكثرها تضحية، إنه حب يتطلب الإيمان بالقضية والعمل من أجلها مهما كانت التحديات»، وشددت على أن الوطن يستحق التضحية والصبر، فهو الحب الذى يربط الإنسان بجذوره وهويته.

ولا يخف على أحد ما قدمته أم كلثوم لمصر وللقوات المسلحة، من دعم معنوى ومادى فى أحلك الظروف التى مرت بها مصر أثناء نكسة ١٩٦‪٧ والكم الهائل من الحفلات التى وهبت أرباحها للمجهود الحربى، والتى انعكست بصورة واضحة فى كلماتها الصادقة فى مقالها.

وفى سياق الحديث عن حبها لمصر، ذكرت أم كلثوم قائلة «لم يكن صوتى يغنى لمصر فقط، بل كان ينبض بحبها، هى ملهمتى ووطنى الذى أعطيته كل ما أملك»، وتأتى هذه الكلمات كتعبير عن ارتباطها العميق بوطنها، الذى انعكس فى كل أغنية قدمتها، سواء كانت «إنت عمري» أو «مصر التى فى خاطرى».

وكتبت أم كلثوم مقالها بأسلوب بسيط، لكنه مشحون بالمعانى العميقة، ولم تستخدم لغة معقدة أو فلسفية، بل لجأت إلى أسلوبها المعتاد الذى يمزج بين الحكمة والدفء، لتصل إلى جمهورها بطريقة تشبه حديثها معهم على المسرح.

ومن خلال هذا المقال، وجهت أم كلثوم عدة رسائل مهمة حول مفهوم الحب، أولها أن الحب ليس مثاليًا، مؤكدة أن الحب الواقعى ليس قصة خيالية أو حلمًا ورديًا، بل هو علاقة تتطلب بذل الجهد والإخلاص.

كما أشارت إلى أن الحب فى الأغانى والأفلام قد يكون مبالغًا فيه، لكنه يظل وسيلة للتعبير عن أحلام الناس ورغباتهم، ودعت إلى ضرورة التمييز بين الحب كما يُقدم فى الأعمال الفنية والحب كما يُعاش فى الحياة.

ولو قرأنا مقال أم كلثوم اليوم، لوجدناه لا يزال يحمل رسائل صالحة لكل زمان، ففى العصر الحالى، يواجه الحب تحديات مختلفة، من ضغوط الحياة إلى تأثير التكنولوجيا على العلاقات وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعى تؤثر بشكل كبير على كيفية فهم الناس للحب وتوقعاتهم منه، وأصبحت العلاقات أكثر سطحية فى كثير من الأحيان، مما يجعل كلمات أم كلثوم تذكيرًا بأهمية التركيز على جوهر الحب الحقيقى الذى ينبع من القلب ويُثبت نفسه بالأفعال.

اختتمت أم كلثوم مقالها برسالة تدعو القراء إلى التفريق بين الحب المثالى الذى قد يظهر فى الفن والحب الواقعى الذى يعيشونه وقالت، «الحب ليس قصة مثالية، بل هو علاقة حقيقية تثبت نفسها بالأفعال»، مشيرة إلى أن التحديات اليومية هى ما يجعل الحب واقعيًا ومستمرًا.

مقالات مشابهة

  • أكشن وضحك ورومانسية.. أفلام نص السنة «لكل مزاج فيلم»
  • كريم وزيرى يكتب: حكايات القوادم.. عندما كتبت كوكب الشرق مقالًا عن الحب
  • إعادة تقييم قوانين الاستثمار ضمان لتعظيم الميزة التنافسية
  • «الكراسة» فين؟!!!
  • «الكراسة» فين؟!!!
  • استثمارات ضخمة.. محافظ أسوان: طفرة تنموية وإنشائية كبرى بكل القطاعات
  • برلماني : جولة الرئيس الأوروبية حققت مكاسب كبيرة لمصر
  • تامر أفندي يكتب: نجم البشرية يأفل.. تاريخ بلحية وعالم جديد بلا أثر ولا آثار
  • الخطوط الحمراء
  • الجلالى- الجولانى..المشهد المؤلم فى سوريا!