مالك المداني
أليس هذا مثيراً للسخرية ؟!
أن يأتي إليك معتوه تلطخ وجهه لحية غير مكتملة ،
انتهى للتو من تأليف موسوعة جديدة
عن “مستحبات العطاس وأحكام الحيض والنفاس” ،
تظهر عليه ملامح الإعياء
و يضع في فمه سواكاً بحجم عمود إنارة ..
إلا أن ذلك لا يفلح من التخفيف من سُهك أنفاسه!
كما لا يؤثر على مخارج الحروف لديه!!
بطريقة أو بأخرى ما زال قادراً على الاستنكار والزجر !
– لِمَ تحتفل بالمولد النبوي ؟!
لِمَ لا أحتفل به ؟!
– لأنها بدعة مستحدثة!
فليكن .
الخزانة مليئة بالبدع لم تتركوا فيها فرضاً واحداً!
رميتموها في فرامة الورق ، استبدلتموها بالترهات
والهراء والتكفير والتفجير والتخدير والخداع والتدليس!
ما المشكلة في إضافة بدعة جديدة إلى الرف؟!
في الواقع هنالك بدع مستحسنة ..
معجون وفرشاة الأسنان مثلاً ، قد يخففان من وطأة العفن داخل فمك!
الفوط الصحية كذلك ، ستعفيك من تأليف موسوعات جديدة يافضيلة الشيخ !
إليك بدعتان رائعتان يمكنك البدء بهما .. ما رأيك بهذا ؟!
من الواضح أنكم لا تعرفون محمداً !
لذا إليكم نبذة عن ميلاده :
لقد شع الضياء على مشرق الأرض ومغربها وتجلى
أقصاها وأقربها ورق أعتاها وأصلبها!
اكل ثمرة أزهرت كل شجرة استبشرت كل بوار أنبتت و كل عين يابسة تفجرت!
لم يبقَ صنم على وجه البسيطة إلا ووقع على وجهه!
ماجت البراهيت وتصاعدت أبخرة القطران والكبريت
حجبت السماوات .. أغلقت في وجه كل عفريت
حُرم مساسها .. ختم قرطاسها واحتشد حراسها .
كل ذلك من اجل محمد .. هل تعون حجم الحدث ؟!
لم يكن مولد رجل فحسب بل منظومة كونية بالكامل!
وقد احتفل بذلك كل من السماء والأرض ، وحده إبليس لم يفعل وأنتم!
– لكن محمداً لم يحتفل!
بالطبع لم يطفئ شموع كعكة الميلاد أيها الأحمق .. لكنه كان يصوم كل اثنين!!
هل تعرف لم يصوم المسلمون كل يوم اثنين ؟!
لأنه يوم ميلاده!
لقد اعتدنا الاحتفال به أسبوعيا حتى جئت أنت وزنماؤك!
هذا ناموس وسُنة ثابتة وضعت قبل وضع الساعة!
ليست بدعة ..
إن كان ثمة بدعة في الأرض فهي أنتم وسخفكم!
– ماذا عن الفقراء ؟!
ماذا عنهم .. بضعة شرائط خضراء وتجمع يذكر فيه اسم الله ويصلى على نبيه لن يضر .. أليس كذلك ؟!
فكما تعلم لم نستجلب ميريام فارس لإحياء المناسبة
كما لم نوقع عقدا مع رونالدو بملايين الدولارات لقراءة
بيان الاحتفال في ميدان السبعين!
كلها أنشودتان أو ثلاث ، في الغالب أنهن لم يكلفن شيئاً.
لذا توقف عن لعب دور روبن هود وابدأ بالتصرف كالرجال!!
لقد احتفل الناس بمولدك أربعين يوماً!!
ذبحت الذبائح واستمرت النساء بزيارة أمك ودس النقود تحت مخدتها طيلة أربعين يوماً .
وكل ما أنجبته هو بغل مثلك!!
وتستكثر الاحتفال بابن آمنة وقد أنجبت أعظم الخلائق؟!
ما هذا القرف ؟!
ما هذه المحادثة التي نقوم بها ؟!
فلتخجل قليلاً ، اخجل .. الخجل يزيد أشباه الرجال جمالاً .
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
«عادات وتقاليد الاحتفال برمضان».. في معرض فيصل للكتاب غدا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، يشهد معرض فيصل الثالث عشر للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، غدًا الأحد، ندوة ثقافية متميزة تحت عنوان: «عادات وتقاليد الاحتفال برمضان».
تُعقد الندوة بالتعاون مع دار الكتب والوثائق القومية، بمشاركة نخبة من المتخصصين في التراث والمعتقدات الشعبية، حيث يشارك فيها: الدكتور عبد الحكيم خليل، أستاذ ورئيس قسم المعتقدات والمعارف الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، والدكتورة نيفين خليل، رئيس قسم فنون التشكيل الشعبي بأكاديمية الفنون، والدكتورة عزة محمود، استشاري الإدارة العامة بالمراكز العلمية، مركز تحقيق التراث بدار الكتب، وتدير الندوة الدكتورة سحر حسن، من مركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب.
تأتي هذه الندوة في إطار الفعاليات الثقافية للمعرض، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث المصري الأصيل وعاداته المتوارثة في شهر رمضان الكريم، من خلال نقاشات علمية متخصصة تلقي الضوء على الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بهذا الشهر الفضيل.
معرض فيصل للكتاب يستمر في تقديم برامجه الثقافية المتنوعة، التي تجمع بين المعرفة والتراث، في إطار حرص وزارة الثقافة على نشر الوعي الثقافي وتعزيز الهوية المصرية.