بورتسودان/ الأناضول

السفير التركي لدى السودان فاتح يلدز للأناضول:
- تركيا عازمة على الحفاظ على وجودها في السودان على مستوى السفارة
- السودان شهد العديد من الصراعات الداخلية منذ استقلاله في 1956 وليس من العدل أن تظل هذه البيئة تهيمن عليه
- ما يقرب من 50 بالمئة من الأجزاء الوسطى من البلاد والتي تعتبر أكبر مشروع زراعي في البلاد تحتلها قوات الدعم السريع
- المبادئ التي تم الاتفاق عليها في جدة السعودية هي العناصر الأساسية للسلام المستقبلي في السودان
قال السفير التركي لدى الخرطوم فاتح يلدز، إن تركيا مستعدة للعمل على إنهاء الأزمة وإحلال السلام في السودان، ضمن أي إطار يتفق عليه الشعب والإدارة في البلاد.



جاء ذلك في تصريح للأناضول، قيّم فيه العلاقات بين البلدين في ظل الصراعات العنيفة الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو 17 شهراً.

وأعرب يلدز، عن ارتياحه لبدء مهامه كسفير للجمهورية التركية في السودان.

وأضاف أن تركيا تحظى بتقدير الشعب والحكومة السودانيين على اعتبار أنها واحدة من 12 دولة ممثلة على مستوى السفراء في مدينة بورتسودان (المقر المؤقت للحكومة/ شرق).

وأشار يلدز، إلى أهمية وقوف تركيا بجانب السودان في هذه الفترة.

وأكد أن تركيا عازمة على الحفاظ على وجودها في السودان على مستوى السفارة.

وذكّر السفير التركي بأن السودان شهد العديد من الصراعات الداخلية منذ استقلاله في عام 1956، وأنه ليس من العدل أن تظل مثل هذه البيئة تهيمن عليه.

وتابع قائلاً: "نعتقد أن هذه البيئة غير العادلة يجب أن تنتهي بطريقة أو بأخرى".

وأردف "إن وجودنا في بورتسودان المؤشر الأكثر وضوحاً على نهجنا تجاه الحكومة السودانية وتصميمنا على الوقوف إلى جانب الشعب السوداني في هذه الفترة الصعبة".

- مساعدات إنسانية جديدة

وأشار يلدز، إلى أن الأزمة الإنسانية في السودان لا تنبع فقط من النزوح السكاني، بل أيضاً من كون السكان محرومون من البيئة التي يكسبون فيها عيشهم.

وأردف: "علاوة على ذلك، هناك كارثة فيضانات في شمال البلاد منذ يونيو/ حزيران الماضي".

ولفت إلى أن "تركيا ترسل بانتظام مساعدات للمتضررين منها".

وقال يلدز: "أرسلنا آخر دفعة من المساعدات في يوليو/ تموز الماضي. وبعد كارثة الفيضانات هذه، بدأنا ببذل جهود لتقديم مساعدات إنسانية جديدة".

وذكر أن ما يقرب من 50 بالمئة من الأجزاء الوسطى من البلاد والتي تعتبر أكبر مشروع زراعي في البلاد، تحتلها قوات الدعم السريع.

واستطرد: "لا ينبغي أن نقدم المساعدات الإنسانية فقط، علينا أن نقدم مساعدات في تطوير مجالات تخدم علاقاتنا الثنائية، ومجال الزراعة في مقدمة هذه المساعدات".

وأوضح السفير يلدز: "المساعدات التي سنقدمها لتطوير قطاع الزراعة في السودان ستكون حاسمة في مساعدة السودانيين على تحقيق الاكتفاء الذاتي".

وفيما يتعلق بانتهاء الحرب في السودان، أكد أن المرجعية الأساسية للمبادرات هي إعلان جدة الموقع في مايو/ أيار 2023، وأن تركيا تدعم الموقف الحازم للحكومة السودانية بشأن هذه القضية.

- "تركيا تحظى بثقة كافة شرائح السودان تقريباً"

وأشار يلدز، إلى أن المبادئ التي تم الاتفاق عليها في جدة السعودية هي العناصر الأساسية للسلام المستقبلي في السودان.

وتوصل الطرفان (الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع)، بوساطة سعودية وأمريكية في مايو/ أيار 2023، إلى "إعلان جدة" الذي ينص على الالتزام بـ"الامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارا للمدنيين".

كما يؤكد الإعلان "حماية المدنيين"، و"احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان"، لكن لم يتم تنفيذه ووقعت خروقات لهدنات عدة مع اتهامات متبادلة، ما أدى لتجميد الوساطة.

وأضاف السفير يلدز: "الشيء الذي يجعل تركيا مختلفة في السودان، هو أنها جهة فاعلة تحظى بثقة الجميع تقريبًا هنا".

وأردف "بناءً على هذه الثقة، أخبرنا كلاً من الحكومة السودانية والجهات الفاعلة الدولية الأخرى أن تركيا مستعدة لأداء أي مهمة قد تقع على عاتقها".

وتابع: "لكن ما يميز تركيا عن الجهات الدولية الفاعلة الأخرى هو أنها لا تفرض أجندتها على السودانيين".

وأوضح: "علاقاتنا مبنية على الاتفاق الكامل، وليس على الفرض أو الإكراه. نريد أن تنتهي الأزمة في السودان في أقرب وقت ونحن مستعدون للعمل على إحلال السلام، وأبلغنا ذلك للأطراف المعنية".

وذكر السفير يلدز، أن العلاقة بين شعبي تركيا والسودان مستمرة بطريقة لا تتأثر بالنزاع القائم في هذا البلد.

واستطرد: "ما يجعل هذه العلاقة دائمة ومستقرة، هي الرابطة القوية بين الشعبين. والحكومات تتبع هذه العلاقات نيابة عن الشعب".

السفير يلدز، شدد على سعي بلاده "للحفاظ على الزخم والتراكم الذي تحقق حتى الآن في العلاقات التركية السودانية، على الرغم من الاضطرابات الداخلية في البلاد".

وأكد أنهم يعملون على ربط بورتسودان مع مدينة ساحلية في تركيا في إطار "علاقة المدينة الشقيقة"، ويسعون جاهدين لرفع مستوى بورتسودان، التي تعد أحد أبواب السودان إلى العالم.

وأضاف: "ربما ربع الأشخاص الذين أحييهم وأقابلهم في الشارع هم من بورتسودان أو ولاية البحر الأحمر (شرق). أما البقية فهم من ولايات مختلفة في السودان، وجميعهم تقريباً يعبرون عن توقعهم بأن تلعب تركيا دوراً لإنهاء الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد".

وقال أيضاً: "الناس يريدون من تركيا أن تلعب دوراً أكثر نشاطاً في وقف النزاعات وإحلال السلام، ونحن أيضاً نريد ذلك".

وأوضح "هذه قضية نتفق عليها مع الشعب السوداني. وآمل أن تكون هناك فرص لنا لتحقيق ذلك، ولقد لعبت تركيا بالفعل دوراً في البعد الإنساني. ويمكنها إضافة المزيد إلى ذلك الدور".

وأردف: "قبل الصراعات، كانت الخطوط الجوية التركية تقوم بـ9 رحلات أسبوعية بين إسطنبول والخرطوم. وبورتسودان حالياً المركز الإداري للبلاد، وليس لدى الخطوط الجوية التركية رحلات إلى هنا، ورحلة واحدة مباشرة إلى هنا ستكون بمثابة خطوة ستؤكد حقيقة وقوفنا إلى جانب السودان وشعبه".

- مطالب الشباب السوداني بالتعليم العالي محقة

وأشار يلدز، إلى أن السفارة التركية تتابع قضية التعليم في السودان عن كثب، خاصة في هذه الظروف التي لا يمكن فيها إجراء امتحانات التخرج من المرحلة الثانوية.

وتابع في هذا الخصوص: "مطالب الشباب في السودان لمواصلة التعليم العالي محقة ومناسبة للغاية. ونحن نواصل تقديم المساعدة للشباب السودانيين ومنحهم فرصة إكمال تعليمهم من خلال المنح الدراسية التي نقدمها في تركيا".

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

وتتزايد دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء؛ بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية.

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان فی البلاد أن ترکیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

سوريا.. ضبابية المشهد طاغية ومخيم الهول أحد الأسباب الـ 7 التي تستدعي القلق

بغداد اليوم - بغداد

أكد القيادي في الإطار التنسيقي عصام الكريطي، اليوم الاربعاء (25 كانون الأول 2024)، أن المشهد السوري لا يمكن تقييمه خلال أيام، فيما بيّن أن هناك سبعة أسباب تستدعي القلق، أبرزها، مخيم الهول وتأثيره على أمن العراق.

وقال الكريطي لـ"بغداد اليوم"، إن "الواقع السوري الحقيقي في متغيراته لا ينقل بدقة وهناك اشبه بالفيتو الذي يحاول تغطية حقائق مؤلمة تجري، خاصة للاقليات، من قتل ونهب للممتلكات ونسمع صرخات استغاثة تطلق من منطقة إلى أخرى".

وأضاف، أنه "لا يمكن تقييم المشهد السوري خلال ايام ونعتقد أن الاشهر المقبلة ستكون صعبة ونأمل ان يقرر الشعب ما يريده دون أي ضغوط وأن تراعى حقوق كل المكونات لكن في الوقت الراهن هناك 7 أسباب تدفعنا للقلق وهو مصير مخيم الهول الذي يشكل قنبلة بشرية خطيرة على أمن العراق ودول الجوار وإبعاد الصراعات القائمة في دمشق في ظل اقطاب متنافسة امريكية – تركية وحتى خليجية وكيف سيكون شكل التعامل مع الاقليات ومقدساتهم".

وأشار الى أن "أمن سوريا يهمنا اذا ما عرف بأن هناك أكثر من 600 كم من الحدود معها ناهيك عن الروابط الاخرى"، لافتا الى أن "سوريا أمام تحديات كبيرة، ولكن نأمل أن تحقن الدماء وأن تأخذ النخب السورية الوطنية مسارها في رسم مستقبل هذه البلاد دون الخضوع لأي إرادة خارجية".

مع استمرار الأزمة السياسية والعسكرية في سوريا، وبعد أكثر من عقد من الحرب والدمار في البلاد، تبرز دعوات الى الشعب السوري بضرورة أن يستفيد من دروس الثورات التي اجتاحت المنطقة، مثل تونس التي تمكنت من الانتقال إلى الديمقراطية بشكل سلس، لكن ليبيا انفجرت فيها الأوضاع الأمنية وتفككت الدولة، الامر الذي يوجب التفكير في المستقبل السياسي والاجتماعي لسوريا بعد حكم الأسد.

مقالات مشابهة

  • مع اقتراب 2025.. أمنيات السلام ووقف الحرب في السودان تراود المبدعين والرياضيين 
  • سفير أنقرة يؤكد أهمية وجود مؤسسات تركية في السودان
  • سوريا.. ضبابية المشهد طاغية ومخيم الهول أحد الأسباب الـ 7 التي تستدعي القلق
  • السفير صالح موطلو شن: قصر المنيل أهم وأجمل رموز التاريخ المشترك  بين تركيا ومصر
  • السفير غملوش: لنتأمل بمعاني الميلاد وقيمه السامية ولنصل كي يحل السلام على شعوبنا المنكوبة
  • الأمم المتحدة قلقة لتفشي المجاعة وتدهور الأمن بالسودان
  • تركيا تتعهّد بحل أحد أكبر الأزمات التي تؤرّق السوريين
  • سفير السودان لدى موسكو: لم نرفض استضافة قاعدة عسكرية روسية
  • مخاوف من امتدادها...المجاعة تنتشر في 5 مناطق بالسودان
  • السفير السوري في موسكو: لم يكن لدينا نظام بل شبكة مافيا