بوابة الوفد:
2025-04-01@10:14:44 GMT

عضة كلب (1)

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

فى صبيحة أحد الأيام الشتوية، خرجت من منزلى لقضاء بعض المهام, كانت السماء صافية جميلة, والجو به انتعاشة رائعة لدرجة أنهما سحرانى فسرحت لحظة أو أقل، فإذا به يخرج فى لمح البصر من تحت سيارة متوقفة ليهاجمنى بشراسة وخسة وجبن وخيانة لم أكن أتوقعها, غرس أسنانه فى لحمى, جاءت الإصابة من الخلف, لم أدرِ إلا بألم شديد أعلى القدم اليمنى, وعندها رأيته يصوب عينيه فى عينى بمنتهى التحدى والصلف والغرور, وهو لا يدرى أنه أحد كلاب الشوارع الضالة, أو ربما يدرى ويريد الثأر من إنسان قابله ليرسل من خلاله رسالة لبنى البشر من عالم الكلاب الضالة الذى وصل تعداده إلى 30 مليون كلب- حسب أحدث الإحصاءات- يسرحون ويمرحون فى شوارعنا فى أمان وسلام.

كلمات هذه الرسالة تقول: نستطيع مهاجمتكم بل والقضاء عليكم بلعابنا.

الغريب والعجيب أنى لم أفعل له شيئا, وهنا تسقط نظرية أخرى, أن أى كلب لا يهاجم من يسالمه, ترى ماذا كانت دوافعه؟ بداية تهاونت فى الأمر, ربما لأخفف على نفسى وقع الحادثة, ولكن سرعان ما لجـأت إلى البحث عن المعلومات, فوجدت أن داء الكلب أو مرض السعار من الأمراض الخطيرة، التى تؤدى إلى الوفاة فى حالة عدم اتخاذ التدابير اللازمة لعلاجها.

المعلومات الشائعة تؤكد أن سبب هذا الداء هو الكلب فقط، وهو اعتقاد محدود يسود بين معظم الأفراد، ولكن ثبت أن القطط أيضًا تنقل هذا المرض والثعالب والذئاب، والحيوانات ذات الدم الحار، والحيوانات التى تأكل الأعشاب والخضار أيضًا مثل الحمار والخيول والأبقار والإبل والأغنام، والخفافيش المصاصة للدماء التى تتنقل بين الحيوانات والأبقار والجاموس وتنقل إليها المرض، كما تنقل هذا المرض أيضًا حيوانات النمس والراكون وابن آوى والوطواط.

والداء من أخطر أنواع الأمراض التى تصيب الحيوان والإنسان، لأنه يهاجم المخ والجهاز العصبى ويسبب الموت المفاجئ وله بعض الأعراض الدالة عليه.

تكشف الدراسات أن مرض داء الكلب فى الأصل مرض حيوانى انتقل إلى الإنسان عن طريق نوع معين من الفيروسات، ويصل إلى الإنسان عن طريق التعرض لبعض افرازات هذه الحيوانات المصابة.

وطبقًا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية فى هذا الشأن، فإنَّ مرض داء الكلب منتشر فى جميع أنحاء العالم، ماعدا القطب الجنوبى، فهو موجود فى أكثر من 150 دولة حول العالم، والكلاب هى السبب الرئيسى فى حدوث غالبية حالات الوفاة بسببه، كما أن معظم الوفيات من البشر وتتركز فى قارتى إفريقيا وآسيا، وتؤكد المنظمة أن ظهور الأعراض وتطورها السلبى يؤدى إلى وفاة كل المصابين تقريبًا، وأحدث الحالات المسجلة لوفيات البشر مؤخرًا من هذا المرض تشير إلى دخول قارة أمريكا اللاتينية مع إفريقيا وآسيا.

وتكشف المنظمة العالمية مدى خطورة هذا المرض وعودته للظهور بما يمثل مشكلة صحية دولية يجب التعامل معها بجدية وبسرعة كبيرة، لأنه يهدد حياة البشر ويقود إلى الموت، حيث تسبب العدوى إصابة عشرات الآلاف من الأشخاص على مدار السنة ومعظمهم يموت، وتقدر المنظمة هذه الأعداد التى تتوفى سنويا بحوالى 58 ألف شخص تقريبا فى مختلف دول العالم، ويكون نصيب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من هذه الأعداد حوالى 97%، والنسبة الأكبر من هذه الوفيات بما يعادل 98% يكون السبب فيها عضة كلب.

لماذا عقرنى الكلب؟ سؤال هاجمنى بعد أن تمالكت نفسى من شدة الصدمة والمفاجأة، خاصة أننى لم أفعل أى شىء يغضبه، ولم أنظر إليه أصلا، ولم أشعر بوجوده إلا بعد إحساسى بألم شديد أعلى القدم اليمنى, ورأيت نظرة التشفى فى وجهه بعد أن أتم مهمته بنجاح ساحق.

تعض الكلاب إذا تعرضت للاستفزاز أو كرد فعل على شىء أو إذا وجدت نفسها فى وضع مجهد، أو دفاعا عن نفسها أو مكانها، ويمكن للكلاب أن تعض أيضا للخوف أو الاندهاش أو إذا مرضت أو أرادت الانفراد بنفسها.

 

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ندى عضة كلب 1 صلاح صيام الأيام الشتوية المهام هذا المرض

إقرأ أيضاً:

ضفدع أدورانا.. أعجوبة الخلق الذي لا يمرض ويحتاجه البشر للعلاج

اكتشف باحثون بقيادة الدكتور سيزار دي لا فوينتي من جامعة بنسلفانيا الأميركية طريقة جديدة لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وذلك بالاستفادة من الدفاعات الطبيعية التي تمتلكها الضفادع، خصوصا الضفدع الآسيوي المعروف باسم "أودورانا أنديرسوني"".

وينتمي ضفدع أندرسون، المعروف أيضا باسم ضفدع الشريط الذهبي المتقاطع، إلى عائلة "رانيداي"، ويعيش في مناطق شمال شرق الهند وشمال ميانمار وجنوب غرب الصين وشمال تايلند، وفيتنام.

ويفضل هذا الضفدع العيش على الأغصان المنخفضة والصخور على طول الجداول الصخرية المظللة والأنهار الكبيرة ذات الصخور، في الغابات دائمة الخضرة والمناطق الزراعية. ​

ويُعتبر ضفدع أندرسون من الضفادع الكبيرة نسبيا؛ حيث يصل طول الذكور إلى حوالي 7.5 سنتيمترات، بينما تصل الإناث إلى 9.7 سنتيمترات.

سيزار دي لا فوينتي من جامعة بنسلفانيا (كيفين مونكو) جلود خاصة جدا

تعيش الضفادع من هذا النوع في بيئات رطبة ومليئة بالبكتيريا والفطريات، لكنها لا تمرض بسهولة، لأن جلدها يفرز مواد خاصة تحميها من العدوى، هذه المواد تُسمى "الببتيدات المضادة للميكروبات"، بمعنى أبسط: الضفدع لديه مضاد حيوي طبيعي على جلده.

ويقول العلماء إن الضفادع تفرز مواد بروتينية خاصة تُعرف بالببتيدات المضادة للميكروبات من جلدها لحماية نفسها من البكتيريا والفطريات، والببتيدات ببساطة هي بروتينات صغيرة الحجم.

أحد هذه الببتيدات يُسمى "أنديرسونين دي1" ، ويمتلك خواصا قوية لقتل البكتيريا، لكن هذا الببتيد لديه عيب رئيسي، حيث إنه غير فعال كعلاج، بل يتجمّع بسهولة داخل الجسم؛ وهذا قد يجعله ساما.

وبحسب الدراسة التي نشرها الباحثون في دورية "ترندز إن بيوتكنولوجي" فقد وجد العلماء حلا ذكيا لتجاوز تلك المشكلة، حيث استخدموا العلماء تقنية تُعرف بـ"التصميم الموجَّه بالبنية" لتعديل التركيب الكيميائي للببتيد، بحيث يتم تغيير ترتيب الأحماض الأمينية فيه، وهذا حسّن فعاليته وقلّل سميّته.

افترض الباحثون أن الضفادع لا بد أنها طورت مضادات حيوية للبقاء على قيد الحياة في بيئتها الصعبة (جيانينغ باي) مشكلة القرن

وجاءت النتائج لتوضح أن النسخ الصناعية التي طوّرها الفريق كانت فعّالة جدا ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، خصوصا من نوع البكتيريا سلبية الغرام، وهي من أخطر أنواع العدوى.

إعلان

وكانت تلك التركيبة الكيميائية الجديدة فعّالة مثل مضاد حيوي شهير يُدعى "بوليميكسن بي"، ولكنها أقل سمية للخلايا البشرية، ولا تضر بالبكتيريا النافعة في الأمعاء.

وعند تجربة الببتيدات الجديدة على الفئران، أظهرت انخفاضا كبيرا في العدوى، وهذا يفتح الباب لاستخدامها كأدوية مستقبلية.

كما وجد الباحثون أن تلك الببتيدات تستهدف البكتيريا الضارة فقط، بعكس المضادات التقليدية التي تقتل البكتيريا النافعة أيضا، وهذا يقلل من الآثار الجانبية.

ويأتي ذلك في سياق مشكلة كبرى، فخلال العقود الأخيرة، بدأت أنواع كثيرة من البكتيريا تتطور لتصبح مقاومة للأدوية الموجودة.

وأصبحت بعض أنواع العدوى، التي كانت تُعالج بسهولة بالمضادات الحيوية، مهددة للحياة في عالمنا المعاصر.

هذه المشكلة تُعرف عالميا بـ"مقاومة المضادات الحيوية"، ويُعتبرها الأطباء والعلماء من أكبر تحديات الصحة العامة في القرن الـ21.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. روبوتات تمشي بثبات وتفتح آفاق التعاون بين والذكاء الاصطناعي والبشر
  • ضفدع أدورانا.. أعجوبة الخلق الذي لا يمرض ويحتاجه البشر للعلاج
  • بريطانيا تستضيف قمة لبحث الهجرة غير الشرعية
  • اتسبب في وفاتها.. أعراض مرض إيناس النجار
  • وفاة الفنانة إيناس النجار بعد صراع مع المرض
  • وفاة ايناس النجار بعد صراع مع المرض
  • بريطانيا تستضيف قمة دولية لمكافحة تهريب البشر
  • العراق مشاركاً.. لندن تستضيف اول قمة دولية لمكافحة تهريب البشر
  • تحذير عاجل من فيروس "كاسر العظام" القاتل
  • نزع الإنسانية عن أهالي غزة