بوابة الوفد:
2025-04-25@02:06:43 GMT

عضة كلب (1)

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

فى صبيحة أحد الأيام الشتوية، خرجت من منزلى لقضاء بعض المهام, كانت السماء صافية جميلة, والجو به انتعاشة رائعة لدرجة أنهما سحرانى فسرحت لحظة أو أقل، فإذا به يخرج فى لمح البصر من تحت سيارة متوقفة ليهاجمنى بشراسة وخسة وجبن وخيانة لم أكن أتوقعها, غرس أسنانه فى لحمى, جاءت الإصابة من الخلف, لم أدرِ إلا بألم شديد أعلى القدم اليمنى, وعندها رأيته يصوب عينيه فى عينى بمنتهى التحدى والصلف والغرور, وهو لا يدرى أنه أحد كلاب الشوارع الضالة, أو ربما يدرى ويريد الثأر من إنسان قابله ليرسل من خلاله رسالة لبنى البشر من عالم الكلاب الضالة الذى وصل تعداده إلى 30 مليون كلب- حسب أحدث الإحصاءات- يسرحون ويمرحون فى شوارعنا فى أمان وسلام.

كلمات هذه الرسالة تقول: نستطيع مهاجمتكم بل والقضاء عليكم بلعابنا.

الغريب والعجيب أنى لم أفعل له شيئا, وهنا تسقط نظرية أخرى, أن أى كلب لا يهاجم من يسالمه, ترى ماذا كانت دوافعه؟ بداية تهاونت فى الأمر, ربما لأخفف على نفسى وقع الحادثة, ولكن سرعان ما لجـأت إلى البحث عن المعلومات, فوجدت أن داء الكلب أو مرض السعار من الأمراض الخطيرة، التى تؤدى إلى الوفاة فى حالة عدم اتخاذ التدابير اللازمة لعلاجها.

المعلومات الشائعة تؤكد أن سبب هذا الداء هو الكلب فقط، وهو اعتقاد محدود يسود بين معظم الأفراد، ولكن ثبت أن القطط أيضًا تنقل هذا المرض والثعالب والذئاب، والحيوانات ذات الدم الحار، والحيوانات التى تأكل الأعشاب والخضار أيضًا مثل الحمار والخيول والأبقار والإبل والأغنام، والخفافيش المصاصة للدماء التى تتنقل بين الحيوانات والأبقار والجاموس وتنقل إليها المرض، كما تنقل هذا المرض أيضًا حيوانات النمس والراكون وابن آوى والوطواط.

والداء من أخطر أنواع الأمراض التى تصيب الحيوان والإنسان، لأنه يهاجم المخ والجهاز العصبى ويسبب الموت المفاجئ وله بعض الأعراض الدالة عليه.

تكشف الدراسات أن مرض داء الكلب فى الأصل مرض حيوانى انتقل إلى الإنسان عن طريق نوع معين من الفيروسات، ويصل إلى الإنسان عن طريق التعرض لبعض افرازات هذه الحيوانات المصابة.

وطبقًا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية فى هذا الشأن، فإنَّ مرض داء الكلب منتشر فى جميع أنحاء العالم، ماعدا القطب الجنوبى، فهو موجود فى أكثر من 150 دولة حول العالم، والكلاب هى السبب الرئيسى فى حدوث غالبية حالات الوفاة بسببه، كما أن معظم الوفيات من البشر وتتركز فى قارتى إفريقيا وآسيا، وتؤكد المنظمة أن ظهور الأعراض وتطورها السلبى يؤدى إلى وفاة كل المصابين تقريبًا، وأحدث الحالات المسجلة لوفيات البشر مؤخرًا من هذا المرض تشير إلى دخول قارة أمريكا اللاتينية مع إفريقيا وآسيا.

وتكشف المنظمة العالمية مدى خطورة هذا المرض وعودته للظهور بما يمثل مشكلة صحية دولية يجب التعامل معها بجدية وبسرعة كبيرة، لأنه يهدد حياة البشر ويقود إلى الموت، حيث تسبب العدوى إصابة عشرات الآلاف من الأشخاص على مدار السنة ومعظمهم يموت، وتقدر المنظمة هذه الأعداد التى تتوفى سنويا بحوالى 58 ألف شخص تقريبا فى مختلف دول العالم، ويكون نصيب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من هذه الأعداد حوالى 97%، والنسبة الأكبر من هذه الوفيات بما يعادل 98% يكون السبب فيها عضة كلب.

لماذا عقرنى الكلب؟ سؤال هاجمنى بعد أن تمالكت نفسى من شدة الصدمة والمفاجأة، خاصة أننى لم أفعل أى شىء يغضبه، ولم أنظر إليه أصلا، ولم أشعر بوجوده إلا بعد إحساسى بألم شديد أعلى القدم اليمنى, ورأيت نظرة التشفى فى وجهه بعد أن أتم مهمته بنجاح ساحق.

تعض الكلاب إذا تعرضت للاستفزاز أو كرد فعل على شىء أو إذا وجدت نفسها فى وضع مجهد، أو دفاعا عن نفسها أو مكانها، ويمكن للكلاب أن تعض أيضا للخوف أو الاندهاش أو إذا مرضت أو أرادت الانفراد بنفسها.

 

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ندى عضة كلب 1 صلاح صيام الأيام الشتوية المهام هذا المرض

إقرأ أيضاً:

أول تعليق من صاحب تريند إطعام الكلب: الرحمة بالحيوان لا تقل عن العبادة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الشيخ حازم غريب، صاحب التريند الإنساني الذي اجتاح مواقع التواصل بسبب ظهوره وهو يطعم الكلاب في الشارع بلغة رقيقة وحنونة، إن الهدف من الفيديو لم يكن الشهرة، بل الدعوة إلى الإنسانية قبل كل شيء.

وأضاف في مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف نور الدين، في برنامج «أنا وهو وهي» المذاع  على قناة صدى البلد: «لم أنشر الفيديو بحثًا عن تفاعل، ولكن لنشر الرحمة، ونحن بحاجة لجرعة إنسانية تذكّر الناس أن هذه الكائنات أمم مثلنا، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم».

الرحمة عبادة والرفق خلق نبوي

وتابع الشيخ غريب: «نشاهد يوميًا مقاطع مؤلمة لتعذيب الحيوانات، وهذا أبكاني ودفعني لأكون جزءًا من التغيير، وأردت أن أذكر الناس أن الرحمة عبادة، والرفق خلق نبوي».

وأكد أن التعامل مع الحيوان لا يقل عن العبادة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «في كل كبدٍ رطبة أجر»، مشددًا أن الإسلام لم يأتي ليهدم أو يؤذي بل ليُعمّر هذا الكون ويرحم كل من فيه.

صرح الشيخ حازم: «الإمام مالك يرى بطهارة الكلب جسدًا ولعابًا، وهو قول معتبر في الفقه الإسلامي، الدين فيه سعة، ولا يجوز أن نُضيق على الناس في مسائل اجتهادية».

الرحمة لا تتعارض مع الطهارة

وأكد أن الرحمة لا تتعارض مع الطهارة، والكلب ليس نجسًا بإجماع قطعي، بل فيه خلاف فقهي واسع يجب احترامه.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفلسطيني لرجال المقاومة: يا أولاد الكلب سلموا الرهائن اللي عندكم وخلصونا
  • تأملات قرآنية
  • العلماء يكتشفون لونا جديدا لم ير من قبل مطلقًا
  • الرقص على أشلاء البشر
  • أبو مازن يشن هجوما لاذعا على حماس: يا أولاد الكلب أفرجوا عن الرهائن
  • أول تعليق من صاحب تريند إطعام الكلب: الرحمة بالحيوان لا تقل عن العبادة
  • الرئيس الفلسطيني الى حماس: سلّموا الرهائن يا اولاد الكلب
  • محمود عباس لحماس: يا أولاد الكلب سلموا الرهائن اللي عندكم وخلصونا من هالشغلة .. فيديو
  • هل يمكن أن يطوّر الذكاءُ الاصطناعي خوارزمياته بمعزل عن البشر؟
  • كيف عاش البشر حينما انقلبت أقطاب الأرض قبل 41 ألف سنة؟