أخيراً.. وفى خطوة تهدف إلى إعادة التوازن إلى المشهد الإعلامى المصرى، أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مجموعة من التوصيات التى تستهدف ضبط الأداء الإعلامى عبر مجموعة من المعايير الجديدة.. ولاشك أن هذه التوصيات جاءت استجابة لضرورة الحد من الفوضى التى شابت بعض جوانب الإعلام فى السنوات الأخيرة، وذلك فى إطار حرص المجلس على تحسين جودة المحتوى الإعلامى المقدم للجمهور.
إحدى أبرز هذه التوصيات هو ضبط مدد الإعلانات مقابل المواد الدرامية والبرامج، فقد لاحظ المجلس أن هناك تجاوزات كبيرة فى حجم الإعلانات التى تعرض خلال البرامج والمسلسلات، مما يؤثر سلباً على تجربة المشاهد، ولهذا السبب أوصى المجلس بضرورة تقليص وقت الاعلانات بما يتيح توازناً أكبر بين المحتوى الإعلامى والإعلانات التجارية. كما قرر أن تخضع جميع الإعلانات لمراجعة مسبقة من المجلس قبل عرضها على الشاشة، وذلك لضمان مطابقتها للمعايير الأخلاقية والمهنية.
كما شملت التوصيات تحديد مدة البرامج الحوارية بساعة ونصف كحد أقصى، وذلك بهدف تحسين جودة النقاش ومنح الفرصة لتناول المواضيع بشكل أعمق دون إطالة تثير الملل لدى المشاهدين.. تلك الخطوة التى جاءت فى إطار حرص المجلس على الحد من الآراء الذاتية لمقدمى البرامج، حيث أكد المجلس على أهمية تقديم المعلومات والآراء بناءً على حقائق موثوقة وتحليلات موضوعية بدلاً من الاستناد إلى وجهات نظر شخصية قد تؤثر سلباً على الجمهور.
وأيضاً شدد المجلس على ضرورة الاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والمحتويات الثقافية، مؤكداً على أهمية تطوير محتوى يناسب مختلف الفئات العمرية ويعزز من وعى وثقافة الشباب، وأوصى المجلس بزيادة دعم القنوات المتخصصة والإقليمية والتى تعتبر عنصراً مهماً فى التنوع الإعلامى، وتلعب دوراً حيوياً فى تقديم محتوى يتناسب مع خصوصية المجتمعات المحلية.
من بين التوصيات المهمة أيضاً، تعزيز الشراكة بين المؤسسات الإعلامية وكليات ومعاهد الإعلام من أجل توفير فرص التدريب الميدانى للطلاب والعاملين فى المجال الإعلامى، هذه الشراكة تهدف إلى سد الفجوة بين التعليم النظرى والممارسة العملية، مما يسهم فى تأهيل جيل جديد من الإعلاميين يتمتع بالكفاءة والمهنية العالية.
تأتى هذه التوصيات فى وقت يشهد فيه الإعلام تحديات كبيرة على مستوى المضمون والمهنية، إذ بات من الضرورى تبنى استراتيجيات جديدة لضمان تقديم محتوى إعلامى يلبى تطلعات المجتمع، ويحترم حقوق المشاهد فى الحصول على معلومات دقيقة ومتوازنة.
ختاماً، يمكن القول إن توصيات المجلس الأعلى للإعلام تمثل خطوة محورية نحو بناء إعلام أكثر مسئولية وتوازناً، إذ يتطلع الجميع إلى أن تسهم هذه التوصيات فى تحقيق تحسن ملموس فى جودة المحتوى الإعلامى، وتعزيز الثقة بين وسائل الإعلام والجمهور، والمجلس، والأخير سيكون مطالباً بمراقبة تنفيذ هذه التوصيات على أرض الواقع، لضمان أن تكون التغييرات المقترحة أكثر من مجرد قرارات على الورق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإعلام مجموعة هذه التوصیات المجلس على
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: تحولنا لدولة منبوذة ولبنان حفرة تبتلع وحداتنا العسكرية
سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على مستجدات ملف الأسرى في قطاع غزة بعد نشر حركة الجهاد الإسلامي فيديو للأسير الإسرائيلي ساشا تروبنوف، إلى جانب التطورات المتصاعدة في المعارك مع حزب الله بجنوب لبنان.
وفي مقطع الفيديو ناشد تروبنوف الشعب الإسرائيلي قائلا "أريد العودة إلى البيت سليما، وهذا لن يتحقق إلا بالضغط على الحكومة.. أرجوكم، لا تنسوني".
وعلق مراسل الشؤون القضائية في القناة الـ13 باروخ كرا قائلا "قد يعتبر البعض هذا الفيديو جزءا من الحرب النفسية، لكنه أيضا يعكس الواقع المأساوي للأسرى، نقص الطعام، وانعدام الرعاية الصحية، وظروف الاحتجاز الصعبة كلها حقيقية".
وأكد كرا أن الضغط العسكري الإسرائيلي تسبب بمقتل 27 مخطوفا على الأقل خلال العام الأخير، معتبرا أن المطالب الإنسانية الواردة في رسالة الأسير يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
وأعرب الرئيس السابق لحركة "السلام الآن" ياريف أوبنهايمر عن قلقه من تحول إسرائيل إلى دولة منبوذة على خلفية الفيديوهات التي ينشرها جنود إسرائيليون وهم يتفاخرون بأفعالهم في غزة.
وقال أوبنهايمر "عندما أريد معرفة ما يجري في غزة أتابع حساب يانون مغال على تويتر، الدمار شامل، السكان يعانون، والجنود ينتهكون القوانين بكل وضوح".
وأضاف أن الإعلام الإسرائيلي يتجنب بث هذه الصور، لكن العالم يراها بوضوح، مما يعزز معاداة السامية عالميا.
وأشار إلى أن استمرار الحرب في غزة لا يمكن تفسيره إلا كجزء من خطة لاحتلال القطاع إلى الأبد، مستشهدا بالتضحية بالمخطوفين والجنود لتحقيق هذه الأهداف.
وعلى صعيد المواجهات مع حزب الله، وصف مراسل القناة الـ13 روعي ينوفيسكي حادثة مقتل 7 جنود إسرائيليين بأنها نتيجة لاشتباك طويل مع مسلحين خلال عملية تطهير لمبنى.
وأشار ينوفيسكي إلى أن الكتيبة 52 من لواء غولاني كانت جزءا من الاشتباك، وهي الكتيبة التي شهدت خسائر فادحة خلال الحرب الحالية.
وفي السياق ذاته، أوضح محلل الشؤون العسكرية يوسي يهوشوع أن لواء غولاني فقد أكثر من 100 جندي منذ بداية الحرب، مما يعكس حجم الخسائر التي تتكبدها القوات الإسرائيلية في الجنوب.
أما القائد السابق للفيلق الشمالي نوعام تيبون فقد وصف الوضع في لبنان بأنه "حفرة تبتلع الوحدات العسكرية"، مضيفا "حذرنا مرارا من الانزلاق في الطين اللبناني، يجب التوصل إلى صفقة مناسبة الآن ونحن في موقف قوة".