أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات استفز فيها مصر، في مؤتمره الصحافي الأخير، وذلك بإعلان رغبته البقاء في محور فيلادلفيا، وهو الخط الأحمر لها، وردد مزاعم حول تهريب أسلحة إلى غزة، وهو ما أثار غضب زملائه في مجلس الوزراء الإسرائيلي، وعلى رأسهم وزير الدفاع يوآف غالانت.

وكشف خبير أمني مصري كواليس مشادة وخلاف حاد بين نتنياهو ووزير دفاعه بشأن محور فيلادلفيا، وخططه ونواياه التي يسوق فيها العالم أجمع خلفه ليحققها.

 

وقال اللواء مروان مصطفى، المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الأمني بمجلس وزراء الداخلية العرب، إنه وفقاً لما أمكن الحصول عليه من تسريبات لمحضر الاجتماع الأخير بين نتنياهو ووزرائه والتي تم ترجمتها، يمكن القول إن الاجتماع كان عاصفا، وفي بدايته عرض نتنياهو مجموعة من الخرائط التي أعدها الجيش لتقليص الوجود العسكري في محور فيلادلفي وأماكن انتشاره، وطلب التصويت عليها بالموافقة، وهو بند لم يكن الوزراء على علم به مسبقاً قبل الاجتماع. في تصريحات لـ”العربية.نت”و”الحدث.نت”.

وكشفت التسريبات -وفقا لما يقول الخبير الأمني المصري- أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اعترض على ذلك، وطلب معرفة أسباب وضرورة التصويت، مشيراً إلى أن التصويت بالموافقة سيؤدي حتماً لفشل المفاوضات، لأن حماس ومصر لن توافقا عليه مما سيؤدي بالضرورة لعدم إطلاق سراح الرهائن.

فرض رأيه على الأجهزة الأمنية

وحسب التسريبات، فقد رد نتنياهو بحدة وقال إن هذا هو القرار، وأسرع رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، بالبدء الفوري في إجراءات التصويت، ثم صدر تعقيب من غالانت قال فيه إن نتنياهو فرض رأيه على الأجهزة الأمنية وعلى الجيش، وأن تلك الخرائط لا تعبر عن رؤيتهم الحقيقية التي سبق أن أعلنوها بعدم جدوى احتلال ممر فيلادلفي.

إزاء ذلك رد نتنياهو بعصبية وقال “أنا فرضت”، فرد عليه غالانت “بالطبع لقد فعلت ذلك، وأنت تدير المفاوضات بنفسك، ونحن لا نعلم بالقرارات إلا بعد صدورها، والجيش والأجهزة الأمنية لديهم آراء مختلفة”.

رئيس الأركان والموساد

وكشفت التسريبات أن نتنياهو لم يلتفت لحديث غالانت، وقرر بدء التصويت ثم تدخل رئيس الأركان وقال إن الجيش سيعرف كيف يدخل أو يعود إلى المحور مرة أخرى إذا ما تطلب الأمر ذلك، وأن هناك قيوداً كافية على المحور، ولا داعي لإضافة قيود أخرى، كما تدخل مدير الموساد قائلاً: “لا يوجد أي منطق وراء الإصرار على التصويت في الوقت الحالي”.

ورأى الخبير الأمني المصري أن ما يفعله نتنياهو ليس عفويا ولا تلقائيا، بل لديه خطة من عدة محاور لتحقيق أهدافه، ومنها إطالة أمد الحرب واستمرارها لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية والرهان على فوز دونالد ترامب بالرئاسة.

إفشال جهود بايدن.. لإنجاح ترامب

ويستند الخبير الأمني في ذلك إلى أن ترامب أعلن أن مساحة إسرائيل على الخريطة صغيرة ويجب توسيعها، ولذا فإن نتنياهو يسعى بكل السبل لإفشال كافة جهود ومساعي الرئيس بايدن لإنهاء الحرب وإعادة الرهائن، حتى يزيد من فرص نجاح ترامب وحزبه الجمهوري.

وأضاف الخبير الأمني المصري أن نتنياهو يعتقد أن مصر كانت العقبة الأساسية لتنفيذ صفقة القرن التي كانت بمثابة الحل الأمثل والأنسب لخروج إسرائيل من مأزقها، ولذا يرى رئيس وزراء إسرائيل أن مصر يجب عليها أن تدفع ثمناً غالياً لإفشالها تلك الصفقة، موضحا أن ذلك سيكون من خلال التعنت والإصرار على تخطي خطوط مصر الحمراء، والبقاء في محور فيلادلفي، وإلقاء اتهامات وهمية بوجود أنفاق دون أي دلائل، والسيطرة على معبر رفح الفلسطيني لقطع صلتها بقطاع غزة.

محاولة لجر مصر إلى مواجهة عسكرية

وأضاف أن هذا الأمر سيحقق كما يعتقد نتنياهو تحجيم دور مصر والاستغناء عنه فيما يتعلق بالمستقبل الفلسطيني، أو جرها للدخول في مواجهة عسكرية فشلت كل المحاولات السابقة في جرها إليها.

وكانت مصر قد ردت مجددا على المزاعم التي رددها بنيامين نتنياهو في خطاب جديد له أمس بتهريب السلاح منها لغزة، وأكد مصدر مصري رفيع المستوى أن نتنياهو يمهد من خلال ادعاءاته بتهريب السلاح من مصر لإعلان فشله الأمني والسياسي، وعدم العثور على الرهائن أو تحقيق أي انتصار عسكري في غزة والضفة، مشيرا إلى استياء كافة الأطراف من استمرار رئيس وزراء إسرائيل في إفشال الوصول لاتفاق هدنة.

  

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

حرب كلامية.. نتنياهو يتهم رئيس الشاباك بابتزازه والأخير يرد

تصاعد التوتر بين قيادات حكومة الاحتلال الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، بعد اتهام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لرئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار بقيادة حملة لابتزازه.

وقال نتنياهو في بيان رسمي، إن "حملة كاملة من الابتزاز عبر توجيهات إعلامية خلال الأيام الأخيرة، يقودها رئيس الشاباك الحالي رونين بار".

وأضاف: "الهدف الوحيد هو محاولة منعي من اتخاذ القرارات اللازمة لإصلاح الشاباك بعد فشله الذريع في 7 أكتوبر".

وتطرق نتنياهو في بيانه إلى رئيس الشاباك السابق، نداف أرغمان، قائلا: "هذا المساء، تم تجاوز خط أحمر خطير آخر في الديمقراطية الإسرائيلية".

جدير بالذكر أن أرغمان، هدد، في تصريح لقناة "12" العبرية، بكشف معلومات عن نتنياهو، في حال أقدم الأخير على تصرفات غير قانونية، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية.

وتابع نتنياهو، في بيانه: "لم يحدث، في تاريخ إسرائيل أو في أي ديمقراطية، أن قام رئيس سابق لجهاز أمني سري بابتزاز وتهديد رئيس وزراء حالي على الهواء مباشرة".

فيما دافع رونين بار عن نفسه عبر بيان صادر باسم جهاز "الشاباك" ضد اتهامات نتنياهو، معتبرا إياها "خطيرة".

وجاء في بيان الشاباك: "هذه اتهامات خطيرة ضد رئيس منظمة وطنية في دولة إسرائيل؛ رئيس الشاباك رونين بار، يكرس كل وقته لقضايا الأمن، والجهود لإعادة المختطفين، وحماية الديمقراطية، أي تصريح آخر في هذا الشأن لا أساس له من الصحة".

واحتدمت خلال الأيام الأخيرة الخلافات بين نتنياهو وجهاز "الشاباك"، بعدما انتقد رئيس الوزراء نتائج تحقيق أجراه الجهاز بشأن أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، معتبرا أنها "لا تجيب على الأسئلة".

والثلاثاء، أقر "الشاباك"، بفشله في تقييم قدرات حركة "حماس" قبل 7 أكتوبر 2023، وألمح إلى مسؤولية نتنياهو عن "رسم سياسة فاشلة على مر السنين"، وفق هيئة البث العبرية (رسمية).

وبعد صدور تحقيق الشاباك، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، ورئيس حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس، نتنياهو إلى الاعتذار، وأكدا أن الأخير "يحاول إلقاء اللوم على الآخرين".

وأقر "الشاباك"، وفق نتائج تحقيق أجراه، بفشله إذ لم يقّيم بشكل جيد قدرات "حماس" قبل 7 أكتوبر 2023 أو هجوم الحركة في ذلك اليوم، وفق وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث (رسمية).

وفي ذلك اليوم هاجمت "حماس" 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.

وأضافت هيئة البث، عبر حسابها بمنصة "إكس"، أن تقرير "الشاباك" ألمح إلى أن نتنياهو "رسم سياسة فاشلة على مر السنين".

كما خلص "الشاباك" إلى أنه "كانت توجد ثغرات ومشاكل في التعامل مع المعلومات الاستخباراتية بشكل عام وفي آليات الرقابة على العمل الاستخباراتي بشكل خاص ليلة 7 أكتوبر".

وقال إن "قناعتنا بانشغال حماس بالضفة الغربية كانت أحد أسباب فشلنا في التحذير من الهجوم 7 أكتوبر".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يقيل رئيس جهاز الشاباك رونين بار
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيتقدم للحكومة بمقترح لإقالة رئيس الشاباك
  • دعوات إسرائيلية داخلية لوقف العدوان على غزة رغم مطالبة نتنياهو بالتصعيد
  • وسائل إعلام إسرائيلية تكشف عن محاولات نتنياهو لإعادة بن جفير إلى حكومته
  • محكمة إسرائيلية تحظر النشر في تحقيق ضد مسؤول كبير بمكتب نتنياهو
  • نتنياهو في مواجهة رئيس الشاباك: صراع غير مسبوق يعصف بـإسرائيل
  • نتنياهو في مواجهة رئيس الشاباك: صراع غير مسبوق يعصف بتإسرائيل
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • حرب كلامية.. نتنياهو يتهم رئيس الشاباك بابتزازه والأخير يرد
  • بعد قوله سأكشف كل ما رأيته.. «نتنياهو»: أتعرض لحملة ابتزاز من رئيس الشاباك