اكتشف فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي انتشار حملة جديدة من التهديدات المتقدمة المستمرة التي نفذتها مجموعة يطلق عليها اسم "تروبك تروبر" Tropic Trooper. 

واستهدفت هذه العملية إحدى المؤسسات الحكومية في الشرق الأوسط لمدة تجاوزت عاماً واحداً، بهدف التجسس الإلكتروني. 

ويستخدم المهاجمون برامج شبكية خبيثة من نوع غلاف الويب "تشاينا تشوبر" China Chopper للوصول إلى وجهتهم بطريقة غير مشروعة، والحفاظ على وجودهم داخل الشبكة المستهدفة، وفقاً لما وجده خبراء فريق البحث والتحليل العالمي الذين اكتشفوها على خادم ويب مفتوح المصدر يمكن الوصول إليه على نطاق عام، ويستخدم أساساً لإدارة المحتوى.


وتعتبر "تروبك تروبر" (المعروفة أيضاً باسم "كي بوي" KeyBoy و "بايريت باندا" Pirate Panda) مجموعة متخصصة بالتهديدات المتقدمة المستمرة، وتنشط في هذا المجال منذ العام 2011 على أقل تقدير. وركزت المجموعة خلال فترات نشاطها على عدد من القطاعات، بما في ذلك الحكومة والرعاية الصحية والنقل والصناعات عالية التقنية، وطالت هجماتها مناطق عديدة حول العالم، ومن أبرزها تايوان والفلبين وهونغ كونغ. ومع ذلك، كشف التحقيق الأخير الذي أجرته كاسبرسكي أن المجموعة ذاتها أطلقت في العام 2024 حملات إلكترونية مستمرة لتستهدف من خلالها مؤسسة حكومية في الشرق الأوسط، وتم تحديد تاريخ انطلاق هذه الحملة بدءاً من يونيو 2023 على الأقل.
واكتشفت قراءات كاسبرسكي في يونيو 2024، عن نوع جديد من أغلفة الويب يسمى "تشاينا تشوبر". وكشف تحقيق آخر أجراه فريق البحث والتحليل العالمي التابع لكاسبرسكي أن هذا الغلاف كان مدمجاً كوحدة تكمن داخل خادم الويب العام (Umbraco CMS)، ويستخدم على نطاق واسع، ويستضيف نظام إدارة المحتوى. واستغل المهاجمون هذه المنصة لاكتساب مجموعة واسعة من القدرات بطريقة خبيثة، بما في ذلك سرقة البيانات، والتحكم الكامل عن بعد، ونشر البرامج الضارة، والتهرب من احتمالات الكشف المتقدم، بهدف تحقيق غرضها النهائي المتمثل في التجسس الإلكتروني.
وقال شريف مجدي، الباحث الأمني ​​الأول في فريق البحث والتحليل العالمي التابع لكاسبرسكي: "من الجدير بالملاحظة في هذه الهجمات وجود تباين في مجموعات المهارات المستخدمة خلال المراحل المختلفة من هذا الهجوم، ناهيك عن التكتيكات التي اتبعتها المجموعة بعد أن تعرضت للفشل. وعندما أدرك هؤلاء المهاجمون اكتشاف أبوابهم الخلفية، حاولوا تحميل إصدارات أحدث من أجل تجنب الاكتشاف، ما أدى إلى زيادة احتمال رصد هذه العينات الجديدة بطريقة غير متعمّدة في المستقبل القريب.
واكتشفت كاسبرسكي وجود برامج خبيثة جديدة تستغل طرق بحث النظام في مكتبة الارتباط الديناميكي (DLL) الجديدة، والتي تم تحميلها من خلال ملف شرعي قابل للتنفيذ، ولكنه ضعيف بسبب عدم وجود مواصفات مسار كامل للمكتبة المطلوبة. وحاولت سلسلة الهجوم هذه نشر أداة برمجية خبيثة تدعى (Crowdoor loader) التي أطلق عليها هذا الاسم الباب للتشابه مع البرمجيات الخبيثة من نوع الباب الخلفي SparrowDoor بعد قيام شركة الأمن السيبراني العالمية ESET باكتشافه. وعندما أدّت التدابير الأمنية لكاسبرسكي بحظر أداة (Crowdoor loader) الأولية، سرعان ما تحول المهاجمون إلى نسخة أخرى لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، ولكنها تحمل تأثيراً مماثلاً.
ويعرب خبراء كاسبرسكي عن ثقتهم الكبيرة في أن هذا النشاط يعود إلى الجهة التخريبية الناطقة باللغة الصينية المعروفة باسم "تروبك تروبر". وتكشف نتائج الخبراء عن تداخلات كبيرة في تقنيات تم الإبلاغ عنها في الحملات الأخيرة لنفس المجموعة، في حين تُظهر عينات قام فريق كاسبرسكي بتحليلها، وجود ارتباط قوي أيضاً بجماعات أخرى كانت على صلة بهذه المجموعة الصينية في فترات سابقة.
واكتشفت كاسبرسكي هذا الاختراق الذي استهدف إحدى المؤسسات الحكومية في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، تم اكتشاف مجموعة فرعية من هذه العينات كانت تستهدف مؤسسة حكومية في ماليزيا. وتتوافق هذه الحوادث مع الأهداف النموذجية والتركيز الجغرافي الذي أظهرته التقارير الأخيرة حول نشاط "تروبك تروبر".
أضاف شريف مجدي: "تستهدف مجموعة التهديدات المتقدمة المستمرة "تروبك تروبر" عادةً قطاعات الحكومة والرعاية الصحية والنقل والصناعات التكنولوجية الفائقة. وتشير التكتيكات والتقنيات والإجراءات التي تتبعها هذه المجموعة لتستهدف المؤسسات الحكومية المهمة في الشرق الأوسط، وخاصة تلك ذات الصلة بالدراسات المتعلقة حقوق الإنسان، إلى تحول استراتيجي في عملياتها. ويمكن أن تساعد هذه الرؤية المجتمع المتخصص بجمع المعلومات حول التهديدات، في فهم دوافع هذه الجهة الفاعلة بشكل أفضل".

ولتفادي الوقوع ضحية للهجمات المستهدفة التي تطلقها جهات تهديد معروفة أو غير معروفة، يوصي باحثو كاسبرسكي باتباع التدابير التالية:
ضرورة منح فريق مركز العمليات الأمنية في مؤسستك إمكانية الوصول إلى أحدث المعلومات المتعلقة بالتهديدات. وتعتبر Kaspersky Threat Intelligence وجهة شاملة لتلك المعلومات، حيث يمكن للفريق الاعتماد عليها لتزويده بالبيانات المتعلقة بالهجمات الإلكترونية، والأفكار والنتائج التي جمعتها كاسبرسكي على مدار أكثر من 20 عاماً.
تطوير مهارات فريق الأمن السيبراني في مؤسستك لإكساب أعضائه القدرة على التعامل مع أحدث التهديدات المستهدفة، من خلال Kaspersky online training ، وتم تطويرها من قبل خبراء فريق البحث والتحليل العالمي التابع لها.
تطبيق أحد حلول اكتشاف نقطة النهاية والاستجابة لها (EDR) مثل Kaspersky Next للكشف عنها والتحقيق فيها وإصلاح الحوادث في الوقت المناسب
تنفيذ حل أمني على مستوى الشركة يكتشف التهديدات المتقدمة للشبكة في مرحلة مبكرة، مثل Kaspersky Anti Targeted Attack Platform، بالإضافة إلى تبني الحماية الأساسية لنقطة النهاية.
بما أن العديد من الهجمات المستهدفة تبدأ بالتصيد الاحتيالي أو غيره من تقنيات الهندسة الاجتماعية، يجب توفير الجلسات التدريبية التوعوية حول مختلف الجوانب الأمنية، وتعليم الفريق المهارات العملية، من خلال Kaspersky Automated Security Awareness Platform على سبيل المثال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التهدیدات المتقدمة فی الشرق الأوسط من خلال

إقرأ أيضاً:

أمريكا تسحب حاملة الطائرات تيودور روزفلت من الشرق الأوسط

13 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن واحدة من حاملتي الطائرات التي نشرتهما الولايات المتحدة في الشرق الأوسط غادرت المنطقة.

وكانت واشنطن نشرت حاملتي طائرات لأهداف من بينها ردع إيران عن تنفيذ هجوم هددت بشنه على إسرائيل.

جاء قرار نقل حاملة الطائرات بعد ثلاثة أسابيع تقريبا من إصدار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمرا لحاملة الطائرات تيودور روزفلت بالبقاء في الشرق الأوسط حتى بعد وصول حاملة الطائرات أبراهام لينكولن لتحل محلها.

وقال المتحدث باسم البنتاجون باتريك رايدر في إفادة صحفية إن روزفلت غادرت الشرق الأوسط وتتجه الآن إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي.

وكان أوستن قد أمر باستمرار بقاء روزفلت في المنطقة في 25 أغسطس آب، عندما أطلق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن هجمات على لبنان بنحو 100 طائرة مقاتلة لإحباط هجوم من حزب الله، في واحدة من أكبر المواجهات في الاشتباكات عبر الحدود المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر.

ويخشى المسؤولون أيضا من أن تنفذ إيران تهديداتها بشن هجوم على إسرائيل ردا على مقتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران في يوليو تموز.

وهون رايدر من شأن فكرة أن الولايات المتحدة لم تعد قلقة من عمل إيراني محتمل، وقال إن أساس القرار مرتبط بإدارة الأسطول.

وأضاف للصحفيين في البنتاجون “أشارت إيران إلى أنها تريد الرد على إسرائيل. ولهذا السبب سنستمر في التعامل مع هذا التهديد باهتمام شديد”.

وتعهدت إيران برد قوي على مقتل هنية في يوليو تموز أثناء زيارة لطهران وحملت إسرائيل مسؤولية مقتله. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف تورطها.

وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الحد من تداعيات الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل، والتي تقترب الآن من دخول عامها الثاني.

وأدى الصراع إلى تدمير مساحات شاسعة من غزة، وأثار اشتباكات حدودية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، كما استدرج إليه الحوثيين في اليمن.

وقال رايدر “ما زلنا نركز بشدة على العمل مع الشركاء الإقليميين لتهدئة التوتر ومنع صراع إقليمي أوسع”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • لوران: الهلال أقوى فرق الشرق الأوسط
  • في الذكرى العاشرة لتأسيسها.. حملة إلكترونية واسعة عن مطارح مأرب
  • أوستن يقلل من أثر سحب حاملة الطائرات روزفلت على أمن إسرائيل
  • البابا تواضروس: مجلس كنائس الشرق الأوسط كالشجرة المغروسة التي تعطي ثمرها في حينه
  • مجلس كنائس الشرق الأوسط يحتفل بيوبيله الذهبي اليوم
  • القس يشوع بخيت يهنئ مجلس كنائس الشرق الأوسط باليوبيل الذهبي
  • إيران: فوضى الشرق الأوسط تدفعنا لتعزيز القدرات الأمنية
  • أمريكا تسحب حاملة الطائرات تيودور روزفلت من الشرق الأوسط
  • حاملة الطائرات تيودور روزفلت تغادر الشرق الأوسط
  • البنتاجون: حاملة الطائرات «روزفلت» غادرت الشرق الأوسط