انتخابات الرئاسة في الجزائر.. الاقتصاد يهيمن على برامج المترشحين
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
تبنت برامج المترشحين الثلاث لانتخابات الرئاسة الجزائرية المزمع إجراؤها في 7 سبتمبر/أيلول الجاري وعودا شملت جوانب اقتصادية ومعيشية تهم المواطن الجزائري، وذلك بهدف استمالة أكبر عدد من الناخبين في أهم استحقاق تشهده البلاد.
وحظي الشق الاقتصادي بحيز أكبر في خطابات المتنافسين، بدءا من إدخال إصلاحات تنموية على المنظومة الاقتصادية والمؤسسية للبلاد، وصولا لتكريس الجهود لجعل الجزائر في مصاف الدول ذات الاقتصادات القوية وفق تطلعات المواطنين.
وحاول المتنافسون -خلال الحملة الانتخابية التي استمرت 20 يوما- الترويج لبرامجهم، عن طريق التجمعات الشعبية والمداخلات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي.
ودخل المترشحون فترة صمت انتخابي تستمر 3 أيام يحظر عليهم أو على ممثليهم القيام بأي نشاط انتخابي إلى يوم انطلاق عملية التصويت لاختيار رئيسٍ للجمهورية يقود الجزائر 5 سنوات قادمة.
اقتصاد متنوعوقال مرشح جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، إنه سيعمل على إرساء أسس اقتصاد وطني متنوع، قادر على خلق الثروة يضع الجزائر في مأمن من الصدمات الخارجية والتبعية للمحروقات (إيرادات قطاع النفط والغاز).
وتعهد أوشيش من خلال برنامجه "رؤية" بإنشاء وكالة وطنية للأمن الغذائي ورفع حجم الصادرات وتحسين مناخ الأعمال، وخلق أقطاب اقتصادية متكاملة للمساهمة في النهوض بالاقتصاد المحلي، مع تمكين المواطنين من المساهمة في التنمية.
ووعد بتشجيع الاستثمارات المهمة في النهضة بقطاعات الزراعة والفلاحة والسياحة، كما التزم بتطوير القطاع الصناعي خاصة ما تعلق بالصناعات التحويلية وبناء صناعة ثقيلة وإنشاء 4 أسواق كبرى لتسويق المنتج الزراعي.
المترشح يوسف أوشيش يتعهد بتطوير القطاع الصناعي (مواقع التواصل) استكمال الإصلاحات
من جهته التزم المترشح الحر عبد المجيد تبون، من خلال برنامجه الانتخابي "من أجل جزائر منتصرة"، بمواصلة الإنجازات والإصلاحات واستكمال بناء جزائر جديدة وتأسيس دولة عصرية تكون في مستوى تطلعات المواطنين، متعهدا بدعم القدرة الشرائية ومحاربة البطالة.
ووعد تبون- المترشح لعهد رئاسية ثانية- بتعزيز الإنتاج المحلي ومواصلة زيادة الأجور والرفع من قيمة الدينار، والعمل على الحفاظ على معدل النمو عند 4% وإطلاق 20 ألف مشروع استثماري.
وأكد تبون أن الأمن الغذائي ليس شعارا، متعهدا بتقديم الدعم للفلاحين حتى لا يستوردوا "غراما واحدًا" من القمح الصلب، والشعير، والذرة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، إضافة إلى إنهاء استيراد السكر والزيت في آفاق سنة 2027.
وقال إنه سيعمل على رفع الدخل القومي للبلاد ليصل مع سنة 2027 إلى 400 مليار دولار، مع توفير 450 ألف منصب شغل للشباب في حال انتخابه لعهدة ثانية.
حرية الاقتصادتعهد مرشح حركة مجتمع السلم للرئاسيات، عبد العالي حساني شريف، بالمحافظة على الطابع الاجتماعي للاقتصاد المحلي وعلى حرية الاستثمار والكسب وحرية التجارة و الإدارة الاقتصادية.
كما تعهد حساني بجعل الاقتصاد الجزائري قادرا على ضمان تكافؤ الفرص الاقتصادية بين المستثمرين والتجاريين.
وترتكز تعهدات برنامج "فرصة" للمرشح حساني على مراجعة قانوني الاستثمار والضريبة بما يخفف الأعباء الضريبية على المستثمرين بجانب مراجعة المنظومة المصرفية في الجزائر.
كما وعد بإعادة تجديد العملة وخفض معدلات البطالة والتضخم والتحكم في الأسعار وتنظيم سوق الصرف لضمان استقرار سعر الدينار.
وتعهد مرشح حركة مجتمع السلم بتنمية المناطق الحدودية كونها ترتبط بالأمن القومي للبلاد، إضافة إلى تشجيع الفلاحة وزراعة الحبوب وإنتاج المواد الأساسية كالحليب.
مرشح حركة مجتمع السلم يتعهد بتنمية المناطق الحدودية (مواقع التواصل) رفاهية اجتماعيةيقول الخبير الاقتصادي مراد كوشي، إن الشعب أو الطبقة الناخبة في الجزائر لم تعد تستهويها الشعارات السياسية بقدر ما يهمها الرقي والتقدم الاقتصادي وما يجلبه من رفاهية اجتماعية، وهذا ما أدركه المترشحون لانتخابات الرئاسة الجزائرية.
ويؤكد كواشي في حديثه للجزيرة نت، أن برامج الناخبين ركزت على الجانب الاقتصادي من خلال تقديم حلول ووعود لتحسين مستوى معيشة المواطنين لاستمالة أكبر عدد منهم.
واعتبر كوشي أن بعض وعود المترشحين تبدو غير واقعية على غرار رفع الناتج الخام إلى أكثر من 450 مليار دولار وخفض معدل التضخم إلى 3% وزيادة حجم الصادرات 30 مليار دولار خلال 5 سنوات.
وعاد كوشي إلى وعود رفع المنح الاجتماعية لتحسين مستوى معيشة المواطنين من خلال زيادات كبيرة في الأجور ومنح البطالة، وقال إن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم.
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي، أحمد الحيدوسي، أن المترشحين الثلاث يهدفون -من خلال برامجهم- إلى رفع قدرات الاقتصاد الجزائري وتحسين معيشة المواطنين.
وقال في حديث للجزيرة نت إن هناك مترشحا يملك مقاربة يسارية تقدمية تسعى إلى بعث النسيج الصناعي العمومي، بينما يرى آخر ضرورة تكريس اقتصاد تضامني حر يهيمن عليه القطاع الخاص أما الثالث فيرغب في المزاوجة بين القطاع العام والخاص.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى وجود توافق بين المترشحين بشأن عدد من المفات على غرار اعتماد تقسيم جديد للولايات الجزائرية وفق نظرة اقتصادية جديدة تراعي موارد كل منطقة خلافا للتقسيم السابق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من خلال
إقرأ أيضاً:
تشجيع التعاون الاقتصادي بين القطاع الخاص المصري والأوكراني
استقبلت جمعية رجال الأعمال المصريين، وزير السياسة الزراعية والأغذية الأوكراني فيتالي كوفال والوفد المرافق له خلال زيارته إلى مصر، حيث بحث مع رئيس الجانب المصري لمجلس الأعمال المشترك جمال العجيزي ورجال الأعمال مجالات وفرص التعاون بين القطاع الخاص في البلدين في مجالات الاستثمار الزراعي والتجارة والتموين.
بحضور سفير أوكرانيا لدى مصر ميكولا ناهورني، وقد ضم الوفد تاراس كاتشكا، نائب وزير الاقتصاد والممثل التجاري ونائب رئيس الجانب الأوكراني في اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني، و سيرهي تكاتشوك، رئيس الهيئة العامة لسلامة الأغذية وحماية المستهلكين، وعددا من المستشارين.
كما ضم الوفد ممثلين عن القطاع المصرفي واتحاد أصحاب العمل والشركات الأوكرانية الكبرى للحبوب والدواجن والأغذية والتكنولوجيا والآلات الزراعية والأسمدة المعدنية والمجلس العربي الأوكراني للأعمال وكذلك عدد من الشركات الاستشارية في مجالات التجارة الخارجية.
وشارك في اللقاء مستشار وزير المالية الدكتور عمر عابدين والمهندس مصطفي النجاري رئيس لجنة الزراعة والري بالجمعية ومنصور الجبلي نائب رئيس لجنة الزراعة والري بالجمعية وعددا كبيرا من رجال الاعمال والمستثمرين في القطاع الزراعي.
وأكد وزير السياسة الزراعية والأغذية الأوكراني فيتالي كوفال على أهمية تشجيع التعاون الاقتصادي بين القطاع الخاص المصري والأوكراني من خلال دفع التبادل التجاري، مشيراً أن القطاع الخاص الأوكراني ينتج 99% من المنتجات الزراعية.
وأشار إلى حرص بلاده على تذليل كافة العوائق في الشهادات البيطرية والنباتية والجمركية لزيادة التجارة البينية، كذلك التعاون مع مصر في توفير مصادر لتمويل الأنشطة التجارية والاستثمارية في القطاع الزراعي والأغذية.
وأوضح أن أوكرانيا حققت إنجازات كبيرة في مجال الزراعة خلال 2024 حيث إن الصادرات الزراعية تمثل 59% من إجمالي حصائل العملة الأجنبية الصعبة إلى اوكرانيا والتي بلغت 24.7 مليار دولار وهو ثاني أكبر رقم تصديري في تاريخ البلاد. كما ان انتاج الحبوب قد بلغ 76 مليون طن العام الماضي.
وقال إن مصر تحتل المرتبة الاولى في افريقيا من حيث التبادل التجاري حيث وصل حجم التبادل الزراعي مع أوكرانيا 1.5 مليار دولار العام الماضي، كما ان هناك آفاق لزيادة وتوسيع التجارة ومضاعفة حجم التجارة بين البلدين من خلال التعاون بين منظمات الأعمال والسفارات والحكومات.
وأضاف أن موانئ البحر الأسود ونهر الدانوب تعمل بكفاءة عالية في اوكرانيا حيث يتم تصدير 84% من المنتجات الزراعية عبر تلك الموانئ.
وقد شدّد سيادته على أهمية استئناف المباحثات الثنائية بين الحكومتين حول إبرام اتفاقية معاملة تفضيلية، كما أشار إلى الطرق الممكنة لجذب الموارد المالية من البنوك والمؤسسات الدولية المالية لإنشاء المشاريع المشتركة بين الجانبين.
من جانبه رحب المهندس جمال العجيزي رئيس الجانب المصري بمجلس الأعمال المصري الأوكراني، ببحث فرص التعاون الاقتصادي مع القطاع الخاص الاوكراني، مشيراً أن لقاء الوزير الاوكراني فرصة لعرض أخر التطورات مع اوكرانيا في ظل تداعيات الحرب.
وأكد المهندس مصطفي النجاري رئيس لجنة الزراعة والري بالجمعية، أن كل من مصر وأوكرانيا يسهمان في تأمين الغذاء للعالم، مشيراً إلي زيادة في معدلات الصادرات المصرية من الخضر والفاكهة لكل اسواق العالم وكذلك تصدير اوكرانيا للحبوب لأغلب دول العالم.
ولفت إلى وجود فرص كبيرة في الاستثمار والتعاون الاقتصادي المشترك في مجالات تخزين الحبوب واستخراج الزيوت النباتية والتصنيع الغذائي وخاصة في صناعة الاعلاف، مشيراً إلى أهمية بحث إنشاء خط ملاحي مباشر بين مصر وأوكرانيا بما يسمح بزيادة الصادرات والتبادل التجاري مع أوروبا بالإضافة إلى عرض فرص الاستثمار في سلاسل الامداد على رجال الاعمال المصريين.
وأشار إلى أنه يوجد 50 شركة مصرية لها فروع بأوكرانيا للتوزيع والتسويق للحاصلات الزراعية.
وأشار الدكتور عمر عابدين الى المشاورات التي جرت بين وزير الزراعة الاوكراني ووزير المالية المصري حيث تم تبادل الآراء حول التوئمة الضريبية والجمارك وكذلك التعاون مع أوكرانيا خاصة في مجال المحاصيل الزراعية و الزيوت النباتية، وتم الاتفاق خلال هذه المباحثات على اجراء حوار ثنائي لتذليل العقبات وابرام اتفاقية جديدة للتجارة بين البلدين.
ولفت منصور الجبلي نائب رئيس لجنة الزراعة والري بالجمعية إلى أهمية التعاون في مجال الاسمدة الفوسفاتية، وفي هذا الإطار أشار الوزير إلى أن أوكرانيا تستخدم 7 ملايين طن من الاسمدة الفوسفاتية لذا فان هناك آفاق كبيرة للتعاون في هذا المجال.
خلال الاجتماع طالب رجال الأعمال الحصول على معلومات عن التجارة البينية والأوراق الرسمية والمستندات التي تستخدم في عمليات الاستيراد والتصدير، وقد أفاد الوزير بأن مجلس الأعمال المصري الأوكراني هو المنوط به القيام بهذا الدور.
وبالنسبة لإمكانية تملك الأراضي الزراعية للأجانب في اوكرانيا فإن استخدام الأراضي يكون عن طريق نظام الايجار طويل الامد لفترة تصل إلى 14 سنة.
وأكد مسؤولو الوفد الرسمي الأوكراني على ترحيب السفارة الاوكرانية والمستشار التجاري الاوكراني بالتواصل مع رجال الأعمال المصريين بشأن توفير البيانات وفرص التجارة.
وأضافوا أن الحكومة الأوكرانية حريصة على تفعيل العلاقات على مستوى رجال الاعمال، والدليل على ذلك هذه الزيارة الرفيعة المستوي والتحضيرات لعقد الدورة المقبلة للجنة الحكومية المشتركة في النصف الثاني من العام الجاري وعقد منتدى الأعمال المشترك لتبادل الاقتراحات حول زيادة التعاون التجاري على مستوى القطاع الخاص.