تبنت برامج المترشحين الثلاث لانتخابات الرئاسة الجزائرية المزمع إجراؤها في 7 سبتمبر/أيلول الجاري وعودا شملت جوانب اقتصادية ومعيشية تهم المواطن الجزائري، وذلك بهدف استمالة أكبر عدد من الناخبين في أهم استحقاق تشهده البلاد.

وحظي الشق الاقتصادي بحيز أكبر في خطابات المتنافسين، بدءا من إدخال إصلاحات تنموية على المنظومة الاقتصادية والمؤسسية للبلاد، وصولا لتكريس الجهود لجعل الجزائر في مصاف الدول ذات الاقتصادات القوية وفق تطلعات المواطنين.

وحاول المتنافسون -خلال الحملة الانتخابية التي استمرت 20 يوما-  الترويج لبرامجهم، عن طريق التجمعات الشعبية والمداخلات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي.

ودخل المترشحون فترة صمت انتخابي تستمر 3 أيام يحظر عليهم أو على ممثليهم القيام بأي نشاط انتخابي إلى يوم انطلاق عملية التصويت لاختيار رئيسٍ للجمهورية يقود الجزائر 5 سنوات قادمة.

اقتصاد متنوع

وقال مرشح جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، إنه سيعمل على إرساء أسس اقتصاد وطني متنوع، قادر على خلق الثروة يضع الجزائر في مأمن من الصدمات الخارجية والتبعية للمحروقات (إيرادات قطاع النفط والغاز).

وتعهد أوشيش من خلال برنامجه "رؤية" بإنشاء وكالة وطنية للأمن الغذائي ورفع حجم الصادرات وتحسين مناخ الأعمال، وخلق أقطاب اقتصادية متكاملة للمساهمة في النهوض بالاقتصاد المحلي، مع تمكين المواطنين من المساهمة في التنمية.

ووعد بتشجيع الاستثمارات المهمة في النهضة بقطاعات الزراعة والفلاحة والسياحة، كما التزم بتطوير القطاع الصناعي خاصة ما تعلق بالصناعات التحويلية وبناء صناعة ثقيلة وإنشاء 4 أسواق كبرى لتسويق المنتج الزراعي.

 

المترشح يوسف أوشيش يتعهد بتطوير القطاع الصناعي (مواقع التواصل) استكمال الإصلاحات

من جهته التزم المترشح الحر عبد المجيد تبون، من خلال برنامجه الانتخابي "من أجل جزائر منتصرة"، بمواصلة الإنجازات والإصلاحات واستكمال بناء جزائر جديدة  وتأسيس دولة عصرية تكون في مستوى تطلعات المواطنين، متعهدا بدعم القدرة الشرائية ومحاربة البطالة.

ووعد تبون- المترشح لعهد رئاسية ثانية- بتعزيز الإنتاج المحلي ومواصلة زيادة الأجور والرفع من قيمة الدينار، والعمل على الحفاظ على معدل النمو عند 4% وإطلاق 20 ألف مشروع استثماري.

وأكد تبون أن الأمن الغذائي ليس شعارا، متعهدا بتقديم الدعم للفلاحين حتى لا يستوردوا "غراما واحدًا" من القمح الصلب، والشعير، والذرة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، إضافة إلى إنهاء استيراد السكر والزيت في آفاق سنة 2027.

وقال إنه سيعمل على رفع الدخل القومي للبلاد ليصل مع سنة 2027 إلى 400 مليار دولار، مع توفير 450 ألف منصب شغل للشباب في حال انتخابه لعهدة ثانية.

حرية الاقتصاد

تعهد مرشح حركة مجتمع السلم للرئاسيات، عبد العالي حساني شريف، بالمحافظة على الطابع الاجتماعي للاقتصاد المحلي وعلى حرية الاستثمار والكسب وحرية التجارة و الإدارة الاقتصادية.

كما تعهد حساني بجعل الاقتصاد الجزائري قادرا على ضمان تكافؤ الفرص الاقتصادية بين المستثمرين والتجاريين.

وترتكز تعهدات برنامج "فرصة" للمرشح حساني على مراجعة قانوني الاستثمار والضريبة بما يخفف الأعباء الضريبية على المستثمرين بجانب مراجعة المنظومة المصرفية في الجزائر.

كما وعد بإعادة تجديد العملة وخفض معدلات البطالة والتضخم والتحكم في الأسعار وتنظيم سوق الصرف لضمان استقرار سعر الدينار.

وتعهد مرشح حركة مجتمع السلم بتنمية المناطق الحدودية كونها ترتبط بالأمن القومي للبلاد، إضافة إلى تشجيع الفلاحة وزراعة الحبوب وإنتاج المواد الأساسية كالحليب.

مرشح حركة مجتمع السلم يتعهد بتنمية المناطق الحدودية (مواقع التواصل) رفاهية اجتماعية

يقول الخبير الاقتصادي مراد كوشي، إن الشعب أو الطبقة الناخبة في الجزائر لم تعد تستهويها الشعارات السياسية بقدر ما يهمها الرقي والتقدم الاقتصادي وما يجلبه من رفاهية اجتماعية، وهذا ما أدركه المترشحون لانتخابات الرئاسة الجزائرية.

ويؤكد كواشي في حديثه للجزيرة نت، أن برامج الناخبين ركزت على الجانب الاقتصادي من خلال تقديم حلول ووعود لتحسين مستوى معيشة المواطنين لاستمالة أكبر عدد منهم.

واعتبر كوشي أن بعض وعود المترشحين تبدو غير واقعية على غرار رفع الناتج الخام إلى أكثر من 450 مليار دولار وخفض معدل التضخم إلى 3% وزيادة حجم الصادرات 30 مليار دولار خلال 5 سنوات.

وعاد كوشي إلى وعود رفع المنح الاجتماعية لتحسين مستوى معيشة المواطنين من خلال زيادات كبيرة في الأجور ومنح البطالة، وقال إن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم.

من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي، أحمد الحيدوسي، أن المترشحين الثلاث يهدفون -من خلال برامجهم- إلى رفع قدرات الاقتصاد الجزائري وتحسين معيشة المواطنين.

وقال في حديث للجزيرة نت إن هناك مترشحا يملك مقاربة يسارية تقدمية تسعى إلى بعث النسيج الصناعي العمومي، بينما يرى آخر ضرورة تكريس اقتصاد تضامني حر يهيمن عليه القطاع الخاص أما الثالث فيرغب في المزاوجة بين القطاع العام والخاص.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى وجود توافق بين المترشحين بشأن عدد من المفات على غرار اعتماد تقسيم جديد للولايات الجزائرية وفق نظرة اقتصادية جديدة تراعي موارد كل منطقة خلافا للتقسيم السابق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من خلال

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تعزيز الاستفادة من الاقتصاد الأزرق عبر استغلال الموارد الطبيعية

خلال أكتوبر المقبل.. تحتضن سلطنة عُمان ملتقى الدقم الخامس الذى يقام الفرص الاستثمارية الواعدة فى الاقتصاد الأزرق، مع تسليط الضوء على أهمية القطاع فى تحقيق الاستراتيجية التنموية فى البلدان، نظراً لقدرته على دعم الاقتصاد المحلى من خلال توفير موارد جديدة، بالإضافة إلى تعزيز الأمن البيئى والغذائى، وتعد الاستثمارات فى القطاعات المرتبطة بالاقتصاد الأزرق جزءًا مهما من استراتيجية التنمية الوطنية، إذ تمتلك سلطنة عمان فيه مقومات كبرى يمكن أن تؤسس منه مشاريع رائدة تعزز من النمو الاقتصادى.
ويأتى تنفيذ الملتقى بتنظيم من فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الوسطى وبالشراكة مع وزارة الخارجية والهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، تحت عنوان «الاقتصاد الأزرق.. الوجهة الجديدة للاستثمار» لتبرز من خلاله مقومات السلطنة فى قطاع الاقتصاد الأزرق وجاهزيتها لقيادة دفة هذا القطاع.

محاور تتواكب مع توجهات الحكومة فى تعزيز النمو الاقتصادى فى قطاعاتها المختلفة 
وقال الدكتور سالم بن سليم الجنيبى، رئيس مجلس إدارة فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الوسطى والمشرف العام على الملتقى: إن ملتقى الدقم منذ انطلاقه فى عام 2013 يركز على مناقشة محاور تتواكب مع توجهات الحكومة فى تعزيز النمو الاقتصادى فى قطاعاتها المختلفة، وفى النسخة الخامسة التى ستعقد فى 20 أكتوبر 2024 بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض بمسقط، سيسلّط الضوء على «الاقتصاد الأزرق كوجهة جديدة للاستثمار» حيث إن هذا القطاع يعنى بكل الاستثمارات القائمة على البحار والمحيطات والتى تستخدم موارد المياه المختلفة، وتعد السلطنة من الدول الغنية بمقومات هذا القطاع حيث تملك شريطا ساحليا يتجاوز 3000 كم، كما أن بها ثروة سمكية غنية وموانئ تجارية وسياحية وموانئ للصيد، إضافة إلى توجهها فى قطاع الطاقة البديلة المعتمدة على المياه، كما تعد السلطنة رائدة فى قطاع الشحن البحرى وصيانة السفن، لذا ارتأينا أن تركز هذه النسخة على الاقتصاد الأزرق، وما يمكن أن يصنعه من نمو فى منظومة الاقتصاد الوطنى وجذب الاستثمارات.
وأضاف الدكتور سالم الجنيبي: تعرف محافظة الوسطى فى سلطنة عمان بتنوع ثرواتها الطبيعية التى تسهم فى دعم الاقتصاد الوطنى، وتتميز بثروات نفطية، وثروة سمكية وأحيائية بحرية، فضلا عن المعادن المتنوعة وتتمتع أيضا بوجود محميات طبيعية وشواطئ سياحية رائعة، وتتسم المحافظة بمناخها المعتدل على مدار العام إضافة إلى شريطها الساحلى الممتد بطول 550 كم والمطل على بحر العرب والمفتوح على المحيط الهندى، والقريب من أسواق آسيا وأفريقيا ومناطق إنتاج النفط والغاز. وأكمل قائلا: تعد محافظة الوسطى منطقة غنية بالثروة السمكية وجاذبة للاستثمارات السياحية بفضل شواطئها الجميلة، كما تحتوى ولاية الدقم على منطقة اقتصادية خاصة تشهد نشاطا استثماريا ملحوظا.
بدوره، قال الدكتور سالم: من خلال هذا الملتقى سنستعرض المنجزات الاقتصادية بالسلطنة ومدى التطور والجاهزية فى البنى الأساسية والخدمات التى تستقطب الاستثمارات المحلية والأجنبية بأشكالها، وسيكون هذا الملتقى منصة لاستعراض الفرص الواعدة للمستثمرين حول أهمية الاقتصاد الأزرق بسلطنة عمان، حيث سيحضره عدد من أصحاب السمو والمعالى والسعادة والتجار ورجال الأعمال وممثلى الشركات وأصحاب الأعمال على الصعيدين المحلى والدولى.

ثلاث جلسات حول ركائز واستراتيجيات الاستثمار فى الاقتصاد الأزرق 
وقال المكرم الدكتور سالم الجنيبي: إن ملتقى الدقم الخامس يشمل ثلاث جلسات، الجلسة الأولى حول ركائز واستراتيجيات الاستثمار فى الاقتصاد الأزرق ويدير الجلسة الإعلامى السعودى (عبدالله المديفر) ويشارك فيها عدد من أصحاب المعالى والسعادة وكلاء الوزارات والرؤساء التنفيذيين، من سلطنة عمان، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، أما الجلسة الثانية فتأتى بعنوان (فرص الاستثمار الأزرق بقطاع الأمن الغذائى واللوجستى والسياحى والطاقة المتجددة بسلطنة عمان) ويدير الجلسة المكرم الدكتور عامر بن ناصر المطاعنى، الرئيس التنفيذى للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعى المسال، ويشارك فيها عدد من أصحاب السعادة وكلاء الوزارات والرؤساء التنفيذيين بالشركات الحكومية من سلطنة عمان، فيما تأتى الجلسة الثالثة بعنوان (التقنيات والتجارب العالمية المعززة للاستثمارات فى الاقتصاد الأزرق).
تستهدف جلسات الملتقى التركيز على نمو الاستثمارات فى قطاعات الاقتصاد الأزرق المختلفة مثل القطاع اللوجستى وسلاسل التوريد، واستثمارات الأمن الغذائى، والتنقيب فى البحار والتعدين، والأنشطة السياحية وتكنولوجيا الملاحة البحرية والمناخ، وتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح والأمواج، واستثمارات المجمعات العقارية والفندقية والواجهات البحرية وغيرها من الشركات المتخصصة بتقنيات مشاريع الاقتصاد الأزرق.
الجدير بالذكر أن سلطنة عمان ممثلة فى وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تعمل على تطوير الاقتصاد الأزرق من خلال تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد السمكية، من مصائد طبيعية ومن نشاط الاستزراع السمكى والمحافظة على المخزون السمكى واستدامة الموارد السمكية للأجيال القادمة، والمحافظة على البيئة البحرية من التلوث، مما يسهم فى تحقيق التنمية السمكية المستدامة.
ويعد قطاع الثروة السمكية فى مقدمة القطاعات غير النفطية التى تدر دخلا للبلاد، وتتيح فرصا متعددة للإستثمار لإقامة صناعات سمكية متطورة صديقة للبيئة، وتساهم فى إنتاج الغذاء وتحقيق قدرا من الأمن الغذائى وتشغيل الأيدى العاملة الوطنية وتوطين تطبيقات التكنولوجيا الحديثة.

تقدير دولى سلطنة عُمان من جانب الفاو 
وتقديراً لدور سلطنة عمان الفعال فى مجال تنمية الاقتصاد الأزرق، اختارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) السلطنة ضمن مبادرة الاقتصاد الأزرق التى أطلقتها المنظمة، وتضم عدد من دول العالم ذات التجارب الرائدة فى تنمية القطاع السمكى، وهى مبادرة عالمية تهدف إلى المحافظة على سلامة المسطحات المائية من محيطات وبحار وبحيرات وأنهار من التلوث والصيد الجائر والصيد غير القانونى والتغيرات المناخية والعمل على تحقيق التنمية المستدامة اقتصاديًا وبشريًا.
وفى إطار البحث عن الاستدامة فى التنمية، تسعى سلطنة عُمان إلى تنويع مصادر الدخل الوطنى بالدخول فى مجالات جديدة أو غير مسبوقة، تتميز بالابتكار، وتعمل فى الوقت نفسه على تعظيم الفائدة فى قطاعات تقليدية عبر إعادة تشكيلها وفق رؤية عصرية وحديثة تجعلها تدر المزيد من الفوائد والأرباح والانعكاسات الإيجابية على المجتمع المحلى والاقتصاد بشكل عام.

مقالات مشابهة

  • مقرر الاستثمار بـ«الحوار الوطني»: قوانين وحوافز دمج الاقتصاد غير الرسمي كافية
  • «الأحوال المدنية» يرسل قوافل إلى المحافظات لحصول المواطنين على الخدمات الشرطية
  • انتخابات دار لقمان
  • بالتواريخ.. ترتيب أحداث انتخابات الرئاسة الأميركية حتى يوم التنصيب
  • «بلينكن» يتهم «RT» بأنشطة استخباراتية لصالح «الكرملين» بشأن انتخابات الرئاسة الأمريكية
  • مناظرة هاريس وترامب.. مصير لقاء الحسم الجديد قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية (تفاصيل)
  • تونس.. مظاهرة تطالب بالحريات قبل أسابيع من انتخابات الرئاسة
  • سلطنة عُمان تعزيز الاستفادة من الاقتصاد الأزرق عبر استغلال الموارد الطبيعية
  • وداعًا للصيف.. شواطئ الإسكندرية وجهة المواطنين
  • منظمة أممية: اقتصاد قطاع غزة في حالة خراب