كأنها مذكرات أو شهادات لكنها لا تشبه سواها من النصوص، فقد كتبت بين احتمالات القتل اليومية في غزة التي تنهال عليها حمم الموت منذ 11 شهرا، لتجعل الشاهد شهيدا وتحيل الكلمات التي كانت عادية إلى وصايا ضد الموت.

"كتاب الوصايا" -الصادر بنسخته العربية عن دار مرفأ اللبنانية، يحمل عنوانا فرعيا "شهادات مبدعات ومبدعين من غزّة في مواجهة الموت"، وهو مختارات لأصوات قادمة من اليباب، أصوات سكان غزة اليوم.

بعض هؤلاء الشهود رحلوا عن العالم بعد تدوين هذه الكلمات؛ وآخرون أسكتهم اليأس، كما يقول الروائي والكاتب الكبير، ألبرتو مانغويل الأرجنتيني المولد الكندي الجنسية في مقدمته لـ"كتاب الوصايا".

إحدى هذه الوصايا كتبها "سليم نفار"، شاعر ارتقى مع أفراد عائلته في قصف وقع بعد وقت وجيز من كتابتها. وفتاة عمرها 17 عاما، هي ابنة لكاتبة معروفة من غزة توجد بألمانيا منذ العام الماضي فيما عائلتها عالقة الآن بقطاع غزة.

نصها المدرج في الكتاب هو من ضمن النصوص الأخيرة التي تلقتها الأم من ابنتها، بحسب مدير المكتبة الوطنية الأرجنتينية السابق.

الأديب الكبير ألبرتو مانغويل حاول عمل مكتبة وطنية فلسطينية خلال عمله مديرا للمكتبة الأرجنتينية (شترستوك)

لكن الوصايا برمتها -كما يقول "الرجل المكتبة" مانغويل- جوهرية في مواجهة سؤال ما الذي يجعلنا بشرًا. في ظهيرة أحد الأيام في عصور ما قبل التاريخ القصية، حدث شيء ما في التطور البيولوجي لأسلافنا، مما أدى إلى تحوّل جنسنا إلى كائنات بشرية واعية.

واللغة أداة ضعيفة، كما يرى مانغويل، لكن، وعلى الرغم من استحالة إيجاد لغة مناسبة تتناول معاناة الضحية، عندما نواجه تلك المعاناة فإن حالتنا الإنسانية تدفعنا إلى الكلام على نحو متردد يفتقر إلى الدقة.

ومن خلال المقارنات والتلميحات، نحاول استحضار الرعب الذي نشهده عن طريق ما يشبه تعويذة السحرة حيوية بعض الشيء، تحذيرية إلى حد ما. وفي كل مرة ننطق فيها كلمات جديدة، نخفق في تحقيق هدفنا الأساسي، لكننا لا نزال نحاول.

وعلى مر القرون كل إنسان يمتلك اللغة المتاحة له: يستخدم المؤرخون السجلات الوثائقية، ويستخدم العلماء الحقائق الملموسة، والموسيقيون والفنانون البصرين الصوت واللون، وصانعو الأفلام الصور المتحركة، والشعراء الكلمات مهما كانت باهتة، والقراء (مثلي) ذاكرة الصفحات التي تمت زيارتها.

بين الأحياء والأموات

هذه الوصايا مروّعة وبحق، كما ترى الفيلسوفة الأميركية جوديث باتلر الداعمة لحركة مقاطعة إسرائيل في مقدمتها الثانية للكتاب بعد مقدمة مانغويل.

وتكمل باتلر قائلة إنه بفعل المذبحة التي أودت بحياة أولئك الذين يحبونهم، أولئك الذين بالكاد يعرفونهم، أو أولئك الذين جاؤوا من أجلهم، أو قد سبق وجاؤوا. كل فعل كتابة يخاطب شخصا ما، يخاطب غزة نفسها، أو المستقبل، الأطفال الذين يأملون في النجاة.

كل فعل كتابة هو أيضًا نداء، يسألنا أين نحن -القراء الأحياء- كي نقرأ هذه الكلمات سواء تحدثنا، استجبنا، سعينا إلى استجابة المؤسسات العالمية؟ ويسألون عما نراه في المرآة، وهل سمعنا الأصوات، وهل قاومنا ما أسميناه بالإبادة الجماعية.

الفيلسوفة الأميركية جوديث باتلر تعرف نفسها كيهودية مناهضة للصهيونية وناقدة للسياسة الإسرائيلية (شترستوك)

لقد ناشدت كل كلمة من هذه الكلمات بأن تُقرأ، وتسمع من تلقاء نفسها، أو مترجمة، حتّى تجعل من مسألة عدم معرفة ما عاناه الفلسطينيون تحت الهجوم الوحشي الذي شنته القاذفات والقتلة الإسرائيليون، أمرًا مستحيلا.

كل كلمة تناشدنا بأن ينصب اهتمامنا على محنة هذه الأرواح ومعاناتها وصمودها، هذه الحيوات التي تعيش كل لحظة مع موتها العنيف شبه المؤكد هذه كلمات مكتوبة للعالم تناشدنا بأن نرى ونسمع ونتخيل ونفعل.

ما الوصية الأخيرة؟ إنها آخر ما تبقى من رغبة وأمل.

ما الشهادة؟ إنها تمنحنا شذرات من حياة لا تزال على قيد الحياة، بينما تسبر غور مستقبل حياة لم تعد على قيد الحياة.

تسأل الوصية عما تبقى من الرغبة في مواجهة هذه الوحشية، وهذا الدمار الشامل. حتى في الوقت الذي لا يتبقى شيء يمكن تقديمه، تظل الوصية بمثابة فعل كتابة، وتنقل الكلمات التي تحمل آثار حياة زائلة وأخرى مقبلة، كلمات تم جمعها قسرًا للإصرار على أواصر التضامن بين الأحياء والأموات.

وهذه بعض مختارات من وصايا الكتاب، أولها بقلم الروائي والقاص الفلسطيني يسري الغول، وقصيدة شعرية للأكاديمي الفلسطيني والشاعر رفعت العرعير، والشاعر سليم النفار، والشاعر أمل اليازجي، والشاعر مصعب أبو توهة.

يسري الغول (وصية رجل حالم)

اعتقدت لوقت طويل أنني سأجلس على مقعدي الوثير، في ليلة ماطرة من مساء شتوي مثقل بالبرد ينبعث صوت أم كلثوم وأنا أكتب وصيتي الأخيرة لأبنائي وزوجتي ومن يهتم لأمري، وللقراء الذين يظنون أنني شخص خارق.

وكنت كذلك، أحلم أنني سأكتب الوصية بقلم أزرق جاف من نوع فاخر، أضع النظارة على أرنبة أنفي، أحك شعري المجعد المليء بالشيب، بجواري حبوب الضغط والسكري، أسجل انكساراتي وخيباتي وتعاليمي ومواعظي ولا أعرف كم سيكون عمري حينذاك، ربما ثلاثة وسبعين عاما أو أكثر قليلا.

لكن المصيبة أن هذا الأمر لن يحدث بعدما انتشرت رائحة الحرب في الأرجاء دُمرَ بيتي وَقُتِلَ جيراني، نزحنا من مكان لآخر، من مركز إيواء إلى بيت صديق حميم إلى الشارع، لذا بت أنتظر الصاروخ كي يقضي على ما تبقى مني، فأنصرف عن الحياة بصخب كما فعلت الصواريخ اللعينة في قصصي ومدينتي.

القاص والروائي يسري الغول صدر له قصص وروايات بينها "قبل الموت بعد الجنون"، "الموتى يبعثون غي غزة" (مواقع التواصل)

إن ما جرى يفوق الخيال، ويتجاوز فكرة الانصراف إلى الكتابة في هذا الوقت العصيب فتحريض العقل على طهي نص مسبوك لأجل صديقة تقطن في الضفة الأخرى من الوطن محض هراء.

وكذلك أن نجمع الوصايا المتخمة بالموت في كتاب يوثق اللحظة؛ كي نضع العالم أمام واجبه الأخلاقي تجاه الإنسان المهزوم في قطاع محاصر، يشبه المدن المتحضرة رغم لونه قاتم السواد، يسمى غزة.

ولأنني مضطر أن أكتب وصيتي أيضا، قررت تنفيذ عملية فدائية لعلي أحظى بهدنة قصيرة.

لذا فكرت أن أجمع شتاتي، ألتحم مع الجدران المدمرة، الأبنية المنهارة على رؤوس ساكنيها، أتضخم مع الحديد الذي اخترق أجساد الأطفال والنساء، وأصير ذلك العملاق، ربما أعظم من الهولك الأخضر، وأقوى من الأيرون مان، أتحول إلى مخلوق یكبر كلما سار في الطرقات.

الطرقات التي تنتشر فيها رائحة الدم والصواريخ والدمار الهائل، تلتصق بجسدي كتل الباطون والإسمنت والحجارة حتى أصير مثل عمالقة أفلام هوليود تماما، كي أقضي على الدبابات التي قنصت ابن خالتي ودمرت بيت أخي، ولألتهم الطائرات المغيرة على الأبرياء كل دقيقة.

ترى هل يمكن للقبضة الإسمنتية أن تتأثر بضرب الطائرات الحربية التي تمارس هوايتها باللعب فوق بيوتنا المتهالكة، تلك التي تسقط حممها البركانية بينما يضحك كابتن الطائرة لإصابته الهدف بدقة، وإنهاء حياة أطفال كانوا ينتظرون الذهاب إلى المدرسة في جعبتهم حلم دراسة الهندسة عندما يكبرون؛ كي يعيدوا ترميم وترتيب البيوت مجددا.

لقد قررت حقا البحث عن الوسيلة الناجعة في تدمير طائرات "إف16″ و"إف35" والكواد كابتر والدرونز فجمعت الحديد في قبضتي لأضرب كل الطائرات المارقة، العابئة بكل تفاصيل الحياة، المتناحرة في هذا الكوكب الصدئ، لكنني اكتشفت عجزي وقلة حيلتي.

ولأن اليد من لحم ودم، أوصي المجانين أمثالي، الغارقين في الخيال، أن يتحول بعضهم إلى زمار يأخذ الأطفال إلى مغارة بعيدة، يعزف كل رجل فيهم مقطوعته الموسيقية عند الفجر ليذهب الملائكة الصغار إلى مغارة لا مكان فيها للموت، وأن يلبس البقية قناع زوربا ليسرقوا الطعام والألعاب من بيوت الأغنياء.

هذه وصيتي التي لا أعرف إن كانت ستصل إلى أصحابها أم لا، خصوصا أن المخيم بلا إنترنت أو كهرباء، وصية شخص غارق في الخوف والأمل.

أرجو أن تصل بأي وسيلة، عبر الكوابيس أو الأحلام، أو عبر يمامة مغبرة، غارقة في التيه.

رفعت العرعير (إذا كان الموتُ لزاما علي)

إذا كان الموتُ لزاما علي

لا بد وأن تحيوا أنتم

لترووا حكايتي

لتبيعوا أغراضي

لتقتنوا قطعة من الملابس

وبعض الخيوط

(ولتكن بيضاء ذيلها طويل)

حتى يرى طفل، في مكان ما في غزة،

وهو يتأمل السماء

ينتظر والده الذي رحل في انفجار

ولم يودع أحدًا

ولا حتى لحمه

ولا حتى نفسه

يرى طائرة ورقية، أنتم من صنعها، تحلّق

عاليا

ويحسب للحظة أن ثمة ملاكًا هناك

يردُّ الحب.

إذا كان الموتُ لزاما علي

فليأت بأمل

وليأت بحكاية.

أريد أن أنجو.

 

سليم النفار (إعلان براءة)

25 يوما من التطهير العرقي ضد شعبنا. حرب تقودها راعية البشر أميركا. 25 يوما لم يعرف النوم جفوننا. وإذا غفونا لا نعرف إن كنا سنصحو أم نواصل نومنا الأبدي؟ ولا أحد من العرب يحرك ساكنا يخفف من آلامنا وأحزاننا التي طغت على قلوبنا وقلوب أهلنا.

الشاعر سليم النفار استشهد مع زوجته وبناته وابنه وشقيقه وعائلة أخته في حصر النصر بمدينة غزة (مواقع التواصل)

لذلك، وصيّتي لأولادي إن قدر الله لكم الحياة أن تعلنوا البراءة من العرب، فواقع الأمر يدلل بأنهم لا ينتمون لجنسنا. بل هم وقادتهم جزء من المؤامرة التي تستهدف إبادتنا.

أمل اليازجي (لقد زال همكم إلى الأبد)

لو رحلنا اطووا صفحتنا للأبد.

مزقوا فلسطين من كراسة ذاكرتكم فليس لكم بها حاجة، أخبروا أصدقاءكم أنه كان هناك أمل، ثم انطفأ.

واصلوا حياتكم كأننا لم نكن، العبوا، اشربوا، كلوا، تنزهوا، احتفلوا، تزينوا، غنوا، ارقصوا، افعلوا كل شيء.

لكن إياكم أن تنظروا إلى مراياكم، لأنكم إذا فعلتم فسترون دماءنا على وجوهكم، وأشلاءنا بين أيديكم، وصراخنا في ملامحكم، وأصواتنا دخانًا ينقش خارطة فلسطين على صدوركم.

أمل اليازجي (مواقع التواصل)

حين نرحل؛ مزقوا كتب التاريخ، ولا تخبروا أولادكم أنه كان هنا شعب قاوم خمسة وسبعين عاما دون أن يفقد الأمل قبل أن يقتله الأمل.

حين نرحل؛ أحرقوا الجغرافيا. إياكم أن تخبروا أولادكم أنه كان لنا جيران من العرب المسلمين، تعلقت قلوبهم بنا حبا، ولم يفهموا أن من الحب ما قتل، لا تخبروهم أن حدودًا وضعها المحتل، وأمركم أن تحرسوها، هي من كانت المقصلة التي قطعت رقاب جيرانكم، والسيف الذي غرز في ظهر ماردهم، والحفرة التي دفنوا فيها.

إياكم أن تخبروهم أنكم انشغلتم بإنجازاتكم العظيمة فصنعتم أكبر صحن تبولة، وأعظم طنجرة مقلوبة، وأفخم منسف باللحم، وألذ طبق كشري، وأروع موسم فني للرقص والغناء بينما كانوا يبادون وحدهم.

احتفلوا كثيرًا، فلن يظهر عويل ولا بكاء ولا جرائم مروعة على شاشات أطفالكم تعجزكم عن الإجابة عن أسئلتهم.

نظموا حفل عشاء كبيرا، ولا تنسوا كاتشاب دمائنا، ولا فلفل قهرنا، ولا عصير دموعنا، ولا صراخنا.

لقد زال همكم الكبير، وإلى الأبد.

مصعب أبو توهة (إن كنتُ سأموت) الشاعر والكاتب الفلسطيني مصعب أبو توهة (مواقع التواصل)

إن كنتُ سأموت

فليكن موتًا نظيفًا.

لا ركام فوق رفاتي

لا جروح في رأسي أو صدري،

لا دمار في مخدعي

لا آنية ولا كؤوس متكسرة.

أبقوا ستراتي

وسراويلي

حديثة الكي

على حالها

في الخزانة

فقد أرتدي بعضًا منها بعد أن تمرّ

جنازتي

لا تؤذوا أطفالي، فلا يزال

العديد من كتب الشعر

لتُقرأ،

المزيد من الحكايات الخرافية والقصائد الجديدة

الكثير مما قد عشناه.

لتُكتَب،

الكثير مما قد عشناه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مواقع التواصل

إقرأ أيضاً:

قراءة في كتاب عقائد أئمة الزيدية في اليمن المخالفة لعقائد المسلمين (1-3)

يمن مونيتور/ من  د.لمياء الكندي

منذ أكثر من أحد عشر قرنا لم يخوض اليمنيون صراع ضد الإمامة والكهنوت بكل فئاتهم الإجتماعية كحال صراعهم معها اليوم، فعلى الرغم من تكرر حلقات الثورة اليمنية عبر التاريخ ضد قوى الكهنوت الإمامية الا أن ما يميز صراعنا مع الإمامة اليوم أنه صراع شمل نواحي الخلاف والاختلاف العقائدي لكشف كذب وإدعاء الزيف السلالي الذي تم الترويج لعقائده الباطلة تحت مسمى المذهب الزيدي.

 فالزيدية في اليمن لم تكن مذهب ديني يمثل طائفة دينية فقط بل كان ولا يزال مذهب سياسي يسعى كهنته إلى فرض عقائدهم الدينية التي أصبحوا هم بذواتهم وانتمائهم السلالي أصلا منها على كل اليمنيين، عبر اشتراطات خاصة تتيح لهم الحكم وتشرع لخلق الفوضى واستباحة الدماء وانتهاك الأموال تحت ذريعة محاربة الظلم وإقامة الإمامة ضمن شرط الخروج الذي أتاح لادعياء الحكم الإلهي تقويض الدولة اليمنية وأمثلة ذلك كثيرة في التاريخ اليمني الذي كانوا فيه أدوات هدم وتدمير للدول والممالك اليمنية المتعددة .

لقد أفاق اليمنيين كما أفاق كهنة البيت العلوي وسدنتهم من أتباع على واقع جديد لاتؤخذ فيه وسائل الغلبة والصراع  من خلال السيطرة العسكرية فحسب فمعركة اليمنيين اليوم معركة فكر وعقيدة لنقض خرافة الكهنوت واصبح لها من الأدوات والوسائل وحملة مشاعل الحق والكرامة مالا يقوون على مواجهته أو مقاومة آثاره.

وبين أيدينا اليوم واحدا من أهم وأكثر الاسهامات الفكرية والدينية التي سعى من خلالها الدكتور حمود الخرام إلى فضح عقائد أئمة الزيدية في اليمن المخالفة لعقائد المسلمين.

ومن خلال عنوان الكتاب نجد قوة طرح المؤلف عبر ربطه للمذهب الزيدي وعقائده بأئمة المذهب، فالأساس الذي يقوم عليه المذهب الزيدي يقوم على الأشخاص بذواتهم السلالية وانتمائهم العنصري القائم على النسب فهم قاعدة هذا المذهب وأساس قيامه  وهذه حاله خاصة ومنفردة تفرد بها المذهب الزيدي عن كل ما سواه من المذاهب الاسلامية، كونه مذهب قائم على أساس الحكم المرتبط بالأشخاص والعنصرية السلالية، وليس تنظيم أمور المسلمين الشرعية والأحكام المتعلقة بهم.

لقد أصبحت مهمة التعريف بالعقائد الزيدية الباطلة ضرورة شرعية تضمن لنا تدارك مواضع الزيف الكهنوتي وعقائدهم وتحصن قوى المجتمع ضد مشاهد الاستبداد الديني والسياسي والعسكري والفكري الذي يمارسه أدعياء الكهنوت السياسي ضد أبناء الشعب بقوة السيطرة لا بالحجة والإقناع والقبول والرضى.

وفي كتابه ( عقائد أئمة الزيدية في اليمن المخالفة لعقائد المسلمين) يضعنا الدكتور اللواء حمود الخرام أمام عشرات العقائد الباطلة لادعياء المذهب الزيدي ويمضي بنا الكاتب نحو تأكيد بطلان تلك العقائد وفق منهج نقدي واستقصائي يسرد الحقائق ويقارن بينها ويثبت من خلال وسائل النقد الشرعي والعقلي حقيقة ما ارتبط به المذهب الزيدي من عقائد وأقوال وفتاوى ومواقف لأئمة المذهب تم تدوين وجمع ونشر أبرزها في هذا الكتاب الذي تجاوزت عدد صفحاته الست مائة صفحة او بالأصح ست مائة حجة اختزلتها صفحات هذا الكتاب.

تم صياغة أخبار وتعليقات ومواضيع هذا الكتاب في خمسة مباحث يحتوي كل مبحث فيه على عدد من الفصول التي قدمت لنا مجموعاً كبيرا من عقائد أئمة الزيدية والردود عليها و وجدنا من خلال قراءتنا لها ضرورة إيراد عناوين أغلبها والتعليق على بعضها وإبراز رأي المؤلف وبعض مصادر الاستدال حول ماتم طرحه.

وبين يدينا مجموعة من الفصول الخاصة بالمبحث الاول للكتاب الذي جاء بعنوان (الإمامة، تعريفاتها ومفهومها وتاريخها ) ناقش من خلالها المؤلف الإمامة عند كهنة الزيدية بركنيها الإمامة الكبرى أي الولاية العامة والإمامة الصغرى، وايضاحا لهذا المعنى طرح المؤلف ضمن هذا المبحث اثنى عشر فصلا ناقشت في محتواها عددا من المسائل المتعلقة بالمذهب الزيدي كتوضيح  معنى آل النبي ومفهوم الإمامة عند أئمة الزيدية وعقيدة حصر الإمامة في البطنين إضافة إلى بطلان مقولة الزيدية أقرب فرق الشيعه إلى السنة وإثبات أنهم أبعد الفرق عن السنة.

وكانت العنصرية  السلالية القائمة على الأفضلية  محورية في  فصول هذا الكتاب حيث أورد المؤلف ضمن الفصل السادس والسابع صور من أنواع التفاضل عند أبناء السلالة العنصرية الزيدية ونماذج من ازدراء واحتقار كهنة وأئمة الزيدية لأبناء القبائل اليمنية وأتباعهم.

في حين ناقش الفصل الثامن من هذا الكتاب، عقيدة أئمة الزيدية في يوم الغدير وتسميتهم له بيوم الولاية.

في حين تطرق الفصل العاشر إلى الهاشمية السياسية وعلاقتها التاريخية مع العنصرية الفارسية.

 في حين تطرق الفصل الحادي عشر والثاني عشر إلى خلافات كهنة وأئمة الزيدية وطعوناتهم في بعضهم واقتتالهم فيما بينهم من أجل الإمامة والسلطة.

ويأتي المبحث الثاني من كتاب عقائد أئمة الزيدية ليسرد لنا المؤلف نماذج من العداوات والحروب التي شنها أئمة المذهب الزيدي ضد مخالفيهم من المسلمين .

وجاء المبحث الثاني بعنوان ( قواعد انطلاق أئمة الزيدية في حروبهم ضد المسلمين وفسادهم في الأرض) ليؤكد على عددٍ من المسائل حول هذه الحقيقة التي تشمل عقيدة أئمة الزيدية في تكفير المخالفين وتكفيرهم للأمة الاسلامية جمعاء ولرموزها.

 إضافة إلى استحلال أئمة الزيدية سفك دماء مخالفيهم من المسلمين ونهب أموالهم وفرض الإتاوات والجبايات والأعشار والأخماس والزكوات والمجهود الحربي على اتباعهم ومن يقبعون تحت سيطرتهم إضافة إلى استحلال أئمة الزيدية لهدم وتخريب بيوت وقرى ومصالح المسلمين وجميعها حقائق وممارسات تم التشريع لها ضمن الإطار العقائدي للزيدية التي أعطت مبررا دينياً لأئمة المذهب في شرعنة ممارساتهم واغتصاب الحقوق وهدر كرامة الناس بمسوغات دينية تبرؤهم من الجريمة والمسآئلة.

يمن مونيتور13 سبتمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام قوات تابعة للانتقالي تحتجز لاعبي ناديي وحدة عدن والشعلة وتعطل مباراتهم انطلاق المحاولة الثانية لسحب ناقلة نفط مشتعلة قبالة اليمن مقالات ذات صلة كاريكاتير.. الجمهورية في القلب 13 سبتمبر، 2024 انطلاق المحاولة الثانية لسحب ناقلة نفط مشتعلة قبالة اليمن 13 سبتمبر، 2024 قوات تابعة للانتقالي تحتجز لاعبي ناديي وحدة عدن والشعلة وتعطل مباراتهم 13 سبتمبر، 2024 السجن 20 عاما لمسؤول أمني سعودي سابق لإدانته في قضايا فساد 13 سبتمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق فكر وثقافة …مَنْ لِقلبي.. 11 سبتمبر، 2024 الأخبار الرئيسية كاريكاتير.. الجمهورية في القلب 13 سبتمبر، 2024 انطلاق المحاولة الثانية لسحب ناقلة نفط مشتعلة قبالة اليمن 13 سبتمبر، 2024 قراءة في كتاب عقائد أئمة الزيدية في اليمن المخالفة لعقائد المسلمين (1-3) 13 سبتمبر، 2024 قوات تابعة للانتقالي تحتجز لاعبي ناديي وحدة عدن والشعلة وتعطل مباراتهم 13 سبتمبر، 2024 السجن 20 عاما لمسؤول أمني سعودي سابق لإدانته في قضايا فساد 13 سبتمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك …مَنْ لِقلبي.. 11 سبتمبر، 2024 في الغربة وقسوتها 8 سبتمبر، 2024 ُُُقبلة من شفاه الغيث 2 سبتمبر، 2024 بدايات إبراهيم الحمدي (2) 31 أغسطس، 2024 صنعاء وتهامة.. غناء الموشح “الحُميني” والتنافس السياسي بين مركزين يمنيين 31 أغسطس، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 22 ℃ 22º - 22º 34% 0.35 كيلومتر/ساعة 22℃ الجمعة 27℃ السبت 27℃ الأحد 24℃ الأثنين 28℃ الثلاثاء تصفح إيضاً كاريكاتير.. الجمهورية في القلب 13 سبتمبر، 2024 انطلاق المحاولة الثانية لسحب ناقلة نفط مشتعلة قبالة اليمن 13 سبتمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 27٬843 غير مصنف 24٬180 الأخبار الرئيسية 14٬522 اخترنا لكم 6٬983 عربي ودولي 6٬796 غزة 6 رياضة 2٬305 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬222 كتابات خاصة 2٬060 منوعات 1٬979 مجتمع 1٬828 تراجم وتحليلات 1٬745 ترجمة خاصة 33 تحليل 10 تقارير 1٬585 آراء ومواقف 1٬507 صحافة 1٬475 ميديا 1٬381 حقوق وحريات 1٬302 فكر وثقافة 887 تفاعل 811 فنون 474 الأرصاد 295 بورتريه 63 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 21 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات SALEH

تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...

محمد عبدالله هزاع

يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...

.

نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...

issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

عبدالجبارعلي عمر بالطيف

أريد تفسير للمقطع من اغنيه شل صوتك وأحكم المغنى ماذا يقصد ون...

مقالات مشابهة

  • قراءة في كتاب: “تمير .. تاريخ وحضارة”
  • بالوثيقة... الان عون ينشر رده على كتاب مجلس الحكماء في التيار الوطني الحر
  • ننشر كتاب العلوم المتكاملة في الصف الأول الثانوي 2025
  • تحرير 140 محضرًا لمخالفات بالأسواق والمخابز في بني سويف
  • جريمة تهز اليمن .. مدمن كحول يقتل طفلته بضربها حتى الموت بعد شكواها لمدير الأمن الذي تجاهل مأساتها
  • سقوط مدير مطبعة «طبع شهادات جامعية بدون ترخيص» في قبضة أمن القاهرة
  • شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: قصتي مع خالد عبد الناصر وتنظيم الثورة
  • قبل الدراسة.. ضبط مطبعة غير مرخصة بالقاهرة بداخلها كتب
  • «أم كلثوم».. كتاب جديد للباحث كريم جمال
  • قراءة في كتاب عقائد أئمة الزيدية في اليمن المخالفة لعقائد المسلمين (1-3)