زنقة 20 ا أنس أكتاو

كشف معهد العالم العربي مساء أمس الأربعاء، عن أسماء الفائزين بجائزته للتصميم لعام 2024، ومن بينهم المهندسة المعمارية المغربية عزيزة الشاوني، عن نموذجها الأولي لـ”منزل مستدام مضاد للزلازل” الذي طوره مكتبها.

وحازت المهندسة المعمارية، التي صممت مشروعها في سياق زلزال الحوز، على هذه الجائزة ضمن فئة “أثر”، حيث أظهر مكتبها للدراسات (ACP)، “قدرته على إنتاج وتطوير مشاريع بفضل انخراط اجتماعي واقتصادي”.

 

وقالت في رسالة تليت بالنيابة عنها خلال حفل توزيع الجوائز، الذي نظم أمس وأعلن خلاله عن الفائزين، إن “المشروع الذي قدمناه لهذه الجائزة يعتبر نموذجا أوليا لمنزل مبني من الطوب الترابي المضغوط، مستدام ومقاوم للزلازل، مخصص للسكان الذين تضرروا من الزلزال، من أجل تمكينهم من سكن لائق ومريح وآمن، وقابل للبناء بميزانية منخفضة وبشكل سريع”.

وأعربت عزيزة الشاوني، بهذه المناسبة، عن “شعورها بالفخر بالحصول على هذه الجائزة التي تهديها لجميع ضحايا زلزال 8 شتنبر 2023، وكذا للمتطوعين الذين اشتغلوا على هذا المشروع.

وأبرزت أن تطوير هذا النموذج الأولي تم بالتعاون مع السلطات المغربية، في إطار تطوع من خلال عملية بحث في تقنيات البناء المحلية والتصميم المشترك مع السكان المتضررين في قرية ثلاث نيعقوب من الأطفال والنساء والرجال والشباب.

وأوضحت أن ثمرة هذا البحث كانت عبارة عن “منزل قابل للتوسعة والتعديل مكون من 3 أفنية، مبني من طوب الليغو المضغوط دون استخدام للملاط، ومجهز لمعالجة المياه المستعملة”.

وتابعت المهندسة المعمارية التي تضع في صلب مقاربتها المهنية والأكاديمية، الممارسة المعمارية كأداة عمل اجتماعي ومدني أن “كارثة الزلزال بثت زخما تضامنيا غير مسبوق في المملكة، وهذا المنزل المستدام هو ثمرة لذلك”.

ويعمل فريقها حاليا على تحويل الدروس المستفادة من النموذج الأولي للمنزل إلى مشروع جديد في الحوز. ويهدف هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم “بيت النجوم”، والذي تشرف عليه المنظمة غير الحكومية “أمل بلادي” إلى أن يكون بمثابة مركز مجتمعي للأطفال والشباب في قرية تاجكالت، التي تضررت أيضا بفعل الزلزال.

وتجدر الإشارة إلى أن عزيزة الشاوني، وهي أستاذة في الهندسة المعمارية بجامعة “تورنتو”، أسست سنة 2011 مكتبها للدراسات، متخصص في الهندسة المعمارية المستدامة والتصميم الحضري والبناء.

وقامت عزيزة الشاوني منذ إنشاء هذا المكتب ومقره بمدينة فاس، بإنجاز العديد من المشاريع، من ضمنها إعادة تأهيل مباني تاريخية و إعادة الاستخدام البديل وبناء مباني جديدة، تم تطويرها جميعا جنبا إلى جنب، مع حرفيين محليين.

وتهدف “جائزة معهد العالم العربي للتصميم”، التي تم إحداثها سنة 2023، إلى تسليط الضوء على المصممين الصاعدين والمتميزين في العالم العربي، في أفق إبراز مهاراتهم وعبقريتهم في ابتكار مواد جديدة.

وتضم لجنة تحكيم الجائزة شخصيات مرموقة، وترأست دورتها الثانية المصممة اللبنانية، ندى دبس، وتمنح لمصممين من العالم العربي ضمن فئات “موهبة صاعدة”، و”موهبة مؤكدة”، و”جائزة التأثير”، فضلا عن جائزة “لجنة التحكيم”.

يذكر أن معرضا مخصصا للمرشحين الذين تم اختيارهم والحائزين على الجوائز ينظم إلى غاية 15 شتنبر الجاري بفضاء معهد العالم العربي.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: معهد العالم العربی

إقرأ أيضاً:

سؤال اليوم التالي في العالم العربي

ترسم الدول والمجتمعات الخطوط العريضة لسنواتها القادمة وفق تقديرات سياسية واقتصادية واجتماعية على شكل خطط خمسية وعشرية ومضاعفاتها من الأرقام، لكن الغريب أن يقوم بذلك المحتل كما تفعل إسرائيل التي تطرح سؤال اليوم التالي في غزة. والأغرب أن يصير هذا التخطيط هو حديث العالم العربي الذي لا تعرف كثير من الدول العربية فيه ما هي خطط اليوم التالي فيها أصلا. وهو سؤال لم يجد فرصته في الطرح وتقديم الحلول والبدائل على صعيد أكثر من بلد عربي، وهو أولى بالالتفات إليه على صعيد الدول العربية أكثر من طرحه على أهل غزة الذي ينزفون تحت وطأة حصار غاشم لا يرحم؛ لأن سؤال اليوم التالي في غزة لا محل له من الإعراب فلسطينيا سوى وفقا لقواعد اللغة الإسرائيلية الفاسدة، وإجابته تنطوي على خيارات صراعية وعدائية أكثر منها حلول تهم أهل غزة ورفعا لمعاناتهم.

على عكس ما هو متوقع، تبدو سيناريوهات اليوم التالي في غزة محصورة في عدة خيارات شبه معروفة، أما سؤال اليوم التالي في دول مثل تونس والأردن ولبنان مثلا فهو مفتوح على احتمالات عديدة، يمكن فتح القوس ووضع عدد لا نهائي من الاحتمالات، ومع ذلك لا يحظى سؤال اليوم التالي بالأهمية ذاتها الذي يحظى بها في سياق العدوان الإسرائيلي الحالي على عكس ما هو متوقع، تبدو سيناريوهات اليوم التالي في غزة محصورة في عدة خيارات شبه معروفة، أما سؤال اليوم التالي في دول مثل تونس والأردن ولبنان مثلا فهو مفتوح على احتمالات عديدة، يمكن فتح القوس ووضع عدد لا نهائي من الاحتمالات، ومع ذلك لا يحظى سؤال اليوم التالي بالأهمية ذاتها الذي يحظى بها في سياق العدوان الإسرائيلي الحالي على غزةعلى غزة مع كل الاعتبار لسياق شلال الدم الهادر والمعاناة الهائلة لإخوتنا في فلسطين. ولكن سؤال اليوم التالي لم يطرحه الفلسطينيون، ولكن من يطرحه هو الاحتلال، والأجدر به أن يوجه للسياق العربي المحيط وليس إلى غزة.

فإذا بدأنا من المغرب العربي، نجد أن الساحة التونسية تراوح مكانها في ظل انتخابات رئاسية مشوبة بمعارك قانونية وقضائية وإقصاء لمرشحين، زاد من حدتها مظاهرات عارمة تزداد اشتعالا وقت كتابة هذا المقال. اليوم التالي في تونس البلد الذي أشعل شرارة الثورات العربية؛ مفتوح على احتمالات عديدة، فخلال أكثر من عشر سنوات، فشلت معادلة توافق الإسلاميين والعلمانيين وفشل مشروع الرئيس الفرد الأوحد. وتمضي البلاد قدما في واقع اقتصادي مأزوم وواقع إقليمي مشتعل ومتوتر، وقد أصاب كل القوى الفاعلة فيه الإنهاك الشديد، والثابت الوحيد هو علامات الاستفهام حول ملامح اليوم التالي اقتصاديا وسياسيا.

أما الأردن فقد استفاق على زلزال الفوز التاريخي للإسلامين في الانتخابات البرلمانية غير المتكرر منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهو ما طرح أسئلة شائكة حول طبيعة مشاركة الإسلاميين في الحكومة القادمة مع الحرب العربية الضروس عليهم التي لم تهدأ منذ 2013، ودور ذلك في المخاطر التي تحيق بالأردن على وقع العدوان على غزة والعربدة الإسرائيلية التي بلغت أوجها وتخطت كل الحدود. سؤال اليوم التالي هو سؤال عربي مشروع، وربما مطلوب في ظل ظروف صعبة تمر بها أكثر من دولة عربية يستحق الالتفات إليها أكثر من مجاراة الخطط الإسرائيلية تجاه غزةوسؤال اليوم التالي في الأردن ليس سؤالا محليا فقط، بل هو سؤال إقليمي وفلسطيني وعربي وإسلامي، فأي خطوة في هذا البلد المتاخم لفلسطين المحتلة في ظل الأوضاع الراهنة سيكون لها ما بعده.

وفي لبنان يبدو سؤال اليوم التالي أكثر غموضا وربما رعبا، فالبلد الذي لم ينخرط رسميا في حرب مع إسرائيل يعيش أجواء توتر مشوبة بالحذر وترقب لاندلاع حرب بين الفينة والأخرى، ناهيك عن القصف الذي يطال قرى الجنوب بشكل مستمر. لبنان المثقل أصلا بمشاكل اقتصادية كبيرة كان ينظر لسؤال اليوم التالي اقتصاديا بعين الشك والريبة، والآن تضاعف القلق والتوتر أمنيا وعسكريا على وقع طبول الحرب.

إن سؤال اليوم التالي هو سؤال عربي مشروع، وربما مطلوب في ظل ظروف صعبة تمر بها أكثر من دولة عربية يستحق الالتفات إليها أكثر من مجاراة الخطط الإسرائيلية تجاه غزة.

x.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • سؤال اليوم التالي في العالم العربي
  • معركة قانونية حول لعبة الحبار.. مخرج هندي يتهم نتفليكس بالسرقة
  • تجربة فريدة من نوعها.. تعرّف على "سوي غرين" مزرعة سويدية صديقة للبيئة داخل المتاجر
  • اطلاق الدورة الثالثة من جائزة كابسارك للغة العربية لعام 2024
  • 160 ألف دولار قيمة جائزة المجلس العربي لشباب العالم
  • جامعة بينيفينتو الإيطالية تمنح الدكتور زاهي حواس جائزة الإمبراطور تراجان
  • أول عربي يفوز بها... زاهي حواس يحصل على جائزة الإمبراطور تراجان من إيطاليا
  • تعرف على الحاصلين على نوبل للحماقة العلمية لعام 2024.. هذه هي الجائزة
  • شاهد.. هل عادت قرية تينزرت التي مسحها زلزال المغرب للخريطة؟
  • فعاليات توعوية في مختلف مناطق المملكة احتفالاً باليوم العربي للأرصاد الجوية