السلطة تجر الرئيس السابق لجماعة الفنيدق وسياسيين إلى القضاء بعد السباحة في "شاطئ ممنوع"
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
أطلقت عمالة المضيق الفنيدق سلسلة إجراءات قضائية في مواجهة منتخبين ومسؤولين سياسيين محليين على خلفية السباحة في شاطئ قرب الحدود مع سبتة، كانت السلطات قررت منع الولوج إليه بدعوى مكافحة الهجرة غير النظامية.
استهدفت هذه الإجراءات كلا من الرئيس السابق لجماعة الفنيدق، محمد قروق (حزب العدالة والتنمية)، ونائبه في مرحلته، بلعيد السدهودي (جبهة القوى الديمقراطية)، ومسؤول الحزب الاشتراكي الموحد، بلال دواس رايس.
واستجوبت الشرطة بالفنيدق، الخميس، الأشخاص الثلاثة بناء على شكوى تقدمت بها السلطات الإقليمية تكيل اتهامات تتعلق بالدعوة إلى الاحتجاج والتصعيد ضد السلطات العمومية، واختراق الترتيبات الأمنية بالقول للوصول إلى الشاطئ.
الشاطئ الذي يبعد عن سبتة بحوالي 1.2 كيلومترا، يشكل الوجهة المفضلة للسكان المحليين بالمناطق القريبة من الحدود. ولم يبد أن السلطات تنوي في بداية الأمر، منع الولوج إليه بعدما بدأت مصالح جماعة الفنيدق تهيئة الشاطئ وولوجياته، لكن عمالة الفنيدق المضيق سرعان ما قررت في اليوم الموالي منع السباحة فيه، بينما أصدرت الجماعة قرارا بإلغاء الأشغال التي تمت بالشاطئ.
وفي 7 غشت، تمكن العشرات من السكان المحليين من ولوج الشاطئ، رغم التعبئة الأمنية لإيقاف فعل ذلك.
وليس هذا هو الشاطئ الوحيد الذي أغلقته السلطات بسبب مخاوفها من الهجرة غير النظامية، بل إنها عمدت على مراحل إلى منع الولوج إلى كافة الشواطئ القريبة من الحدود.
ونشبت العام الفائت، بسبب هذا الشاطئ، ملاسنات في اجتماع بالمجلس البلدي بين منتخبين وباشا هذه المدينة الذي سيجري نقله غداة ولوج المصطافين إلى الشاطئ. وأفصح مسؤول السلطة وقتئذ أن «عامل العمالة هو من يأمر بمنع الولوج إلى شواطئ الفنيدق، وليس هو ».
تبرر السلطات الإقليمية موقفها بتطبيق خطة أمنية لوقف تسلل المهاجرين غير النظاميين سباحة إلى الثغر المحتل مستغلين وجود المصطافين في هذا الشاطئ. لكن، لم يمنع عدم وجود حركة بهذا الشاطئ منذ شهور، تدفق مزيد من المهاجرين انطلاقا من هذا الشاطئ الذي تحرسه وحدة من القوات المساعدة من دون فعالية كبيرة.
على الجانب الآخر، لم تقدم سلطات سبتة على منع الولوج إلى الشواطئ المحاذية للمعبر الحدودي، حيث يصل المئات من المهاجرين غير النظاميين هذا الصيف.
كلمات دلالية الفنيدق المغرب سبتة هجرة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الفنيدق المغرب سبتة هجرة هذا الشاطئ
إقرأ أيضاً:
شلال دماء في جزيرة هرمز الإيرانية.. كيف يفسر العلم هذه الظاهرة؟
وصفها ابن بطوطة في القرن الثالث عشر الهجري في رحلته الشهيرة، فقال إنه وصل إلى هرمز الجديدة وهي جزيرة ومدينتها تسمى جرون، وهي مدينة حسنة كبيرة لها أسواق حافلة، وهي مرسى الهند والسند ومنها تحمل سلع الهند إلى العراقيين وفارس وخراسان.
لكن يبدو أن هذه الجزيرة باتت تمتلك سمعة أخرى مختلفة تماما، فقبل عدة أشهر تسببت الأمطار الغزيرة في جزيرة هرمز الواقعة جنوبي إيران في تكوين مشهد فريد يوحي باندلاع معركة دموية داخل المياه وعلى رمال الشاطئ الأحمر الدموي الساحر، وخلَّفت المياه المتدفقة ما يطلق عليه البعض وصف "شلال نادر من الدماء".
منذ نشره، اجتذب مقطع الفيديو الكثير من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبينما تفاجأ البعض، لم يستطع آخرون التوقف عن التعليق على جمال هذا الحدث غير المعتاد. وللوهلة الأولى، اعتقد عدد من الأشخاص الذين كانوا يراقبون هذا المشهد المخيف باستمتاع أنها "شلالات دماء".
في الواقع، وعند اكتشافه للمرة الأولى، اعتقد العديد من الناس على أرض الجزيرة التي يسكنها نحو 3000 نسمة، أن حدثًا كارثيا في طريقه إليهم، معتقدين أن الشاطئ كان مغطى بالدماء، لكن هذا كان مجرد تخيل منهم.
سر المياه الحمراءما شاهده الناس هو ظاهرة طبيعية نادرة تحدث نتيجة التركيز العالي لأكسيد الحديد في تربة الجزيرة، فعند هطول الأمطار تتفاعل المياه مع هذه المادة، وتُصبغ بهذا اللون الداكن.
إعلانوبالطبع، فإن التدفق الكبير للمياه ووصولها إلى شواطئ الجزيرة يحوّل مياه ورمال البحر القريبة من اليابسة إلى هذا اللون المميز أيضًا، في مشهد فريد من نوعه يعطي الشاطئ مظهرًا من عالم آخر.
هذه الظاهرة الفريدة تشبه التلوين المذهل لنهر تينتو في إسبانيا، حيث تنتج التركيزات العالية من الحديد والمعادن الأخرى المختلفة لونًا أحمر مكثفًا مماثلًا في الماء.
وإذا قمت بكشط الرمال على الشاطئ، فستجد رمالًا حمراء زاهية اللون تحتها. هذه الرمال الداكنة تجعل أمواج البحر تكتسب لونًا أكثر كثافة واحمرارا، وبمجرد الاستحمام في هذه المياه، فإن جسدك سيُصبغ بهذا اللون، وتظل الصبغة على بشرتك لأيام.
أكسيد الحديد هو مركب كيميائي يتكون من الحديد والأكسجين، وتُستخدم هذه المادة بشكل عام كأصباغ طبيعية أو قد يتم استخدامها في أغذية الحيوانات الأليفة، وفي تصنيع الحلويات وتلوين الطعام، كما يتم الاعتماد عليها في صناعة خبز محلي يُطلق عليه غالبًا اسم "تومشي".
وبعيدًا عن الاستخدامات الطهوية، تدخل هذه الأكاسيد أيضًا في الأغراض الصناعية وتصنيع مستحضرات التجميل والمستحضرات الصيدلانية والسيراميك وصباغة الأقمشة والدهانات، وتُستخدم لتلوين المنتجات، وفي الرسم والطبخ والأعمال الطبية والفنية، حتى إن السكان المحليين يستخدمونها كتوابل في أطباقهم مثل الصلصات والمربيات وغيرها.
ويذكر أنها تلعب دورًا مهمًا في المطبخ الإيراني، وخاصة في تحضير طبق تقليدي يسمى "سوراخ"، وهو عبارة عن حساء سمك وأرز لذيذ يجسد نكهات المنطقة، مما يبرز بشكل أكبر الموارد الغنية والتراث الثقافي للجزيرة.
والمغرة الحمراء أو مغرة الحديد -التربة الحمراء التي يطلق عليها السكان المحليون اسم "جلاك"- من أهم صادرات المنطقة، وتجذب العديد من السياح، مما جعل البعض يصف هذه المادة بالثروة الاقتصادية العظيمة.
إعلانوتتكون المغرة التي تعطي كلا من الرمل والماء لونهما الأحمر، من مزيج من أكسيد الحديد وكميات متفاوتة من الطين والرمل، ويتراوح لون هذا المزيج من الأصفر أو البرتقالي الغامق أو الأحمر، إلى البني والفيروزي الفاتح وحتى الذهبي، اعتمادًا على كمية الحديد التي يحتوي عليها.
ويتميز وادي قوس قزح ذو التربة المتعددة الألوان في جنوب غرب الجزيرة بأكثر من 70 لونًا ومجموعة متنوعة من الأحجار والمعادن التي تشمل الدولوميت الأسود والأبيض والرمادي والبيريت والجبس والأنهيدريت والأباتيت وأكاسيد الحديد.
ويعد الشاطئ الأحمر كتابا جيولوجيا مفتوحا يروي قصة التطور الجيولوجي للجزيرة الصغيرة، التي تبلغ مساحتها 42 كيلومترًا مربعا فقط، وهي مغطاة بالصخور الرسوبية وطبقات من المواد البركانية على سطحها.
ووفقًا للأبحاث، يبلغ العمر الجيولوجي للجزيرة نحو 600 مليون عام، ويرتبط التاريخ الجيولوجي للجزيرة بالقوى التكتونية التي شكَّلت منطقة الخليج العربي. أدى اصطدام الصفيحة العربية بالصفيحة الأوراسية إلى تكوين جبال مطوية وأحواض رسوبية.
مع مرور الوقت، ساهمت هذه القوى في تراكم المعادن الغنية بالحديد في المنطقة، وهي المسؤولة عن اللون الأحمر المميز للرمال الناعمة التي تبدو وكأنها مسحوق.
وبشكل خاص، فإن العامل الأساسي الذي يساهم في اللون الأحمر المذهل للرمال هو وجود المعادن الغنية بالحديد المعروفة باسم الهيماتيت (المادة الأولية لإنتاج الحديد) أو حجر الدم، وهو معدن غني بالحديد يكوّن طبقة من الصدأ على السطح عندما يتعرض للأكسدة (أكسيد الحديد).
تمنح هذه العملية الرمال لونها الأحمر الرائع، مما يخلق مشهدًا بصريا يتناقض بشكل جميل مع مياه الخليج الزرقاء.
إعلانوتلعب الظروف المناخية لجزيرة هرمز أيضًا دورا مهما في تشكيل الشاطئ الأحمر، حيث تشهد المنطقة ظروفًا قاحلة بسبب قلة هطول الأمطار، مع غطاء نباتي محدود. نتيجة لذلك، يتسارع تآكل الصخور والمعادن الغنية بالحديد، مما يؤدي إلى تركيز الجسيمات الحمراء في الرواسب الدقيقة على طول الساحل.
علاوة على ذلك، يتغير لون الشاطئ المكثف طوال اليوم حيث يساهم التفاعل بين ضوء الشمس والرمال الغنية بالحديد والمياه المالحة أيضًا في تكثيف درجات اللون الأحمر.
يعزز التفاعل بين بلورات الملح وجزيئات أكسيد الحديد حيوية التلوين، مما يخلق منظرًا طبيعيا سرياليا ومتغيرًا باستمرار يجذب المصورين والجيولوجيين والسياح على حد سواء.