الجزيرة:
2025-02-17@02:37:03 GMT

غازي الشواشي.. معارض تونسي أنهكه السجن ولم يكتم صوته

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

غازي الشواشي.. معارض تونسي أنهكه السجن ولم يكتم صوته

تونس/باريس- لم يدرك الناشط السياسي غازي الشواشي المعتقل منذ فبراير/شباط 2023 بسجن المرناقية بالعاصمة تونس أن فاتورة الدفاع عن الديمقراطية ستكون باهظة جدا على حريته وصحته، في ظرف شهدت فيه البلاد تحولا عميقا إثر أزمة سياسية استغلها الرئيس قيس سعيد ليقلب الطاولة على الجميع، وفق مراقبين.

لقد جره رفضه للإجراءات الاستثنائية التي اتخذها سعيد في 25 يوليو/تموز 2021 -والتي بسط بموجبها يده على جميع السلطات فحل البرلمان السابق وغيّر الدستور وتحكم في قواعد اللعبة السياسية- إلى فضح ما وصفه انقلابا على الدستور والشرعية.

ومع أن السجن كان عقابا له لإنهاكه، فإن صوته بقي مدويا.

ولطالما كان الأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي المعارض بشدة لسياسة سعيد -في عيون رفاقه وخصومه- رجلا شهما ذا خلق، عميق التفكير مؤمنا بمصلحة الوطن، فقد كان محاميا مدافعا عن حقوق الإنسان ونائبا معارضا شرسا للمنظومة الحاكمة بعد الثورة ووزيرا مجتهدا في محاربة الفساد في وزارة أملاك الدولة.

احتجاز قسري

في مطلع فبراير/شباط 2023 شنت السلطات التونسية حملة واسعة لاعتقال أبرز وجوه المعارضة وفتحت تحقيقات جنائية مع ما لا يقل عن 50 شخصا على خلفية اتهامات بـ"التآمر على أمن الدولة" تقول المعارضة إنها لا تستند إلى أي أدلة. وكان الشواشي (61 عاما) ضمن المعتقلين الذين يتهمون السلطة باحتجازهم قسرا دون أي محاكمة.

يواجه الشواشي، الذي يعاني في السجن أمراضا مزمنة أضعفت جسده فيما لا يحظى بالرعاية الصحية الضرورية وفق ابنه إلياس، قضايا خطيرة تصل عقوبتها الإعدام على خلفية تهم ملفقة -وفق المعارضة- "كمحاولة تبديل وجه الدولة والتآمر على أمن الدولة وتكوين وفاق إرهابي" وقضايا أخرى تحيل على قانون الإرهاب.

في تصريح للجزيرة نت، يقول إلياس الذي يعاني -حسب قوله- من النفي في فرنسا جراء مواقفه السياسية ضد نظام الرئيس سعيد، إن والده المعتقل منذ 25 فبراير/شباط 2023 "دون إدانة ثابتة أو حجة دامغة كان ضحية تهم كيدية خطيرة نسجت خيوطها السلطة انتقاما من معارضته الشرسة لنظام الرئيس الحالي".

ويضيف "يواجه والدي الاعتقال والمرض وربما سيواجه الموت لأن السلطة تريد التخلص منه"، معتبرا أن أباه يعيش مظلمة سياسية وصحية جراء التنكيل النفسي والجسدي والإهمال الصحي والإنساني والتعسف على القانون بعد احتجازه قسرا مع بقية المساجين السياسيين بعد أكثر من 14 شهرا خارج المدة القانونية، وفق تعبيره.

عقوبة جماعية

والعقوبة ليست فردية، إذ يقول إلياس إن ما يحدث اليوم هو عقاب جماعي لبقية أفراد عائلة غازي الشواشي الرجل الذي طالما لقن أبناءه مبدأ الدفاع عن الحق ضد الظلم. ويضيف أن والدته التي تعمل قاضية تعرضت للتنكيل فبعد أن كانت قاضية درجة ثالثة بمحكمة التعقيب، تم توجيهها للمحكمة العقارية درجة ثانية.

في فترة سجنه بالمرناقية، تعرض الشواشي لوعكات صحية جعلته غير قادر على المشي بسهولة أو النوم بالليل من شدة آلام الظهر وعنقه المريض، ولم يُسمح أحيانا لمحاميه بزيارته أو حتى نقله للمستشفى لتلقي العلاج، بينما قرر هو الدخول أحيانا في إضراب جوع أو الاعتزال في زنزانته.

وليس هذا فحسب، إذ يرى الابن إلياس أن التعامل القاسي مع والده يتغذى من الحقد والكراهية والإقصاء، قائلا إن صوت أبيه من داخل أسوار السجن أزعج السلطة حينما أعلن في رسالة نشرها في 15 يوليو/تموز 2024 من زنزانته ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وفي تصريحات سابقة للجزيرة نت، يرى المعتقل السياسي غازي الشواشي أن تونس "بحاجة إلى تغيير سلمي على رأس السلطة للخروج من الانسداد السياسي والتدهور غير المسبوق بالأوضاع المعيشية، والعودة إلى سكة الانتقال الديمقراطي والحريات ضد تفرد الرئيس بالسلطة والاتفاف على مبادئ الثورة".

ترشح مرفوض

لم يتمكن الشواشي من الحصول على موافقة هيئة الانتخابات لتكوين ملفه الانتخابي بسبب اشتراطها توكيلا خاصا موقع من قبله لسحب نموذج التزكيات، رغم أن نجله يوسف الشواشي معه توكيل عام يمكنه من التعامل مع كل الإدارات. ولم يصطدم الشواشي فقط بهذه الصعوبات فجل المرشحين رفضوا واحدا تلو آخر.

وتواجه هيئة الانتخابات انتقادات من المرشحين الذين أسقطتهم بشروط تعجيزية -كما يصفونها- وكذلك من أعضاء المحكمة الإدارية أعلى سلطة قضائية مختصة في فض نزاعات الانتخابات، ذلك أن الهيئة داست على القانون ورفضت تنفيذ قرار المحكمة بإرجاع 3 مرشحين حذفتهم من السباق، حسب رأي خبراء القانون.

ومن 17 مرشحا تقدموا بملفاتهم لم تقبل هيئة الانتخابات منهم سوى مرشحين فقط هما الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي ورئيس حركة عازمون العياشي زمال، في مواجهة الرئيس الحالي قيس سعيد الذي يسعى لولاية ثانية من 5 سنوات. كما أودع المرشح المقبول زمال السجن أمس الأربعاء.

ولا أحد يعلم بأي عدد من المرشحين ستجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة في تونس بعد سجن زمال بتهمة تزوير تزكيات شعبية، لكن إلياس الشواشي يتقاسم رأي والده غازي بأن السلطة "تتبجح بشعبية جارفة لكنها في الحقيقة تخشى منافسة شريفة على قدم المساواة مع بقية المترشحين خوفا من الهزيمة والمساءلة".

راسلت عائلة الشواشي عديد المنظمات الحقوقية على رأسها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وفرع الأمم المتحدة بتونس ومنظمة مناهضة التعذيب قصد زيارة غازي في السجن والاطمئنان على صحته المتردية لكن دون أن تتلقى ردا وهو "أمر مستغرب لكنه مفهوم بسبب مناخ الخوف"، وفق إلياس الشواشي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

ثريا آل سعيد لـ"الرؤية": الأزياء تسهم بدور فاعل في تعزيز الهوية الثقافية

الرؤية - ناصر العبري

قالت صاحبة السمو السيدة ثريا بنت ثويني بن سيف آل سعيد، مصممة أزياء وصاحبة مشروع "أناقتي": إن الأزياء لها دور مهم في تعزيز الهوية الثقافية لأنها تعبر عن التاريخ والإرث بأسلوب متجدد، مما يسهم في إبراز الثقافة العُمانية على نطاق أوسع.

وأضافت -في تصريحات لـ"الرؤية"- إن تصميم الأزياء العمانية فن يعكس التراث الثقافي والتاريخ الغني لعُمان، ويتميز هذا النوع من التصميم بتنوعه وثرائه، حيث يجمع بين العناصر التقليدية والحديثة، مما يخلق تصاميم فريدة تعبر عن الهوية العمانية.

وتحدثت صاحبة السمو عن شغفها بمجال الموضة قائلة: "شغفي بمجال الموضة والرسم بدأ منذ الطفولة، وكنت أجد متعة في تنسيق الألوان مما جعلني أطور مهاراتي تدريجيًا، ومع مرور الوقت تعمقت في دراسة التصميم، وبدأت رحلتي المهنية بخطوات ثابتة، حتى أسست بوتيكي الخاص، وأسلوبي في التصميم يجمع بين الفخامة واللمسات التقليدية العُمانية بأسلوب عصري متجدد، وأحرص على المزج بين الخامات الفاخرة والتفاصيل الدقيقة التي تعكس الأناقة والأنوثة، وما يميز تصاميمي هو التركيز على الحرفية العالية، والقصّات المدروسة، والزخارف المستوحاة من التراث العماني، مع إضافة لمسات حديثة تجعل كل قطعة فريدة ومتوازنة بين الكلاسيكية والعصرية".

وبيّنت: "تصاميمي تستلهم الكثير من الثقافة العُمانية من خلال التفاصيل الفاخرة والنقوش التقليدية والخامات الفريدة التي تعكس تراثنا العريق بروح عصرية، وأحرص على دمج التطريزات والزخارف المستوحاة من الحلي العُمانية مع إضافة القصات الحديثة، مما يخلق توازنًا بين الأصالة والابتكار".

وتستهدف صاحبة السمو النساء اللواتي يبحثن عن الأناقة الفاخرة بلمسات تقليدية راقية، مبينة: "زبوناتي هنّ من يقدّرن الحرفية العالية والتصاميم التي تمزج بين التراث والعصرية، سواء للمناسبات الخاصة أو للإطلالات المميزة، وأنا أتفاعل مع احتياجاتهن من خلال التواصل المباشر، وفهم أسلوبهن الشخصي وتفضيلاتهن، وتقديم تصاميم مخصصة تلبي توقعاتهن، كما أحرص على متابعة توجهات الموضة وتطوير القطع لتناسب أذواقهن مع الحفاظ على هوية العلامة".

وعن مواكبة الجديد في عالم الأزياء تشير السيدة ثريا آل سعيد إلى أن الاتجاهات الحديثة في عالم الأزياء تركز على المزج بين الفخامة والبساطة، مع اهتمام متزايد بالاستدامة واستخدام الخامات الصديقة للبيئة، كما أن التصاميم التي تجمع بين التقليدي والعصري تحظى بشعبية كبيرة، حيث يبحث الناس عن قطع تحمل طابعًا تراثيًا لكن بروح حديثة.

وتؤكد: "لمواكبة هذه التوجهات، أخطط لتطوير تصاميمي باستخدام خامات مستدامة دون المساس بجودة الفخامة التي تميز علامتي، كما أعمل على استلهام المزيد من التفاصيل التقليدية بأسلوب أكثر حداثة، مما يسمح لي بالحفاظ على هوية تصاميمي مع تلبية تطلعات عشاق الموضة اليوم، وأنا أتعامل مع الاستدامة في تصميم الأزياء من خلال اختيار خامات عالية الجودة تدوم طويلاً، وتقليل الهدر في عملية الإنتاج عبر التصميم المدروس والإنتاج المحدود، كما أحرص على دعم الحرفيين المحليين والاستفادة من التقنيات التقليدية بطريقة تحافظ على البيئة وتعزز الاستدامة".

ولفتت صاحبة السمو إلى أنها تخطط لإطلاق مشاريع تركز على الوعي بالموضة المستدامة وتشجيع العملاء على تبني خيارات أكثر مسؤولية، مقدمة النصح للمصممين الجدد قائلة: "نصيحتي للمصممين الجدد أن يظلوا مخلصين لرؤيتهم وأسلوبهم الخاص، لأن التميز يبدأ من الإبداع الشخصي، وعليهم أن يتحلوا بالصبر والإصرار، لأن النجاح في هذا المجال يتطلب وقتًا وجهدًا مستمرًا، ومن المهم أيضًا أن يظلوا متعطشين للتعلم، سواء من خلال الدراسة أو من خلال التجارب العملية، كما أن بناء شبكة علاقات قوية مع محترفين في الصناعة والاستماع إلى احتياجات العملاء، سيساعدهم في النمو والتطور، وأخيرًا يجب أن يكونوا على استعداد لتحدي أنفسهم باستمرار ومواكبة تطورات السوق والمستجدات في عالم الموضة".

وحول التحديات التي واجهتها أشارت إلى أنها كانت دائما تحاول إثبات مهارتها في مجال الأزياء الذي يتميز بأنه سوق تنافسي ويتطلب إبداعًا مستمرًا وتميزًا حقيقيًا، مضيفة: "واجهت نظرات الشك في النجاح أحيانًا لأني امرأة خاصة في البدايات، لكنني اعتمدت على شغفي وإصراري لتقديم تصاميم تعكس رؤيتي، كما واجهتني تحديات أخرى مثل الموازنة بين التفاصيل الفاخرة والعملية في التصميم، وهو ما تغلبت عليه من خلال دراسة احتياجات العملاء بعناية، وبالصبر والتطوير المستمر، استطعت أن أصنع هوية خاصة تميز علامتي في عالم الأزياء".

وعن مشاريعها الجديدة قالت السيدة ثريا آل سعيد: "هناك عدة مشاريع جديدة في طور التحضير، أعمل حاليًا على تطوير مجموعة جديدة تجمع بين الاستدامة والفخامة، حيث سأستخدم خامات صديقة للبيئة مع الحفاظ على تصاميم راقية، وبالإضافة إلى ذلك أخطط لتوسيع نطاق بوتيكي ليشمل تعاونات مع مصممين وفنانين محليين، مما سيتيح لي تقديم تصاميم مبتكرة تعكس التنوع الثقافي العماني، كما أنني أفكر في إطلاق خط مخصص للمناسبات الخاصة والمواسم، حيث ستتيح هذه المجموعة للعميلات الحصول على تصاميم فريدة تنبض بالأناقة والتراث".

وبيّنت: "أهمية التعاون مع مصممين تكمن في أنها تتيح اكتساب مهارات وتجارب جديدة، فضلاً عن إثراء تصاميمي بأساليب مختلفة، والتعاون مع علامات تجارية أخرى يعزز من فرص الوصول إلى جمهور أوسع، ويمنحني فرصة لإبراز علامتي بشكل مختلف وأكثر تنوعًا".

وتحدثت عن الموازنة بين العمل والحياة الخاصة قائلة: "إدارة التوازن بين حياتي الشخصية ومهنتي تتطلب تنظيمًا دقيقًا وتحديد الأولويات، وأحاول تخصيص وقت للعمل على تصاميمي وتطوير مشاريعي، وفي نفس الوقت أحرص على تخصيص وقت للعائلة والراحة، لأن التنظيم الجيد والمرونة هما المفتاح لتحقيق هذا التوازن، كما أنني أعتمد على تقنيات إدارة الوقت مثل تحديد أهداف أسبوعية ومراجعتها بشكل دوري، مما يساعدني على البقاء على المسار الصحيح، وأنا أؤمن بأهمية وقت الراحة والابتعاد عن العمل أحيانًا لإعادة شحن الإبداع وتجديد الطاقة".

ووجهت رسالة للجمهور قائلة: "رسالتي لجمهوري هي أن الأزياء ليست مجرد ملابس، بل هي وسيلة للتعبير عن الهوية والأنوثة والروح، ومن خلال عملي أود أن أظهر كيف يمكن للفخامة والتقاليد أن تتناغم مع الحداثة لتخلق تصاميم تعكس القوة والجمال في نفس الوقت، وأنا أؤمن أن كل امرأة تستحق أن تشعر بالثقة والجمال في كل لحظة، وأنا هنا لتقديم تلك التجربة من خلال تصاميمي".

مقالات مشابهة

  • الرئيس عباس يؤكد ضرورة استلام السلطة مهامها في غزة
  • ثريا آل سعيد لـ"الرؤية": الأزياء تسهم بدور فاعل في تعزيز الهوية الثقافية
  • عمر الشناوي: “الرجل قد يحب زوجته لكنه يسعى لقضاء وقت سعيد خارج الزواج”
  • د. عبد المنعم سعيد: طريقة ترامب تزيد المعاناة في فلسطين
  • وزير الخارجية السوري: لن ندع السلطة في يد شخص واحد
  • إعلان موعد صرف صدقة هائل سعيد أنعم للمستفيدين في عدن
  • كوكا: سعيد بتسجيل أول أهدافي مع لوهافر.. وأهدرّت العديد من الفرص
  • نائب الرئيس الأمريكي يشبه أوروبا الحالية بالأنظمة الاستبدادية.. ماذا قال؟
  • غازي زعيتر: يجب التنبه للمخاطر التي تتعرض لها سوريا من قبل الاحتلال الإسرائيلي
  • موعد عودة الإعلامي محمد سعيد محفوظ إلى الشاشة بعد أزمته الصحية