اجتماع اللجنة المؤقتة لقطاع الصحافة والنشر و”منتدى الصحافيات والصحافيين الشرفيين بالمغرب”
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
استقبل، زوال الأربعاء 4 شتنبر 2024، رئيس اللجنة المؤقتة لقطاع الصحافة والنشر ونائبته عددا من أعضاء “منتدى الصحافيات والصحافيين الشرفيين بالمغرب”.
وبعد استعراض مهام وأھداف “منتدى الصحافيات والصحافيين الشرفيين بالمغرب”، تناول الجانبان مختلف أوضاع الصحافيين الشرفيين / المتقاعدين و انشغالاتھم، حيث تعتبر ھزالة المعاشات الشھرية وضعف التغطية الصحية من أبرز المشاكل التي تعاني من وطأتھا فئات واسعة من الصحافيين والصحافيات الشرفيين، سيما الذين اشتغلوا بقطاع الصحافة الورقية.
وخلال النقاش، أثيرت معطيات وحالات تؤكد ھول أوضاع فئات كبيرة من الزميلات و الزملاء المتقاعدين، وأكد الطرفان على ضرورة الإنكباب على ھذا الوضع وإيلائه ما يستحق من عناية فائقة وتحسيس مختلف الجھات المعنية للمساھمة العملية في معالجته، سواء على مستوى آني عبر اعتماد تخصيص دعم استثنائي شھري يكون قارا كمعاش تكميلي، أو على مستوى الاستفادة من نظام تكميلي لضمان تأمين صحي كامل، وذلك في أفق إصلاح شمولي يهم أيضا إحداث مؤسسة تعاضدية واجتماعية.
وفي سياق إثارة بعض الإنشغالات الأخرى للصحافيين الشرفيين، من قبيل الاستفادة من مكتسبات سابقة كالحصول على بطاقات القطار، امتد النقاش إلى ملامسة مواضيع مشتركة تعنى بالمهنة وأخلاقياتها وسبل النھوض بھا وتطويرها.
ولبلوغ ھذه الأھداف، ذكر وفد المنتدى بمواقفه المعبر عنھا في وثيقة التأسيس ومقترحاته الأولية بخصوص التعديلات المرتقبة على قوانين الصحافة والنشر. واعتبر المنتدى أن المدخل الطبيعي لترسيخ مشھد إعلامي مغربي متطور وتنافسي يكمن في معالجة الإشكالات الاجتماعية والمادية والمقاولاتية والقانونية والتدبيرية والمفاهيمية، وكذا نشر ثقافة التضامن والتآزر بما يخدم الوحدة والتضامن، بدءا من سيادة الاحترام بين المھنيين، وترسيخ اخلاقيات المهنة، والعمل سويا وبشجاعة على تطھير المھنة من كائنات ما انفكت تدوس قواعد المھنة وتتھافت على الاستفادة من المال العمومي، خصوصا وأن المرحلة الراهنة تستدعي استرجاع القيمة للمهنيين والمهنة، وتحمل كل الأطراف المعنية مسؤوليتها.
وشدد المنتدى على أن الأوضاع الهشة والمزرية لأغلب الصحافيات والصحافيين المتقاعدين/ الشرفيين تمس أيضا الصحفيين المهنيين الممارسين.
و في ختام اللقاء، تم الاتفاق على مواصلة التواصل، والتزم السيد رئيس اللجنة المؤقتة لقطاع الصحافة والنشر بنقل خلاصة ھذا اللقاء لبقية أعضاء اللجنة في اجتماعهم المرتقب، لاتخاذ المطلوب .
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
الخطة العربية لقطاع غزة.. ومواجهة عاصفة ترامب
بقلم: د.حامد محمود
كاتب متخصص في الشئون الإقليمية والدولية
في ظل التعقيدات التي تحيط بالقضية الفلسطينية، طرحت القمة العربية في القاهرة رؤية بديلة لمسار الحل، تهدف إلى ترسيخ السيادة الفلسطينية ودعم إعادة إعمار قطاع غزة، في مواجهة الطروحات الأمريكية، ولا سيما خطة ترامب التي تسعى إلى إعادة رسم المشهد الإقليمي وفق مصالح واشنطن وتل أبيب. لكن يبقى السؤال الجوهري: إلى أي مدى تمتلك الخطة العربية مقومات النجاح في مواجهة الضغوط الخارجية؟
هل تكفي المبادرات التقليدية؟
أكد البيان الختامي لقمة فلسطين أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي للدول العربية، مستندًا إلى مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تقوم على إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين. بينما تدفع واشنطن بمشروعات تسوية تتجاوزها بالكامل، عبر مقاربة “السلام الاقتصادي” التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي، من دون الاعتراف بالحقوق السياسية للفلسطينيين.
المصير الفلسطيني: إعادة الإعمار ورفض التهجير
وفي صلب البيان الختامي، جاء الرفض القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الفلسطينيين، سواء داخليًا أو خارجيًا، واعتبار ذلك جريمة ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا. ويعدّ هذا الموقف استجابة مباشرة للتهديدات الإسرائيلية والأمريكية التي ألمحت إلى إمكانية نقل سكان غزة إلى سيناء أو الأردن، وهو سيناريو من شأنه إعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية والسياسية للمنطقة. كما حذرت القمة من أن أي محاولة لفرض هذا التهجير ستؤدي إلى إدخال المنطقة في دوامة جديدة من الصراعات، ما يعكس رؤية عربية لمخاطر هذه الطروحات على استقرار الشرق الأوسط برمته.
ومما لا شك فيه ان تبنى القمة للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وبمشاركة البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة، بهدف إعادة تأهيل القطاع بدعم عربي ودولي، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم. يأتي هذا الطرح في مواجهة المقاربة الأمريكية التي تربط الإعمار بشروط سياسية يُعتقد بانها سوف تعزز الهيمنة الإسرائيلية على مستقبل غزة.
لكن هذه الخطة العربية، تصطدم بعوائق عدة، أبرزها مدى قدرتها على استقطاب التمويل الدولي في ظل الضغوط الأمريكية التي قد تعرقل تقديم الدعم عبر المؤسسات المالية العالمية.
وبشأن إدارة القطاع وفي محاولة لترتيب الأوضاع الداخلية، كان من الامور الايجابية الطرح الذى قدم امام القمة بتشكيل لجنة لإدارة غزة تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، مع تدريب كوادر أمنية فلسطينية بالتنسيق مع مصر والأردن، في خطوة تهدف إلى إعادة توحيد الضفة وغزة سياسيًا وجغرافيًا .
وكان من النقاط الهامة ايضا ان القمة ذهبت أبعد من ذلك، داعيةً إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام في الضفة والقطاع، وهو مخرج مهم للوقوف امام مخططات ترامب ونتنياهو , فضلا عن التشديد على ضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان ورفض أي محاولات لضم أجزاء من الضفة الغربية، محذرًا من أن هذه الممارسات تهدد بإشعال الوضع الإقليمي. كما أكد أهمية احترام الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، في رد واضح على المحاولات الإسرائيلية لفرض سيطرة مطلقة على الحرم القدسي. لكن يظل التساؤل قائمًا: إلى أي مدى يمكن لهذه الضغوط الدبلوماسية أن تحقق نتائج ملموسة في ظل الدعم الأمريكي لإسرائيل؟
مسار قانوني لمحاسبة إسرائيل
وفي محاولة لتعزيز الموقف الفلسطيني دوليًا، حملت القمة إسرائيل “المسؤولية القانونية والمادية عن جرائمها في غزة” وفق نص البيان، وشرعت بدرس تصنيف التهجير والتجويع ضمن جرائم الإبادة الجماعية. كما دعت إلى تحرك عبر مجلس الأمن والمحاكم الدولية لمعاقبة إسرائيل. لكن رغم أهمية هذا المسار في دعم المطالب الفلسطينية، فإنه يظل محكومًا بمحدودية التأثير في ظل الفيتو الأمريكي المتكرر في مجلس الأمن، ما لم ترافقه إجراءات ضغط سياسية واقتصادية فعلية.
ولكن دعونا نطرح هذا التساؤول الهام: هل تصمد الخطة العربية أمام استراتيجية ترامب؟
حيث تسعى الخطة العربية إلى ترسيخ الحقوق الفلسطينية وتعزيز الوحدة العربية في مواجهة الطروحات الأمريكية والإسرائيلية، لكنها تواجه عقبات كبرى اولها ضعف أدوات الضغط: في حين تمتلك واشنطن أوراق ضغط اقتصادية وسياسية، تعتمد الخطة العربية على قرارات دولية ودبلوماسية، وهو ما قد يجعل تنفيذها صعبًا من دون دعم غربي فعلي.
وثانيها التوازنات الدولية حيث تسعى الخطة العربية إلى إعادة إشراك الولايات المتحدة في مسار المفاوضات، لكنها لا تقدم آلية لإلزام واشنطن بتغيير نهجها المتناغم مع النهج الإسرائيلي، خصوصاً في هذه القضية.
وثالث هذه العقبات الانقسامات الفلسطينية فبالرغم من دعم القمة لإدارة فلسطينية موحدة لغزة، فإن استمرار الخلافات بين الفصائل قد يعيق تطبيق هذه الخطة بشكلٍ فعلي، كما أن الخطة لا تحتوي على إطار زمني واضح وآليات تنفيذية محددة بتواريخ للتنفيذ.
ورابعها أن إعادة الإعمار مرهونة بالإرادة الدولية: يرتبط نجاح إعادة إعمار غزة بمدى استعداد القوى الكبرى، وخاصة أوروبا، لدعم التمويل، وهو أمر قد يكون مشروطًا بالموقف الأمريكي الحالي.
ونهاية يبقى التساؤل مطروحا؛ هل تتحول المبادرة العربية إلى واقع؟
تمثل الخطة العربية تحركًا مهمًا لإعادة التوازن إلى القضية الفلسطينية وإبقائها في صدارة الأجندة الدولية، لكنها بحاجة إلى أدوات تنفيذية أقوى، وتحالفات دولية أوسع، واستراتيجية ضغط فاعلة تستطيع مواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي. وبينما تتحرك خطة ترامب وفق سياسة “فرض الأمر الواقع”، تظل الخطة العربية رهينة القدرة على تحويل المواقف السياسية إلى آليات تأثير ملموسة، وإلا فإنها قد تبقى مجرد موقف عربى نظرى و أخلاقي في مواجهة مشروع أكثر تماسكًا وشراسة
Tags: إعادة الإعمارالخطة العربيةالخطة العربية لقطاع غزةالسلام العادل والشاملرفض التهجيرمحاسبة إسرائيلمخطط ترامب