فوز تاريخي للبحرين على أستراليا
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
جولد كوست (أ ف ب)
حققت البحرين أول فوز بتاريخها على أستراليا 1-0 على استاد سي باس سوبر في مدينة جولد كوست، ضمن افتتاح الدور الثالث الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 لكرة القدم المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وبعد طرد لاعبه كوسيني ينجي في الدقيقة 77، مني منتخب البلد المضيف بضربة ثانية، عندما سجل هاري سوتار عن طريق الخطأ هدف الفوز للبحرين قبل دقيقة من نهاية الوقت الأصلي.
وبعد ست خسارات أمام «سوكروز»، حققت البحرين فوزها الأول على المنتخب الأوقياني.
وكانت البحرين بلغت هذه المرحلة بعد تأهلها كصاحب المركز الثاني من المجموعة الثامنة خلف المتصدر منتخب الإمارات.
فيما تأهل المنتخب الأسترالي، الباحث عن تأهل سادس توالياً إلى المونديال، متصدرا المجموعة التاسعة، محققا العلامة الكاملة برصيد 18 نقطة، سجّل 22 هدفاً، ولم يدخل مرماه أي هدف في ست مباريات، قبل أن تهتز أمام الفريق الأحمر.
والمنتخب البحريني لم يسبق له التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وكان على مشارف التأهل مرّتين، لكنه تعثر أمام ترينيداد وتوباجو في 2006 ثم أمام نيوزيلندا في 2010.
وكان أصحاب الأرض أول المبادرين للتسجيل من خلال تسديدة قوية من أليساندرو تشيركاتي حوّلها الحارس إبراهيم لطف الله إلى ركنية «2».
ولاحت فرصة ثمينة للبحرين بعد توغل مدن من الجهة اليمنى وثم تمريرة من كميل الأسود إلى محمد مرهون الذي سددها قوية تحولت إلى ركنية «10».
كثفت أستراليا هجماتها المتتالية على مرمى لطف الله مستغلة تحركات لاعبي الأطراف خاصة كريج جودوين وعزيز بهيتش اللذين صنعا عدة فرص خطيرة.
وسدد مرهون كرة مباغتة من خارج منطقة الجزاء جاءت سهلة في يد راين «25».
وكانت أخطر الفرص لأستراليا من ركلة ركنية، توغل منها جودوين إلى داخل منطقة الجزاء ولعب عكسية وصلت إلى زميله أيدن أونيل الذي لعب الكرة فوق العارضة «33».
وفي النصف الثاني من المباراة، بدأت أستراليا بقوة في محاولة لتسجيل الهدف الافتتاحي، وكانت من خلال تمريرة عرضية من جاكسون ايرفاين تصل إلى الحارس لطف الله «48».
ومن عرضية بهيتش إلى كونور ميتكالف لعبها الأخير رأسية استقبلها لطف الله «68».
ورمى كل مدرب بأوراقه الهجومية، فأشرك مدرب البحرين الكرواتي دراجان تالايتش بكل من إبراهيم الختال وحسين عبدالكريم ومهدي حميدان في محاولة لتعزيز الجانب الهجومي، وبالمثل أجرى المدرب الأسترالي جراهام ارنولد تغييرات بإشراك أوير مابيل ونيستوري إيرانكوندا وميتشل ديوك.
أكملت أستراليا المباراة بعشرة لاعبين، بعد أن فقدت جهود ينغي بعد طرده المباشر بداعي دخوله القوي على رأس البحريني سيد مهدي باقر «77».
وخطف المنتخب البحريني هدفا قاتلا عن طريق الخطأ من المدافع هاري سوتار، بعد تمريرة المدافع عبدالله الخلاصي الذي انطلق من الجهة اليسرى بعد تمريرة البديل مهدي حميدان، فخدعت الحارس وعانقت الشباك «89».
وتتوزع المنتخبات الـ18 المتأهلة من الدور الثاني على ثلاث مجموعات، فيتأهل البطل والوصيف بعد عشر جولات ممتدة حتى يونيو 2025. ويتوفر مقعدان آخران في الدور الرابع لستة منتخبات تحتل المركزين الثالث والرابع، مع إمكانية وصول المتأهلين إلى تسعة عبر ملحق عالمي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تصفيات كأس العالم البحرين أستراليا
إقرأ أيضاً:
قوة دفاع البحرين بين حفظ الامن الداخلى والمساهمة فى الاستقرار الاقليمى
بقلم: حامد محمود
كاتب متخصص فى الشئون الاقليمية والدولية
يمثل الخامس من فبراير من كل عام ذكرى تأسيس قوة دفاع، وتعود فكرة إنشاء قوة دفاع البحرين إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد في العام 1968، حينما كان وليًا للعهد، حيث تعود الفكرة اليه وهو من وضع هيكلها ومسارها، وأشرف على تأسيسها، وتابع مراحل تطورها عسكريًا وتسليحيًا وبشريًا بداية من تشكيل القوات البرية، فالقوات الجوية والبحرية، ثم تأسيس الأسلحة الرئيسية.
وعلى مدار هذه العقود، واكب الملك حمد بوصفه القائد الاعلى للقوات المسلحة تطور فوة دفاع البحرين، حيث اشرف على مدها بالأسلحة الحديثة والمتطورة، استطاعت قوة دفاع البحرين على مدى السنوات أن تصل إلى أعلى درجات الكفاءة والجاهزية بشريًا وتسليحيًا وخططيًا، لتحقق منجزات عسكرية تضاهي في تطورها ما تمتلكه جيوش كبريات الدول ذات التاريخ العسكري العريق.
وخلال ما يربو على نصف قرن من الزمان، لعبت قوة دفاع البحرين دورا هاما فى مواجهة التحديات التى واجهت البحرين سواء خارجيا حيث المطامع الايرانية والتوترات فى المنطقة التى تسعى الى تغذيتها، زداخليا حيث تسعى ايضا الى محاولة اللعب بالورقة الطائفية.
ولعل احداث فبراير من عام 2011 كانت الاختبار الاقوى لقوة دفاع البحرين، حيث لعبت دورا بارزا حينما حينما واجهت البلاد فتنة كادت أن تهدد البلاد وتشيع الفوضى وعدم الاستقرار، تأثرا بما أطلق عليه «ثورات الربيع العربي»، , وكان لقوة دفاع البحريد دور هام بالتصدي للمؤامرة وإحباطها، خصوصا مع صدور المرسوم الملكي رقم 18 لسنة 2011 بإعلان حالة السلامة الوطنية في جميع أنحاء مملكة البحرين لمدة 3 أشهر، وتكليف القائد العام لقوة الدفاع باتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية اللازمة للمحافظة على سلامة المملكة والمواطنين
وعلى مدى 57 عامًا شهدت قوة دفاع البحرين تطورًا شاملاً ومتكاملاً كان له الأثر البالغ في ترسيخ مكانتها وموقعها، وأهّلها للقيام بواجبها المقدس في حماية الوطن ومكتسباته وسلامة حدوده ودرء الأخطار التي تحيط به، وهو ما يمكن رصده في العديد من النقاط، ومنها:
أولاً: الحرص المستمر على الارتقاء بمستويات منتسبي وأفراد قوة دفاع البحرين من ضباط وضباط صف وأفراد، عبر منظومة كاملة من التطوير لآليات وبرامج التدريب لرفع جاهزيتهم وصقل قدراتهم وفق أحدث النظم العسكرية ، حيث تم التوسع في برامج التدريب والتمارين المشتركة مع الدول الصديقة في القطاعات البرية والجوية والبحرية، والتي تهدف إلى اختبار مدى ما وصل إليه رجال قوة دفاع البحرين من جاهزية تامة واقتدار في تنفيذ المهام الموكلة إليهم وتأكيدًا لإتقان فنون ومهارات العمليات العسكرية الميدانية، ومواكبة لكل المستجدات في مجال التقنيات والمنظومات القتالية الحديثة والمتطورة من خلال الدورات المتخصصة.
وكان من أبرز التمرينات في العام 2022، “التمرين البحريني الإماراتي المشترك لمكافحة الإرهاب (جلمود3)”، والذي شاركت فيه قوات من الحرس الملكي وعدد من أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية وجهاز المخابرات الوطني، وكذلك التمرين المشترك “الدفاع المتوهج ” 22 (Neon Defender، والذي نفذته عدد من أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية متمثلة بخفر السواحل والقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية (NAVCENT) ، وأيضا التمرين المشترك (الدرع الواقي/ 11)، وشاركت قوة دفاع البحرين ممثلة بالقوة الخاصة الملكية بمشاركة مجموعة من قوات السلطان الخاصة التابعة لقوات السلطان المسلحة بسلطنة عمان الشقيقة.
كما تقوم الكلية الملكية للقيادة والأركان والدفاع الوطني بدور هام في تأهيل وإعداد الضباط للعمل في مختلف وظائفهم القيادية ومجالاتهم العسكرية مما سيساهم في رفع جاهزيتهم وقدراتهم القتالية، وتهيئة المعاهد والمدارس العسكرية القائمة وتوفير المناهج والمتطلبات التدريبية المرتكزة على أحدث الأسس والأساليب والعلوم العسكرية الحديثة.
ثانيًا: التطوير والتحديث المتواصل للمنظومة التسليحية ورفد قوة دفاع البحرين بأحدث المعدات والأسلحة العسكرية والتجهيزات الإدارية، كما جرى الاهتمام بوضع أسس لصناعات عسكرية وطنية من خلال الأمر الملكي رقم (23) لسنة 2022، بإنشاء “المؤسسة العسكرية لتطوير التصنيع الحربي” في قوة دفاع البحرين بهدف تطوير التصنيع الحربي وتنظيم النشاطات الخاصة بالتصنيع الحربي في القوة بما يشمل القيام بتصميم وتطوير وتعديل الأنظمة الدفاعية والأمنية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى إنشاء المصانع الخاصة بالأسلحة والذخائر والعتاد الحربي وتصنيع التقنيات الحديثة.
ثالثًا: الاهتمام بالبنية التحتية العسكرية في مختلف المنشآت العسكرية بهدف تعزيز جاهزيتها وكفاءاتها، والعمل على تزويدها بأحدث الأنظمة المقاتلة والأسلحة والمعدات، مما جعلها تحقق نموًا في مختلف وحداتها وأسلحتها وتكون على أهبة الاستعداد للحفاظ على أمن الوطن وسلامته.
رابعا: تقوم قوة دفاع البحرين بدور هام على المستويين الإقليمي والدولي، من أجل المحافظة على السلام والأمن والأمان في المنطقة، وتأمين استمرار تدفق النفط للعالم، والمساهمة في محاربة الإرهاب والقرصنة ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، فضلا عن المشاركة في عمليات الإغاثة الإنسانية الدولية.
وتساهم قوة دفاع البحرين بدور كبير مع القوات المسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي في الدفاع عن دول المجلس وتنفيذ الالتزامات الواردة في اتفاقية الدفاع المشترك، وكذلك مع القوات المسلحة العربية في إطار اتفاقية الدفاع العربي المشترك لجامعة الدول العربية، لتقدم رسالة سلام تعكس الوجه الحضاري لمملكة البحرين وشعبها.
حيث شاركت قوة دفاع البحرين ممثلة في سلاح البحرية الملكي البحريني ضمن “القوات البحرية المختلطة”، وهو تحالف بحري متعدد الجنسيات، يهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المياه الدولية للشرق الأوسط. وتسعى هذه القوة إلى مكافحة الإرهاب وعمليات القرصنة والحد من الأنشطة غير القانونية، وتوفير بيئة بحرية آمنة، كما تسلم سلاح البحرية الملكي البحريني قيادة قوة الواجب المختلطة(CTF152) والخاصة بحفظ الأمن البحري في الخليج العربي لثلاث مرات.
خامسا: تقوم قوة دفاع البحرين بدور حيوي في دعم المسيرة التنموية والحضارية الشاملة في مملكة البحرين من خلال تقديم الخدمات الصحية رفيعة المستوى من خلال المستشفى العسكري، ومستشفى الملك حمد الجامعي، ومركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب، ومركز البحرين للأورام، والكتيبة الطبية الميدانية، والتي تدار بطواقم وكوادر طبية مدربة طبيًا وفق أعلى المستويات لتقديم الرعاية الصحية اللازمة وتوفير الخدمات العلاجية المطلوبة، إلى جانب إسهامات قوة دفاع البحرين الكبيرة في مجال الإسكان، كما قامت بالعديد من الجهود في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، والتصدي لتداعياته، و أنشأت قوة دفاع البحرين بالخدمات الطبية الملكية أحد أكبر مراكز العناية الفائقة في المملكة.
إن قوة دفاع البحرين خلال هذه العقود استطاعت ان تلعب دورا حيويا، ما بين المحافظة على حماية المملكة وأمنها والدفاع عن استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، وما بين المساعدة فى حفظ وصون الامن الاقليمى والدولى.
Tags: البحرينالملك حمد بن عيسىحمد بن عيسى