سابقة خطيرة.. القنوات تستخدم طريقة فيلم حياة الماعز مع الكوادر الإعلامية
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
5 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: أعلنت مؤسسة MBN، قناة الحرة عراق المموّلة من الحكومة الأميركية، بشكل مفاجئ إغلاق قناة “الحرة عراق” بعد 20 عامًا من البث، ودمجها مع قناة “الحرة” في قناة واحدة جديدة، مصحوبة بتسريح 160 موظفًا. هذا القرار جاء بالتزامن مع تقليص ميزانية المؤسسة بناءً على قرار مجلس الشيوخ الأميركي.
إن الطريقة التي تم بها التعامل مع الزملاء في “الحرة عراق” كانت مهينة ومؤلمة، وتعكس استخفافاً واضحاً بحقوق هؤلاء العاملين وبحق الإعلام بشكل عام. ما جرى من عدم السماح للموظفين بالدخول إلى مقر عملهم، بعدما فوجئوا بإلغاء بطاقات دخولهم، ثم إبلاغهم بالعودة إلى منازلهم وانتظار وصول أغراضهم الشخصية إلى عناوينهم، يعد إهانة لا يمكن قبولها.
هذه المعاملة التي تعرض لها العاملون في قناة “الحرة عراق” ليست سوى صورة مصغرة لما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة مع المتعاملين معها، والطريقة التي تم بها طرد هؤلاء الإعلاميين لا تختلف كثيراً عن مشهد من فيلم “حياة الماعز”، ولكن بأسلوب أمريكي لا يليق بأي مؤسسة إعلامية.
في هذا السياق، يبرز تساؤل جدي: أين دور نقابة الصحفيين العراقيين في حماية حقوق العاملين في المؤسسات الإعلامية ولماذا قانون حماية الصحفيين ما زال خبر على ورق ؟ خاصة عندما تكون هذه المؤسسات تعمل او موجهة إلى العراق وتتصرف بهذه الطريقة غير اللائقة. نحن نطالب بتدخل عاجل من الجهات المعنية الحكومية ومنها وزارة الثقافة لضمان حقوق هؤلاء الزملاء ومنع تكرار هذه الممارسات المهينة في المستقبل من موسسات أخرى .
ختاماً، نؤكد أن استخدام قناة “الحرة” لطريقة “فيلم حياة الماعز” مع كوادرها الإعلامية، لكن بأسلوب أمريكي، يُظهر عدم الاحترام والاهتمام بحقوق العاملين، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
هل فقدنا الأحساس بمعاناة الناس.؟
د.فراج الشيخ الفزاري
===============
في علم النفس المرضي،هناك حالة يطلق علبها [ اليكسيثيميا ] وبالانجليزية:
ALEXITHYMIA
تشير إلي نقص الانسجام النفسي..حالة ضعف في الشخصية للتعبير عن العواطف والمشاعر ..وأن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، يجدون صعوبة في التمييز بين مشاعر الآخرين المؤلمة أو تقدير درجتها من الحزن والاكتئاب ..بل يعانون من عدم التعاطف والاحساس بألم الغير .
ويفسر العلماء .وجود هذه الحالة وسببها الأساسي..وهو النرجسية المبطنة...وتملأ نفوسهم مشاعر الحقد والغضب والكراهية والغيرة والعداوة.. و تحتاج إلي علاج وترويض نفسي لهذه المشاعر الخبيثة قد تأخذ وقتا من العلاج والمتابعة والمراقبة.
أقول ذلك ، ونحن نعيش واقعا مآسويا ...مأساة وطن ، كانت له هيبته ومكانته بين الشعوب.. مأساة إنسانية بكل هذه الجراحات والجوع والعطش والمرض والتشرد داخل وخارج أرض الوطن..
ورغم كل تلك الجراحات.. أن بعض الناس لا يهتم..فقد فقد الاحساس بمعاناة الناس منذ وقت بعيد وربما قبل نشوب الحرب اللعينة..علي مستوي الأفراد و الجماعات..بل وحتي الحكومات المتعاقبة..قديمها وحديثها....لا فرق.
تري...هل فقدنا فعلا قدرة الإحساس بمعاناة الناس واهلنا المنكوبين في مناطق العمليات العسكرية...حتي أصبحنا نطالع مآسي الوطن عبر القنوات الفضائية وكأننا نطالع اخبار عالم آخر لاتجمعنا به علاقة؟.. وحتي بعضنا يطالع اخبار بلده عبر القنوات الفضائية. ..فهو يبحث عن :الإثارة..والفرجة..وقد يستهويه السرد وتستهويه المخاطر ويظل يبحث عبر القنوات وفي داخله يكمن ذلك المتفرج المبهور بتنوع المناظر وسط القتلي والهاربين من جحيم المعارك الذين وصلهم الموت حتي وهم في خيام النازحين المشردين التائهين بين السهول والوديان والجبال ...اؤلئك هم المعذبون في الأرض البائسون.
متي يستيقظ ضمير هذه الأمة.. متي يدرك اولي الأمر فينا..حجم المأساة التي حلت بديارنا واهلنا وشعبنا حتي أصبحنا مضرب الأمثال لأسوأ كارثة تحل بالانسان عبر تأريخه و علي مر العصور والازمان..12 مليون مشرد ..30 مليون جائع..والبقية ..الزعر في أحلامهم..واذا صحوا فالويل والتنكيل..
أعود وأقول..هل فقدنا بالفعل قدرة التعاطف مع ألآم الآخرين..ولماذا كل هذا الصمت اللعين..إنه هو الخوف المبطن ...إن
كنتم لا تعلمون...بل تعلمون علم اليقين ..ولكنكم لا تبالون.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com