يسابق الفريق الأممي المسؤول عن توثيق عمليات الإبادة الجماعية التي طالت الإيزيديين في العراق، الزمن من أجل استخراج رفات الضحايا من المقابر الجماعية التي لم تخضع للفحص حتى الآن، بعد قرار الحكومة العراقية القاضي بضرورة مغادرة الفريق منتصف الشهر الجاري.

منحت الحكومة العراقية فريق بعثة التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من قبل داعش في العراق "يونيتاد" حتى الـ17 من سبتمبر لإنهاء التحقيق، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وتضيف الصحيفة أن هذه القرار سيحد من تنظيم قضايا جنائية ضد عناصر داعش، على اعتبار أن هناك عشرات المقابر الجماعية التي لم يتم الانتهاء من فحصها وتحتوي على أدلة حاسمة ضد عناصر التنظيم المتورطين.

ويسعى العراق جاهدا لطي صفحة الفترة المروعة التي سيطر فيها تنظيم داعش على مساحات واسعة من أراضيه، حيث يتجه بسرعة نحو إغلاق المخيمات التي تأوي الإيزيديين النازحين وتنفيذ أحكام الإعدام بحق مرتكبي جرائم داعش وإنهاء مهمة "يونيتاد".

لكن بالنسبة لعائلات ما يقرب من 2700 إيزيدي مفقود، فإن هذا القرار مفجع، لإن أي عظم يكتشف يمكن أن يساعد في حل لغز مصير أحبائهم الذين اختفوا خلال سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من العراق في عام 2014.

تقول شيرين خُديدة، وهي امرأة إيزيدية أُسرت هي وعائلتها على يد داعش في عام 2014: "أنتظر بقايا عائلتي، وأعتقد أنهم هناك".

كشف تحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش في عام 2017 عن فظائع لم تكن معروفة من قبل.

وبعد فترة وجيزة، وبطلب من الحكومة العراقية، انشأت الأمم المتحدة فريقا من المحققين لتوثيق وجمع الأدلة المتعلقة بتلك الجرائم حتى تتمكن المحاكم حول العالم من محاكمة المتورطين.

لكن، في سبتمبر 2023، أبلغت السلطات العراقية محققي الأمم المتحدة أن أمامهم عاما واحدا فقط لإنهاء المهمة.

وتعد حفرة "علو عنتر" قرب تلعفر شمالي العراق، حيث ألقى داعش مئات الجثث، واحدة من 68 مقبرة جماعية ساعد فريق "يونيتاد" في التنقيب عنها، وربما يكون الأخير،، بحسب الصحيفة.

اعتبارا من يوليو، حددت السلطات العراقية 93 مقبرة جماعية يعتقد أنها تحتوي على رفات ضحايا إيزيديين، لا تزال 32 منها لم تفتح بعد في منطقتي سنجار والبعاج.

ومن بين آلاف الإيزيديين الذين لم يتم العثور عليهم، تم استخراج رفات أقل من 700 شخص، ولكن تم تحديد هوية 243 جثة فقط وإعادتها إلى عائلاتهم.

العراق وملف "المقابر الجماعية".. توضيح من فريق الأمم المتحدة لموقع "الحرة" عبر فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش" (يونيتاد) عن أمله في استمرار السلطات العراقية بأعمال الحفر والتنقيب عن المقابر الجماعية بعد انتهاء التفويض الممنوح للفريق، وفق تصريحات لموقع الحرة.

يقول رئيس وحدة العلوم الجنائية في يونيتاد آلان روبنسون إن "العمل في علو عنتر صعبا ومعقدا، لكن النتائج التي توصلنا إليها كانت مهمة".

ويضيف روبنسون أن بعض الرفات تم دفنها في أكياس للجثث، وكانت الجثث داخلها مرتدية بدلات برتقالية شوهدت في مقاطع فيديو دعائية لداعش".

كذلك وجدت رفات أخرى وبجانبها فرش الأسنان وأدوية لعلاج ضغط الدم يعتقد أن الضحايا أخذوها معهم أثناء هروبهم.

وتشير الصحيفة إلى أن العديد من الضحايا كانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم، والبعض الآخر كان معصوب العينين، فيما أظهرت النتائج الأولية أن البعض تعرض لإطلاق نار، بينما يبدو أن آخرين ماتوا بعد دفعهم في الحفرة.

ويلفت روبنسون إلى أن الظروف البيئية المعقدة في العراق جعلت بعض الجثث تكون أشبه بالمحنطة بدلا من أن تتحلل مما تسبب بانبعاث روائح كريهة للغاية منها.

ويتابع روبنسون: "بعد مرور ما بين سبع وعشر سنوات على وفاتهم، الرائحة لا تزال قوية، لذا يمكنك أن تتخيل كيف كانت الرائحة بعد وقت قريب من حصول الوفاة".

وفقا للصحيفة فإن قرار الحكومة العراقية بإنهاء مهمة "يونيتاد" يعد جزءا مساعيها لتأكيد سيادتها الوطنية في وقت لا تزال فيه القوات الأميركية متمركزة في البلاد والعديد من السياسيين العراقيين متحالفين بشكل وثيق مع إيران، وهي خصم للولايات المتحدة.

وتنقل الصحيفة عن الباحثة العراقية في منظمة هيومن رايتس ووتش سارة صنبر القول إن إنهاء اعتماد العراق على مؤسسات الأمم المتحدة قد يكون جزءا من محاولات البلاد لتغيير صورتها.

في مايو، دعت بغداد إلى إنهاء بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، التي أُنشئت بعد الغزو الأميركي في عام 2003 للمساعدة في تطوير مؤسسات الحكومة وإجراء الانتخابات وحماية حقوق الإنسان. ومن المقرر أن تنتهي هذه المهمة بحلول ديسمبر 2025.

وتضيف صنبر أن "العراق يريد أن يصور نفسه كدولة ذات سيادة ما بعد الصراع"، وبعض الفصائل الداخلية ترى في وجود الأمم المتحدة "تدخلا دوليا غير مبرر في الشؤون العراقية."

وتشير صنبر إلى أن تحفظات الحكومة العراقية على عمل يونيتاد يتعلق بالأساس في أن المؤسسة الأممية رفضت تسليم الأدلة التي جمعتها إلى السلطات العراقية، رغم أنها كانت تشاركها مع دول أخرى تحاكم مقاتلي داعش.

قبل تحقيق هدفها المنشود.. بعثة " اليونيتاد" تنهي أعمالها بعد نحو 7 سنوات من تشكيله، قرر فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من قبل داعش في العراق "يونيتاد"، إنهاء عمله قبل استكمال التحقيقات، بعد طلب رسمي من الحكومة الرسمية. فما تبعات إنهاء مهام الفريق على العراقيين، والأقلية الإيزيدية بشكل خاص.

وتفضل الأمم المتحدة، التي تعارض عقوبة الإعدام، أن يجري محاكمة عناصر داعش المتورطين دون احتمال فرض عقوبة الإعدام، لكن العراق قد حكم بالإعدام بالفعل على أعضاء داعش المدانين.

وفي رد على سؤال بشأن الخلاف المتعلق بمشاركة الأدلة وعقوبة الإعدام، قال مسؤولو يونيتاد في بيان أرسل للصحيفة إن المنظمة شاركت بعض الأدلة مع السلطات العراقية.

وأضاف مسؤولو يونيتاد أن السلطات العراقية أعربت عن استعدادها لمواصلة التنقيب عن المقابر الجماعية بعد مغادرة الفريق، رغم أنه لم يكن واضحا على الفور ما إذا كانت ستتمكن من توفير الموارد اللازمة للقيام بذلك.

وعزا محما خليل، وهو إيزيدي وعضو في البرلمان العراقي، قرار الحكومة بإنهاء تفويض يونيتاد إلى "التوتر في العلاقة بين العراق والأمم المتحدة وأيضا إلى وجود ضغوط خارجية" من دول أخرى على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

رفض خليل الإفصاح عن الدول التي يعتقد أنها تمارس تلك الضغوط، لكن الحكومة العراقية لها علاقات سياسية وعسكرية مع إيران، وفقا للصحيفة.

وتعتبر قضية المقابر الجماعية في العراق من أبرز الملفات الشائكة التي عملت الحكومات العراقية على معالجتها بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وقدر "المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق" أن المقابر الجماعية في البلاد تضم رفات 400 ألف شخص. ووفق منظمة هيومن رايتس ووتش، فإن لدى العراق واحدا من أكبر أعداد المفقودين في العالم، ويقدر عددهم بين 250 ألف ومليون شخص، يُعتقد أن الكثير منهم دُفن في مقابر جماعية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الحکومة العراقیة المقابر الجماعیة السلطات العراقیة الأمم المتحدة فی العراق داعش فی فی عام

إقرأ أيضاً:

الحكومة العراقية تعلن عن فرض حظر تجوال التعداد السكاني في جميع أنحاء البلاد

مقالات مشابهة إعادة تدوير حمأة الصرف الصحي لإنتاج الأسمدة في مصر.. الجدوى الاقتصادية والبيئية

‏8 دقائق مضت

من هنا.. كراسة شروط حجز أراضي الإسكان الاجتماعي 2024

‏10 دقائق مضت

اجازة الخريف 1446 كم يوم؟.. “وزارة التعليم” تجيب موضحة موعد بداية الفصل الثاني

‏13 دقيقة مضت

بعد تحديث الحالات المستبعدة.. خطوات تقديم اعتراض على الرفع من الدعم في سوريا 2024 -2025 والشروط المطلوبة

‏17 دقيقة مضت

كيفية اصدار شهادة رقمية عبر منصة نتائجي واستخراج نتائج نظام نور التعليمي 1446

‏20 دقيقة مضت

ثبت الآن.. تردد قناة وناسة 2024 Wanasah على نايل سات وعرب سات بجودة عالية

‏24 دقيقة مضت

أعلنت الحكومة العراقية عن فرض حظر تجوال شامل في كافة أنحاء البلاد يومي 20 و21 نوفمبر 2024، وذلك لتنفيذ عملية التعداد السكاني، ويأتي هذا الحظر بهدف تسهيل سير عمليات التعداد التي ستشرف عليها وزارة التخطيط بالتعاون مع هيئة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية، ويعتبر التعداد السكاني خطوة هامة للحصول على بيانات دقيقة عن عدد السكان وتوزيعهم الجغرافي، وهو ما سيساهم بشكل كبير في تحسين التخطيط الاقتصادي والاجتماعي في العراق.

حظر تجوال التعداد السكاني

في إطار استعداداتها لتغطية عملية التعداد السكاني، أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات عن تخصيص بطاقات خاصة للصحفيين والإعلاميين، تتيح لهم التنقل أثناء فترة حظر التجوال المقررة يومي 20 و21 نوفمبر 2024، وقامت الهيئة بدعوة الصحفيين الذين يحتاجون للعمل خلال فترة الحظر إلى التسجيل عبر رابط إلكتروني مخصص لهذا الغرض، وذلك حتى الساعة 12 منتصف ليل يوم الأحد 10 نوفمبر 2024، ويشمل هذا الاستثناء جميع المحافظات العراقية، بما في ذلك إقليم كردستان، بهدف ضمان تغطية إعلامية مستمرة تلقي الضوء على التعداد السكاني وأهميته.

ويتزامن قرار حظر التجوال مع تعطيل الدوام الرسمي في العراق خلال يومي التعداد، أي يومي الأربعاء والخميس 20 و21 نوفمبر 2024، مما سيمنح العاملين في القطاع الحكومي عطلة تمتد إلى أربعة أيام، تشمل يومي الجمعة والسبت، وتهدف الحكومة من خلال هذا الإجراء إلى تسهيل حركة الفرق الميدانية المكلفة بجمع البيانات، وكذلك تقليص حركة الأفراد والمركبات لضمان سير عملية التعداد بسلاسة، مما يسهل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من السكان.

أهمية التعداد السكاني في العراق

يجدر بالذكر أن التعداد السكاني يعد من المشاريع الحيوية بالنسبة للعراق، حيث يساهم في إنشاء قاعدة بيانات محدثة تدعم تحديد احتياجات القطاعات المختلفة مثل الصحة والتعليم والإسكان، كما يساعد التعداد في وضع سياسات عامة تستند إلى بيانات دقيقة تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في البلاد.


Source link ذات صلة

مقالات مشابهة

  • الحكومة العراقية تعلن عن فرض حظر تجوال التعداد السكاني في جميع أنحاء البلاد
  • إيرلندا تنوي الانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا على الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية
  • المقاومة العراقية تنفي وجود تحضيرات للمشاركة في رد إيراني على إسرائيل
  • الحكيم لممثل الأمم المتحدة: ضرورة إيقاف الحرب على غزة ولبنان
  • الحكيم يؤكد لممثل الأمم المتحدة في العراق على ضرورة إيقاف الحرب على غزة ولبنان
  • ميقاتي رعى توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة اللبنانية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • الحكومة العراقية تصدر قرارات جديدة - عاجل
  • حظر وكالة الأونروا.. إبادة غير مسبوقة للشعب الفلسطيني
  • السوداني يُشيد بما قدمته بعثة الأمم المتحدة من عون للعراق في مواجهة التحديات