الجزيرة:
2024-09-16@01:33:20 GMT

هل يمتد توقف إنتاج نفط ليبيا لأشهر؟

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

هل يمتد توقف إنتاج نفط ليبيا لأشهر؟

الإغلاق الأخير لحقول النفط في ليبيا يرجع لأسباب تتشابه إلى حد كبير مع الأسباب التي دفعت إلى لإغلاقها في فترات سابقة منذ الإطاحة بالزعيم معمر القذافي، الذي حكم البلاد 42 عاما حتى عام 2011.

وبالنظر إلى التعقيدات الشديدة التي تحيط بهذا الوضع، من المحتمل أن يستغرق أمر الإغلاق الحالي وقتا طويلا قبل أن يتم التوصل إلى حل النزاع الحالي بين الأطراف الرئيسية المعنية في البلاد.

وفي مقاله نشرتها "أويل برايس"، أشار الكاتب سيمون واتكينز إلى أن ليبيا كانت قادرة على إنتاج نحو 1.65 مليون برميل يوميا من النفط الخام الخفيف عالي الجودة قبل الإطاحة بالقذافي.

وكان الإنتاج عند نحو 1.4 مليون برميل يوميا في عام 2000. ورغم أن هذا المستوى من الإنتاج كان أقل بكثير من مستويات الذروة التي بلغت 3 ملايين برميل يوميا والتي تحققت في أواخر ستينيات القرن الماضي، فإن المؤسسة الوطنية للنفط  كانت قد وضعت خططا قبل عام 2011 لتطبيق تقنيات الاستخلاص المعزز لزيادة إنتاج النفط الخام في الحقول الناضجة.

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك اهتمام كبير من العديد من شركات النفط الدولية بالمشاركة في توسيع الإنتاج في الحقول الحالية واستكشاف حقول أخرى. وتشير التقديرات إلى أن ليبيا تمتلك 48 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام المؤكدة، مما يجعلها الأكبر في أفريقيا.

إغلاق النفط الليبي خلال عام 2020 تسبب بخسائر بلغت 9.8 مليارات دولار (رويترز) نزاع السلطة

وبعد الإطاحة بالقذافي، أدى الفراغ في السلطة إلى صراع بين فصائل متعددة تسعى للحصول على أكبر حصة من الثروة النفطية الضخمة. وبحلول عام 2020، برزت كتلتان رئيسيتان في الصراع، الأولى بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر المتمركزة في الشرق الليبي، والأخرى تتألف من عناصر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا وتتخذ من العاصمة طرابلس في الغرب مقرا لها.

وخلال الفترة من 18 يناير/ كانون الثاني إلى 18 سبتمبر/ أيلول من 2020، شهدت ليبيا حصارا شبه كاملا لحقول إنتاج النفط، مما كلف البلاد تقديرات متحفظة تصل إلى 9.8 مليارات دولار من عائدات النفط المفقودة.

وبعد فترة من التوتر والنزاع، تم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين لإنهاء الحصار. واشترط حفتر حينها توزيع عائدات مبيعات النفط بين الفصائل المتنازعة.

وأعلن بعدها نائب رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني آنذاك، أحمد معيتيق، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي لإنشاء لجنة تهدف إلى تحديد كيفية توزيع عائدات النفط بحلول نهاية عام 2020.

وأوضح الكاتب أنه لمعالجة الوضع الذي كانت فيه حكومة الوفاق الوطني تسيطر فعليا على المؤسسة الوطنية للنفط، وبالتالي على مصرف ليبيا المركزي الذي تُودع فيه الإيرادات النفطية، تم تكليف اللجنة أيضا بإعداد "ميزانية موحدة تلبي احتياجات كل طرف"، وتسوية أي نزاع حول مخصصات الميزانية.

كما كان من المتوقع من المصرف المركزي في طرابلس تغطية المدفوعات الشهرية أو الفصلية المعتمدة في الميزانية دون أي تأخير، وذلك فور أن تطلب اللجنة الفنية المشتركة.

ووفقا لمصدر قانوني مقيم في واشنطن ويعمل بشكل وثيق مع الإدارة الرئاسية في شؤون الطاقة، كانت المؤسسة الوطنية للنفط تعمل على "ترتيبات مصرفية بديلة لعائدات النفط" التي قد تشمل أو لا تشمل مدخلات من جهات إضافية غير حفتر وعناصر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة.

الدبيبة قال إنه لا ينبغي السماح بإغلاق حقول النفط حتى لا يؤثر على حياة الليبيين (الجزيرة) إغلاق متكرر

وأفاد الكاتب بأنه لم يتم العمل على تفاصيل هذه المسائل أو طرح أي أفكار بديلة منذ ذلك الحين. ونتيجة لذلك، تعرضت ليبيا لعمليات إغلاق متكررة لبعض أو كل حقولها النفطية، حيث كانت الأسباب المعلنة في كثير من الأحيان زائفة وتخفي في الحقيقة محاولات للاستيلاء على الأصول من قبل الفصائل المتحاربة المختلفة.

فعلى سبيل المثال، قبل الإغلاق الكبير الحالي، بدأ إغلاق أصغر في النصف الأول من أغسطس/ آب، الذي بدا أنه مرتبط باعتقال صدام حفتر، نجل اللواء خليفة حفتر، حيث تم احتجازه لفترة وجيزة في مطار نابولي بعد أن ظهر اسمه في قاعدة بيانات الاتحاد الأوروبي بسبب مذكرة توقيف صادرة في إسبانيا بتهمة تهريب أسلحة.

وجاء هذا في أعقاب تصريحات المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، الذي وصف البلاد بأنها أصبحت "دولة مافيا" تهيمن عليها عصابات متورطة في عمليات التهريب، خصوصا تهريب الأسلحة. وبالفعل، سافر حفتر في سبتمبر/ أيلول الماضي إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تقدم قوات شركة فاغنر الروسية دعما لقوات حفتر في ليبيا. كما شهد مطلع يوليو/ تموز أيضا ضبط السلطات الإيطالية طائرتين مسيرتين عسكريتين صينيتي الصنع كانتا متجهتين إلى ليبيا، حيث تم تمويههما على شكل معدات توربينات هوائية.

وأضاف الكاتب أنه بعد مرور شهر، يأتي الإغلاق الحالي نتيجة إقالة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس محافظ مصرف ليبيا المركزي الصادق الكبير، ويعارض حفتر هذه الإقالة بشدة.

وفي 26 أغسطس/ آب، أفادت حكومة الاستقرار الوطني ومقرها بنغازي في الشرق، التي يهيمن عليها أتباع حفتر، بأنها ستطبق "حالة القوة القاهرة" على جميع الحقول والمحطات والمنشآت النفطية في الهلال النفطي والجنوب والجنوب الشرقي، وهذا يعني فعليا وقف إنتاج النفط في البلاد.

وبحلول نهاية الأسبوع الماضي، انخفض إنتاج ليبيا من النفط الخام بأكثر من 60% مقارنة بمتوسط 1.15 مليون برميل يوميا الذي كانت تضخه في يوليو/ تموز الماضي. وكانت المرة الأخيرة التي شهدت فيها ليبيا إغلاقا مماثلا بالصرامة نفسها هي إغلاق عام 2020 الذي استمر 8 أشهر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات النفط الخام برمیل یومیا عام 2020

إقرأ أيضاً:

"فرنسين" يوقف 30% من إنتاج النفط الأميركي بخليج المكسيك

الاقتصاد نيوز - متابعة

قال مكتب السلامة وإنفاذ الاشتراطات البيئية في الولايات المتحدة إن نحو 30 بالمئة من إنتاج النفط الخام و41 بالمئة من إنتاج الغاز الطبيعي لا يزال متوقفا في خليج المكسيك، السبت، بسبب الإعصار فرنسين.

وأضاف المكتب أن الإعصار تسبب في توقف إنتاج أكثر من 522 ألف برميل من النفط يوميا و755 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

وذكر المكتب أن عدد منصات النفط والغاز التي ترك عمال الطاقة أماكنهم فيها وصل إلى 52 منصة انخفاضا من 171 في ذروة الإعصار الأسبوع الماضي.

وكانت منشآت الطاقة على طول ساحل الخليج الأميركي قد خفضت من حجم عملياتها وأخلت بعض مواقع الإنتاج مع مرور الإعصار فرانسين عبر المنطقة.

وقال المركز الوطني الأميركي للأعاصير، الأربعاء، إن العاصفة فرانسين تحولت إلى إعصار وتتحرك الآن نحو ساحل ولاية لويزيانا.

مقالات مشابهة

  • توقف 30% من إنتاج أميركا النفطي و41% من غازها بخليج المكسيك
  • "فرنسين" يوقف 30% من إنتاج النفط الأميركي بخليج المكسيك
  • ناهد الحلبي: والدتي كانت الزوجة الـ12 لأبي الذي كان يكبرها بنصف قرن
  • إنتاج النفط والغاز في تونس ينخفض بنهاية يوليو
  • أزمة جديدة قد تغرق ليبيا في الفوضى مرة أخرى
  • WP: أزمة إدارة المصرف المركزي قد تدفع ليبيا إلى الفوضى مجددا
  • ‏الشهري: الأهداف التي تلقاها النصر كانت من أخطاء في بناء الهجمة.. فيديو
  • أزمة إدارة المصرف المركزي قد تدفع ليبيا إلى الفوضى مجددا
  • توقف إنتاج "بوينغ" جزئيا بسبب أول إضراب عمالي منذ 2008
  • تداعيات إعصار فرانسين.. كيف تأثر إنتاج النفط والغاز في أميركا؟