النهار أونلاين:
2025-04-27@00:02:06 GMT

أحتاج لعطف والدي لكنه أبدا لا يبالي..

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

أحتاج لعطف والدي لكنه أبدا لا يبالي..

تحية طيبة للجميع وبعد: سيدتي قراء الموقع تعلمون كم هو صعب أن يرى المرء منكرا حوله ولا يستطيع تحريك ساكنا ليغير منه شيء، لأن الأمر متعلق بوالدي.

هي الحقيقة سيدتي، فحين كنت صغير لم أكن واعية بالقدر الذي يجعلني أفهم سبب الخلافات الدائمة بين أمي وأبي، لكن ما إن نضجت أدرك حجم المعاناة التي تجرعت أمي مرارتها في سبيل الحفاظ على شملنا، فوالدي لا يبالي لنا، هو رجل بخيل وأناني بالرغم من أن أحوالنا المادية في الظاهر تبدو جيدة، لكن الواقع يروى تفاصيل أخرى مؤلمة، فهو يحب نفسه فقط، ويدللها بأغلى الأشياء، يتناول ما لذ وطاب في الخارج وقليلا ما يأكل في المنزل، أما والدتي وأنا فلا ينفق علينا إلا الضروريات فقط، وليس هذا فحسب، فحتى من الناحية المعنوية، هو لا يشعرنا بحبه، كلماته دوما قاسية، وقليلا ما يحدثنا، وإن تحدث ينتقص من قيمتنا، ويشعرنا أننا فاشلتان، علما أنني الابنة الوحيدة، وهذا الأمر عقدني، جعلني جد متحفظة في كل علاقاتي، خاصة أنني لم أوفق في الدراسة، اضطررت للبقاء في المنزل بعدها، أردت لتخصص في الطبخ، فرفض أن يعطيني المال، وقال لي أنه من لم ينجح في الدراسة لنجح في أي أمر آخر، فهل يعقل أن يكون أبا قاسيا على ابنته الوحيدة لهذا الحد؟
سيدتي أنا أشعر بالظلم والمهانة صدقيني، فلولا عمل أمي الذي نحفظ به ما الوجه الله وحده يعلم ماذا كان سيحل بنا، كل هذا ولازلت أحفظ له الود والاحترام، لكن إلى متى هذا الازدراء من أبي لأنني لا أريد أن أكرهه وأكره الحياة بسببه.


ماريا من الوسط
الرد:
تحية أطيب عزيزتي، واضح جدا الأذى النفسي الذي تسبب فيه تصرف والدك وطباعه، لكن بالرغم من ذلك سأذكرك بأمر مهم للغاية، فنحن كلنا أتينا إلى هذه الدنيا ولم نختر أبوينا، فهو رزق من الله، والله يعلم ونحن لا نعلم، وما تمرين به هو اختبار لصبرك وإيمانك، وتقواك.
ثم إن الرد عليك أمر يحتاج الكثير من الحرص، لأنني عادة في المشاكل التي تخص الأبناء بالوالدين، دوما ما أطلب من الأبناء التأدب في الحديث، أو في الوصف، لأن طاعتهما من طاعة الله، ولنا في هذا أسوة حسنة من إبراهيم عليه السلام وكيف كان يعامل والده لإنقاذه من الكفر.
فأنا لمست نوعا من الحقد اتجاه والدك، وهذا أمر أحذرك منه، ففي آخر رسالتك قلت أنك لا تريدين أن تكرهي والدك، لكن كلماتك توحي نوعا ما بذلك، فحين تذكري والدك اذكريه بكلمات إيجابية حتى لا يبدأ عقلك الباطن بتشرب معنى الكره والنفور من والدك، وهذا الشعور السلبي هو خطأ في حد ذاته بشكل عام، فما بالك في حياة فتاة مع والدها..؟
ثم أريد أن أسألك أمرا وأجيبي عنك في قرارة نفسك: هل هذه المشاعر السلبية اتجاه والدك حلا لمشكلتك..؟ أكيد لا، والله يقول في كتابه الكريم: “ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم” صدق الله العظيم، فهل حاولت يوما التودد إلى والدك؟ هل حاولت يوما أن تقولي له أنا أحبك يا أبي؟ هل قبلتي يوما رأسه؟ وأنا متأكدة انك إن غيرتي أنت معاملتك فتجدين منه ما يسرك بإذن الله.
ثم يوجد نقطة مهمة للغاية، أنت لم تذكري طريقة أمك معه، ولا الأسباب التي تدفعه ليتصرف بهذه الطريقة، لذا حاولي بذل التذمر أن تراقبي الوضع بذكاء لفك لغز تصرفاته ثم بادري أنت بإيجاد الحلول والتغيير، تحدثي إليه مباشرة ووضحي له مدى حبك وأظهري له عطفك، فلربما هو بحاجتكم وأنتم لم تنتبهوا للأمر.
تصرفي بالبر الذي أوصى به ديننا الحنيف، أما والدك فلا حكم لك عليه، فله رب سيحاسبه على مسؤوليته، واعذريني إن كنت قاسية لكن أعلم أنك يوم تتمكنين من تحسين علاقتك بوالدك ستذكرين هذا الرد بإذن الله، أكثري له من الدعاء تحدثي إليه بهدوء وروية واعرفي حقا ما الذي يسعده اعرفي مفتاح قلبه، تدللي عليه، وأشعريه انك ابنته وتحتاجينه، لعل هذا ينفع معه، وينتبه لغلطه ويغير طريقته بحول الله.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية

لأول مرة يرتعب جنرالات الحركة الإسلامية سافكو دم شعبهم، بعد أن علموا بأن الله قد منّ على المستهدفين بالبراميل المتفجرة الساقطة على رؤوسهم، بسلاح نوعي يحميهم، جعل القلوب الخافقة تهدأ والنفوس الوجلة تستقر، فالرب قد استجاب لتلك المرأة المسكينة، التي رفعت كفيها بالدعاء على من أحرق زرعها وضرعها وبيتها، بأن يحرقه، وهي امرأة وحيدة وضعيفة ومسكينة على أعتاب التسعين، أبرها الله الذي وصفته بأنه (ليس ابن عم أحد)، في تضرع صادق خارج من صميم قلب مكلوم مهيض الجناح لا يلوي على شيء، هذه الحرب أدخلت مجرمي الإسلام السياسي في جحر ضب خرب، وكشفت عن بشاعة النفس التي بين جنبيهم، وأبانت كيف أن النشأة الأولى لم تكن على أساس ديني قويم، وإنّما كانت بناء على انحراف خلقي واخلاقي، وإلّا لما جاءت النتيجة بعد ثلاثين عاماً من تجربة الحكم استهدافاً قاسياً للمسلمين الفقراء الكادحين الذين لا حول لهم ولا قوة، جرمهم الوحيد أنهم يسكنون هذه الأرض، وما يزال القاتل الأكبر يتربص بهم كيف أنهم أنجبوا هؤلاء الرجال الأشداء المقاتلين من أجل الحق؟، الذي استمات الحركيون الإسلاميون في تمييعه، بين نفاق الإعلام الكذوب وإفك فقهاء الجنرال الظلوم الجهول "مدّعي الربوبية"، الذي ذُعِر أيما ذُعر وهو يتحدث عن حصول (الرجال) على السلاح النوعي، المانع لآلته المجرمة والقاتلة من أداء مهمتها الجبانة والقذرة، ألم يتلو آيات الذكر الحكيم القائلة أن الباطل لابد وأن يزهق، كيف بربك يتلوها وهو القاتل الغاصب الفاسق الرعديد؟.
من ظن أن السودانيين سيواصلون صمتهم الخجول الممتد لسبعة عقود، عن المجازر المخطط لها بعناية ودقة فائقة وممنهجة من زمان "حسن بشير نصر" و"أبو كدوك" إلى زمان المختبئين وراء المليشيات الإرهابية، يكون غائب عن الوعي وغير مدرك لحتميات حركة التاريخ، وكما في حياتنا الرعوية مقولة "قصعة الجرّة"، التي تعني اجترار الحيوان لكل ما التهمه من عشب النهار ليلاً، بدأ مجرمو مؤسسة الموت والهلاك والدمار يطرشون ما اختزنوه من خطيئة سفك دماء الأبرياء، فجميع من ترونهم من لواءات وعمداء وعقداء يسقطون من السماء على الأرض، ويرقص حول جثثهم المحترقة الأحرار في حفلات شواء ناقمة، ما هي إلّا عملية استفراغ لما ارتكبوه من جرم بشع وعمل شنيع لا يشبه فعل إبليس. على المستوى الشخصي حينما سمعت خبر مقتل العقيد وليد ابن اخت الجنرال الهارب، أيقنت أن القصاص لن يترك فرداً ولا جماعة ولغت في دم عشيرة الغبراء التي أقسمت على الله فأبرها، هذا "الوليد" هو مهندس مجازر الجنينة كما كان (خاله) وجده "اللواء الدابي"، هل تعلمون أن الملازم وليد في تسعينيات القرن المنصرم ارتكب مجزرة بحق سكان قرية بدارفور، شهودها جنود في "جيش (العشب) الواحد"؟، روى تفاصيل الجريمة النكراء "رقيب معاش" ما زال حياً، وأنا على يقين من أنه قد رفع كفيه للسماء بعد أن علم بالخبر وقال "الحمد لله"، إنّ جند الجيش "الكتشنري" سوف يتذوقون ذات طعم الحنظل الذي أذاقوه للسودانيين ما دامت الأكف مرفوعة بالدعاء.
يقول المثل "المصيبة ليست في ظلم الأشرار ولكن في صمت الأخيار"، وانا أقول "المصيبة ليست في صمت الأخيار ولكن في عدم وجود (أخيار) من الأساس"، لأن الرجل الخيّر لن يصمت عن قول الحق، ولن يتسامح مع المجرمين والمنافقين والمدلسين والمزورين والكذابين والأفّاكين، وطالما أن هنالك بيننا من يعتقد في أن الجنود السودانيين الذين يعملون تحت راية (القوات المسلحة)، والمرسلين لليمن من معسكر "سركاب" أنهم "متمردين"، ويتجاهل كونهم نائمين على أسرة (معسكر الجيش) وهم منزوعي السلاح، داخل بيت ضيافة (القوات المسلحة)، تأكد من حقيقة واحدة لا ثاني لها، هي حتمية انتصار كل من رفع البندقية في وجه هذا (الجيش)، الذي فقد الزخم المصطنع الذي عاشه السودانيون مائة عام، إذ كيف لجيش عمره قرن يورث الناس الحرب والدمار والخراب؟، لماذا لم يؤد دوره الوطني المنوط به؟، لقد أعاد "جيشنا جيش الهنا" الخرطوم للعهد الذي بدأ بدخول "كتشنر" حيث عربة "الكارو" الناقلة لماء الشرب، التي يسحبها حمار لتقوم بمهمة سقيا الناس قبل قرن وربع القرن، إنّه (فرض عين) على الشعب السوداني أن يثور ثورته الأخيرة القاضية، ليقضي على العصابة المنحرفة المتواجدة في بورتسودان، وإلّا ستشهد بورتسودان نفسها ما شهدته "نيالا" و"الفاشر"، على أهل الشرق أن يكونوا كما قال المثل " السعيد يشوف في أخوه"، إنّ شر الإخوان قد أوصل مصر لدرك سحيق خلال حقبة حكم لم تتجاوز السنة الواحدة، أما الشعب السوداني فليس في مقدوره إخراج (الأذى) إلّا بعد أن يستعين بصديق، فإن لم يفعل ولن يفعل، فليبشر بطول أمد المعركة الدائرة الآن بين حق السودانيين في الحياة الكريمة، وباطل الحركة الإسلامية (الإخوان) في استعباد السودانيين.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الصرخةُ.. سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ
  • من جامع زوجته بهذه الأيام.. علي جمعة: عليه كفارة 10 آلاف جنيه
  • الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله
  • الانكماش لن يهدد الرواتب لكنه يضرب الموازنة الاستثمارية
  • إسرائيل على حافة الهاوية: آن أوان عودة الأمريكيين
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • خطيب حوثي يكذب علنًا ويزعم أن رسول الله ''لم يُحِط بعلم القرآن الكريم'' !
  • رسالة أمير الكويت للرئيس السيسي: الكويت لا تنسى أبدا دعم مصر
  • سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية
  • دعاء الرزق وقت الفجر.. احرص عليه سترى العجب العجاب