تتواصل الهزات الارتدادية لمعركة "طوفان الأقصى" في الأوساط الإسرائيلية المختلفة، محدثة تصدعات واضحة، خصوصا في جدار الأمن الإسرائيلي.

وتسبب الإخفاق العسكري الجسيم، سواء في التنبؤ بالحدث الكبير، أو صد الهجمات المباغتة التي نفذتها كتائب القسام يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في دفع قادة عسكريين إسرائيليين وسياسيين إلى الاستقالة، اعترافا بالفشل، فيما يفكر آخرون، أو ربما يجدوا أنفسهم مرغمين على الاستقالة، على إثر تحقيقات مرتقبة وموسعة، يتوقع أن تنطلق فور انتهاء الحرب على غزة.



وبينما أرجع القادة العسكريون استقالاتهم لأسباب شخصية، إلا أن أوساطا إسرائيلية عدة، أكدت أن هذه الاستقالات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالفشل العسكري والاستخباري الذريع إبان "طوفان الأقصى".


وهاجمت كتائب القسام خلال معركة "طوفان الأقصى" 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة، فقتلت وأسرت مئات الإسرائيليين، ردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.

تاليا أبرز القادة العسكريين المستقيلين:

قائد أركان القوات البرية تامير ياداي
أعلن جيش الاحتلال، الثلاثاء، أن قائد القوات البرية، اللواء تامير ياداي استقال من منصبه، لـ"لأسباب شخصية"، مؤكدة أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي ووزير الحرب، يوآف غالانت وافقا على طلب ياداي.

وشغل ياداي منصب قائد القوات البرية في السنوات الثلاث الماضية، ومن المتوقع أن يترك ياداي منصبه خلال الأسابيع المقبلة بمجرد العثور على ضابط بديل، ولم يتضح بعد من سيحل محله.



رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء أهارون حاليفا
وفي 22 من نيسان/ أبريل الماضي أعلن جيش الاحتلال استقالة اللواء أهارون حاليفا، وهو أول ضابط رفيع يستقيل رسميا من منصبه على إثر الإخفاق في توقع عملية طوفان الأقصى والتصدي لها.

تدرج حاليفا في المناصب داخل جيش الاحتلال حتى وصل إلى منصب رئيس مديرية التكنولوجيا والخدمات اللوجستية بين عامي 2016 و2018، ثم رئيسا لمديرية العمليات حتى 2021، وهو تاريخ توليه منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، الذي ظل يشغله حتى تاريخ استقالته اعترافا بالفشل في توقع عملية "طوفان الأقصى".



قائد فرقة غزة آفي روزنفيلد
في التاسع من حزيران/ يونيو الماضي، أعلن قائد فرقة غزة العميد آفي روزنفيلد استقالته من منصبه، مؤكدا أن قراره جاء على خلفية فشله في "مهمة حماية منطقة غلاف غزة"، خلال معركة طوفان الأقصى.

ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن روزنفيلد دعا في حينه جميع القادة العسكريين في "الجيش" إلى تحمل مسؤولية ما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.


وفرقة غزة هي فرقة عسكرية في جيش الاحتلال تحمل الرقم "643"، وتعمل تحت إمرة المنطقة العسكرية الجنوبية، ومقرها قاعدة رعيم التي تبعد عن قطاع غزة 7 كيلومترات، وتكمن مهمتها في حراسة الحدود المتاخمة لقطاع غزة، وإدارة عمليات الاغتيال وتدمير الأنفاق التي تكتشفها في غلاف غزة.



قائد المنطقة الوسطى يهودا فوكس
أعلن قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، اللواء يهودا فوكس، في نيسان/ أبريل الماضي اعتزامه الاستقالة من منصبه.

وأبلغ فوكس رئيس الأركان هرتسي هاليفي بقرار الاستقالة، التي كان يتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في آب/ أغسطس الماضي، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

واستقالة فوكس التي ما زالت معلقة حتى الآن، تأتي بعد 3 سنوات فقط من توليه مهام منصبه، دون أن يوضح سببها، لكنها مرتبطة بمعركة طوفان الأقصى، وفق مراقبين إسرائيليين.



وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الأجواء الصعبة في الجيش بشكل عام، وهيئة الأركان العامة بشكل خاص في ظل الحرب المتواصلة على قطاع غزة، دفعته إلى الاعتقاد بأنه من الصواب أن يتخلى عن منصبه العسكري.

وفي ظل هذه الاستقالات، يعتقد المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية الحنان مزوز أن الاستقالات بالجيش وهيئة الأركان بعد تاريخ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي  تشير إلى أن الكثير من الضباط يتحملون مسؤولية الإخفاق الاستخباراتي بمنع "طوفان الأقصى".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاستقالات الجيش الجيش استقالات الفشل دولة الاحتلال طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى جیش الاحتلال من منصبه

إقرأ أيضاً:

استقالة قائد وحدة 8200 الاستخباراتية على خلفية هجوم 7 أكتوبر

سرايا - أبلغ قائد وحدة الاستخبارات العسكرية "8200" في الجيش الإسرائيلي الجنرال يوسي ساريئيل، قادة الجيش أنه يستقيل من منصبه، بسبب ما اعتبره "فشل الوحدة" في إعطاء إنذار مبكر قبل هجوم السابع من أكتوبر الماضي.

واعترف ساريئيل في رسالة وزعت على الوحدة، بـ"الفشل" في هجوم 7 أكتوبر، قائلاً: "لقد فشلت المعلومات التي جمعناها ووزعناها على الوكالات المختلفة بشأن خطط حركة حماس واستعداداتها"، بحسب ما نقلته صحيفة "إسرائيل هيوم".

وأشار إلى أنه "لم ينجز المهمة كما كان يتوقع من نفسه، ولا كما توقع منه المسؤولين والإسرائيليين"، مضيفاً: "أنا أسعى إلى الوفاء بمسؤوليتي كقائد للوحدة، وسأسلم الراية إلى من بعدي".

وتولى الجنرال ساريئيل في فبراير 2021 قيادة هذه الوحدة، والتي ينظر إليها على أنها أخفقت في هجوم 7 أكتوبر.

ويعد ساريئيل ثاني ضابط رفيع في هيئة الاستخبارات يقرر الاستقالة على خلفية إخفاقاتها في هجوم أكتوبر، بعد رئيسها السابق الميجر جنرال أهارون حاليفا.

الوحدة الأكبر

و"وحدة 8200" الاستخباراتية، هي الجهاز الرئيسي في الجيش الإسرائيلي، وتعد من أقدم الوحدات، إذ تأسست بعد نكبة عام 1948.

ولدى الوحدة مهمة رئيسية، وهي تزويد الحكومة والجيش الإسرائيلي بالتحذيرات والتنبيهات الاستخباراتية بشكل يومي، وخلال الحروب لمواجهة التهديدات.

وتعد "8200" أكبر وحدة في الجيش الإسرائيلي، وهي مسؤولة عن جمع كل المعلومات الاستخباراتية الإلكترونية، وذلك من خلال تتبع المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، ورسائل البريد الإلكتروني، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقد اتُهمت الوحدة مؤخراً بـ"الفشل" في منع الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب "إسرائيل" في 7 أكتوبر الماضي.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية حينها، أن "وحدة 8200، لم تكن تعمل في صباح الهجوم، وذلك بعد قرار اتُخذ قبل عامين بتقليص عدد الأفراد، ووقف عملها خلال الليل، وفي عطلات نهاية الأسبوع، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وتسبب القرار في تقليص عدد أفراد الوحدة بشكل كبير وأنشطتها العملياتية على حدود غزة، وتم وقف جميع العمليات في الليل وخلال عطلات نهاية الأسبوع.

وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية كشفت كذلك في أبريل الماضي، عن هوية قائد وحدة 8200 من خلال تتبع مسار رقمي مرتبط بكتاب يناقش الحرب والذكاء الاصطناعي، نشره الضابط على موقع "أمازون".

وذكرت الصحيفة أن اسم الضابط الذي يرأس وحدة النخبة السرية، ولكن بعد الكشف عن هويته لم تقم وسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر اسمه؛ بسبب إرشادات الرقابة العسكرية.

الكتاب الذي كان في محور ما وصفته "الجارديان" بأنه "ثغرة أمنية محرجة" هو The Human Machine Team (فريق الآلة البشرية) وصدر عام 2020، وتم التعريف عن مؤلفه باستخدام الاسم المستعار المكون من الأحرف الأولى من اسمه (العميد ي.س)، "يعرض رؤية جذرية لكيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتغيير العلاقة بين الأفراد العسكريين والآلات".

وتأتي استقالة ساريئيل، بعد أسبوع، من إعلان رئيس قسم الاستخبارات في وحدة الشرطة المعروفة باسم "لاهف 433" درور اساراف، نيته ترك منصبه بعد خدمة دامت 35 عاماً، كما ذكر قائد لواء الشمال في الشرطة الميجر جنرال شوكي تحاوكا، أنه سيستقيل بعد عامين فقط من تسلمه المنصب.

ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية "مكان"، فإن 6 ضباط كبار من الشرطة استقالوا منذ مطلع العام الجاري.


مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ346 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الاحتلال يعترف بقتله 3 أسرى إسرائيليين بغزة نهاية العام الماضي
  • تطورات اليوم الـ345 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • في ظلال طوفان الأقصى “117”
  • تطورات اليوم الـ344 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • طوفان الأقصى.. هل وضع إسرائيل على حافة الهاوية؟
  • ماذا تعني استقالة قائد وحدة الاستخبارات الصهيونية “8200” من منصبه؟
  • استقالة قائد وحدة 8200 الاستخباراتية على خلفية هجوم 7 أكتوبر
  • قائد وحدة استخبارات الاحتلال المستقيل على خلفية هزيمة 7 أكتوبر: سامحوني.. لم تنجز المهمة
  • جيش الاحتلال يعلق على خبر استقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي