فرضت قضية الكحالة في لبنان، والاشتباك المسلح الذي وقع بعد انقلاب شاحنة ذخائر لحزب الله في منطقة مسيحية، حالة من النقمة عند الشارع اللبناني ومخاوف من فتنة، في حادثة تلقي الضوء مجدداً على الرفض الشعبي لسلاح الميليشيات، كما يقول مراقبون.

وقعت الحادثة، أمس الأربعاء، بعدما انقلبت شاحنة محملة بأسلحة لحزب الله في بلدة الكحّالة المسيحية، أعقبها تبادل لإطلاق النار بين عناصر من الميليشيا وسكان بلدة مسيحية جنوب شرق بيروت، ما أسفر عن سقوط قتيلين أحدهما شاب من القرية، والآخر  من الجماعة المدعومة من إيران.

وتعد هذه الاشتباكات الأخطر منذ مواجهة الحزب الشيعي مع مواطنين في بيروت قبل عامين، وهو ما يهدد لبنان بأزمات جديدة تضاف إلى مشكلاته السياسية والاقتصادية المزمنة.

كما شهد لبنان، ما قيل إنها محاولة اغتيال لموريس سليم وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال، بعد أن تعرضت سيارته لإطلاق نيران من دون أن يصاب بأذى الخميس.

في اتصال مع 24 يقول المحلل السياسي والمحامي اللبناني، أمين بشير: "المعلومات حتى الآن لم تتضح إن كانت محاولة اغتيال أم هي رصاص طائش أطلق خلال تشييع جثمان عنصر حزب الله الذي قتل في حادثة الكحالة، وأضاف إن "حادثة الكحّالة مرشحة للتضخم والذهاب نحو منحى أكبر".

ونوه بشير "دائماً كنا نتحدث أن أزمة لبنان ليست بالفساد أو الإدارة وانما أزمة احتلال إيراني للقرار اللبناني بواسطة حزب الله وحادثة أمس تؤكد ذلك وهذا شيء أصبح المجتمع اللبناني يراه يوماً بعد يوم".

ولفت بشير إلى أن "الجماعات اللبنانية كانت تبتعد سابقاً عن توصيف سلاح حزب الله باللاشرعي، لكن هذا الأمر تغير بعدما أصبح اللبنانيون بمختلف طوائفهم يشعرون بأن هذا السلاح يمسهم، خصوصاً مع الأحداث التي شهدتها منطقة شويا الدرزية عند وقوع اشتباكات مع الحزب قبل أيام".

حزب الله "يستفرد بكل شيء"

يؤكد المحلل السياسي اللبناني أنه "يشعر المواطنون أن كل لبنان معرض للاجتياح بالسلاح الإيراني بأي لحظة"، ويرى أن "حزب الله يعتبر البلد بلده والأرض أرضه وسلاحه شرعي من خلال ثلاثية (شعب جيش مقاومة) التي يتحدث بها حتى أصبحت جزءاً من البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة".

وقال بشير:" الجميع تحدث عن الذخيرة والطريقة التي يجلب بها الحزب السلاح، لكن ما استوقفني أن هذه الشاحنة ذكرتني بتلك التي استخدمت لاغتيال الشهيد رفيق الحريري عام 2005"، معبراً عن "استغرابه من طريقة الموكب والحماية التي تحصل عليها شاحنة واحدة".

وتابع:" بعد إدانة عناصر من حزب الله دولياً باغتيال رفيق الحريري، من حقنا أن نقيس الأمور ونقول ربما كانت هذه الشاحنة تستهدف شخصية أخرى أو أمراً مشابهاً، غير أن ما حدث أحبط المخطط".

الجيش.. لا حول ولا قوة

وعبر بشير عن "أسفه من المشهد الذي ظهر عليه الجيش، وهو يحمي شاحنة السلاح بوجه الأهالي".

وقال :" ربما قائد الجيش ربح صوت حزب الله الذي يتحكم بانتخابات رئاسة الجمهورية، لكنه خسر جميع الأصوات المعارضة خاصة في الشارع المسيحي"، كما اعتبر أن "البيان الذي أصدره الجيش كان ركيكاً وقلل من شأن الحادثة".

سلاح طائفي

في حديث لـ 24 يذهب الصحافي اللبناني، طوني بولس، في تحليله إلى تأييد ما سبق، مؤكداً أن "استمرار تفكك الدولة يتيح لحزب الله التمدد.. ليضع نفسه في مكان الدولة وينتهك السيادة والحدود البحرية والبرية والجوية، ويجلب أسلحة ومسلحين".

ويرى بولس أن حادثة الكحالة تؤكد أن "الشعب اللبناني بكافة مكوناته يرفض سلاح الحزب ولا يعتبره سلاح مقاومة، وإنما سلاح ميليشاوي طائفي يخدم المشروع الإيراني ويقوض الدولة اللبنانية".

قتيلان في اشتباكات مسلحة بسبب "شاحنة" لميليشيا #حزب_الله.. ما الحكاية؟#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/PnJnhVilUD pic.twitter.com/4Z7UXnZ3uR

— فيديو 24 (@24Media_Video) August 10, 2023

ولفت إلى "تجارب سابقة تثبت عدم اعتراف الشعب اللبناني بسلاح الحزب، كواقعتي شويا وخلدة ومناطق أخرى"، معتبراً أن "المقاومة تحتاج لتأييد شعبي وهو أمر لا يحظى به الحزب".

وطالب بولس بـ "نزع سلاح حزب الله كسائر الأحزاب اللبنانية، لإقامة الدولة وتطبيق اتفاق الطائف والدستور"، مشدداً على "استحالة إقامة دولتين دولة حزب الله ودولة المؤسسات".

وقال الصحافي اللبناني:"الأمين العام للحزب حسن نصر الله، يربط سلاح الحزب بالسلاح الإقليمي.. وإمكانية المواجهة بين إيران والولايات المتحدة في سوريا، وهي أمور لا علاقة للشعب اللبناني بها".

وختم بولس حديثه لـ 24 بالقول: "هذا السلاح مهته أن يرسخ أن لبنان تتبع طهران، وأن حدود إيران تصل إلى البحر المتوسط لتثبيت المشروع المعروف باسم الهلال الشيعي".


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة حزب الله لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية لا عودة فيه

أكد الرئيس اللبناني، جوزاف عون، أن قرار حصر السلاح بيد الدولة لا عودة عنه، مشدداً على أن تنفيذ هذا القرار لن يؤدي إلى اضطرابات أمنية، بل سيتم التقدم فيه عبر الحوار مع الجهات المعنية، بما يضمن الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي وتعزيز دور الدولة المركزية.

وجاءت تصريحات عون خلال استقباله وفداً من معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن (MEI)، برئاسة الجنرال الأمريكي المتقاعد جوزيف فوتيل، حيث أشار في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، إلى أن الخطوة تحظى بدعم داخلي واسع، إضافة إلى تأييد من الدول الشقيقة والصديقة للبنان.

وأوضح الرئيس اللبناني أن التطورات الجارية في المنطقة ما زالت تهيئ الأرضية للحلول السلمية، رغم تعقيداتها، داعياً إلى الصبر والتدرج في المعالجة تفادياً لأي انتكاسات. 

وأشار إلى الحاجة الملحّة لدعم عاجل للجيش والقوى الأمنية، حتى تتمكن من أداء مهامها في الحفاظ على الأمن والاستقرار الوطني.

وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، أكد عون أن استقرار لبنان يصب في مصلحة الولايات المتحدة، مطالباً واشنطن بلعب دور أكثر فاعلية في دعم بلاده، سواء على مستوى الأمن أو من خلال الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للوفاء بالتزاماتها الدولية.

وفي هذا السياق، لفت إلى أن الجيش اللبناني يواصل تنفيذ مهامه في منطقة جنوب الليطاني تطبيقا لقرار مجلس الأمن 1701، غير أن استكمال انتشاره على الحدود الجنوبية ما زال معرقلاً بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمسة تلال لبنانية، رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 نصّ على انسحاب الاحتلال منها بحلول منتصف شباط/فبراير الماضي.


ودعا عون مجدداً الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما راعيي الاتفاق وعضوين في لجنة المراقبة، إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء احتلالها لهذه المناطق، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، تمهيداً لبسط سلطة الدولة بالتعاون مع قوات "اليونيفيل".

أما على صعيد الحدود مع سوريا، فأكد الرئيس اللبناني أن الجيش يواصل جهوده لضبط المعابر غير الشرعية ومنع التهريب، مشيراً إلى اجتماعات ثنائية عُقدت مؤخراً مع الجانب السوري لبحث هذه المسائل. 

وجدد عون تمسك لبنان بإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم، معتبراً أن الظروف التي دفعتهم للنزوح قد زالت، مطالباً المجتمع الدولي برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا لدعم جهود العودة.

حزب الله يرفض
في 19 نيسان/أبريل الجاري، جدد الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، رفض الحزب تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، مؤكداً تمسكه بخيار "المقاومة" في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

وفي خطاب متلفز، أوضح قاسم أن الحزب لا يزال ملتزماً باتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي، غير أنه شدد على أن سلاح "المقاومة" خط أحمر، قائلاً: "لن نسمح لأحد بنزع سلاحنا، وسنواجه أي محاولة تسعى إلى ذلك".

وأضاف أن "خيار الدبلوماسية لا يزال قائماً، لكن هذه المرحلة لن تستمر طويلاً"، في إشارة إلى نفاد صبر الحزب إزاء الضغوط السياسية الرامية إلى نزع سلاحه.


وأكد قاسم أن مناقشة مسألة السلاح لا يمكن أن تتم إلا ضمن إطار وطني شامل، يأخذ في الحسبان اعتبارات السيادة والدفاع عن البلاد، لافتاً إلى أن "المقاومة في لبنان لم تكن يوماً خياراً عابراً، بل هي رد طبيعي ومشروع على استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية".

مقالات مشابهة

  • حزب الله غير راض عن الحكومة: على المعنيين ردع إسرائيل
  • الرئيس اللبناني: قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية لا عودة فيه
  • من التّحرير إلى الانتفاضة.. محطات مفصلية في رحلة صعود حزب الله
  • الجيش داهم أكثر من 500 موقع لـ الحزب.. في هذه المناطق
  • قائد الجيش في الجنوب وعون يفعّل قنوات التواصل والحوار مع الحزب
  • توجّه دولي يضع نهاية لزمن الميليشيات.. عون:.. الجيش اللبناني وحده الضامن للحدود والقرار بيد الدولة
  • القوات: سلاح حزب الله دفع بلبنان إلى الهاوية
  • نزع السلاح والإعمار بإشراف أميركي
  • وزير العدل: سلاح حزب الله لم يحمِ الشعب اللبناني!
  • حزب الله أمام ارتباك أمني.. من يراقب مناطقه؟