أوصى المؤتمر الدولي " دور التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة " بضرورة إجراء تحليل شامل للاحتياجات التقنية والأمنية لمشاريع التحول الرقمي لضمان نجاحها، والتعاون الدولي في قوانين الحفاظ على البيانات، ووضع الاستراتيجيات لتطوير بوابات المعلومات في مجال المكتبات والمعلومات بشكل دائم، ووضع برامج تقوم بتنفيذها مؤسسات المعلومات للتوعية بأهداف التنمية المستدامة.

وأكد المؤتمر، عدم التخوف من النظم الذكية، إنما العمل على احتضانها، وأن يكون استخدام النظم الذكية بطريقة إيجابية للتحسين وليس الاستعمال المحفوف بالمخاطر. ودعا المؤتمر الجهات المعنية بالإسراع في إعداد مواثيق لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وإعداد القوانين والتشريعات اللازمة التي تحكم ممارسات الذكاء الاصطناعي، خاصة حماية الملكية الفكرية.

وشدد المؤتمر، على أهمية قيام مؤسسات المعلومات بتعزيز محو الأمية المعلوماتية للمواطنين لتعظيم استفادتهم من مشروعات التحول الرقمي، وإطلاق استراتيجية شاملة للتحول الرقمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتطوير البنية التحتية الرقمية لتعزيز سرعة الإنترنت وتكامل قواعد البيانات لتمكين تطبيق التحول الرقمي، ودعم التطوير المهني المستمر لاختصاصيي المكتبات والمعلومات والأرشيف بما يتواكب مع مقتضيات العصر، خاصة تلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مؤسسات المعلومات.

ودعا المؤتمر إلى تشجيع التعاون بين المؤسسات الأكاديمية لنشر الأبحاث وتعزيز الابتكار، والإتاحة الحرة لمصادر المعلومات، وتفعيل الدراسات التجريبية لتقييم الوثائق العربية وتحسين تصميم وعرض مقتنيات المتاحف باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي. كما تم التأكيد على أهمية وضع خطة زمنية واضحة للتحول الرقمي لإدارة الوثائق في المؤسسات المختلفة، وتحديث مناهج دراسات المعلومات في الجامعات العربية بحيث تواكب التطور المتسارع في تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

كانت قد شهدت مكتبة الإسكندرية ختام المؤتمر الدولي "دور التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية MENA"، الذي أقيم تحت رعاية مكتبة الإسكندرية وبتنظيم المؤسسة العربية لإدارة المعرفة (AIKM) ولجنة الإفلا الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا (IFLA-MENA).

افتتح المؤتمر  الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور خالد الحلبي؛ رئيس مجلس أمناء المؤسسة العربية لإدارة المعرفة، والدكتور سيف الجابري؛ رئيس لجنة الإفلا الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد شارك بالحضور 213 مشاركاً من 13 دولة عربية، هي: الأردن، الإمارات العربية المتحدة، تونس، السعودية، سلطنة عمان، السودان، سوريا، العراق، قطر، الكويت، ليبيا، مصر، المغرب.

وشجع المؤتمر تبني تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في المشاريع الريادية في المؤسسات الخدمية لتحسين كفاءة الخدمات، واتخاذ تدابير أمنية لحماية الوثائق والبيانات المؤسسية من مخاطر الأمن السيبراني، وتعزيز الاستخدام الكامل لموارد المعرفة في المكتبات للوصول إلى المعلومات بشكل منصف وأخلاقي، والاستفادة من الحوسبة السحابية في إدارة وحفظ المستودعات الرقمية للبيانات البحثية.

جدير بالذكر أن المؤتمر شهد مشاركات مسجلة لكل من السيدة فيكي ماكدونالد؛ رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، والسيدة شارون ميمس؛ الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، والسيد أليخاندرو سانتا؛ رئيس المجلس الإقليمي بالاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات. وشدد المتحدثون على الأهمية الكبرى لموضوع التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأكدوا أنهم يتطلعون إلى التعرف على نتائج وتوصيات المؤتمر.

وتضمن برنامج المؤتمر جلستين عامتين، تم خلال الجلسة العامة الأولى عرض أنشطة كل من: دار المنظومة، OCLC، المؤسسة العربية لإدارة المعرفة، ولجنة الإفلا الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي الجلسة العامة الثانية ألقى الأستاذ الدكتور أحمد الشربيني؛ أستاذ نظم وشبكات الاتصالات بكلية الهندسة جامعة القاهرة - رئيس مجلس بحوث الاتصالات بأكاديمية البحث العلمي، محاضرة عن النظم الذكية الاتجاهات الحالية والمستقبلية. وقد توالت جلسات المؤتمر التي بلغت 8 جلسات علمية وزعت على يومي المؤتمر، وتضمنت عرض 34 بحثاً قدمها باحثون من 12 دولة عربية.

وفي نهاية المؤتمر، توجه المشاركون في هذا الحدث العلمي الكبير، إلى مكتبة الإسكندرية بكل الشكر والتقدير على رعايتها للمؤتمر، وإلى الشركات المشاركة في المعرض، وهم شركة دار المنظومة، وOCLC وشركة الزاد ومشروع قراب، ومنصة إيساء لدعمهم للمؤتمر لكي يخرج بالصورة المشرفة التي خرج بها.

 وتوجهت المؤسسة العربية لإدارة المعرفة، ولجنة الإفلا الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى كل المشاركين بكل الشكر والتقدير على مشاركتهم في المؤتمر، والشكر والتقدير إلى مكتبة الإسكندرية لاستضافتها هذا الحدث العلمي.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية بأهداف التنمية المستدامة تطوير المهني القوانين والتشريعات التنمية المستدامة التحول الرقمي تشريعات أهداف التنمیة المستدامة الذکاء الاصطناعی فی مکتبة الإسکندریة التحول الرقمی

إقرأ أيضاً:

رؤية مستقبلية للغة العربية.. ندوة بمعرض الكتاب عن دور الذكاء الاصطناعي في التطوير

في إطار فعاليات اليوم الأخير لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عقدت ندوة بعنوان «رؤية مستقبلية للغة العربية» بحضور كبار العلماء من مجمع اللغة العربية، ناقشوا التحديات التي تواجه لغتنا الآن، وما مرت به اللغة العربية على مدار قرون مضت، ودور الذكاء الاصطناعي في تطوير مناهج وطرق تعليم اللغة العربية.

قال عبدالحميد، مدكور الأمين العام لمجمع اللغة العربية، خلال الندوة في معرض الكتاب «رؤية مستقبلية للغة العربية»، إنّ اللغة العربية ظلّت لقرون اللغة الأولى في العالم، ويقبل عليها الناس من شتى البلدان للتعلم من علمائها في المجالس والمساجد والأزهر الشريف، نعموا بفيض من فيوض هذه اللغة التي استطاعت إثبات ذاتها وأصبحت وعاء للفكر الإنسانية اعترف به اشهر المؤرخين في العالم، وهذا يرجع لعراقتها: «أوروبا تستطيع أن تستغني عن حضارة الصين والهند لكنها لا تستطيع التخلي عن الحضارة العربية».

أصل نشأة اللغات الفرنسية والإسبانية

وأضاف «مدكور» أننا نعرف نشأة اللغات مثل الفرنسية والبرتغالية والإسبانية من رحم اللاتينية لكن العربية ليست من هذا النوع، الذين كتبوا عنها قالوا لا نستطيع أن نحدد بداية في التاريخ بدأت فيه هذه اللغة بمعانيها وصياغتها العميقة والشعر والأدب والفصاحة، ضربت في أعماق التاريخ قرون كثيرة قبل الإسلام.

الرؤية المستقبلية للغة العربية تقوم على رؤى من الماضي، حتى تواجه التحدي التقني، وبجهد علمائها سوف تتخذ مكانتها في التاريخ.

وبدوره تحدث الدكتور محمود الربيعي، عضو مجمع اللغة عن الرؤية المستقبلية للغة العربية، وقال نحن في جلسة تنبؤ بمستقبل اللغة العربية، والتنبؤ جزء من العلم ونرى المستقبل من شواهد الحاضر، التنبؤ غير أحلام اليقظة بل نتخيل خيال علمي مبني على شواهد من الماضي والحاضر، ما من أمه نهضت إلا ولها مشروع قومي، ولغتها ولسانها في قلب مشروعها القومي.

وأضاف «الربيعي» أنّه يجب أن ننظر في ما وضعه عالم مستويات اللغة السعيد بدوي، الذي قسم اللغة إلى مستويات، موضحًا أن المستوى الأول منها هو فصحى التراث العليا، وهو مستوى لا نجده الآن إلا في المواعظ ودور العبادة وإذاعة القرآن الكريم، وعلى ذلك فإن لغة فصحى التراث مستقبلية أمر مستحيل بين العوام.

أساليب المبدعين العرب

والمستوى الثاني هو فصحى العصر المستوي، لا تلتزم بالإعراب التزام فصحى التراث، بجانب كل ما ابتكره الفكر العربي وهي فصحى غنية بتاريخ ممتد وحاضر قوي تغذى على أساليب المبدعين العرب، شعراء ونقاد وما اكثرهم، ووسائل الإعلام الرصينة واللغة المقروءة الرصينة، والصحف أيضا، والمدد الذي تغذى به فصحى العصر متجدد ومستمر ويجب أن نمسك بها ولا نتخلى عنها حتى لا تنحدر إلى باقية المستويات مثل عامية المثقفين والمتنورين والأميين، ويجب أن نقف أمام هذه العامية حائط سد ونغذي فصحى العصر ونجعلها موجة تنتقل من الكتاب والشعراء والمثقفين والعوام وهذا ممكن.

يجب أن تكون فصحى العصر في قلب المشروع القومي الذي تبذل له كل الطاقات، إغراق المجتمع بها عن طريق الإعلام والصحافة وكل ناطق في المجتمع ويغذيها بكل جديد من صور ورموز ويجعلها منتشرة في طبقات ليست اللغة من هموما ولوازم عملها لكن من مصلحتها، وأن تضيق الهوة بين المتعلمين وغير المتهمين يندرج المجتمع كله في لغة إن لم تكن واحدة لكن لا توجد هوة بينهم، ومن هذه الأساليب القصص الشعبية والإنشاد الديني الأغنية الفصيحة تقري المسافة بين المتعلمين وغير المتعلم، شاهدنا هذا في أغاني أم كلثوم عندما غنت قصائد شوقي وغنت من فصحى التراث تقبلها المجتمع بكل طبقاته، هناك وسائل لا نهاية لها تقرب فصحى العصر من كل فئات المجتمع، هذا ليس مستحيلاً، نتبأ فيه بالمستقبل.

مقرر لجنة الذكاء الاصطناعي في مجمع اللغة العربية، محمد فهمي طلبه، تحدث عن أهمية الذكاء الاصطناعي في تعليم وتعلم اللغة العربية، موضحا أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير اللغة العربية، وتحديد مواصفات التعليم الذكي.

وفي آخر الندوة، تحدث الدكتور مأمون عبد الحليم، عضو مجمع اللغة العربية عن تاريخ "العربية" موضحاً أنها مرت بعصور كان من الممكن أن تنتهي فيها اللغة تماماً، وهي الآن في وضع مطمئن بل في أزهى عصورها يتحدث بها ملايين الناس حول العالم، لكن يجب الإهتمام بها من خلال اصلاح مشاكل التعليم والعودة للأصول في تعريب العلوم، فلا تنهض أمة تدرس فيها العلم بغير لغتها.

مقالات مشابهة

  • خبير تكنولوجي: التحول الرقمي المسار الرئيسي لزيادة تنافسية الدول
  • النيابة العامة تشارك في مؤتمر "عالم الذكاء الاصطناعي 2025"
  • خطة النواب: التحول الرقمي يعزز الشفافية ويجذب الاستثمارات
  • معرض الكتاب يناقش "الإعلام التربوي بين الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي"
  • رؤية مستقبلية للغة العربية.. ندوة بمعرض الكتاب عن دور الذكاء الاصطناعي في التطوير
  • مؤتمر بجنوب الشرقية يناقش تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي
  • مسئول بالجامعة العربية: مصر تمتلك استراتيجية جادة للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي
  • نائب وزير الصحة: تطوير الموقع الرسمي للوزارة جزء من استراتيجية التحول الرقمي 2030
  • الذكاء الاصطناعى يعيد رسم مستقبل العرب
  • إطلاق Prism v1.0.. نموذج لغوي متطور يرفع أداء الذكاء الاصطناعي باللغة العربية