تقرير: رهان أوكرانيا ضد روسيا يُنذر بـ "خطأ فادح"
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
قال الكاتب الصحفي براد دريس، إنه حتى الآن، فشل التقدم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية في تحقيق أحد أهدافه الرئيسية، وهو تحويل القوات الروسية عن الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، في محاولة لإعادة تشكيل ساحة المعركة.
وفي تقرير بصحيفة "الهيل" الأمريكية، أضاف "حقق التوغل المفاجئ الذي شنته أوكرانيا في أغسطس (آب) الماضي أهدافاً أخرى، بما في ذلك توجيه ضربة لصورة القوة الروسية، وتدمير الأصول العسكرية، والاستيلاء على الأراضي والسجناء، من أجل الضغط على روسيا للتفاوض".
Ukraine’s gamble against Russia risks becoming blunder https://t.co/z7hJYgJfB0
— The Hill (@thehill) September 5, 2024 انتقادات عسكريةوأوضح الكاتب أن فشل أوكرانيا في تحقيق الهدف الأكثر أهمية المتمثل في تحويل القوات، فتح الباب أمام انتقادات للمقامرة العسكرية التي أقدمت عليها كييف، خاصة مع إحراز روسيا تقدماً على طول خط المواجهة الشرقي للحرب، والذي يمتد على طول 600 ميل.
وواصلت القوات الروسية عملياتها في أوكرانيا، حيث سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي خلال الشهر الماضي، وتقترب من مدينة بوكروفسك، مركز تقاطع السكك الحديدية الرئيسي في منطقة دونيتسك.
وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان قبل أسابيع فقط يعرب عن إحباطه إزاء التوغل الأوكراني في كورسك، بالتقدم الذي أحرزته قواته العسكرية أثناء زيارته لمدرسة. وقال إن "العدو لم يحقق المهمة الرئيسية التي حددها لنفسه وهي وقف هجومنا في دونباس. لم نشهد مثل هذه الوتيرة من الهجوم في دونباس منذ فترة طويلة".
استراتيجية مدروسةومن جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "هجوم كورسك هو جزء أساسي من استراتيجية كييف، وسيتم تضمينه في اقتراح للفوز بالحرب"، مشيراً إلى أنه يخطط لتقديمه إلى الولايات المتحدة هذا الشهر.
وقال زيلينسكي في خطاب مصور ألقاه الأحد الماضي: "إن الضربات الروسية المتكررة على المدن في جميع أنحاء أوكرانيا، أثبتت صحة تكتيكاتنا، وخاصة في كورسك".
ولكن بعض المدنيين والجنود الأوكرانيين شككوا علناً في جدوى الهجوم على كورسك، في وقت يستخدم فيه الجيش الروسي قواته للتقدم عبر خطوط المواجهة، وخاصة في دونيتسك. وقالت ماريانا بيزوهلا، عضو البرلمان الأوكراني، إن "القادة الأوكرانيين نشروا فرق زومبي، وقوات عديمة الخبرة للدفاع عن بوكروفسك".
توغل "فاشل"وبدوره، قال جورج بيبي، مدير الاستراتيجية الكبرى في معهد كوينسي للحكم المسؤول: "إن عملية كورسك لا تزال في مراحلها الأولى، ولكن يبدو أنها تتجه نحو الفشل". وأضاف "يبدو أن هناك قدراً كبيراً من الشكوك حول ما قد تحققه هذه العملية، وأعتقد أن هناك مخاوف متزايدة من أنها كانت خطأ فادحاً".
كما قال ستيفن والت، أستاذ الشؤون الدولية في كلية كينيدي بجامعة هارفارد: "إن العملية تمثل نجاحاً تكتيكياً ولكنها ليست إنجازاً استراتيجياً كبيراً"، مضيفاً أن "هذا النجاح الأوكراني القصير الأمد قد يُنظَر إليه في نهاية المطاف باعتباره خطأً استراتيجياً فادحاً، كونه أضعف دفاعات أوكرانيا في الشرق وسمح لروسيا بتحقيق مكاسب أسرع هناك".
وفي السياق أيضاً، قال مايكل أوهانلون، وهو زميل بارز ومدير أبحاث السياسة الخارجية في مؤسسة بروكينجز: "إن أوكرانيا تتطلع إلى استخدام أراضي كورسك للمفاوضات، بعد إدراكها أنها لن تستعيد معظم أراضيها من خلال هجوم مضاد".
وأوضح أوهانلون أن عملية كورسك كانت بالتأكيد لها تكلفة، من خلال إعادة توزيع القوات في كورسك، في وقت كانت فيه الوحدات الأوكرانية أقل تسليحاً وأفراداً في الداخل، وتابع "لا شك أن هناك جانباً سلبياً. كان ينبغي لهم حقاً أن يحاولوا إضافة قوات جديدة لتعزيز دفاعاتهم، وليس الانتقال إلى الهجوم".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا روسيا كورسك الحرب الأوكرانية كورسك روسيا
إقرأ أيضاً:
بعد معارك عنيفة.. أوكرانيا تؤكد انسحاب قواتها من سودجا الروسية
أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، يوم الأحد، انسحاب قواتها من مدينة سودجا الواقعة في منطقة كورسك داخل الأراضي الروسية، وذلك بعد أيام من إعلان موسكو فرض سيطرتها على المنطقة.
ورغم عدم إصدار أي بيان رسمي يؤكد الانسحاب، نشرت هيئة الأركان الأوكرانية أحدث خرائطها لساحة المعركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت انسحابًا كاملاً من سودجا.
من جهته، زعم يوري بودولياكا، وهو مدون عسكري مؤيد لروسيا، أن الجيش الروسي تمكن من "دفع القوات الأوكرانية إلى حدود البلاد في بعض المناطق"، رغم استمرار المعارك العنيفة بين الجانبين.
ويأتي هذا التطور في ظل تكثيف القوات الروسية عملياتها العسكرية في المنطقة الحدودية، حيث شنت أوكرانيا توغلاً مفاجئًا عبر الحدود في آب/ أغسطس 2024، سعيًا لاستخدام الأراضي التي سيطرت عليها كورقة ضغط في مفاوضات السلام المحتملة.
وعلى الرغم من التراجع المتواصل للقوات الأوكرانية في كورسك، فإن كييف تمسكت بوجودها هناك، وسط تفاقم الصعوبات اللوجستية نتيجة القصف الروسي المكثف باستخدام المدفعية والطائرات المسيّرة والقنابل.
وفي ظل تداول تقارير غير مؤكدة حول تطويق القوات الأوكرانية، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 14 آذار/ مارس، نداءً إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين طلب فيه "الرأفة" بالقوات الأوكرانية التي يُزعم أنها محاصرة.
غير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفى، يوم السبت، أن تكون قواته محاصرة، لكنه حذّر من احتمال شنّ روسيا هجوماً جديداً على منطقة سومي الواقعة شمال شرق أوكرانيا على الحدود مع كورسك.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، في 13 آذار/ مارس، سيطرة قواتها على سودجا، وذلك بعد يوم واحد من تأكيد القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، استمرار القتال في ضواحي المدينة والمناطق المحيطة بها.
وقال سيرسكي: "في أصعب الأوضاع، كانت أولويتي ولا تزال إنقاذ أرواح الجنود الأوكرانيين. ولتحقيق ذلك، تقوم وحدات قوات الدفاع الأوكرانية، إذا لزم الأمر، بالمناورة إلى مواقع أكثر ملاءمة".
ضغوط دبلوماسية لإنهاء الحربوسط احتدام المعارك، تتزايد الضغوط السياسية لإنهاء الحرب التي تسببت في خسائر هائلة على الجانبين. فقد أسفرت الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في شباط/ فبراير 2022، عن مقتل وإصابة مئات الآلاف، وتشريد الملايين، وتدمير مدن بأكملها، كما أدت إلى تصعيد غير مسبوق بين موسكو والغرب.
Related"قمت بثورة": ترامب يلقي أطول خطاب في تاريخ الكونغرس.. تصعيد حرب الرسوم وعودة مفاوضات أوكرانيازعماء أوروبا يسابقون الزمن لمناقشة مستقبل أوكرانيا قبل أن يباغتهم ترامب بعقد اتفاق سلام مع روسياحرب المعلومات في بولندا.. من المستفيد من نشر الدعاية المعادية لأوكرانيا؟وفي خطوة لافتة، وافقت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء على استئناف تقديم المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، بعد أن أبدت كييف استعدادها لدعم مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً.
من جهته، أعلن بوتين يوم الخميس أن روسيا تدعم مبدئياً هذا المقترح، لكنه شدد على أن أي هدنة لن تُنفَّذ قبل الاتفاق على شروط "حاسمة"، أبرزها تعهد أوكرانيا بعدم السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى اعترافها بسيطرة روسيا على الأراضي التي تطالب بها موسكو، بما في ذلك بعض المناطق التي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية المملكة المتحدة تعقد اجتماع "تحالف الراغبين" لمناقشة الوضع في أوكرانيا في ظل التقارب بين واشنطن وموسكو.. وزراء دفاع أوروبا يناقشون استراتيجية جديدة لدعم أوكرانيا دون موافقة البرلمان.. المفوضية الأوروبية تقر خطة لتسليح أوكرانيا بـ800 مليار يورو فلاديمير بوتينروسياكورسككييفقوات عسكريةالحرب في أوكرانيا