مقال في لوموند: قيس سعيد ليس إلا بن علي جديدا
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
قال الباحث التونسي هيثم القاسمي إن القمع الذي يمارسه الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية، يؤكد توجه النظام نحو العودة إلى الدكتاتورية في تونس.
وأوضح الخبير -في مقال بصحيفة لوموند- أن سجن ما لا يقل عن ثمانية متنافسين في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل يمثل نقطة تحول خطيرة، حيث أصبح مجرد ممارسة الحريات الديمقراطية والمشاركة في العملية الانتخابية عملا محفوفا بالمخاطر، ويعاقب عليه بالسجن.
واتسمت العودة إلى الدكتاتورية في ظل نظام الرئيس الحالي -كما يقول الباحث- بالقمع البوليسي ضد المعارضين والناشطين السياسيين والاعتقال التعسفي لشخصيات معارضة مهمة بسبب اتهامات لا أساس لها من الصحة "بالتآمر" على الدولة.
وبالفعل يتعرض الصحفيون والمحامون وأعضاء المنظمات غير الحكومية في تونس إلى تكميم الأفواه والتهديد بالاعتقال وحملات التشهير العنيفة بعد أن كانوا رموزا للروح الثورية لعام 2011، مما يؤدي إلى إسكات أي صوت منتقد وعودة الرقابة الذاتية خوفا من المضايقات والاعتقالات التعسفية.
وقد خلقت السلطات مناخا من الخوف في جميع أنحاء البلاد -حسب الكاتب- باعتماد القوانين المقيدة والإجراءات القانونية المسيئة مع زيادة المراقبة والترهيب المنتظم، مما يقلل من احتمال إجراء انتخابات حرة ونزيهة، حسب منظمة حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش.
وقد أصبح الخوف من العودة العنيفة إلى نظام استبدادي شبيه بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي حقيقيا، حسب الكاتب، لأن أوجه التشابه بين الرئيسين تتضح بشكل متزايد للعديد من التونسيين والمراقبين الدوليين، وذلك من حيث تركيز السلطة في يد الرئيس، والإجراءات القمعية ضد المعارضة، والهجمات على حرية الصحافة.
وذكّر الخبير بالخطوات التي اتبعها قيس سعيد لتعزيز قبضته على البلاد كحل البرلمان والحكم بالمراسيم ثم حل المجلس الأعلى للقضاء، قبل إجراء استفتاء مثير للجدل على دستور جديد يمنح الرئيس صلاحيات غير محدودة تقريبا.
وخلص الكاتب إلى أن نظام قيس سعيد الاستبدادي -حسب وصفه- في حالة حرب مع جميع المكونات الحية في المشهد السياسي التونسي، وقال إنه يشوه جميع أشكال المشاركة السياسية من خلال التعامل مع الأحزاب السياسية والاتحاد العام التونسي للشغل والمجتمع المدني ووسائل الإعلام على أنها غير كفؤة وفاسدة.
ومع أن قيس سعيد يؤكد أن هذه مجرد إجراءات مؤقتة لتحقيق الاستقرار في البلاد، فقد رأى الكاتب أن دعم الأجهزة الأمنية وصمت المؤسسة العسكرية في مواجهة وحشية الحياة السياسية والاجتماعية قد أضفيا الشرعية على العودة إلى الدكتاتورية العنيفة.
وأكد الخبير أن الأدلة على العودة إلى النظام القمعي تتراكم، وأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل لمواجهة هذه العودة إلى الدكتاتورية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات قیس سعید
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي ..غيم في سن التقاعد
#غيم في #سن_التقاعد
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 5 / 2 / 2017
منذ أن وعيت على تفّاحة السنة المقسّمة إلى شطرين متساويين ، وأنا أتخيل فصل الشتاء فصلاً دراسياً؛»المربعانية»: الامتحان الأول،»الخمسينية»: الامتحان الثاني ثلجات آذار «الامتحان النهائي» ..يسبقه «كويزّات» قصيرة ؛ سعد الذابح وسعد السعود وسعد الخبايا…
مقالات ذات صلة هارتس: لقد هزمنا.. وسيبقى 7 أكتوبر إرث العار لنتنياهو حتى يومه الأخير 2025/01/31كنت أتخيل المطر أستاذا جاداً يكتب زخّات مفاجئة على سبّورة الوقت ،يمتحن دفئنا يراقب تهجئة المنخفضات ، يعلمنا كتابة الحروف على البخار الملتصق بالزجاج، يقيس منسوب فرحنا ،ثم يصحح النوافذ بخيوط الغيث النازلة، قبل أن يرن صوت الرعد الذي يربكنا ونحن نبري مظلاتنا ونلملم معاطفنا في رحلة العودة إلى المنازل…
هذا العام ،لم يكترث المطر الأستاذ للهفتنا كثيراً، كان ملولاً أكثر مما يجب مثل مدرس كهل ،يطيل الجلوس على كرسي الصحو ، فإذا ما تعالت أصوات الضجر ، يقفز عن صفحات الوقت قليلاً ،يتجاهل «درس الثلج» يتركه للقراءة الذاتية ،ويكتفي ببعض الإشارات البيضاء على نص الصقيع..كان الفصل هذا العام مجرّد «دورة تدريبية» تمر على رؤوس الأيام الشتوية دون أن يدخل بتفاصيل البلل أو يسهب في مساق الدفء الجميل..صفحات الزينكو فوق البيوت المنخفضة لم تحتفِ كثيراً بحبر المطر الشفاف ،كل ما كتب عليها لا يتعدّى فقرات قصيرة من درس النسخ المكرر..
ترى هل مل الغيم روتين المهنة؟ هل تعب من تخريج أجيال النباتات والجداول المشاغبة الصغيرة ؟ هل اكتفى بسُحُبِ الطبشور التي تمر سريعاً فوق الأوطان دون أن يتيّقن من ريّ الأرض العطشى التي تفتح دفاتر العمر…أو يَطرب لنشيد صوت الزخات على الشبابيك المغلقة التي تردد بصوت واحد نغمات الطرق الشهي في الليل الطويل؟..هل وصل الغيم المعلّم إلى سن التقاعد وصار يكتفي بإشغال حصته بالمشي بين مقاعد الأيام، يمسح في الصباح رؤوسنا بأكفٍّ من ضباب ، بعد أن رمى سوط البرق من يديه المائيتين؟..
يقترب الفصل من نهايته ..و المزاريب أقلام جافة ،الأرض صفحات بيضاء لم تنبت فيها فواصل العشب بعد.. وأبجدية «الغمام» تغفو في دفتر تحضيره المنسي…يا أستاذنا المطر يا «شيخ الفصول»، نحن تلاميذك العطشى ، فلا تعاقبنا بصمتك ، أملِ علينا كما كنت درس «الهطول» ،لا تدعنا مجرّد نقطة في دفتر الشتاء الغزير..يا أستاذنا المطر..الفصل يزحف نحو نهايته..والعمر كما تدري جداً قصير…
ahmedalzoubi@hotmail.com