الاقتصاد نيوز - بغداد

يستعد العراق للإعلان عن قرب انطلاق ميناء الفاو الكبير، أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في البلاد، رغم التحديات الكبيرة التي واجهت هذا المشروع منذ بداياته.

و يعد ميناء الفاو بوابة تجارية مهمة لربط العراق بالعالم الخارجي وتخفيف الاعتماد على موانئ الدول المجاورة.

وقد واجه المشروع عراقيل عديدة منها التمويل، والتوترات السياسية، والتحديات اللوجستية.

ومع ذلك، تؤكد الجهات الرسمية أن المشروع قد تجاوز معظم هذه العقبات، وأن الانطلاق الرسمي للميناء بات وشيكًا، مما يعزز آمال تعزيز التجارة والاستثمار في العراق.

ويقول الخبير في ترسيم الحدود البحرية جمال الحلبوسي، أن "الأخبار القادمة من ميناء الفاو طيبة ومفرحة، خاصة وأن نسبة العمل في المشروع الآن تصل إلى 98 بالمئة بحسب شركة دايو المنفذة للميناء المجهز بخمسة أرصفة، إذ يجري العمل الآن على إكمال الرصيف الخامس بطول 1750 مترا".

ويضيف، أن "الأهم من هذه الأرصفة هي قناة الملاحة المؤدية إليها، إذ يجري العمل فيها بالسعة المتفق عليها حتى تستوعب البواخر الكبيرة وتكون الملاحة بمستوى اقتصادي عال جدا، أي أن لا يكون عمق مجرى الملاحة أقل من 19.8 مترا، وهو حتى الآن وصل إلى 12 مترا أو أكثر بقليل".

ويلفت إلى أن "العديد من الجوانب أنجزت، كالطرق التي اكتمل معظمها، وكذلك المجسرات والنفق المغمور وساحة الحاويات”، مشيراً إلى أن "هناك خمسة مشاريع أخرى مكملة للميناء وهذه يجب أن تنجر، وحسب وزارة النقل فإن نسبة الإنجاز فيها تفوق التوقيتات المحددة لها، ولكن حتى الآن نحتاج إلى تجربتها، فخلال 20 يوما يجب ضخ الماء في النفق المغمور للتجربة".

ويأمل الحلبوسي، بـ"نجاح مشروع ميناء الفاو، لأن من شأن ذلك غلق كل الأبواب على الموانئ المنافسة الموجودة في المنطقة، لذا يجب أن تكون الأرصفة الخمسة متناسقة ومتداخلة ويكون العمل بسلسلة واحدة، ويجب أن يكون هناك تدرج في الإنجاز، ووجود آلية مناسبة للعمل وفكرة نقل البضائع وتحويلها".

وعن العقبات، يؤكد أن "الفساد اكبر عقبة تواجه ميناء الفاو، لذا يجب أن تكون هناك إدارة كفوءة، وللأسف فالعراق يفتقر إليها حتى الآن، وإذا ما انعكس العمل الإداري نفسه في موانئ البصرة الأخرى كخور الزبير وغيره على ميناء الفاو فستكون نكبة للميناء الجديد، أما إذا تمت إدارته من قبل شركات خبيرة فالميناء فرصة تاريخية للعراق من أجل إنعاش الاقتصاد".

 ويتابع، أن "الميناء سيبدأ العمل بخمسة أرصفة، ونجاحها في العمل سيمنح العراق فرصة لتطوير وزيادة الأرصفة لأن ميناء أم قصر يعمل بـ29 رصيفا، وما مخطط لميناء الفاو الكبير أن يحتوي على عدد أرصفة أكبر مما موجود في ميناء أم قصر".

من جانبه، يشرح الخبير الاقتصادي، زياد الهاشمي، أن "ميناء الفاو يحمل أهمية إستراتيجية كبيرة للاقتصاد العراقي المتنامي والذي ترتفع فيه معدل الواردات بشكل سنوي".

ويردف، أن "ميناء الفاو بأرصفته الخمسة سيتمكن من توفير خدمات وعمليات حديثة تسهل سرعة وانسيابية مناولة الحاويات الداخلة والخارجة من الميناء ما يعزز الحركة التجارية ووفرة البضائع المطلوبة داخل الأسواق العراقية".

ويؤكد الهاشمي، أن "المشروع قد يواجه بعض التحديات المتعلقة بعملية التعاقد مع شركات تشغيل الموانئ وإدارة الأرصفة وحركة وعمليات الميناء، إضافة إلى أن عدم إنجاز مسارات طريق التنمية قد يتسبب بمحدودية في ربط مرافق الميناء مع المسارات البرية باتجاه المحافظات العراقية ما يخلق عنق زجاجة يتسبب في تأخير تدفقات البضائع".

ويوضح، أن "وجود تحديات أمنية وسياسية محتملة لأطراف قد تريد استغلال الميناء للحصول على مكاسب وموارد مالية غير قانونية، كما أن الميناء قد يواجه انخفاضا في الطلب على خدماته للتجارة العابرة للحدود من والى تركيا وما جاورها من دول، بسبب الاستقرار الأمني والسياسي الهش، والذي قد يتسبب في رفع كلف العبور والتأمين للحاويات المارة عبر العراق من والى الميناء لصالح دول أخرى".

وكان يفترض أن يضم ميناء الفاو 99 رصيفا ليكون أكبر ميناء في غرب آسيا، متجاوزاً بذلك ميناء جبل علي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويضفي الميناء أهمية إستراتيجية على العراق ويحقق عوائد مالية ضخمة من خلال عمليات نقل البضائع والمنتجات النفطية وبشكل أسرع من قبل.

ومر 14 عاما منذ وضع الحجر الأساس لإنشاء هذا الميناء، لكن الصراعات السياسية وتقاطع المصالح الداخلية والخارجية فضلاً عن عوامل الفساد حالت دون استكماله، وهو ما دفع "الحراك الشعبي من أجل الحزام والطريق"، في نيسان أبريل الماضي، إلى التظاهر في محيط المنطقة الخضراء، لكشف ملفات الفساد المالي والإداري في ميناء الفاو الكبير.

ويمثل مشروع الفاو الكبير هدفا اقتصاديا وسياسيا مهما، نظرا لكلفته المالية الكبيرة وأهميته السياسية والاجتماعية حيث يسعى العديد من الفاعلين السياسيين والجماعات المسلحة إلى السيطرة عليه أو تقويضه لتحقيق مكاسب شخصية وأهداف سياسية.

وكانت وزارة النقل أكدت، الأسبوع الحالي، أن مشروع الأرصفة الخمسة أحد مشاريع ميناء الفاو الكبير يشهد تقدما ملحوظا على أرض الواقع وأسرع من التوقيتات الزمنية له، لافتة إلى أن شركة دايو الكورية وصلت إلى نسب إنجاز في المشروع بلغت 98 بالمئة.

يذكر أن مشروع إنشاء محطة الحاويات لميناء الفاو الكبير وهو أحد المشاريع الخمسة للمشروع، يتضمن بناء خمسة أرصفة عملاقة لتفريغ السفن بطول 1750 مترا، وإنشاء ساحة الحاويات بطول 2000 متر.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار میناء الفاو الکبیر یجب أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

هالة صدقي تكشف كواليس “إش إش”: رفضت دورًا أكبر لهذا السبب!

متابعة بتجــرد: كشفت الفنانة هالة صدقي عن كواليس دورها في مسلسل “إش إش” مفجّرة مفاجأة عن اختيارها دور شادية، ورفضها دور “إخلاص كابوريا” الذي تجسده الفنانة انتصار، رغم أنه أكبر في المساحة.

قالت هالة في تصريحات صحافية: “كنت أنا ومحمد سامي في مأزق بسبب نجاح دور “صفصف” المنقطع النظير، فكان لابد أن نخرج من هذا القالب، وساعدنا في ذلك تفكيرنا المتقارب، لذا فقد اخترت دور شادية رغم أنه من الممكن أن يكون أقل من حيث المساحة من دور إخلاص كابوريا؛ لأن دوري ضمن الأحداث يمكن أن أطلق عليه إنه دور فاقع، بالإضافة الى أنني لم أجسد هذا الدور من قبل، وكان محمد سامي في غاية الاحترام وترك لي الاختيار.. دور شادية كما ذكرت جديد عليّ، وفكرة إيجاد دور لم أقم بتقديمه من قبل بعد تلك السنوات من العمل فى الفن أمر صعب، لذا فقد تمسكت بالدور”.

تابعت: “محمد سامي لا يترك تفصيلة بالنسبة للشخصية إلا ويقوم بالمناقشة فيها مع الممثل، ومسألة الباروكة ولونها استغرق منا شهرًا كاملًا للاستقرار عليها، حتي أننا تناقشنا في تفاصيل أخرى مثل المكياج وغيرها من الأمور، ووضعنا في الاعتبار إنها ست “جعانة” كما يطلق بالعامية، فهي السيدة الوحيدة في العمل التي ستجدها تضع المكياج بشكل مستمر، فهي تريد أن تصبح “هانم” بمثل تلك الأمور”.

main 2025-03-15Bitajarod

مقالات مشابهة

  • هالة صدقي تكشف كواليس “إش إش”: رفضت دورًا أكبر لهذا السبب!
  • مسابقات دينية وتلاوة قرآنية للأطفال بمسجد الميناء الكبير بالغردقة
  • الصدر لأنصاره: انتخاب من ليس أهلا لذلك سيوصلك للفقر والفساد
  • بمنحة 600 مليون جنيه.. وزير الاستثمار يستعرض تنفيذ مشروع الرقابة على السلع الصناعية
  • أكبر معمرة في العالم حظيت بجينات طفل رضيع
  • اليونيسف: السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم وأطفاله يدفعون الثمن
  • عمرو أديب يضع أبوريدة تحت المجهر: كأس العالم أكبر من استعارة مدينة
  • مجلس الوزراء يقرر نزع ملكية العقارات المتعارضة لإنشاء ميناء سفاجا الكبير
  • تعرف على موعد انطلاق معسكر منتخب مصر المقبل بقيادة التوأم
  • موانئ العراق: توجه لإنشاء منطقة صناعية وشركات كبيرة بميناء الفاو الكبير