استقبل الدكتور محمد معيط، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، سفير اليابان لدى مصر، السيد اوكا هيروشي، في مقر الهيئة بالعاصمة الإدارية، في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجال امتداد التغطية الصحية الشاملة لجميع المواطنين بمصر. 


وصرح أن اليابان تلعب دورًا كبيرًا في دعم جهود مصر في مجال التنمية البشرية، من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات والمشاريع، لتحسين القدرات البشرية، ويقع على رأسها مشاريع امتداد التغطية الصحية، وضمان تقديم خدمات صحية متكاملة وفعالة لجميع المواطنين، والتي تعتبر جزء أصيل من التنمية المستدامة.


وخلال اللقاء، أبرز أن كافة جهود الدولة تتضافر لاستكمال بناء نظام التأمين الصحي الشامل الجديد، الذي يهدف إلى تحقيق العدالة الصحية بتوفير تغطية صحية بجودة تلقي قبول ورضا المواطنين مع تحسين نتائج صحية إيجابية، بما في ذلك تقليل معدلات الأمراض، وتحسين جودة الحياة. 


وأضاف ان الرؤية الوطنية طويلة الأمد لتحسين التغطية الصحية، وتعزيز رفاهية المواطنين ابتدأت منذ سنوات، ليشمل نظام التأمين الصحي الشامل الجديد كافة الفئات الاجتماعية، بما في ذلك الأسر ذات الدخل المنخفض، كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، ذوي الامراض المزمنة والعمالة غير المنتظمة، لضمان أن الجميع يمكنهم الوصول إلى الخدمات الصحية دون عوائق مالية. بالإضافة ان توسيع نطاق نظام التأمين الصحي الشامل الجديد خلال السنوات القليلة القادمة، سيشمل المزيد من المناطق والمحافظات، بما في ذلك المناطق النائية التي كانت تفتقر إلى خدمات الرعاية الصحية الكافية.


أكد رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، أن التجربة المصرية في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، ترتكز على حق المواطن في اختيار جهة حصوله على خدمات الرعاية الصحية سواء من القطاع العام أو الخاص، موضحًا أن دور الهيئة الرئيسي هو الشراء الاستراتيجي للخدمات الصحية من تلك القطاعات نيابة عن المواطن وضمان حصوله على الخدمة بالشكل اللائق وطبقا لحاجته.


وأشار رئيس الهيئة ان الغاية الرئيسية من نظام التأمين الصحي الشامل، هو ضمان حصول جميع الأفراد على الرعاية الصحية اللازمة دون تحمل الأعباء المالية الكبيرة، مع تحمل الدولة تكلفة التغطية الصحية عن غير القادرين لتلبية احتياجاتهم الخاصة وتحقيق العدالة الصحية.


وأوضح  معيط، ان الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، تحرص على توفير فرص تنافسية واعدة للقطاع الطبي الخاص، استنادًا إلى التسعير العادل للخدمات، والذي يعد عنصرا رئيسيا لتحقيق نظام تأمين صحي شامل وفعّال. وأضاف إنه يتم مشاركة القطاع الخاص في صنع القرارات، اعمالا بمبدأ الشفافية، من خلال اللجنة المختصة التي تضم في عضويتها ممثلون عن القطاع الخاص، كذلك يضم أعضاء مجلس إدارة الهيئة، ممثلون عن القطاع الخاص لصياغة وتطوير السياسات الملائمة التي تتعلق بالتسعير، وجودة الخدمات، وممارسات الرعاية الصحية. مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد إقبال متزايد من مقدمي الخدمات الطبية من القطاع الخاص على الاشتراك بمنظومة التأمين الصحي الشامل. 


من جهته، أعرب السفير الياباني في القاهرة، السيد اوكا هيروشي، عن تقديره العميق للتعاون القائم بين اليابان ومصر، مؤكدًا أن الدعم والمساعدة المقدمة من هيئة التعاون الدولي اليابانية "الجايكا"،  قد لعبت دورًا محوريًا في دعم جهود مصر لتحقيق نظام التأمين الصحي الشامل، والذي يهدف إلى توفير خدمات صحية متكاملة وذات الجودة لجميع المواطنين.


وفي تصريح له، قال السفير: "إنه لمن دواعي سرورنا أن نرى نتائج التعاون المثمر بين اليابان ومصر في مجال التأمين الصحي الشامل. لقد شهدنا تقدمًا ملحوظًا في تحسين النظام الصحي المصري بفضل الجهود المشتركة والتعاون البناء بين بلدينا. نحن ملتزمون بالاستمرار في دعم هذه المنظومة وتقديم المساعدة التي تسهم في تحقيق رؤية مصر للتأمين الصحي الشامل."


وأضاف الممثل العام لهيئة التعاون الدولي اليابانية "الجايكا"، السيد كاتو كين: "أن التعاون يشمل مجموعة من الأنشطة الحيوية التي تركز على تقديم الدعم الفني منذ بدء المنظومة في 2019 لنقل الخبرات وتطوير نظم الإدارة. وأشيد بالإنجازات التي حققتها مصر في هذا الصدد، وأكد على التزام الجايكا بمواصلة دعمها لهذه الجهود الهامة".


من جانبها، أعربت مي فريد المدير التنفيذي للهيئة، عن امتنانها للتعاون الياباني، وقالت: "إن دعم الجايكا كان له تأثير إيجابي كبير على تقدم نظام التأمين الصحي الشامل في مصر. نحن نقدر عاليًا الشراكة القوية مع اليابان، ونتطلع إلى تعزيز هذه العلاقة في المستقبل القريب لتحقيق أهدافنا في تحسين الرعاية الصحية لجميع المواطنين."


يُذكر أن التعاون بين اليابان ومصر في مجال الصحة وخاصة منظومة التأمين الصحي الشامل، قد شهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مع التركيز على تعزيز نظام الرعاية الصحية، وتقديم الدعم الفني والمالي اللازم لتحقيق أهداف التأمين الصحي الشامل.


في ختام اللقاء، تم الاتفاق على تعزيز الشراكة بين مصر واليابان، في مجالات تطوير نظام التأمين الصحي الشامل، واستكشاف فرص جديدة للتعاون للاستفادة من التجارب الدولية المختلفة وبناء القدرات المؤسسية جنبًا إلى جنب، مع تطبيق معايير الإجراءات القياسية، مما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، بالإضافة إلى ضمان استدامة النظام، وتعزيز الثقة لدى المستفيدين من اجل تحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة.
 

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الشيخة جواهر: وصول الرعاية الصحية لكل طفل مسؤولية العالم بأسره

زنجبار - الخليج

أطلقت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مشروع «العيادة الطبية المتنقلة للقلب الكبير» في جزيرة أنغوجا بزنجبار، في خطوة تدعم رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة الإنسانية، ومساعي إمارة الشارقة الرامية لتعزيز دعم المجتمعات المحلية في المناطق المحتاجة التي تعاني نقصاً في الخدمات الأساسية في مناطق عدة حول العالم.

ويأتي إطلاق العيادة المتنقلة في زنجبار تتويجاً لشراكة استراتيجية بين كل من برنامج «أستر للمتطوعين» و«مؤسسة القلب الكبير»، متمثلة في إطلاق العيادات الطبية المتنقلة التي تعمل حالياً في 8 دول، منها إثيوبيا والسودان والعراق ولبنان وبنغلاديش. ومنذ بداية هذه الشراكة في عام 2019 تمكنت هذه العيادات من تحسين حياة 178,740 مستفيداً من خلال 1,937 مخيماً طبياً حتى الآن، لتتوسع المبادرة هذا العام لتشمل زنجبار.


العيادة المتنقلة

وتتعاون العيادة الطبية المجهزة بأحدث أنواع التقنيات مع خبراء طبيين لضمان تقديم خدمات صحية عالية الجودة لـ20 ألف مريض سنوياً، وتلتزم «مؤسسة القلب الكبير» و«مجموعة أستر الطبية» بتشغيل العيادة لمدة 10 سنوات على الأقل تهدف خلالها للوصول إلى 250 ألف نسمة في زنجبار، ممن يفتقرون إلى خدمات الرعاية الصحية، لاسيما من يعيشون في مناطق بعيدة ونائية.

وتعمل العيادة الطبية المتنقلة في زنجبار بالتعاون مع عدد من الشركاء المحليين، وأبرزهم «وزارة الصحة» في زنجبار، و«مشفى موهيمبيلي الوطني»، و«جامعة زنجبار الحكومية»، وستقدم خدمات الرعاية الصحية الأساسية والفحوص العامة والعاجلة إلى جانب فحوص ضغط الدم، ونسبة السكر في الدم، وقياس مؤشر كتلة الجسم، والكولسترول، وتخطيط القلب، إضافة إلى تقديم محاضرات توعوية بعدة لغات تناقش عدداً من المواضيع المختلفة، والمشاركة في الحملات الصحية والطبية التي ينظمها الشركاء الإقليميون، للمساهمة في تعزيز جودة حياة المجتمعات المستهدفة.

وإلى جانب قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، حضر إطلاق المشروع وافتتاح العيادة المتنقلة في زنجبار كل من ناصر مزروعي، وزير الصحة في إقليم زنجبار، وأليشا موبين، المديرة التنفيذية لـ«أستر دي إم للرعاية الصحية»، وجليل با، رئيس المسؤولية الاجتماعية للشركات في «أستر دي إم للرعاية الصحية»، والدكتورة فاطمة كابولي، نائبة مدير الخدمات الوقائية والتثقيف الصحي في وزارة الصحة، زنجبار، والدكتورة منغيريزا مزي ميراجي، الأمينة الأولى في وزارة الصحة، زنجبار، إلى جانب عدد من مسؤولي وممثلي «مؤسسة القلب الكبير».

الصورة


الرعاية الصحية حق طبيعي

وفي لقاء مع وزير الصحة في إقليم زنجبار ومسؤولي وممثلي «مجموعة أستر الطبية»، أكدت سمو الشيخة جواهر أن الرعاية الصحية الأساسية حق طبيعي وأساسي لكل فرد ولكل أمة، وأن الوصول لخدمات الرعاية الصحية يجب أن يكون متاحاً بدون أي عوائق، وخصوصاً للأطفال والسيدات، مشيرةً إلى أن مسؤولية تحقيق هذا الهدف لا يقتصر على حكومات الدول فقط، بل أيضاً على أي جهة قادرة على المساهمة والتمكين في هذا الشأن، منوهة بأن عدم قدرة وصول طفل واحد في هذا العالم إلى خدمات الرعاية الصحية هي مسؤولية العالم بأسره.
وناقشت سموها، خلال اللقاء مع وزير الصحة، العديد من القضايا المتعلقة بقطاع الرعاية الصحية وخدماتها، وتحديداً في المناطق البعيدة، واحتياجات المجتمعات المحلية في تلك المناطق ومدى فاعلية فكرة العيادات المتنقلة لهم، وقالت سموها: «إن إطلاق العيادة الطبية المتنقلة في زنجبار، والتي ستقدم خدماتها للسكان والمجتمعات المحتاجة في 12 دولة حول العالم، يجسد رؤية مؤسسة القلب الكبير في تعزيز شراكاتها وتعاونها مع الجهات المختصة، لابتكار الحلول الملائمة للتحديات التي تواجه السكان في المناطق المستهدفة؛ إذ يعاني الكثير منهم غياب العيادات الصحية القريبة وعدم القدرة على التنقل والوصول إلى مراكز الرعاية الصحية. من خلال هذا الحل نقول لكل محتاج، من واجبنا أن نصل إليك، ومن حقك ألا تتكبد عناء الحصول على حقوقك الطبيعية، ونقول أيضاً، إننا ماضون بدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في مشاريعنا الإنسانية التنموية المستدامة التي نسعى من خلالها أن تحقق تغييرات إيجابية في كل مكان نصل إليه».
وتعمل العيادات بالطاقة الشمسية للتخفيف من بصمتها الكربونية، مع تقديم حلول رعاية صحية مستدامة وعالية الجودة، حيث تضم كل عيادة فريقاً من الخبراء الطبيين من عيادات ومستشفيات أستر في دولة الإمارات العربية المتحدة والهند، إلى جانب مجموعة من الأطباء المتطوعين من مستشفيات «ميدكير». كما أشرفت وزارة الصحة الإماراتية على تدريب ستة أفراد من فريق عمل عيادة زنجبار من الأطباء والممرضات، وتقدم العيادة استشارات عن بُعد لضمان توفير خدمات رعاية متقدمة للمحتاجين، وتشكّل حلقة وصل بين المرضى والدعم الطبي الشامل من خارج المنطقة.

دعم قطاع الرعاية الصحية في زنجبار

ويواجه إقليم زنجبار الذي يبلغ عدد سكانه 1.89 مليون نسمة عدة تحديات صحية؛ حيث يأتي معدل نسبة الأطباء إلى عدد السكان أقل بـ6 مرات من المعيار الذي حددته «منظمة الصحة العالمية»، وستدعم هذه المبادرة «الخطة الاستراتيجية الأساسية إن تي دي 2023 - 2027» التي أطلقتها وزارة الصحة في زنجبار، بهدف القضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة بحلول 2027، ومع تقديم خدمات الرعاية الصحية من خلال العيادة الطبية المتنقلة، ستسهم هذه الشراكة بدعم جهود زنجبار الرامية لمكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة، ومساعدة منطقة زنجبار على تحقيق أهدافها الطبية بالتوافق مع «خارطة طريق منظمة الصحة العالمية 2021 - 2030».
وستلعب العيادات المتنقلة دوراً رئيسياً في حصول المرضى على خدمات الرعاية الصحية، وفي الوقت ذاته، دعم اقتصاد زنجبار، وبشكل خاص قطاع السياحة، الذي يعتمد على بنية تحتية صحية قوية، حيث يعد ضمان حصول المجتمعات المحلية والسياح على خدمات طبية عالية الجودة خطوة أساسية نحو استدامة النمو الاقتصادي في الجزيرة خلال السنوات المقبلة.

الصورة


«القلب الكبير» تجدد التعاون مع «أستر»

وبعد نجاح المبادرة التي كان من المقرر أن تستمر 5 سنوات فقط، وفقاً لمذكرة التفاهم التي وقعتها «مؤسسة القلب الكبير» و«أستر للرعاية الصحية» في عام 2019، تم تمديد الفترة الزمنية إلى 10 سنوات، وتوسيع نطاق عملها إلى 4 دول جديدة، وتشكل عيادة زنجبار أول ثمرة ناجحة لمذكرة التعاون التي تم تجديدها بين الجانبين.
ومن المقرر أن يتم إطلاق العيادات الطبية المتنقلة في كل من سريلانكا، وتنزانيا، ونيبال، خلال العام الجاري، مع خطط مستقبلية تشمل أوغندا ورواندا.
 

مقالات مشابهة

  • الصحةتكشف تفاصيل استحداث خدمة بهيئة التأمين الصحي للكشف المنزلي بمقابل مادي
  • الصحة تكشف خدمات الهيئة العامة للتأمين الصحي للمستفيدين
  • 1500 جنيه سعر الكشف المنزلي لمنتفعي التأمين الصحي
  • الشيخة جواهر: وصول الرعاية الصحية لكل طفل مسؤولية العالم بأسره
  • توجيهات رئاسية بمشاركة المستشفيات الجامعية في خدمة منتفعي التأمين الصحي الشامل
  • «الرقابة الصحية»: توجيهات بانضمام المستشفيات الجامعية للتأمين الصحي الشامل
  • ستارمر يتعهد بإصلاح النظام الصحي في بريطانيا.. تقرير كشف عن وضع حرج للمؤسسة
  • فوز الهيئة العامة للرعاية الصحية بالجائزة الذهبية للاتحاد الدولي للمستشفيات
  • «صحة مطروح»: نستعد لتطبيق منظومة «التأمين الشامل» في مستشفى براني
  • رئيس «الرعاية الصحية» يستعرض رحلة مصر نحو التغطية الصحية الشاملة