سباق الموسيقى..اركض 5 كلم في ميدان وسط أجوء البهجة والمتعة
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
تستضيف دبي واحدة من أشهر الفعاليات المتميزة على مستوى العالم وهي فعالية «سباق الموسيقى» التي تجمع بين الموسيقى والترفيه واللياقة البدنية في مضمار ميدان الشهير 16 نوفمبر، ضمن فعاليات دبي ترياثلون تي 100 – الذي يمثل المرحلة السابعة من جولة ترياثلون تي100 العالمية، ويعد هذا الحدث الذي يُقام لأول مرة في دبي بمثابة فرصة ذهبية لعشاق المغامرة من مختلف الفئات العمرية والقدرات الجسدية للاستمتاع بيوم حافل بالحيوية والمرح.
منذ انطلاقه، استقطب سباق الموسيقى أعداداً متزايدة من عشاق اللياقة والموسيقى من مختلف أنحاء العالم وأصبح بمثابة ظاهرة عالمية وليس مجرد سباق تقليدي. ينطوي هذا السباق على مفهوم فريد نوع ما، إذ يتضمن الجري لمسار طوله 5 كيلومترات تحيط به مكبرات صوت تنطلق منها أنغام أغان مختارة بعناية لتخلق أجواء حيوية من بداية السباق وحتى نهايته. ويُتوج المشاركون يومهم بتجربة مفعمة بالحيوية والتسلية مع مهرجان موسيقي بقيادة نخبة من المنسقين الموسيقيين المحليين.
وتعد هذه المرة الأولى التي يُقام فيها سباق الموسيقى في الشرق الأوسط، في أعقاب نجاح نسخه العالمية التي أقيمت في كل من ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وجنوب أفريقيا وتايلاند والفلبين. ومن المتوقع أن تستقطب الفعالية في دبي أكثر من 10 آلاف مشارك من العدائين المحترفين وهواة المشي والأمهات والآباء مع أطفالهم الصغار – إذ يرغب الجميع بالمشاركة في هذه التجربة الفريدة.
يقام سباق الموسيقى ضمن نهاية الأسبوع التي تشهد فعاليات ترياثلون دبي تي 100 ليضيف خيارات تناسب الجميع، حيث يتنافس الرياضيون المحترفون في الترياثلون على جوائز مجموعها 250 ألف دولار، بحضور نخبة من الأبطال الأولمبيين وأبطال العالم الذين يتوقع مشاركتهم. ويأتي سباق الموسيقى ليوفر خياراً إضافياً لمن يبحث عن جرعة زائدة من المرح والبهجة والاستمتاع بالموسيقى بعيداً عن أجواء المنافسة.
يتضمن ترياثلون دبي تي100 منافسات للرياضيين الراغبين بتسجيل أفضل الأرقام الشخصية في كل من سباق 100 كيلومتر (2 كيلومتر سباحة في المياه المفتوحة، 80 كيلومتر بالدراجة الهوائية، و18 كيلومتر جري حتى خط النهاية)، إلى جانب أولئك الذين يتطلعون لتجربة الترياثلون للمرة الأولى ويتاح لهم خيار التسجيل في النسخة الأقصر (السباحة مسافة 750 متراً، ركوب الدراجة الهوائية لمسافة 20 كيلومتراً والجري لمسافة 5 كيلومترات). وتُختتم الفعالية الشيقة بإقامة قرية الفعاليات ومنطقة المهرجانات التي تضم شاحنات الطعام والفعاليات الترفيهية والأنشطة التفاعلية لتكون وجهة مثالية للعائلات والأصدقاء وكل من يرغب بعيش أجواء احتفالية فريدة من نوعها.
تجدر الإشارة إلى أن كلاً من ترياثلون دبي تي100 وسباق الموسيقى يمثلان جزءاً من تحدي دبي للياقة 2024، وهو عبارة عن مبادرة تمتد لشهر كامل وتهدف إلى ترسيخ العادات الصحية لتصبح بمثابة أسلوب حياة يستمر على المدى الطويل. ويُشجع التحدي على ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية لمدة 30 دقيقة يومياً على مدى 30 يوماً تمهيداً للالتزام الدائم بالعادات الصحية. وقد أصبح تحدي دبي للياقة جزءاً أساسياً من ثقافة اللياقة والصحة في دبي، وبوابة نحو مستقبل مفعم بالحيوية والنشاط، إذ يُلهم آلاف الأشخاص لممارسة النشاط البدني وتحسين صحتهم والتواصل مع الآخرين من خلال أهداف اللياقة المشتركة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات دبي مضمار ميدان
إقرأ أيضاً:
حارات عُمان في سباق التميُّز السياحي
سهام بنت أحمد الحارثي
harthisa@icloud.com
تشهد سلطنة عُمان اهتمامًا متزايدًا بالسياحة التراثية كأحد المحاور الرئيسة لتعزيز الهوية الثقافية وتنويع الاقتصاد الوطني. باتت الحارات القديمة في مختلف المحافظات تجذب الأنظار لما تحمله من قيمة تاريخية واجتماعية، وتحولت إلى مشاريع مجتمعية تهدف إلى استعادة هذا الإرث وإحيائه، ومن بين هذه النماذج، تبرز جهود المجتمعات المحلية في حارة العقر بنزوى، حارة غرفة الشيخ في وادي المعاول، وقرى تراثية أخرى مثل الحويرة بولاية وادي بني خالد، حارة السيباني بولاية إزكي، وحارة الغرش بولاية الحمراء.
في ولاية نزوى، تأتي حارة العقر كنموذج متكامل للتراث العُماني، الحارة التي تعود إلى مئات السنين خضعت لعمليات ترميم دقيقة للحفاظ على طابعها التقليدي وساهمت هذه الجهود في تعزيز الحركة السياحية، حيث استقطبت نزوى في عام 2023 أكثر من 400 ألف زائر، وكانت حارة العقر من بين الوجهات الأبرز التي جذبت السياح، مما ساهم في دعم الاقتصاد المحلي وإبراز الحرف التقليدية العُمانية.
أما في ولاية وادي المعاول، فقد نجحت حارة "غرفة الشيخ" في جذب الاهتمام بفضل موقعها المميز وسط الجبال وطبيعتها الساحرة، شهدت الحارة زيادة بنسبة 25% في أعداد الزوار خلال عام 2024، نتيجة لمبادرات المجتمع المحلي في ترميم المباني القديمة وتنظيم فعاليات ثقافية. وتبرز الحارة اليوم كوجهة سياحية تجمع بين الأصالة والتراث الطبيعي، مما يجعلها مثالًا حيًا لتوظيف الموارد المحلية في تطوير السياحة.
وفي ولاية وادي بني خالد، نجد قرية الحويرة التي تحولت إلى محطة سياحية بارزة بفضل جهود سكانها في استعادة المباني القديمة وإبراز تراث المنطقة. تتميز القرية بموقعها القريب من الأودية الطبيعية، مما يجعلها مزيجًا فريدًا من الجمال الطبيعي والتراث الثقافي، حيث تشهد إقبالًا متزايدًا من السياح.
ولاية إزكي أيضًا تركت بصمتها في هذا المجال من خلال حارة السيباني، التي عُرفت بعمارتها التقليدية وموقعها المميز في واحدة من أقدم الولايات العُمانية، شهدت الحارة عمليات ترميم واسعة واحتضنت فعاليات ثقافية وحرفية أسهمت في إعادة إحياء دورها كمركز جذب سياحي.
أما ولاية الحمراء، فقد كانت حارة الغرش مثالًا آخر على التميز في توظيف التراث، بفضل جهود المجتمع المحلي، تم ترميم الحارة وإبراز تاريخها عبر تنظيم جولات سياحية وأنشطة تراثية تربط الزوار بالماضي العريق.
الفعاليات السياحية والثقافية تعد عنصرًا أساسيًا في تعزيز تجربة الزوار ودعم الاقتصاد المحلي. على سبيل المثال، فعالية "رنين في مطرح"، التي أقيمت في الحي التجاري القديم بمطرح، شهدت إقبالًا كبيرًا، حيث حضرها أكثر من 10000 زائر في عام 2023. الفعالية ركزت على إحياء التراث الموسيقي العُماني وتنظيم عروض حية في أزقة مطرح القديمة، مما ساهم في تعزيز جاذبية المكان وجذب السياح من مختلف الجنسيات، هذه التجربة تؤكد أهمية تنظيم فعاليات مبتكرة تسلط الضوء على تراث المناطق وتخلق تجارب فريدة للزوار.
على نطاق أوسع، يمكن لفعاليات كبرى مثل البينالي الدولي أن تلعب دورًا محوريًا في الترويج لعُمان كوجهة ثقافية عالمية، من خلال استضافة فعاليات تجمع بين الفنون والتاريخ، يمكن للسلطنة أن تستقطب جمهورًا دوليًا واسعًا وتعزز من مكانتها على الساحة الثقافية العالمية، مما ينعكس إيجابًا على السياحة والاقتصاد.
رغم هذه النجاحات، يبقى دور الحكومة حاسمًا لضمان استدامة هذه المشاريع، هناك حاجة ماسة لتخصيص موارد مالية لدعم ترميم الحارات القديمة، وتطوير البنية التحتية التي تخدم المواقع السياحية. كما أن تحفيز القطاع الخاص للاستثمار في تطوير الحارات أو تنظيم الفعاليات الثقافية يمكن أن يعزز هذه الجهود.
وفقًا لإحصائيات وزارة التراث والسياحة، حققت السياحة التراثية في السلطنة عائدات بلغت 160 مليون ريال عُماني في عام 2023، مع توقعات بزيادة تصل إلى 20% بحلول عام 2025 إذا استمرت الجهود الحالية. هذه الأرقام تؤكد الإمكانات الكبيرة لهذا القطاع في دعم الاقتصاد الوطني.
وأخيرًا.. إنَّ تجارب الحارات التراثية في نزوى، وادي المعاول، وادي بني خالد، إزكي، الحمراء، وغيرها، تعكسُ الإمكانات الهائلة التي تمتلكها عُمان في مجال السياحة التراثية، ومع تنظيم فعاليات مبتكرة ودعم مستدام من الحكومة والقطاع الخاص، يمكن لهذه المشاريع أن تسهم في تحقيق رؤية "عُمان 2040" وتعزيز مكانة السلطنة كوجهة سياحية وثقافية فريدة.