أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره الشهري حول الانتهاكات التي يتعرض لها الأقصى الُمبارك، والمخاطر الصهيونية المُحدقة والمُتربصة به، أن نحو 6.558 مستوطن اقتحموا ودنسوا باحات الأقصى المبارك خلال يوليو الماضي؛ ليسجل رقمًا قياسيًا هو الأعلى منذ بداية العام الجاري في شهر واحد.

مرصد الأزهر يوضح أنشطة التنظيمات المتطرفة في الدول الإفريقية لشهر يوليو 2023 مرصد الأزهر يجدد تحذيره للشباب من الانسياق وراء الأفكار المتطرفة

وسلط المرصد الضوء على أسوأ محطات الاقتحام خلال يوليو، والتي تزامنت مع الاحتفالات الصهيونية بذكرى يُطلقون عليها "ذكرى خراب الهيكل"، والتي جاءت في ٢٧ من يوليو؛ حيث اقتحم في هذا اليوم فقط أكثر من ٢,٠٠٠ مستوطن، تحت حماية مشددة من سلطات الاحتلال، وبدعم وتحريض واسعين من منظمات الهيكل المتطرفة.

وشهدت باحات الأقصى المبارك عددًا من الطقوس الصهيونية الاستفزازية، مثل: طقس يُدعى "بركة الكهنة"؛ نفذته مجموعة من المستوطنين بشكل جماعي، يوم ١٦ يوليو، في الجهة الشرقية من الأقصى. وكذلك طقس الانبطاح، او كما يُطلقون عليه "السجود الملحمي". كما أدى مستوطنون رقصات تلمودية، رافعين أصواتهم بالصراخ والغناء في طقوس لا تتناسب مع قدسية المكان.

وينبه المرصد إلى خطورة تصاعد نشاطات منظمات الهيكل داخل الأقصى، والتي كان أخرها إطلاق برنامج تحت مُسمى "قيادة خط البداية"، تلقى خلاله أكثر من ٥٠٠ طالب صهيوني سلسلة من المحاضرات المليئة بالأكاذيب والمغالطات حول الأقصى المبارك، والتي تسعى تلك المنظمات إلى ترويجها وزرعها في النشء الصهيوني، وتعدى الأمر إلى تمكين هؤلاء الطلاب من اقتحام الأقصى وتلقي شروحات ودروس تكميلية داخل باحاته المشرفة.

أما أخطر ما تم رصده خلال يوليو الماضي كان تقرير نشرته القناة ١٢ الصهيونية، جاء فيه أن ٥ أشهر فقط تفصل ملايين الصهاينة عن اقتحام الأقصى المبارك، وذلك من خلال السعي إلى إحراق بقرة حمراء على جبل الزيتون، ليتطهر بها ملايين الصهاينة ويتمكنون بعدها من اقتحام الأقصى دون مانع ديني، وفق التعاليم اليهودية.

تنفيذ رؤية صهيونية متطرفة بإقامة هيكل الكيان (المزعوم) على أنقاض المسجد الأقصى

وكشف التقرير عن تعاون عدد من الوزارات داخل حكومة الاحتلال، من خلال رصد ميزانيات ضخمة لتمويل مشروع يهدف إلى إزالة المانع الديني الذي يحول دون مشاركة الكثير من المستوطنين في اقتحام المسجد الأقصى، وكذلك من أجل تنفيذ رؤية صهيونية متطرفة بإقامة هيكلهم (المزعوم) على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، حيث أشارت القناة إلى أن حكومة الاحتلال قامت بإجراء تسهيلات استثنائية في عملية استيراد "خمس بقرات حمراء اللون" -تم اختيارها بعناية وفقا لما تنص عليه الكتب الدينية اليهودية- على متن طائرة من ولاية تكساس الأمريكية.

يُشار إلى مؤسسة الحاخامية الرسمية في الكيان الصهيوني تتبنى الرأي القائل بتحريم دخول اليهود إلى جبل المعبد –يُقصد هنا الأقصى- دون تحقق شرط الطهارة من نجاسة يُطلقون عليها "نجاسة الموتى"، وهي في التشريع اليهودي مصدر النجاسة الكبرى، تطال كلا من لمس ميت، وتنتقل من شخص لآخر عن طريق اللمس، وطقوس التطهر منها لا تتحقق إلا من خلال رماد بقرة حمراء خاصة وعلى يد كاهن معين، لهما ضوابط معينة حددهما التشريع اليهودي.

أمّا من يقتحمون باحات الأقصى حاليًا فينسبون إلى تيار الصهيونية الدينية، والتي لا تجد حرجًا في اقتحام باحات الأقصى دون أداء طقس التطهر، وتعد الاقتحامات بمثابة تمهيد ضروري ومقدمة واجبة لبناء هيكلهم المزعوم.

وأوضحت القناة العبرية أن هناك منظمتين تقفان وراء البحث المحموم عن البقرة الحمراء، أولاهما منظمة تدعى "نبني إسرائيل" التي تتكون من مسيحيين إنجيليين وتيار يميني متطرف بقيادة رجل يدعى تساحي ميمو. والثانية هي "معهد الهيكل" والذي يرأسه الحاخام "يسرائيل أرييل" الذي يُعدُّ الحاخام الروحي للوزير المتطرف إيتمار بن غفير، كما يُعدُّ الرجل الثاني في حركة "كاخ" اليمينية المتطرفة برئاسة الحاخام مئير كاهانا.

ومن جهته، يحذر مرصد الأزهر من خطورة هذا المشروع الذي سيقضي على المانع الديني الذي بموجبه يمتنع الكثير من المستوطنين عن القيام باقتحام المسجد الأقصى، ومن ثم سيزيد من عدد المستوطنين الذين يقومون باقتحام المسجد الأقصى، وهو الأمر الذي يتخذه الاحتلال ذريعة لتقسيم الأقصى المبارك زمانيًا ومكانيًا، بل ربما يُقدم على بناء الهيكل المزعوم في موقع مسجد قبة الصخرة.

كما يشدد المرصد على أن المسجد الأقصى بكامل ساحاته هو حق للمسلمين وحدهم دون غيرهم، مؤكدًا رفضه القاطع لأي مشروع صهيوني يستهدف تقسيم المسجد المبارك، أو فرض واقع جديد داخل ساحاته، معتبرًا أن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني بكافة أذرعه اعتداءً صارخًا على الأمة الإسلامية، الأمر الذي من شأنه يوجِب اتخاذ موقف موحد وحازم يضع حدًا لتدنيس المسجد الأقصى المُبارك، مجددًا تحذيره من أن هذا العام –وفقًا للإحصائيات والأرقام- سيكون واحدًا من أسوأ الأعوام على الأقصى المبارك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مرصد الأزهر باحات الاقصى الأقصى مكافحة التطرف الأقصى المبارک المسجد الأقصى باحات الأقصى مرصد الأزهر خلال یولیو الأقصى ا الذی ی

إقرأ أيضاً:

مجموعات من المستوطنين المتطرفين تقتحم المسجد الأقصى في حماية قوات الاحتلال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن مجموعات المستوطنين تقتحم المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال.

وأضاف الإعلام الفلسطيني، في تصريحات نقلتها فضائية "القاهرة الإخبارية" اليوم الاثنين، أن جيش الاحتلال يدفع بتعزيزات جديدة باتجاه مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية.

وكان سريان اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وصفقة تبادل المحتجزين والأسرى، قد بدأ يوم الأحد 19 يناير، والذي تبلغ المرحلة الأولى منه 42 يومًا.

يذكر أنه تم الإعلان يوم الأربعاء 15 يناير عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس" والعودة إلى الهدوء المستدام ينفذ على ثلاث مراحل؛ بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية؛ ليبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا 19 يناير، وهو ما أعقبه تسليم حماس لثلاث محتجزات إسرائيليات، بجانب إفراج الاحتلال عن 90 أسيرًا فلسطينيًا.

مقالات مشابهة

  • اقتحامات متواصلة للأقصى.. وجماعات الهيكل تدعو لتكثيف تواجدها
  • منظمات الهيكل تدعو لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى في رمضان
  • 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • دعوات شعبية أردنية لمسيرة حاشدة نصرة للأقصى يوم الجمعة
  • آخرهم أم لطفل.. هجمة إسرائيلية غير مسبوقة على صحفيي القدس
  • في ندوة بالصحفيين.. عكرمة صبري يكشف عن مخطط نتنياهو لهدم الأقصى
  • إعلام فلسطيني: مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال
  • مجموعات من المستوطنين المتطرفين تقتحم المسجد الأقصى في حماية قوات الاحتلال
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى