اختتمت مكتبة الإسكندرية اليوم الخميس المؤتمر الدولي "دور التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية MENA"، الذي أقيم تحت رعاية مكتبة الإسكندرية وبتنظيم المؤسسة العربية لإدارة المعرفة (AIKM) ولجنة الإفلا الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا (IFLA-MENA).

افتتح ختام المؤتمر الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، و الدكتور خالد الحلبي، رئيس مجلس أمناء المؤسسة العربية لإدارة المعرفة، و الدكتور سيف الجابري، رئيس لجنة الإفلا الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد شارك بالحضور 213 مشاركاً من 13 دولة عربية، هي: الأردن، الإمارات العربية المتحدة، تونس، السعودية، سلطنة عمان، السودان، سوريا، العراق، قطر، الكويت، ليبيا، مصر، المغرب.

خرج المؤتمر بعدد من التوصيات، منها: عدم التخوف من النظم الذكية، إنما العمل على احتضانها، وأن يكون استخدام النظم الذكية بطريقة إيجابية للتحسين وليس الاستعمال المحفوف بالمخاطر. ودعا المؤتمر الجهات المعنية بالإسراع في إعداد مواثيق لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وإعداد القوانين والتشريعات اللازمة التي تحكم ممارسات الذكاء الاصطناعي، خاصة حماية الملكية الفكرية.

وأكد المؤتمر على أهمية قيام مؤسسات المعلومات بتعزيز محو الأمية المعلوماتية للمواطنين لتعظيم استفادتهم من مشروعات التحول الرقمي، وإطلاق استراتيجية شاملة للتحول الرقمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتطوير البنية التحتية الرقمية لتعزيز سرعة الإنترنت وتكامل قواعد البيانات لتمكين تطبيق التحول الرقمي، ودعم التطوير المهني المستمر لاختصاصيي المكتبات والمعلومات والأرشيف بما يتواكب مع مقتضيات العصر، خاصة تلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مؤسسات المعلومات.

و دعا المؤتمر إلى تشجيع التعاون بين المؤسسات الأكاديمية لنشر الأبحاث وتعزيز الابتكار، والإتاحة الحرة لمصادر المعلومات، وتفعيل الدراسات التجريبية لتقييم الوثائق العربية وتحسين تصميم وعرض مقتنيات المتاحف باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي. كما تم التأكيد على أهمية وضع خطة زمنية واضحة للتحول الرقمي لإدارة الوثائق في المؤسسات المختلفة، وتحديث مناهج دراسات المعلومات في الجامعات العربية بحيث تواكب التطور المتسارع في تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

و شجع المؤتمر تبني تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في المشاريع الريادية في المؤسسات الخدمية لتحسين كفاءة الخدمات، واتخاذ تدابير أمنية لحماية الوثائق والبيانات المؤسسية من مخاطر الأمن السيبراني، وتعزيز الاستخدام الكامل لموارد المعرفة في المكتبات للوصول إلى المعلومات بشكل منصف وأخلاقي، والاستفادة من الحوسبة السحابية في إدارة وحفظ المستودعات الرقمية للبيانات البحثية.

كما أوصى المؤتمر بضرورة إجراء تحليل شامل للاحتياجات التقنية والأمنية لمشاريع التحول الرقمي لضمان نجاحها، والتعاون الدولي في قوانين الحفاظ على البيانات، ووضع الإستراتيجيات لتطوير بوابات المعلومات في مجال المكتبات والمعلومات بشكل دائم، ووضع برامج تقوم بتنفيذها مؤسسات المعلومات للتوعية بأهداف التنمية المستدامة.

جدير بالذكر أن المؤتمر شهد مشاركات مسجلة لكل من فيكي ماكدونالد، رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، و شارون ميمس، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، و أليخاندرو سانتا، رئيس المجلس الإقليمي بالاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات.

وشدد المتحدثون على الأهمية الكبرى لموضوع التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأكدوا أنهم يتطلعون إلى التعرف على نتائج وتوصيات المؤتمر.

و قد تضمن برنامج المؤتمر جلستين عامتين، تم خلال الجلسة العامة الأولى عرض أنشطة كل من: دار المنظومة، OCLC، المؤسسة العربية لإدارة المعرفة، ولجنة الإفلا الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي الجلسة العامة الثانية ألقى الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ نظم و شبكات الاتصالات بكلية الهندسة جامعة القاهرة - رئيس مجلس بحوث الاتصالات بأكاديمية البحث العلمي، محاضرة عن النظم الذكية الاتجاهات الحالية والمستقبلية. وقد توالت جلسات المؤتمر التي بلغت 8 جلسات علمية وزعت على يومي المؤتمر، وتضمنت عرض 34 بحثاً قدمها باحثون من 12 دولة عربية.

وفي نهاية المؤتمر، توجه المشاركون في هذا الحدث العلمي الكبير، إلى مكتبة الإسكندرية بكل الشكر والتقدير على رعايتها للمؤتمر، وإلى الشركات المشاركة في المعرض، وهم شركة دار المنظومة، وOCLC وشركة الزاد ومشروع قراب، ومنصة إيساء لدعمهم للمؤتمر لكي يخرج بالصورة المشرفة التي خرج بها.

وتوجهت المؤسسة العربية لإدارة المعرفة، ولجنة الإفلا الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى كل المشاركين بكل الشكر والتقدير على مشاركتهم في المؤتمر، والشكر والتقدير إلى مكتبة الإسكندرية لاستضافتها هذا الحدث العلمي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية الاسكندرية التنمیة المستدامة مکتبة الإسکندریة الذکاء الاصطناعی التحول الرقمی

إقرأ أيضاً:

أوراق الإمام محمد عبده المجهولة.. ندوة في مكتبة الإسكندرية

 شهدت  مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الحضارة الإسلامية بقطاع البحث الأكاديمي، ندوة بعنوان "أوراق الإمام محمد عبده المجهولة" للحديث عن مجموعة من الأوراق المكتشفة حديثا في جامعة "الأغا خان" بالمملكة المتحدة.

 وجاء ذلك بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية؛ والدكتور عماد أبو غازي  بكلية الآداب جامعة القاهرة، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور وليد غالي، بمركز دراسات الحضارة الإسلامية بجامعة "الأغا خان" بالمملكة المتحدة.

 وأدار الندوة الدكتور محمد الجمل مدير مركز دراسات الحضارة الإسلامية، بإشراف الدكتورة مروة الوكيل مدير قطاع البحث الأكاديمي.


وقال الدكتور محمد الجمل إن الندوة تتناول الحديث عن مجموعة من الأوراق المكتشفة حديثا للإمام محمد عبده المجدد في الفقه والتاريخ والحضارة الإسلامية، أوراق مجهولة اكتشفت في جامعة "الأغا خان" بالمملكة المتحدة بالصدفة بعد شرائها من إحدى المؤسسات، وشاء القدر أن يكون في نفس الجامعة الدكتور وليد غالي الباحث وشاركه في فحص الوثائق الدكتور عماد أبو غازي الذي كان في زيارة للمملكة المتحدة.
 وأشار  الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، إلى إن الإمام محمد عبده يعد واحدا من أبرز المجددين في الفكر والثقافة في العصر الحديث وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الحديثة، وقد ساهم بعلمه وفكره في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر من الاحتلال، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية ولقد تأثر به العديد من رواد النهضة.


وأضاف "زايد"  أن الندوة تتناول عرض مجموعة من الأوراق والصور والوثائق المخطوطة والمحفوظة بجامعة "الأغا خان" في لندن والتي تم تدوين بعضها بخط الإمام محمد عبده في عام 1883، وتتضمن أيضا أحداثا تاريخية وسياسية متعلقة بتاريخ مصر في تلك الحقبة الزمنية، ومنها لائحة تأسيسية بخط يد الإمام محمد عبده لإقامة حكومة وطنية في مصر، يرجع تاريخها إلى شهر سبتمبر عام 1883 والتي دونها بعد عام واحد من الاحتلال البريطاني لمصر.


وتابع: بأن الندوة تسلط أيضا الضوء على التطور الفكري للإمام محمد عبده وهو التنويري المنفتح على الثقافات بالشرق والغرب والمجدد الديني والمشارك بكل جهده في الحركة الوطنية المصرية، حيث يؤكد على أن رابطة الدولة تقوم على أساس المواطنة والعدل، مطورا منهجه من خلال عدة عناصر منها صناعة الأفكار والكوادر التي تحمل الأفكار وصناعة المؤسسات التي من خلالها تبقى هذه الأفكار.


واستطرد قائلًا "أنه على الرغم من وفاة الإمام محمد عبده عام 1905 إلا أن إنتاجه الفكري المجدد مازال هو المصدر الأساسي الذي يستمد منه الفكر التنويري إلى يومنا هذا، حيث كان الإمام عالما مستنيرا ومفكرا شارك بكل جهده في الحركة الوطنية من أجل مستقبل أفضل لوطنه، وما زال الإمام محمد عبده معينا لا ينضب حتى الآن ليس بفكره الديني الإصلاحي فحسب بل بنضاله السياسي وأفكاره التقدمية.


وتحدث الدكتور وليد غالي، عن قصة اكتشاف الأوراق موضحًا أن مكتبة الجامعة حصلت على المجموعة من إحدى صالات المزادات في لندن، لافتا أن المجموعة تتضمن اثنين من الكراسات أو المخطوطات و7 أوراق مكتوبة بخط الإمام محمد عبده، ومجموعة من الكتب النادرة.


وأوضح أن أحد الكراسات المهمة في المجموعة تحتوي على ترجمة 3 فصول من كتاب أفلاطون "الجمهورية"، بالإضافة إلى وثيقة لائحة الاستقلال المقترحة لإقامة حكومة وطنية، وجزء عن الأمثال والأشعار التي كتبها الإمام محمد عبده، إلى جانب جمل وكلمات خطها بيده خلال فترة تعلمه اللغة الفرنسية.

واستعرض الدكتور عماد أبو غازي محتوى الوثيقة الهامة ضمن أوراق الإمام محمد عبده والتي تتمثل مقترح حكومة وطنية، موضحا أنها تتحدث عن مشروع لاستقلال مصر سنة 1883 وهي عبارة عن لائحة موجهة لبعض المصريين السياسيين من أعضاء الحزب الوطني الأهلي آنذاك ويعد مضمونها مشروعا مقدما للمصريين من بعض الساسة الإنجليز لمناقشة فكرة تشكيل حكومة أهلية في مصر.


وأضاف أن الوثيقة كتبت بصيغة التمويه بهدف عدم الكشف مصدرها تضمنت نقاط مهمة ودالة على التفكير السياسي في هذا الوقت، منها عنوان "لائحة أساسية لإعادة حكومة أهلية لمصر" وهي فكرة تشكيل حكومة أهلية مصرية لإدارة مصر، بالإضافة إلى بند يحدد الأمور التي ينبغي على المصريين أن يضعوها في المرحلة التالية من ناحية الحذر من هجوم أوروبي مرة أخرى، والحرص على دوام الحكومة في أيدي المصريين؛ واتخاذ طريقة سياسية تصمن تقدم البلاد ونجاحها ماديا ومعنويا.


وأشار "أبو غازي"  إلى أن الوثيقة تضمنت طرح أمور خاصة بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتعليم في هذا الوقت؛ مبينا أن تلك الرؤية لم تلغ علاقة مصر بالدولة العثمانية بحيث تكون تابعة لها معنويًا وفق ضوابط معينة، وكذلك المطالبة بوجود تمثيل دبلوماسي لمصر يعزز من علاقاتها الخارجية.


 

مقالات مشابهة

  • عميد طب قصر العيني: سياسة جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي
  • مكتبة الإسكندرية تختتم فعاليات ماراثون اقرأ
  • أوراق الإمام محمد عبده المجهولة.. ندوة في مكتبة الإسكندرية
  • هيئة المكتبات تعمل على جرد وفرز مصادر المعلومات ضمن خطة لتطوير 153 مكتبة عامة بالمملكة
  • تمتد لخمس سنوات.. جرد وفرز مصادر المعلومات ضمن خطة لتطوير 153 مكتبة عامة بالمملكة
  • شبكة: شركات التكنولوجيا تحصل على تعويضات لتحفيز التحول الرقمي
  • وزير الاتصالات وتقنية المعلومات يناقش مع وزراء وقادة كبرى الشركات التقنية في دافوس 2025 تجربة المملكة الريادية في الذكاء الاصطناعي والابتكار
  • ما هو دور الذكاء الاصطناعي في التحول المناخي وعلاقته فى دفع النمو
  • المصرف الأهلي العراقي يواصل التحول الرقمي
  • «الإنتاج الحربي» تطلق شركة «تويا تكنولوجي» لدعم «التحول الرقمي»