خطر العطش يهدد تونس ومياه السدود تكفي شهرا فقط
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
تونس- في تحذيرات مثيرة للقلق، أعلن المرصد التونسي للمياه عن ضرورة الإعلان عن حالة طوارئ مائية في البلاد، وأشار خبراء إلى أن مخزون المياه في السدود التونسية قد لا يكفي لتلبية احتياجات المواطنين لأسابيع معدودة.
وبلغت نسبة امتلاء السدود التونسية 23.2%، أي ما يعادل 545.683 مليون متر مكعب، حسب إحصائيات المرصد ليوم 27 أغسطس/آب 2024، مقابل 736.
وفي تصريح للجزيرة نت، قالت خبيرة المياه روضة القفراج إن مخزون المياه السطحية (السدود) ضعيف جدا، ولا يكفي لمدة شهر لضخ الماء إلى شركة استغلال وتوزيع المياه، في حال لم تنزل الأمطار، بما أن نسبة التبخر اليومية تصل إلى 0.5 مليون متر مكعب وبين 1.7 و2 مليون متر مكعب من الاستهلاك.
حلول عاجلة
وأشارت الخبيرة إلى أن مضخة سد "بربرة" الذي يحتوي على أعلى نسبة مياه، معطلة، ويتطلب العطب التقني شهورا لإصلاحه، وأضافت أن كمية المياه في سد سيدي سالم -الأكبر في البلاد- تبلغ فقط 18%، منها 25 مليون متر مكعب فقط صالحة للاستخدام، يليه سد سيدي البراق "الذي يحتوي على كميات ضعيفة جدا".
وعن الحلول العاجلة لحل مشاكل التزود بالمياه، اقترحت القفراج لجوء الدولة إلى توزيع المياه على المواطنين عبر صهاريج من الآبار العميقة المخصصة للقطاع الفلاحي، لأن التوزيع عبر شبكة الشركة الوطنية "سيتعذر نظرا لضعف كمية المياه في الأنابيب، وبالتالي لن يكون هناك ضغط كافٍ لإيصال المياه لجميع المناطق، خاصة المرتفعة منها".
بدوره، يقول حسين الرحيلي الخبير في المرصد التونسي للمياه، للجزيرة نت، إن فارق نسبة المياه في السدود التونسية خلال 3 سنوات يُعد كبيرا جدا، والبلاد تعيش شحا واضحا في الماء، وأكد على ضرورة التحرك الفوري والجاد لتغيير سياسة الدولة في استغلال وتوزيع المياه وتنويع مصادرها، وأخذ التغيرات المناخية بعين الاعتبار.
وبرأيه، فإن نظام القطع الدوري للماء ليس حلا جذريا ولا يمكن حل مشكل الجفاف بالحلول الظرفية، خاصة أن أكثر من نصف سكان البلاد يستهلكون مياه السدود، وشدد على ضرورة وضع خطة شاملة وحوار بين جميع الأطراف للبحث في سبل حل مشاكل المياه في تونس والتي اعتبرها قضية "مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتنمية".
يُذكر أن شركة استغلال وتوزيع المياه التونسية (رسمية) كانت قد اعتمدت سياسة قطع المياه لساعات بصفة متكررة في مناطق عدة منذ سنة، "سعيا للتقشف في مخزون المياه الضعيف بالبلاد"، وسط تذمر المواطنين على مواقع التواصل.
وضع حرج جداوتواترت عدة تصريحات للرئيس قيس سعيد يعتبر فيها أن انقطاع المياه "مجرد مؤامرة من معارضيه" وكان آخرها، الاثنين الماضي، خلال لقائه مع عز الدين بن الشيخ وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، وحمادي لحبيب كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري المكلف بالمياه.
وفي تصريح لوسائل إعلام محلية بتاريخ 23 أبريل/نيسان 2024، أكد وزير الفلاحة السابق عبد المنعم بالعاتي (تمت إقالته لاحقا) أن تونس "مقبلة على مرحلة جفاف وفق التوقعات المناخية، وأن الوضع يتطلب تحركا عاجلا".
ووصف منير الدريدي، المدير الجهوي لاستغلال وتوزيع المياه بمحافظات تونس الكبرى، الوضع المائي بـ"الحرج جدا"، خلال تصريح إعلامي في يوليو/تموز الماضي.
وينتظر التونسيون نزول الأمطار بفارغ الصبر لسد احتياجاتهم المائية، وأكد زهير الحلاوي المختص في علم المناخ -للجزيرة نت- أن تونس عادة ما تسجل نزول أمطار في فصل الشتاء، وتكون ضعيفة في الخريف، نظرا لمناخها المتوسطي، والذي يصعب التوقع الدقيق بخصوص تقلباته على المدى البعيد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ملیون متر مکعب وتوزیع المیاه المیاه فی
إقرأ أيضاً:
المغرب يحقق تحسناً ملحوظاً في مخزون السدود بفضل الأمطار والثلوج الأخيرة
أعلن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين اليوم الثلاثاء، عن تحسن كبير في مستوى ملء السدود بالمملكة، حيث بلغت النسبة الإجمالية 49,44%، وهو ما لم يتحقق منذ سنوات.
وأرجع الوزير هذا التحسن إلى التساقطات المطرية المهمة التي شهدها المغرب في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن حجم المياه المخزنة في السدود بلغ 6.61 مليار متر مكعب، بزيادة ملحوظة نتيجة السدود الجديدة المنجزة منذ عام 2022 والتي أسهمت بحوالي 280 مليون متر مكعب.
وتابع الوزير أن الإمدادات المائية من الأمطار والثلوج منذ سبتمبر الماضي بلغت 3785 مليون متر مكعب، موضحاً أن بعض الأحواض المائية مثل حوض اللوكوس وملوية وسبو سجلت زيادات كبيرة في مستويات المياه.
وأضاف أن سد الوحدة شهد تجاوز الإمدادات المائية لمليار متر مكعب، فيما وصلت الإمدادات في مناطق أخرى مثل أم الربيع وسوس ماسة ودرعة واد نون إلى مستويات ملحوظة.
وفي إطار حديثه عن الوضع المائي في المملكة، أشار بركة إلى أن المغرب انتقل من مرحلة الإجهاد المائي الحاد إلى “إجهاد مائي طفيف” بفضل هذه التساقطات.
وأوضح أن هذه الأمطار ستضمن تزويد المملكة بالماء الصالح للشرب لمدة سنة ونصف على الأقل، مشدداً على أن المخاوف المتعلقة بتأمين الإمدادات الصيفية للمياه قد تم تجاوزها في جميع الأحواض المائية باستثناء الأقاليم الجنوبية التي تواجه وضعاً خاصاً.
وفيما يخص مشاريع تحلية المياه، أضاف الوزير أن المغرب يواصل تسريع بناء محطات تحلية المياه، حيث تم إنتاج أكثر من 300 مليون متر مكعب من المياه المحلاة حتى الآن.
وأوضح أن محطات تحلية مياه البحر تلعب دوراً كبيراً في تزويد بعض المدن مثل الدار البيضاء وآسفي بالماء الصالح للشرب، مشيراً إلى أن مدينة آسفي تعتمد بشكل كامل على تحلية مياه البحر.
كما كشف الوزير عن مشاريع مستقبلية مثل الربط المائي بين حوضي سبو وأبي رقراق، والتي تهدف إلى تأمين إمدادات المياه في المستقبل.
كما أشار إلى تقدم الدراسة الخاصة بمشروع “الطريق السيار المائي” الذي سيربط عدة أحواض مائية لتلبية احتياجات المياه في المناطق المختلفة.
وأكد بركة على أهمية معالجة المياه العادمة، مشيراً إلى أن المغرب يخطط للوصول إلى 100 مليون متر مكعب من المياه المعالجة بحلول عام 2027، على أن يرتفع هذا الرقم إلى 350 مليون متر مكعب في عام 2035، مما سيسهم في توفير المياه للمساحات الخضراء والملاعب الرياضية.