المولد النبوي.. كيف نرى رسول الله؟
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
أعلنت دار الإفتاء المصرية أن يوم الأحد 15 سبتمبر 2024 هو موعد المولد النبوي الشريف الموافق 12 ربيع الأول، فمع اقتراب مولده الشريف يكثر التساؤل حول حياته الشريفه ووصفه وكيف يكرمنا الله برؤيته.
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، أن لرؤية جمال سيدنا رسول الله ﷺ أثر كبير في ارتقاء الناس في الدنيا والآخرة, فبرؤيته يرقى العبد في مراقي العبودية إلى الله مدارج لا يعلمها إلا الله, ومن هذا ما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يسمى الصحابي بهذا الاسم إلا بلقائه رسول الله ﷺ واجتماعه بجسده الشريف,، وإن كان معه في عصره فقط لا يعتبر صحابيا.
وتابع جمعة عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك أنه قد ارتفع الصحابة منزلة على رءوس العالمين بسبب اجتماعهم به ﷺ، ورؤيتهم لرسول الله ﷺ والنظر إليه، وكذلك كانت رؤية صورته الشريفة في المنام من أكبر منن الله على المسلم الصادق إذ يقول ﷺ : "من رآني في المنام فقد رآني" (أخرجه البخاري ومسلم).
وأشار جمعة إلى أن أصحابه قد تعجبوا من جماله، ومدح ذلك الجمال فيه ﷺ, فقد قال حسان بن ثابت:
وأجمل منك لم تر قط عيني * وأكمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءا من كل عيب * كأنك قد خلقت كما تشاء
ووضح جمعة أن هذا الجمال المغطى بالجلال، والمكسو بجميل الخصال وحميد الخلال سببا في دخول الإيمان قلب كل صادق غير متبع لهوى.
وأضاف جمعة أن أصحابه كانوا يعظمونه ويهابونه ويقومون لهذا الجمال والجلال تأدبا منهم, وعجزوا عن ترك القيام برغم أن النبي ﷺ نهاهم عن ذلك القيام أخرجه أبو داود في سننه لشدة جماله وبهائه ﷺ فقال حسان:
قيامي للحبيب علي فرض * وترك الفرض ما هو مستقيم
عجبت لمن له عقل وفهم * ويرى ذاك الجمال ولا يقوم
كيف نرى رسول الله
ورؤية رسول الله ﷺ تحتاج إلى تصوره وتخيله، وهذا لا يكون إلا إذا علمت أوصافه وشمائله، ولم يصف رسول الله ﷺ كثيرون لما كان يعلوه ﷺ من الجلال, فكانوا لا يستطيعون النظر إلى وجهه الكريم.
وصف رسول الله
فقد وصفته أم معبد, وهند بن أبي هالة, وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم, فأما حديث أم معبد فتقول: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة, أبلج الوجه -مشرق الوجه- ، لم تعبه نحلة -نحول الجسم- ، ولم تزر به صعلة -والصعلة صغر الرأس, وخفة البدن ونحوله- ، وسيم قسيم ، حسن وضئ ، في عينيه دعج -شدة السواد- ، وفي أشفاره وطف -طويل شعر الأجفان- ، وفي صوته صهل -بحة وحسن- ، وفي عنقه سطع –طول- ، وفي لحيته كثاثة -كثافة الشعر- ، أزج أقرن -حاجباه طويلان ورقيقان ومتصلان- ، إن صمت فعليه الوقار, وإن تكلم سماه وعلاه البهاء, أجمل الناس وأبهاهم من بعيد, وأجلاهم وأحسنهم من قريب, حلو المنطق, فصل لا نزر ولا هذر -كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير- , كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن, ربعة لا تشنؤه من طول, ولا تقتحمه عين من قصر -ربعة ليس بالطويل البائن ولا القصير- ، غصن بين غصنين -فهو أنضر الثلاثة منظرا , وأحسنهم قدرا- , له رفقاء يحفون به, إن قال أنصتوا لقوله, وإن أمر تبادروا لأمره, محشود محفود -عنده جماعة من أصحابه يطيعونه- ، لا عابس ولا مفند -غير عابس الوجه- , وكلامه خال من الخرافة (رواه الطبراني في الكبير).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المولد النبوي رسول الله موعد إجازة المولد النبوي موعد إجازة المولد النبوي الشريف قال الدكتور على جمعة الله الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء سيدنا رسول الل المولد النبوی رسول الله ﷺ
إقرأ أيضاً:
للفوز بالبركة في العمر والمال والولد .. خطيب المسجد النبوي: بهذا العمل
قال الشيخ صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي ، إن من صفات أهل العزائم والكمالات ترك ما لا يعني، ورفضُ الاشتغال بما لا يُجدي، وأن ينشغل المرء بما يتعلق بضرورة حياته في معاشه، وسلامته في معادِه.
البركة في العمر والمال والولدأوضح “ البدير” خلال خطبة الجمعة الأولى من شهر ذي القعدة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أنه إذا اقتصر الإنسان على ما يعنيه من أموره، سلِم من شرٍ عظيم، وذلك من حُسن الإسلام، منوهًا بأن ثمرة اشتغال المرء بما يعنيه، وتركُهُ ما لا يعنيه، الرفعة، والراحة.
وتابع: والسكينة، والطمأنينة، والبركة في العمر والقول والعمل، والأهل والمال والولد، مشددًا على أهمية انشغال العبد بما ينفعه من أمور دينه ودنياه، والبُعد عن الاشتغال بأخبار الناس، وتتبّع أخبارهم، وما لا يعنيه من أمورهم.
ونبه إلى أن ذلك من المكروهات، ومدخل للخصومات والشرور الذي يورد للمرء الندامة والشقاء، مشيرًا إلى أن أكثر الناس تعاسة وانتكاسة وشقاء ً أكثرهم اشتغالًا بما لا يعنيه.
الداءُ العُضالوأفاد بأن اشتغال المسلم بما لا منفعة له فيه هو الداءُ العُضال، الجالِبُ لكلّ شرّ، مبينًا أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه كثرة البحث عن أخبار الناس، والاشتغال باستقصاء أخبارهم، وتتبع أحوالهم، وكشف عوراتهم.
وأضاف: والشغف بمعرفة تفاصيل أمورهم، وحكاية أقوالهم، ومعرفة أملاكهم، وضِياعهم، وزوجاتهم، وأولادهم، ومعرفة الداخل عليهم والخارج منهم حتى يُدخل عليهم الحرج والأذى في كشف ما ستروه من أمورهم.
وحذر قائلاً: وهو فِعلٌ قبيح مكروهٌ، يُدخل في عموم حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال" متفق عليه
وأردف، قائلًا: كم سَلَب ذلك التهافت المشؤوم بكثرة سؤال الناس عن أحوالهم الخفية والدقيقة من خيراتٍ وبركات، وكم زرع من عداوات، وكم غرس من خصومات، وكم أوقع من حرج وحزازات.
المستعلم عن أحوالهموأبان أنه قد جُبل الناس على بُغض الباحث عن مخبئات أمورهم، المستعلم عن أحوالهم، المتقصّي عن أهلهم وأولادهم وأموالهم، ومن تقصّى أخبار الناس مجّته قلوبهم، وعافته نفوسهم، وكرهته مجالسهم.
ونوه بأن مِن سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ، وأن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه خوضُه في لغو الكلام الذي لا منفعة فيه، فمن ترَكَ من الأقوال والأفعال ما لا ضرورة فيه، ولا منفعةَ له منه، صانَ نفسَه.
ولفت إلى أن من أراد خِفة الذُّنوب، وقِّلة الأوزار، وراحة القلب، وحُسن الذكر، وصلاح العمل، فليترك الاشتغال بما لا يعنيه، موضحًا أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه سؤال العلماء عمّا لا يعنيه من القضايا والوقائع والحوادث، والإكثار من السؤال عمّا لم يقع، ولا تدعو إليه حاجة، تكلفًا وتنطعًا.
وأوصى بمجاهدة النفس على التمسُّك بهذا الأصل العظيم من أصول الأدب والسلوك، لافتًا إلى أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه، انتصابه للفتوى والأحكام؛ وتصدُّره للإفادة في العلوم الشرعية، وهو ليس بأهلٍ لذلك، فيتَكَلَّم فِي الدّين بِلَا عِلم، ويُحدّث بِلَا عِلم، ويُفتي بِلَا عِلم.
ودعا العباد إلى تنزيه قلوبهم وجوارحهم عمّا لا ينفعهم، فإذا اشتغل العبد بما لا ينفعه، انصرف عما ينفعه، فتحقّقت خسارته، وعظُمت ندامته؛ مذكرًا العباد بملازمة الصلاة على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في كل وقت وحين، داعيًا الله جلّ جلاله أن يُعزّ الإسلام والمسلمين، وينصُر عباده الموحّدين، وأن يحفظ بلادنا وبلدان المسلمين، وأن يغيث إخواننا المستضعفين المظلومين في فلسطين، ويكون لهم معينًا وظهيرًا، ووليًا ونصيرًا، وأن يجبر كسرهم، ويشفِ مرضاهم، ويتقبّل موتاهم في الشهداء، ويفُكّ أسراهم، ويُعجّل نصرهم على المعتدين الظالمين.