تتوالى فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد الثقافي، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بمحافظة أسيوط، بعنوان "مرجعية التراث الثقافي وإشكالية التجريب في إقليم وسط الصعيد"، دورة "الشاعر الراحل سعد عبد الرحمن"، برعاية وزارة الثقافة.

الآخر في التجربة الإبداعية

 

وشهدت قاعة المعارض بقصر ثقافة أسيوط، الجلسة البحثية الرابعة تحت عنوان "الآخر في التجربة الإبداعية".
أدار الجلسة الدكتور سليمان محمد سليمان، وتضمنت مناقشة ثلاث أبحاث، الأول بعنوان "الآخر في مجموعة حين يغيب العالم لفاطمة الشريف- قراءة في ضوء النقد النسوي" للدكتور سعيد فرغلي، والثاني "تمثيلات الآخر في الأدب النسوي بإقليم وسط الصعيد الثقافي" للباحث عبد الناصر عبد المولى، والأخير "صورة الآخر في شعر إقليم وسط الصعيد" للدكتور محمد عبد الراضي. 
                                                                                                                            

 النسوية فى السرد 

 

 استهلت الفعاليات بمقتطفات حول النسوية فى السرد قدمها مدير الجلسة، موضحا كيف ساهمت في تغيير الوعي الكتابي الصادر عن المرأة، وبخاصة الذي يعتمد الجسد بوصفه بُعدًا من أبعاد الكتابة الإبداعية.

 

وأشار د. سعيد فرغلي في بحثه أن النظرية النسوية تسعى إلى محاولة إبراز الكيفيات الرابطة بين العلاقات النسوية "الذات، والآخر، الرجل، المرأة، والمجتمع "، وغيرها، وتركز بشكل خاص على علاقة الذات النسوية بالآخر (الرجل)، وهي علاقة مبنية على التراتب والصراع، فالرجل كما يقول الناقد د. حسن النعمي: "هو المهيمن في السياسة والمجتمع"، حتى بلغ الأمر في بعض الخصومات الثقافية، إلى إقصاء المرأة فلا تُدعى باسمها، بل تُنسب إلى ابنها لا إلى ابنتها، مثل نسب الرجل إلى ابنه دون ابنته، كما أن المرأة لا تتحدد ولا تُعرف إلا بالرجل، فهي زوجة فلان، وليس العكس، بما يعني أن الأنا النسوية هي علامة على الهوية المغيبة في الآخر الذكوري، وهي جزء منه مثلما أنها تابعة له ناقصة وغير مكتملة من دونه.        

وأوضح د.عبد الناصر عبد المولى، في دراسته أن المرأة في صعيد مصر لها خصوصية شديدة؛ تجعلها متفردة في ابتكار أساليب تعبيرية تصف بها مواقفها ومشاعرها من (الآخر)، بدءًا من أبسط أشكال الحكي إلى أوثق فنيات التعبير رمزية ودلالة.

وأضاف أنه مع صعود تيار الأدب النسوي بدأ الاهتمام بتلك النماذج التي تشكل تأطيرًا نفسيًا واجتماعيًا لتوجهات المرأة ومشكلاتها وما تعانيه من فراغ وتهميش لأسباب يصعب حصرها تتعلق بإرث من العادات والتقاليد والأطر الجامدة التي حاولت المرأة النفاذ منها، حتى ظهرت نماذج انتصرت أدبيًا وإبداعيًا على (التابوهات) واقتحمت الأسوار المانعة لظهور مختلف المشاعر والنزعات فصورتها في سطور النصوص على صفحات الكتب وعلى منصات الإلقاء.  
                                                                                                                                       

من ناحيته تناول د. محمد عبد الراضي، صورة الآخر في ديواني "بوابات الحزن" للشاعر أوفى الأنور، و"السفر في الحكايات" لعبد الحافظ متولي، لما يتضمناه من إبداعات لغوية، وتقنية كتابية تمتاز بطابع خاص. 
واعتمد الباحث في تلك الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، والكثير من المراجع أهمها الدراسة الثقافية "شعرية الهوية" لعلاء عبد الهادي.

وتواصلت فعاليات المؤتمر، مع الجلسة البحثية الخامسة بعنوان "إبداعات الإقليم" والتي عقدت بقاعة الشاعر سعد عبد الرحمن.
أدار الجلسة الأديب بهاء الدين رمضان، وشهدت مناقشة بحثين، الأول بعنوان "البناء الزماني والمكاني في الإبداع القصصي - إبداعات إقليم وسط الصعيد القصصية" للأديب  الدكتور يحيى القفاص، رئيس نادي أدب منفلوط سابقا، والثاني"الواقع الشعري في إقليم وسط الصعيد" للباحث سفيان هلال.  

وتناول "القفاص" في حديثه تأثير الزمان والمكان في الإبداع القصصي، والهوية الأدبية الإبداعية والتي تتمثل في ترسيخ العامل الوجداني فى نفس المتلقى.
وأضاف أن جعل "الزمان" الأساس والمحور، يُكسِب الرواية حيوية وتدفقا، من حيث لمس الحاضر، وإثارة الذكريات الماضية التى تتعامل وتتغلغل في تشكيله.
وأشار "القفاص" أن كاتب القصة أو الرواية يلجأ في بناء أعماله على مفهوم الزمن، ويمكنه في الوقت المناسب العودة إلى الماضي، لأن الوقائع لا تفضي دائما إلى ما بعدها، بل ترتد أحيانا إلى الوراء.

 

من ناحيته تطرق الشاعر سفيان هلال إلى الواقع الشعري في إقليم وسط الصعيد، قائلا: "إذا كان الشعر انعكاسا للواقع في مرآة الشاعر وانعكاسا للشاعر في مرآة الواقع، فلابد أن فرقا سيظهر جليا بين نص يكتبه رجل يحارب في الحياة وهو يفكر بصوت عالٍ ويقدم العقل والجسد والدم صراحة، ونص تكتبه أنثى تحارب برقة الأنوثة وخلجات الوجدان، فالأول يقدم ما تؤخره الثانية والعكس، حتى لو الغاية واحدة هي العطاء".

ورأى "هلال" خلال دراسته أن شعر العامية المصرية بمفهوم الكتابة الجديدة للشعر يعتبر حديثًا نسبيا، فهو وإن كان ابنا شرعيا للفنون القولية المنظومة التي جرت على ألسنة العامة من موال ومربع وزجل ورباعيات ونميم وغيرها، لكنه ليس أحدها وليس امتدادا إلا في لسان الكتابة.
واختتم حديثه مقدما نماذج من الإبداعات الأدبية لنخبة من أدباء الإقليم من أبرزها "البحث عن الذات والحب المفقود في مداخل للحب والتغريب" للشاعر علاء عبد السميع.

أعقب ذلك عرض فني لفرقة أسيوط للفنون الشعبية على مسرح القصر، تضمن باقة متنوعة من الفقرات الاستعراضية المستوحاة من التراث بقيادة الفنان محمود يحيى، منها "التنورة، الفرح، والموال"، بحضور ضياء مكاوي رئيس الإقليم، عبده الزرّاع مدير عام الإدارة العامة للثقافة العامة، ووليد فؤاد مدير إدارة المؤتمرات وأندية الأدب، ولفيف من الأدباء والمثقفين.

"المؤتمر الأدبي الثاني والعشرين لإقليم وسط الصعيد الثقافي" يعقد برئاسة الكاتب الصحفي د. محمود مسلم، أمين عام المؤتمر الشاعر مدثر الخياط، ويقام بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي، والإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر مسعود شومان.

وتختتم فعاليات المؤتمر، اليوم الخميس مع جلسة بحثية بعنوان "قراءة في حياة سعد عبد الرحمن" يتحدث فيها كل من د .مصطفى رجب، والأديب فراج فتح الله، ويديرها  الشاعر أوفى الأنور، يعقبها عرضا فنيا وإعلان التوصيات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قصور الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة أسيوط مرجعية التراث الثقافي وسط الصعيد إقلیم وسط الصعید الثقافی الآخر فی

إقرأ أيضاً:

دماء على القضبان.. وفاة شاب صدمه قطار الصعيد بالعياط

لفظ شاب أنفاسه الأخيرة؛ إثر اصطدام قطار به أثناء عبوره السكة الحديد بالعياط، وحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة المختصة التحقيق.

وتلقت غرفة النجدة بالجيزة، بلاغا بمصرع شخص صدمه قطار في العياط، وبإجراء التحريات تبين لرجال المباحث أن شابا تم تحديد هويته، مقيم بالعياط، خلال عبوره السكة الحديد، من مكان غير مخصص للعبور، صدمه قطار، ليفارق الحياة، متأثرا بالإصابات التي لحقت به.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وحرر محضر بالواقعة، لتباشر النيابة المختصة التحقيق.

وفي واقعة أخرى أصيب 6 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بشارع التسعين، بمدينة التجمع الخامس، محافظة القاهرة، اليوم الأحد، وأخطر اللواء طارق راشد مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة.

تلقى مسؤول غرفة العمليات بالإدارة العامة لمرور القاهرة، إشارة من إدارة شرطة النجدة بوقوع حادث مروري ووجود مصابين بشارع التسعين، بمدينة التجمع الخامس.

انتقلت الخدمات الأمنية والمرورية، إلى مكان البلاغ في إتجاه الطريق الأوسطي وبالفحص والمعاينة تبين أنه في أثناء سير سيارة ميكروباص بالطريق المشار إليه اختلت عجلة القيادة بيد قائدها مما أسفر عن انقلابها بنهر الطريق وإصابة 6 أشخاص من مستقليها.

وجرى نقل المصابين، إلى مستشفى القاهرة الجديدة، ورفع أثار الحادث والعمل على عودة حركة السيارات لطبيعتها مرة آخرى.

 إصابة 35 شخصا في في حادث أتوبيس سياحي بالسويس

أصيب 35 راكبا في حادث انقلاب أتوبيس سياحي في نطاق محافظة السويس، ونقل رجال الإسعاف المصابين إلى مجمع السويس الطبي لتلقى العلاج.

وكان مرفق إسعاف السويس تلقى بلاغا من قائدي السيارات يفيد انقلاب أتوبيس سياحي بوصلة أم القمر، ووجه الدكتور مينا فوزي مدير مرفق الإسعاف 25 سيارة من نقاط التمركز على طريق "السويس – الإسماعيلية" و"السويس – القاهرة" لموقع الحادث.

وأفادت المعاينة أن المبدئية أن سبب الحادث السرعة الزائدة، ما أدى لانقلاب الأتوبيس السياحي العائد من جنوب سيناء وكان يستقله 43 سائحا، وأسفر ذلك عن إصابة 35 سائحا من جنسيات مختلفة في الحادث.

وقال مصدر طبي بمجمع طبي السويس، إن قسم الطوارئ استقبل المصابين تباعا في الحادث، ويجري فحص الحالات التي تصل تباعا تمهيدا لتقديم البروتوكول الطبي وتحويلهم للأقسام الداخلية لاستكمال العلاج.

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم برج الجوزاء على الصعيد المهني والعاطفي.. اجتهد لتحقق أهدافك
  • شجار بين سائقي حافلة وسيارة في هاتاي: سائق يهاجم الآخر بسكين
  • دمياط تشهد انطلاق مؤتمر أدباء إقليم شرق الدلتا في دورته 21.. الثلاثاء
  • دماء على القضبان.. وفاة شاب صدمه قطار الصعيد بالعياط
  • قصة قصيرة: إثنان والعربة
  • خطوط السير للفعالية النسوية للمولد في الكلية الحربية .. صنعاء
  • نقاشات مثمرة لفتح شراكات جديدة مع الصين في مجال النفط
  • الديمقراطية..الرأي الآخر!
  • 4 برامج تدريبية لتطوير الكوادر النسوية الدينية بأوقاف الداخلية
  • مؤتمر دولي بطنجة يناقش إنتاج وتسويق التوت الأزرق على الصعيد الدولي