"الإبداع الزماني والمكاني" في نقاشات مؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
تتوالى فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد الثقافي، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بمحافظة أسيوط، بعنوان "مرجعية التراث الثقافي وإشكالية التجريب في إقليم وسط الصعيد"، دورة "الشاعر الراحل سعد عبد الرحمن"، برعاية وزارة الثقافة.
وشهدت قاعة المعارض بقصر ثقافة أسيوط، الجلسة البحثية الرابعة تحت عنوان "الآخر في التجربة الإبداعية".
أدار الجلسة الدكتور سليمان محمد سليمان، وتضمنت مناقشة ثلاث أبحاث، الأول بعنوان "الآخر في مجموعة حين يغيب العالم لفاطمة الشريف- قراءة في ضوء النقد النسوي" للدكتور سعيد فرغلي، والثاني "تمثيلات الآخر في الأدب النسوي بإقليم وسط الصعيد الثقافي" للباحث عبد الناصر عبد المولى، والأخير "صورة الآخر في شعر إقليم وسط الصعيد" للدكتور محمد عبد الراضي.
استهلت الفعاليات بمقتطفات حول النسوية فى السرد قدمها مدير الجلسة، موضحا كيف ساهمت في تغيير الوعي الكتابي الصادر عن المرأة، وبخاصة الذي يعتمد الجسد بوصفه بُعدًا من أبعاد الكتابة الإبداعية.
وأشار د. سعيد فرغلي في بحثه أن النظرية النسوية تسعى إلى محاولة إبراز الكيفيات الرابطة بين العلاقات النسوية "الذات، والآخر، الرجل، المرأة، والمجتمع "، وغيرها، وتركز بشكل خاص على علاقة الذات النسوية بالآخر (الرجل)، وهي علاقة مبنية على التراتب والصراع، فالرجل كما يقول الناقد د. حسن النعمي: "هو المهيمن في السياسة والمجتمع"، حتى بلغ الأمر في بعض الخصومات الثقافية، إلى إقصاء المرأة فلا تُدعى باسمها، بل تُنسب إلى ابنها لا إلى ابنتها، مثل نسب الرجل إلى ابنه دون ابنته، كما أن المرأة لا تتحدد ولا تُعرف إلا بالرجل، فهي زوجة فلان، وليس العكس، بما يعني أن الأنا النسوية هي علامة على الهوية المغيبة في الآخر الذكوري، وهي جزء منه مثلما أنها تابعة له ناقصة وغير مكتملة من دونه.
وأوضح د.عبد الناصر عبد المولى، في دراسته أن المرأة في صعيد مصر لها خصوصية شديدة؛ تجعلها متفردة في ابتكار أساليب تعبيرية تصف بها مواقفها ومشاعرها من (الآخر)، بدءًا من أبسط أشكال الحكي إلى أوثق فنيات التعبير رمزية ودلالة.
وأضاف أنه مع صعود تيار الأدب النسوي بدأ الاهتمام بتلك النماذج التي تشكل تأطيرًا نفسيًا واجتماعيًا لتوجهات المرأة ومشكلاتها وما تعانيه من فراغ وتهميش لأسباب يصعب حصرها تتعلق بإرث من العادات والتقاليد والأطر الجامدة التي حاولت المرأة النفاذ منها، حتى ظهرت نماذج انتصرت أدبيًا وإبداعيًا على (التابوهات) واقتحمت الأسوار المانعة لظهور مختلف المشاعر والنزعات فصورتها في سطور النصوص على صفحات الكتب وعلى منصات الإلقاء.
من ناحيته تناول د. محمد عبد الراضي، صورة الآخر في ديواني "بوابات الحزن" للشاعر أوفى الأنور، و"السفر في الحكايات" لعبد الحافظ متولي، لما يتضمناه من إبداعات لغوية، وتقنية كتابية تمتاز بطابع خاص.
واعتمد الباحث في تلك الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، والكثير من المراجع أهمها الدراسة الثقافية "شعرية الهوية" لعلاء عبد الهادي.
وتواصلت فعاليات المؤتمر، مع الجلسة البحثية الخامسة بعنوان "إبداعات الإقليم" والتي عقدت بقاعة الشاعر سعد عبد الرحمن.
أدار الجلسة الأديب بهاء الدين رمضان، وشهدت مناقشة بحثين، الأول بعنوان "البناء الزماني والمكاني في الإبداع القصصي - إبداعات إقليم وسط الصعيد القصصية" للأديب الدكتور يحيى القفاص، رئيس نادي أدب منفلوط سابقا، والثاني"الواقع الشعري في إقليم وسط الصعيد" للباحث سفيان هلال.
وتناول "القفاص" في حديثه تأثير الزمان والمكان في الإبداع القصصي، والهوية الأدبية الإبداعية والتي تتمثل في ترسيخ العامل الوجداني فى نفس المتلقى.
وأضاف أن جعل "الزمان" الأساس والمحور، يُكسِب الرواية حيوية وتدفقا، من حيث لمس الحاضر، وإثارة الذكريات الماضية التى تتعامل وتتغلغل في تشكيله.
وأشار "القفاص" أن كاتب القصة أو الرواية يلجأ في بناء أعماله على مفهوم الزمن، ويمكنه في الوقت المناسب العودة إلى الماضي، لأن الوقائع لا تفضي دائما إلى ما بعدها، بل ترتد أحيانا إلى الوراء.
من ناحيته تطرق الشاعر سفيان هلال إلى الواقع الشعري في إقليم وسط الصعيد، قائلا: "إذا كان الشعر انعكاسا للواقع في مرآة الشاعر وانعكاسا للشاعر في مرآة الواقع، فلابد أن فرقا سيظهر جليا بين نص يكتبه رجل يحارب في الحياة وهو يفكر بصوت عالٍ ويقدم العقل والجسد والدم صراحة، ونص تكتبه أنثى تحارب برقة الأنوثة وخلجات الوجدان، فالأول يقدم ما تؤخره الثانية والعكس، حتى لو الغاية واحدة هي العطاء".
ورأى "هلال" خلال دراسته أن شعر العامية المصرية بمفهوم الكتابة الجديدة للشعر يعتبر حديثًا نسبيا، فهو وإن كان ابنا شرعيا للفنون القولية المنظومة التي جرت على ألسنة العامة من موال ومربع وزجل ورباعيات ونميم وغيرها، لكنه ليس أحدها وليس امتدادا إلا في لسان الكتابة.
واختتم حديثه مقدما نماذج من الإبداعات الأدبية لنخبة من أدباء الإقليم من أبرزها "البحث عن الذات والحب المفقود في مداخل للحب والتغريب" للشاعر علاء عبد السميع.
أعقب ذلك عرض فني لفرقة أسيوط للفنون الشعبية على مسرح القصر، تضمن باقة متنوعة من الفقرات الاستعراضية المستوحاة من التراث بقيادة الفنان محمود يحيى، منها "التنورة، الفرح، والموال"، بحضور ضياء مكاوي رئيس الإقليم، عبده الزرّاع مدير عام الإدارة العامة للثقافة العامة، ووليد فؤاد مدير إدارة المؤتمرات وأندية الأدب، ولفيف من الأدباء والمثقفين.
"المؤتمر الأدبي الثاني والعشرين لإقليم وسط الصعيد الثقافي" يعقد برئاسة الكاتب الصحفي د. محمود مسلم، أمين عام المؤتمر الشاعر مدثر الخياط، ويقام بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي، والإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر مسعود شومان.
وتختتم فعاليات المؤتمر، اليوم الخميس مع جلسة بحثية بعنوان "قراءة في حياة سعد عبد الرحمن" يتحدث فيها كل من د .مصطفى رجب، والأديب فراج فتح الله، ويديرها الشاعر أوفى الأنور، يعقبها عرضا فنيا وإعلان التوصيات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قصور الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة أسيوط مرجعية التراث الثقافي وسط الصعيد إقلیم وسط الصعید الثقافی الآخر فی
إقرأ أيضاً:
أدباء الغربية يوصون بتوفير مقر دائم لقصر ثقافة العاصمة وبيت لكفر الزيات | تفاصيل
اختتم مؤتمر الغربية الأدبي لليوم الواحد أعماله، والذي أقيم بالمركز الثقافي بطنطا تحت عنوان "الإبداع الأدبي بين الخيال والهوية.. الغربية نموذجًا"، دورة الكاتب الكبير الراحل سعد الدين حسن، بعدد من التوصيات المهمة، في مقدمتها ضرورة تخصيص مقر دائم ومناسب لقصر ثقافة طنطا وبيت ثقافة كفر الزيات.
جهود ثقافية
وأعلن مختار عيسى، أمين عام المؤتمر، التوصيات في ختام الفعاليات بحضور الأديب جابر سركيس، ومدير فرع الثقافة بالغربية وائل شاهين. وتضمنت التوصيات توفير مقر جديد لقصر ثقافة طنطا، حيث أن المقر الحالي غير لائق، فضلاً عن أن المحافظة ستتسلمه تمهيدًا لهدمه. وأكد الأدباء أن الحلول المؤقتة كإقامة الفعاليات بالمركز الثقافي لا تفي بمتطلبات العاصمة الثقافية للمحافظة. وطالبوا بتوفير مكان مناسب أسوة بقصور الثقافة في المحافظات المجاورة، والتي تقام في مبانٍ مستقلة وبإمكانيات كبيرة، حتى تتمكن من أداء دورها الثقافي على أكمل وجه.
دعم هموم التوعية والثقافة
كما أوصى المؤتمرون بتوفير مقر بديل يليق ببيت ثقافة كفر الزيات، بدلاً من المقر المؤجر حاليًا. وشملت التوصيات مراجعة أعمال ترميم قصر ثقافة المحلة الكبرى للحفاظ على طابعه التراثي، وطباعة الأعمال الكاملة لشخصية المؤتمر الأديب الراحل سعد الدين حسن، مع ترشيح اسم الأديب الراحل أحمد خالد توفيق ليكون عنوان المؤتمر القادم.
ودعا المؤتمرون إلى تشكيل مجلس أمناء ثقافي بالغربية لرسم السياسات الثقافية بالمحافظة. كما أعلن المشاركون تضامنهم الكامل مع القضية الفلسطينية، ورفضهم تهجير سكان غزة أو المساس بحقوق مصر السيادية في قناة السويس.
مشاركة الأدباء
وكانت فعاليات المؤتمر، التي أقيمت برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، ونظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، وإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، قد بدأت بتفقد الحضور معرضًا فنيًا لعدد من طلبة وطالبات كلية التربية النوعية بطنطا، بإشراف د. رانيا عبده الإمام، عميدة الكلية. كما تم التجول داخل معرض لبيع كتب وإصدارات قصور الثقافة، ثم انطلقت الفعاليات بالجلسة الافتتاحية التي أدارها الإعلامي محمد دره، وتضمنت عددًا من الكلمات البروتوكولية. حيث تحدث وائل شاهين، مدير عام الثقافة بالغربية، عن أهمية الإبداع، مشيرًا إلى أنه لا يعد هروبًا من الهوية، بل هو انطلاق بها نحو المستقبل.
إعلان عن دعم المثقفين
من جانبه، قال الأديب مختار عيسى، نائب رئيس اتحاد كتاب مصر السابق وأمين عام المؤتمر: "الأمل أن يعي العربي أن عقله ليس وعاءً يصب فيه المتاجرون ما شاءوا من بضائع"، لافتًا إلى أن المثاقفة ضرورة لا يمكن التنصل من حتميتها. فيما تحدث الأديب جابر سركيس، رئيس المؤتمر، الذي قدم التحية للعاملين بثقافة الغربية على حسن تنظيم المؤتمر، قبل أن يستعرض المؤتمرات الأدبية التي تم تنظيمها على أرض الغربية، بداية من عام 2000 وحتى عام 2025. مشيرًا إلى أن المؤتمرات السابقة شهدت العديد من المكتسبات الثقافية، وكان في مقدمتها ترميم قصر ثقافة المحلة العريق.
تكريم المثقفين
وقبل تكريم عدد من الشخصيات الأدبية بمحافظة الغربية، استمع الحضور لكلمة من الشاعر د. البيومي عوض، رئيس نادي أدب طنطا. أعقبها احتفاء المؤتمر بروح الكاتب الكبير الراحل سعد الدين حسن، والإعلان عن اعتزام قصور الثقافة طبع جميع أعماله الأدبية. كما تم تكريم الأدباء: ربيع عقب الباب، وعمر فتحي، والكاتب الراحل نبيل فاروق بحضور أسرته، ود. رانيا عبده الإمام، عميد كلية التربية النوعية بطنطا. فيما تم تكريم لجنة التحكيم الإقليمي، وهم: الكاتب والناقد علي الفقي، ود. أحمد علي منصور، والشاعر محمد محمود عبد القادر، والطفلة ندا عنتر، الفائزة بمسابقة "مصر تقرأ".