دريان استقبل وفد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة محيي الدين كشلي. بعد اللقاء، قال كلشي: "تشرفنا بلقاء المفتي دريان وهنّأناه بدايةً باقتراب ذكرى مولد نبينا محمد متمنين أن تكون هذه الذكرى العطرة، مناسبة كي يتوحد المسلمون واللبنانيون، على النهج القويم والسليم، الذي أرساه سيّدُ الخلق سيدنا محمد".
أضاف: "لقد تداعينا كهيئة إدارية للاتحاد، وطلبنا موعداً عاجلاً مع مفتي الجمهورية مسارعين لاستنكار ما سمعناه من كلام مستغرب ومستهجن من أحد الأشخاص في البقاع، الذي ربما لم يعرف سماحته حقّ المعرفة، ولا وصل إلى مسامعه، المواقفُ الصلبة التي كررها سماحته أكثر من مرة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة غداة طوفان الأقصى. لقد أكد المفتي شجبه واستنكاره ورفضه ورفض المسلمين السنّة في لبنان الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، داعياً إلى وقفها فوراً. كما طالب المجتمع الدولي والإسلامي والعربي، بدعم قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. كذلك طالب اللبنانيين بدعم إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين المظلومين من أهالي غزة خصوصاً. وهذا الموقف سانده فيه كل الشرفاء في بيروت والمناطق، ونحن منهم كاتحاد جمعيات عائلات بيروتية. إننا مع المفتي دريان، نطالب من هذه الدار، الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا والعالم، أن يقفوا مع الحق الفلسطيني ضد المحتل الإسرائيلي، مناشدين إياهم الإسهام في وقف المذبحة في حق المدنيين الفلسطينيين العزّل في غزة، ووقف العدوان على الضفة وجنوب لبنان".
تابع: "نؤكد أن مفتي الجمهورية لا يحتاج إلى شهادة في الوطنية ولا في العروبة الحقة، ولا في دعم القضية الفلسطينية. إن عشرات، بل مئات، المواقف الصادرة عنه وعن هذه الدار الوطنية والعربية والإسلامية، كافية للردّ على أي مشكك أو أي مضلََّل به. وندعو المشككين إلى أن يراجعوا مواقفه ومواقف هذه الدار الجامعة تجاه قضية فلسطين وكل القضايا العربية والإسلامية. وننصح أي شخص أو أشخاص أساءوا إلى هذه الدار، إلى أن يكونوا شجعاناً، فيعتذروا من سيّد الدار وما يمثّل ومَن يمثّل".
ختم: "كان اجتماعنا مناسبة لبحث مواضيع بيروتية ووطنية، وقد شددنا أن الاتحاد لا يألو جهداً للعب دوره الاجتماعي والتربوي والإنساني، في الوقوف إلى جانب أهلنا في بيروت بحسب قدراته وإمكاناته".
أيضاً، استقبل المفتي دريان، وداد سليم الحص التي شكرت له مواساتها بوالدها الرئيس الراحل سليم الحص في حضور رئيس "ندوة العمل الوطني" رفعت بدوي مستشار الرئيس الراحل.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه الدار
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الحوار والوحدة الإسلامية السبيل لعودة الأمة إلى ريادتها ومكانتها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية إن هذه الأمة التي شرفنا الله تعالى بالانتساب إليها تواجه اليوم تحديًا كبيرًا لتحقيق وحدتها والمحافظة على كيانها، هذا التحدي يكمن في مواجهة الأفكار الدخيلة التي تسعى لتفتيت أوصالها وتمزيق صفوفها، فالاتحاد قوة، وهو السبيل لعودة الأمة إلى ريادتها ومكانتها التي فقدتها، وقد جاء رسولنا الكريم ﷺ ليقيم دعائم هذه الوحدة ويُفعل مبدأ الأخوة الإسلامية، حيث كانت الأخوة الإسلامية، متى خلصت النوايا وصفت، أشد وثوقًا من أخوة النسب والدنيا، وإذا تأملنا رحلة نبينا ﷺ من مكة إلى المدينة، نجد أنه أراد من خلالها إقامة دولة تصنع الحضارة وتنهض بالأمة.
وأضاف فضيلته خلال ندوة نظمها جَنَاح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بعنوان «نحو حوار إسلامي إسلامي»، اليوم الثلاثاء، أنه من أجل هذه الأخوة الإسلامية عمدَ رسولنا ﷺ إلى ثلاث خطوات أساسية: إقامة العلاقة الإيجابية بين العبد وربه، وقد بدأ النبي ﷺ ببناء المسجد ليكون مكانًا لتجمع المسلمين وللارتقاء بهم ويعزز تماسكهم، والأمر الثاني: تفعيل مبدأ المؤاخاة بين المسلمين، حيث آخى ﷺ بين المهاجرين والأنصار، ومحا عصبيات الجاهلية، وأسّس علاقات قائمة على الحب والرحمة والتكافل، والأمر الثالث: تنظيم العلاقات الدولية، حيث عمل النبي ﷺ على صياغة وثيقة المدينة التي حددت الحقوق والواجبات بين سكانها من المسلمين وغيرهم، مما أسس لعلاقات قائمة على العدل واحترام العهود.
وأكد مفتي الجمهورية أن هذه الجهود النبوية تسعى لتحقيق مبدأ الأخوة الإنسانية، حيث شبه رسولنا الكريم ﷺ المؤمنين بالجسد الواحد والبنيان المرصوص، ومن هنا ندرك أهمية الوحدة في مواجهة التحديات العالمية. فالأمة الإسلامية، متى اجتمعت كلمتها واتحدت صفوفها، استطاعت أن تقف بثبات، كما كان الحال في العصور الأولى عندما امتد الإسلام في زمن وجيز من إسبانيا إلى الصين، لكن العصبية المقيتة والتعصب للمدارس الفكرية والعلمية اليوم يمثل أحد أبرز العوائق أمام تحقيق الوحدة المنشودة، والشريعة الإسلامية قد نبذت هذه العصبيات وحذرت منها، لأنها تؤدي إلى التنازع والتفرقة. يقول الله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، ويقول أيضًا: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.
وأشار فضيلته إلى أن المؤسسات الدينية والعلمية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، قد خطت خطوات إيجابية في مجال الحوار الإسلامي الإسلامي، وعليها دور كبير في هذا الشأن، ولعلنا بعد أسابيع قليلة نكون أمام الطرح الذي عرض في مؤتمر البحرين «حوار الشرق والغرب»، والذي قدّمه فضيلة مولانا الإمام الأكبر تحت رؤية الحوار الإسلامي، وهو حوار يجمع بين المدارس السنية والمدارس الشيعية وغيرها من أصحاب المذاهب الأخرى كالزيدية والإباضية وغيرهما.
وأضاف فضيلته أن النقطة الثانية هي أن هذه الخطوة لا بد أن تظهر في آثار عملية، وبالتالي يمكن القول بأن هذا المؤتمر قد يكون مقدمة لجملة من الآثار العملية، مثل إنشاء مراكز علمية تجمع بين المدارس الإسلامية على اختلاف توجهاتها، وطرح قضايا الخلاف والعمل على دراستها، ثم الخروج برأي موحّد. كما ينبغي ونحن نتحدث عن حوار إسلامي إسلامي ونسعى لإعلاء المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، أن نتجاوز تلك القضايا التي تؤدي إلى توسيع الفجوة بين المدارس الفكرية. وبالتالي، ينبغي التركيز على آلية تحقق الوحدة، بعيدًا عن القضايا العقدية التي فرّقت الأمة ومزّقت وحدتها.
وفي ختام حديثه، شدد فضيلة مفتي الجمهورية على أمر مهم، وهو احترام العقيدة واحترام ما عليه الآخر، مع عدم المساس بمكانة الأنبياء والصحابة وما يتعلق بأمهات المؤمنين، باعتبار ذلك من معتقد أهل السنة والجماعة، فلا يجوز التطاول عليهم أو التعرض لهم، لأن ذلك يؤذي مشاعر المؤمنين والمؤمنات. وأخيرًا، أرى أن لقاء كبار رجالات هذه المدارس قد يصحح الكثير من المفاهيم ويقرب البعيد.