أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، أن العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوز في حجم الدمار ما خلفته قنبلتي هيروشيما ونجازاكي فضلا عن الخسائر الإقتصادية التي تحتاج عشرات السنين لتجاوز آثارها.

وقال أبو الغيط: نقترب اليوم من مرور عام على بداية الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على فلسطين، هذا الاعتداء لم يكن الأول من نوعه لكنه بالتأكيد الأعنف والأكثر همجية والأشد انسلاخًا من القانون والأخلاق والإنسانية، لقد تابعنا جميعاً بشاعاته وجرائمه، كما نرصد بقلق شديد محاولات اسرائيل المستمرة في توسيع دائرة الصراع إلى دول الجوار تحت ذرائع وحجج صارت أبعادها الداخلية والحسابات السياسية الشخصية التي تحركها مكشوفة للجميع، وليس خافيًا ما يترتب على ذلك من مخاطر حقيقية باندلاع حرب إقليمية ستكون بلا شك ذات عواقب وخيمة على المنطقة والعالم أجمع، وستكون وطأتها شديدة على الشعوب الساعية إلى التنمية والتقدم، إذ ستعيد هذه المنطقة سنوات إلى الوراء.

وأضاف أبو الغيط أن الفترة الماضية كانت عصيبة على الشعب الفلسطيني، الذي عاش هذه المأساة وتعايش على قدر ما يستطيع مع أثقالها، وتحمل ظروفًا قاسية تتجاوز بكثير طاقة تحمل البشر صابرًا محتسبًا، كريمًا مرفوع الرأس، لا يتزعزع إيمانه قيد أنملة بعدالة القضية التي يقف مدافعًا عنها في مواجهة قنابل العدو ومسيارته وصواريخه، وحدث هذا كله في ظل عجز دولي عن إيقاف المعتدي، بل ومنحه في بعض الأحيان، مظلة أمان للمضي قدمًا في ممارسة الفظائع بغير عقاب أو حساب.

وقال نفتتح اليوم أعمال الدورة الرابعة عشر بعد المائة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، والتي تناقش عددًا من الموضوعات الهامة، وفي ُمقدمتها الموضوع الخاص بـ"دعم الاقتصاد الفلسطيني".. .وهو موضوع ُيعرض بشكل دوري على هذا المجلس الموقر في دورة سبتمبر من كل عام، منذ نحو الثلاثين عامًا، ولكنه يكتسب اليوم أهمية خاصة وأولوية واضحة.

وأضاف إن تقرير هذا العام يبرز بالأرقام، الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكّبدها الشعب الفلسطيني، جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي عليه منذ السابع من أكتوبر الماضي، وذلك في ظل ما ُيلحقه هذا العدوان من تدمير شامل ومتعمد لكافة وسائل الحياة بجميع قطاعاتها في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتؤكد تلك الأرقام والإحصائيات أن حجم القنابل والمتفجرات التي أُلقيت على قطاع غزة قد تجاوز عشرات الآلاف من الأطنان، وهوما يفوق بمراحل قوة القنبلة النووية التي أُلقيت على مدينتي هيروشيما

ونجاازكي خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال أبو الغيط أن هذه الجرائم قد خّلفت خسائر بشرية ومادية باهظة لن يكون التعافي منها أمرًا سهًلا.. .ولن يحدث- للأسف- في وقت قصير.

وأضاف لقد تباهى الاحتلال، ومنذ بداية عدوانه الغاشم، بقصفه لغزة بآلاف القنابل يوميًا.. .منها المئات التي لم تنفجر وُمعّرضة للانفجار في أية لحظة.. .وهو ما ُيضيف كارثة أخرى إلى ُمجمل المآسي التي لحقت بالقطاع منذ ما يقرب من العام.. .وهناك جيل كامل من الأطفال فقد حياته الدراسية الطبيعية.. .ناهينا عن الوضع الصحي المروع.. .والذي يشهد عودة لأمراض اختفت من ربع قرن.

وأؤكد هنا أن هذه الجريمة التي تنفذها إسرائيل لاهوادة، قد استهدفت أجيالًا كاملة من الشعب الفلسطيني، وليس فقط الجيل الحالي، ولن تتقادم هذه الجرائم وستبقى المشاهد القاسية للقتل والتعذيب والتشريد والتجويع، ماثلة أمام العيون ولن ُتمحى من الذاكرة الفلسطينية والعربية والإنسانية.

وقال أبو الغيط لم تكن السنوات الماضية الأفضل عالميًا من زاوية مؤشرات التنمية الإنسانية.. .لأول مرة تتراجع أعداد من يخرجون من دائرة الفقر.. .مشاكل العولمة لم تعد خافية، من تفاوت هائل داخل البلد الواحد وبين البلدان وبعضها البعض.. .إلى هشاشة شبكات التوريد، إلى التراجع البيئي والتغير المناخي الذي يضع علامة استفهام كبرى على مفهوم النمو المستدام، وليست منطقتنا العربية ببعيدة عن هذه المشكلات، بل هي تتحمل أيضًا عبء الصراعات المستفحلة والأوضاع غير المستقرة التي تؤثر على صورة المنطقة وجاذبيتها كمقصد للاستثمار. وأشير هنا، بأسف كبير، إلى دول تعطلت مسيرتها التنموية، كما الحال في السودان واليمن وليبيا - بسبب الصارع الداخلي.

وأكد إن تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في منطقتنا يتطلب نقلة نوعية في تعاملنا مع بؤر الأزمات وانعدام الاستقرار كأولوية ملحة، كما تقتضي التحديات العالمية منا نظرة جديدة لجهود التكامل الاقتصادي.. .الاتجاه اليوم - في كافة مناطق العالم - يذهب لمزيد من تعريز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري على مستوى الأقاليم الجغرافية.. .بعد أن ظهرت مشكلات العولمة، وخطورة الاعتماد عليها على نحو استراتيجي.

وقال إن جهود التكامل الاقتصادي العربي تحتاج لتسريع وتكثيف يكون على مستوى التحديات القائمة.. كما نحتاج كذلك إلى تفعيل الآليات العربية القائمة في مختلف المجالات للاستفادة منها، بما في ذلك تطوير أداء المنظمات العربية المتخصصة، وهو الموضوع المعروض ضمن جدول أعمال اجتماع اليوم، .

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط العدوان على غزة المجلس الاقتصادي والاجتماعي التی أ لقیت على أبو الغیط

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط يُشارك في اجتماع وزاري بمدريد حول تطبيق حل الدولتين

شارك أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في اجتماع عُقد بمدريد اليوم الجمعة 13 الجاري، حول تطبيق حل الدولتين ووقف إطلاق النار في غزة، وجاء الاجتماع بدعوة من الجانب الإسباني وضم عددًا من وزراء خارجية الدول الأوروبية التي أقدمت على الاعتراف بدولة فلسطين، مثل النرويج وسلوفينيا وايرلاندا، جنبًا إلى جنب مع وفد اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بمتابعة التطورات في قطاع غزة برئاسة المملكة العربية السعودية.


وصرح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة أن رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز" استقبل وزراء الوفد العربي الإسلامي في اجتماع موسع، سبق اللقاء الوزاري، وناقش سُبل توسيع رقعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والخطوات اللازمة لتفعيل حل الدولتين، والجهود المتواصلة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإنهاء التصعيد الخطير في الضفة الغربية المُحتلة.

 

وأوضح المتحدث أن أبو الغيط شارك بعدها في اللقاء الوزاري الذي انصب على السبل العملية لتحويل حل الدولتين إلى واقع ملموس وعدم الاكتفاء بدعمه كلاميًا، مشيرًا إلى أن اللقاء شهد توافقًا بين الوزراء المشاركين من أوروبا والعالمين العربي والإسلامي حول أهمية توسيع رقعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كسبيل لتجسيد وجودها على الأرض، كما نددوا بالعجز الدولي عن مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة لما يقرب من عام كامل، بما شجع إسرائيل على نقل الحرب إلى الضفة الغربية في محاولة لاستنساخ واقع غزة المأساوي من جديد.

وجدد الوزراء الالتزام بالعمل على المستوى الدولي، وفي المحافل المختلفة لا سيما الأمم المتحدة، لخلق مسار موثوق ولا رجعة عنه لتجسيد الدولة الفلسطينية.


ونقل رشدي عن الأمين العام للجامعة العربية قوله خلال الاجتماع الوزاري إن الوقت قد حان للخروج بخطواتٍ عملية ملموسة من المجتمع الدولي لإعطاء الفلسطينيين الأمل في أن مشروع الدولة المستقلة لم يمت، وأن حل الدولتين ليس مجرد خطابٍ بلا مضمون.


وأوضح المتحدث الرسمي أن أبو الغيط التقى وزير الخارجية الإسباني "خوسيه مانويل ألباريس" في اجتماع ثنائي، وحرص على تقديم الشكر له مجددًا على مواقف بلاده وسعيها الحميد لصالح القضية الفلسطينية، مُشددًا على أن الجامعة العربية تعول على نجاح مدريد في إقناع عدد من الدول الأوروبية المهمة لتحذو حذوها في الاعتراف بفلسطين، ومُعربًا عن الأسف من أن بعض الدول الصديقة للعالم العربي لا زالت لا تمتلك الشجاعة الكافية لاتخاذ هذه الخطوة الصحيحة سياسيًا والصائبة أخلاقيًا.
 

مقالات مشابهة

  • هيدي كرم: كنت بببوس وأحضن ابني في الأماكن العامة لكن لقيت نظرات الناس بتقول "احترموا نفسكم شوية"
  • أبو عبيدة .. نبارك العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية صباح اليوم
  • أبو الغيط يُهنئ الرئيس تبون ويُشيد بالدبلوماسية الجزائرية
  • كوريا الشمالية ربما كشفت عن موقع غير معلن لصنع القنابل النووية.. لماذا بهذا التوقيت؟
  • أوكرانيا: زيادة إنتاج روسيا من القنابل الموجهة من كوريا الشمالية مشكلة ضخمة
  • البنتاغون يدرس تأثير القنابل النووية على الزراعة.. هل اقترب سيناريو الحرب المدمرة؟
  • يفوق حجم الشمس بأضعاف.. رصد نجم عملاق أحمر بتفاصيل مثيرة
  • «أبو الغيط» باجتماع مدريد: نحتاج إلى خطوات عملية وعدم الاكتفاء بخطاب بلا مضمون 
  • أبو الغيط يُشارك في اجتماع وزاري بمدريد حول تطبيق حل الدولتين
  • حمام يطلق القنابل وديدان مخمورة! .. تعرف على الأبحاث الفائزة بجوائز نوبل للحماقة