واينر لـ نوفا: أثبتت الاتصالات الديبلوماسية السرية نجاعتها في إدارة الأزمة الليبية
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
ليبيا – أجرى قسم الأخبار الإنجليزية في وكالة أنباء “نوفا” الإيطالية مقابلة صحفية مع المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى ليبيا الديبلوماسي الخبير “جوناثان واينر”.
المقابلة التي تابعتها وترجمتها صحيفة المرصد نقلت عن “واينر” وصفه أزمة المصرف المركزي بـ”خبر سيء للجميع” فالوضع قد يزداد في السوء إذا تم استغلال هذه المؤسسة المالية من قبل أفراد لاستخدامها لصالح حلفائهم السياسيين وإلحاق الضرر بخصومهم.
وخلال المقابلة أبدى “واينر” قلقه للصمت الدولي بشأن الأزمة فتوقف المصرف المركزي عن العمل بسبب نزاع على السيطرة عليه سيكون تأثيره على الليبيين فوريًا ومتزايد الشدة نظرًا لأن العديد من احتياجاتهم اليومية تعتمد على الواردات المدفوعة بخطابات الاعتماد بالعملة الأجنبية.
وقال “واينر”:”هذه الخطابات تستخدم لشراء السلع الأجنبية مثل الغذاء وزيت الطهي والوقود وقد يؤدي النزاع السياسي على المصرف المركزي إلى زعزعة استقرار البلاد بشكل أكبر وزيادة خطر اندلاع صراعات مسلحة جديدة وتفاقم الفساد واستنزاف خزينة ليبيا”.
وأضاف “واينر” بالقول:” بالنسبة للمجتمع الدولي فإن انهيار الاقتصاد الليبي ليس سوى خبر سيء فأزمة المصرف المركزي تسببت بالفعل في ارتفاع سعر النفط في الأسواق العالمية في أعقاب تعليق إنتاجه تشمل بقية الأخبار السيئة عدم الاستقرار بشكل أكبر وتعزيز الميليشيات الإجرامية بشكل أكبر”.
ونبه “واينر” لمخاطر استدراج الصراع المسلح للجهات الفاعلة الدولية في وقت تبدو فيه الجهود الديبلوماسية لتحقيق الاستقرار في ليبيا أكثر فعالية في الغالب عندما يتم إجراؤها بشكل سري من خلال الاتصالات المباشرة مع أصحاب المصلحة الليبيين المعنيين وليس من خلال تصريحات العامة بوسائل الإعلام.
وأوضح “واينر” إن هذا النوع من الديبلوماسية يتم تنفيذه من قبل دول غربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والديبلوماسيات الإقليمية بما في ذلك مصر وتركيا، مشددًا على دعم واشنطن الكامل لموقف الأمم المتحدة تجاه أزمة المصرف المركزي.
وتابع “واينر” قائلًا:”لقد مر عقد من الزمان منذ أن أتيحت الفرصة لليبيين للتصويت واختيار قادتهم السياسيين بأنفسهم وشرعية أولئك الموجودين حاليًا في الحكم محدودة جدًا فهذا الافتقار إلى الجانب الشرعي يلعب دورًا كبيرًا في هشاشة ليبيا الحالية ولو كنت لا أزال منخرطًا بالأمر لسعيت إلى المضي باتجاه الخيار الانتخابي”.
وقال “واينر”:”وسأفكر أيضًا فيما إذا كانت الولايات المتحدة لديها أدوات تنظيمية أو إنفاذية لتطبيقها على أولئك الذين يمنعون التقدم الذي من شأنه أن يمكن الشعب الليبي من اختيار قادته، وأخيرًا سأبحث عن حلول مربحة شاملة قد تساعد في جمع الليبيين معا من أجل قضية مشتركة للتقدم”.
وأضاف “واينر” قائلًا:”الأمر متروك في النهاية لليبيين لإيجاد مسار لبناء حكومة شاملة وفعالة وثروة الموارد الطبيعية التي توفرها البلاد تجعل من الممكن حدوث ذلك من خلال التوزيع العادل لها بين المجتمع على المستوى الوطني والمحلي والفردي”.
وتابع “واينر” بالقول:”إذا كان لكل فرد مصلحة في الاقتصاد والمجتمع فإن الليبيين قد ينجحون كأمة ويجب أن تركز الجهود الدولية على مساعدتهم على تحقيق هذا النجاح بما يعود بالنفع عليهم أولًا ومن ثم على المنطقة ككل ولا أرجح أي تدخل صيني في الأزمة الحالية رغم وجود بعض التكهنات”.
واختتم “واينر” بقوله:”لا دليل على تورط الصين في الأزمة فالوضع نابع من صراعات مصالح داخلية بين الليبيين وليس من تصرفات أي طرف أجنبي بعينه”.
ترجمة المرصد- خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المصرف المرکزی
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
حذر مسؤولو الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة أمس الجمعة، من تصاعد العنف المسلح في السودان، مما يعرض عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وفي أقل من شهر، نزح أكثر من 343 ألف سوداني من ولاية الجزيرة، جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، وسط تصاعد الاشتباكات واستمرار انعدام الأمن، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.
وفر معظم النازحين إلى ولايتي القضارف وكسلا المجاورتين، حيث تعمل الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني مع المجتمعات المضيفة لتقديم المساعدات الطارئة، والتي تشمل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والخدمات النفسية والاجتماعية والمياه والصرف الصحي ودعم النظافة.
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من أن العنف المسلح في ولاية الجزيرة يعرض حياة عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر.
"كل بيت في ولاية الجزيرة هجموا عليه.
حرقوا البيوت وقتلوا الأنفس وسرقوا المال، حتى الحيوانات لم تنجُ منهم".
شهادات نازحين من ولاية الجزيرة، #السودان: اضطررنا للفرار بسبب القتل والاغتصاب والنهب. https://t.co/c0eTSABcOm
pic.twitter.com/tlIwZZ16CU
وأظهر تقييم أجراه المكتب الأسبوع الماضي أن العديد من النازحين السودانيين الذين وصلوا إلى القضارف وكسلا ساروا لعدة أيام، وليس معهم شيء سوى الملابس.