سودانايل:
2025-01-09@01:11:15 GMT

الحزب الشيوعي السوداني مخترق أم مختطف؟

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

عاطف عبدالله

يوليو 2024

إهداء
إلى روح الفقيد محمد عمر فضل (الكابتن) آخر المؤسسين النوارس...

هذه الدراسة من 11 جزء سأنشرها هنا تباعا كل خميس وأحد من كل أسبوع ...
(1)
جدلية الصراع في ... الحزب الشيوعي السوداني

العديد من أصدقاء الحزب، والمراقبين والمهتمين بالشأن السوداني، يتساءلون، مشفقين أو شامتين، عما جرى ويجري في الحزب الشيوعي السوداني خلال السنوات الأخيرة؟ ولماذا تراجع بهذه الصورة المخيفة! وتقلص دوره السياسي في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد نتيجة الحرب المدمرة التي قضت على الأخضر واليابس.

وهل الحزب شاخ وفات فيه الفوات كما يدعي البعض، أم هي كبوة جواد، وأنه قادر على تضميد جراحه وتصويب أخطاءه والنهوض مثل عنقاء الرماد من الدمار، والقيام بدوره المناط به في مجريات الثورة السودانية؟.
لا شك في أن الحزب الشيوعي السوداني، مثله مثل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني السودانية كافة، يعاني ويقاسي كلّما يقاسيه السودان من أوجاع التخلف والفقر، وضعف الإمكانات، بالإضافة إلى مصادرة الحقوق، وتشتت عضويته في أصقاع الأرض بحثاً عن الحياة الكريمة وانشغال من بالداخل في البحث عن الأمان ولقمة العيش. وجاءت الحرب العبثية لتضاعف معاناته التي هي أصلا مزدوجة. معاناة كونه حزبا سياسياً سودانياً متأثراُ بالدمار والقهر الذي حاق بالبلاد بعد عقود من الحروب الأهلية وحكم الأنظمة الشمولية والدكتاتورية، ومعاناة كونه حزباً شيوعياً يتأثر بالأزمة التي تمر بها الشيوعية فكراً وتطبيقاً بعد تصدع وانهيار المعسكر الشرقي.
لكن هل تنتهي معاناته عند هذا الحد؟ الإجابة - يا للأسف – لا. فهناك المزيد، فهو في داخله يعاني التفكك والتشظي التنظيمي، وضعف على مستوى القيادة انعكس سلباً على أدبه وإعلامه ومخاطباته العامة والخاصة، وعلاقته بالجماهير. وفوق هذا وذاك أصيب بداء الشللية والتكتلات الفتاك، مما أفقده تلك الصلابة التي تميز بها، والوحدة الفكرية، والروح الرفاقية التي حمته وحافظت على وجوده في أحلك الظروف.
كان من المفترض أن أقدم هذه الورقة، كمساهمة فكرية، داخل قنوات الحزب، ليطلع عليها أعضاء الحزب وهيئاته، كشأن داخلي لإثراء الصراع الفكري، هذا الأمر كان حتى وقت قريب هو الخيار الوحيد والطبيعي، لكن الآن نحن أمام حالة غاية في التعقيد. العديد من الشيوعيين حاولوا وكتبوا ولم تر كتاباتهم النور ولم تحدث أي صدى لعدم نشرها. وقد أشار لذلك المرحوم عبد الماجد بوب في استقالته الشهيرة. وكذلك كتب العديد من الشيوعيين الحادبين، لكن لا حياة لمن تنادي. لذا قررت نشرها لاستثارة الصراع الفكري داخل الحزب وخارجه. دافعي، الأسئلة العدّيدة التي تدور في الأذهان، والحالة الآنية للحزب من تصدع وضعف وتخبط، وعدم وضوح. كما أرى أن ما يحدث في الحزب يخص كل السودانيين، وهو أكبر من أن تعالجه المجموعة التي تديره الآن منفردة في ظل غياب الشفافية واجتماعات اللجنة المركزية. لذا رأيت أن أنشر هذه الورقة على الملأ، وأشرك فيها كل الناس تحقيقاً لشعار الحزب الخالد "من الجماهير وإليها يعلم ويتعلم منها".
من دواعي نشري لهذه الورقة كذلك على الملأ، أن ما أطرحه فيها لا يهم فقط قيادة الحزب، أو عضويته، أو حلفائه الاستراتيجيين في الجبهة الوطنية الديمقراطية (الاتحاد النسائي – أتحاد الشباب – الجبهات المهنية ديمقراطية)، أو حتى حلفائه التكتيكيين في التحالف الجذري، الأمر صار أكبر ويهم رجل الشارع العادي، الذي يتساءل في حيرة ماذا جرى للحزب الشيوعي؟ ومحتار أمام مواقفه المعلنة التي لا تخدم جهود وقف الحرب، بل تخدم مواقف من يقف وراء الحرب ويؤجج نارها، فلول الإنقاذ وأحزاب الموز وأعضاء اللجنة الأمنية. إن مواقف الحزب المعلنة، وسياسته على أرض الواقع، تصبان في مصلحة أعداء الثورة، خصوم الأمس أصدقاء اليوم، باعتبار أن عدو عدوي صديقي The enemy of my enemy is my friend وكلا الجانبين، الفلول والحزب، على الرغم من أنهما يقفان على طرفي نقيض أيديولوجياً، إلا أن المصلحة المشتركة جمعتهما في محاربة تنسيقية القوى المدنية (تقدم) الساعية لوقف الحرب، لقد أجلا كل خلافاتهما وتفرغا لمحاربة حكومة حمدوك حتى تم اسقاطها ولآن كل جهودهما تنصب في إضعاف تنسيقية تقدم، ذلك الموقف من الحزب الشيوعي، أدهش العدو قبل الصديق، مما أوجب طرح السؤال، الذي يبدو ملحاً على أذهان الجميع، وتصعب الإجابة عليه: هل الحزب الشيوعي مخترق أم مختطف؟
أسئلة كثيرة مشروعة تدور حول الحالة التي يمر بها الحزب الشيوعي السوداني، أسبابها ونتائجها والأهم كيفية معالجتها. وهو ما تصدت له هذه الورقة في محاولة لاختراق حاجز الصمت. ولم تكتف الورقة بتسليط الضوء على السلبيات، بل اجتهدت في استنباط الحلول للمشكلات والعقبات التي تعوق مسيرته. وهي تحتوي في خاتمها على مقترحات، تمثل نواة للانطلاق منها، بجهد جماعي، للعمل على استعادة تماسك الحزب في الداخل وإخراجه من عزلته الراهنة في الداخل والخارج.
لذا فهذه الورقة تسلط الضوء على المشكلة أو المشاكل التي يعانيها الحزب، راجياً أن ينطلق منها عمل وجهد جماعي كي يعود الحزب شامخاً منارة للفكر والتنوير والتوعية ومنبراً للديمقراطية والحرية والرأي، وساحة للنضال والكفاح من أجل إعلاء راية الحقّ والصواب ونصرة الكادحين ومن أجل وطن حر خير ديمقراطي.
وكما قال الشاعر حميد (إذا ما آخر العلاج الكي ... مراويدك حمر يا أمي)، سيكون العلاج مؤلم للبعض، لكنه بلسما وشفاء للأغلبية وللحزب ... أكتب هذه الورقة وأنشرها بعد هردت لهاتى وجف مدادي، أنا وآخرين، بالنصح والكلمات.
وللحديث بقية ...
في اللقاء القادم (2) الصراع الفكري والشخصي داخل الحزب

atifgassim@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی السودانی هذه الورقة

إقرأ أيضاً:

بيان لسفيرة الولايات المتحدة: الطرفان المتحاربان يتحملان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان

حدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن اليوم قيام عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب إبادة جماعية في السودان، وأتى ذلك بعد مراجعة متأنية للوقائع وتحليل قانوني شامل.

7 كانون الثاني/يناير 2025

بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
7 كانون الثاني/يناير 2025

حدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن اليوم قيام عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب إبادة جماعية في السودان، وأتى ذلك بعد مراجعة متأنية للوقائع وتحليل قانوني شامل.

ويبني تحديد وقوع الإبادة هذا على إعلان الوزير بلينكن في شهر كانون الأول/ديسمبر 2023 عن مسؤولية عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها عن ارتكاب أعمال تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية. وقد حدد الوزير بلينكن في العام 2023 أيضا مسؤولية عناصر من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية عن ارتكاب جرائم حرب.

وبالإضافة إلى تحديد وقوع الإبادة الذي نعلن عنه اليوم، تم فرض عقوبات على سبع شركات تمتلكها قوات الدعم السريع وتقع مقراتها في الإمارات العربية المتحدة وعلى فرد مسؤول عن شراء أسلحة لقوات الدعم السريع.

لقد تجاهل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي بشكل متعمد الالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي، وإعلان جدة للعام 2023 والخاص بالالتزام بحماية المدنيين في السودان، ومدونة قواعد السلوك للعام 2024 التي أطلقتها مبادرة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان”.

ينبغي تحقيق المساءلة عن هذه الفظائع، لذا فرضت الولايات المتحدة إلى جانب تحديد وقوع الإبادة عقوبات على حميدتي لدوره المحوري في تأجيج الحرب في السودان. وقد تم أيضا إدراج حميدتي على قوائم العقوبات بموجب المادة 7031(ج) لتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات اغتصاب جماعية لمدنيين على يد جنود قوات الدعم السريع تحت أمرته.

وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) التابع لوزارة الخزانة اليوم عقوبات على حميدتي بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098 الخاص بـ “فرض عقوبات على بعض الأشخاص الذين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف الانتقال الديمقراطي”، وقد تم فرض العقوبات بسبب قيام قوات الدعم السريع بقتل عشرات الآلاف وتشريد 12 مليون شخص والتسبب بمجاعة واسعة النطاق في مختلف أنحاء السودان.

لا تدعم الولايات المتحدة أيا من طرفي هذه الحرب ولا تشير هذه الإجراءات ضد حميدتي وقوات الدعم السريع إلى أي دعم للقوات المسلحة السودانية أو محاباة لها، فقد وجهت هذه الأخيرة ضربات جوية وهجمات مدفعية ضد المدنيين، وتواصل عرقلة عمليات تسليم إيصال المساعدات الإنسانية. ويتحمل الطرفان المتحاربان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان بشكل سلمي في المستقبل.

كان ينبغي أن يقوم الطرفان المتحاربان بالتخلي عن سلاحهما منذ وقت طويل، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية بلا عوائق، والوفاء بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي، فالشعب السوداني يطالب بالحماية والسلام والعدالة ويستحق الحصول على مطالبه هذه.

لقد دعوت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي منذ اندلاع هذه الحرب إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لوضع حد لهذه المعاناة التي تفوق التصور، وقمت بالدعوة إلى عقد اجتماعات عديدة ضمن مجلس الأمن الدولي وخارجه، إلا أن ذلك ليس بكاف. وهذه خطوة صغيرة تهدف إلى اتخاذ إجراءات باتجاه مساءلة الطرفين المتحاربين.

الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية للشعب السوداني، وتبقى ملتزمة بتخفيف معاناة العديد من السودانيين الضعفاء العالقين في هذه الحرب، وهي ملتزمة بمساعدة الشعب السوداني ليكون له صوت ويبني مستقبله بنفسه.

وسنواصل في الأيام المقبلة اتخاذ إجراءات ضد من يقوضون الأمن والاستقرار في السودان واستخدام كافة الأدوات المتاحة لتعزيز السلام والمساءلة والديمقراطية للشعب السوداني.  

مقالات مشابهة

  • كيف تشكل الطائرات بدون طيار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مستقبل الحرب؟
  • المطلوب من أمريكا، التعامل مع مصدر الأسلحة التي تقتل الشعب السوداني
  • رئيس الوزراء العراقي: موقفنا ثابت بإدانة الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
  • بيان لسفيرة الولايات المتحدة: الطرفان المتحاربان يتحملان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان
  • بلينكن: حميدتي ارتكب فظائع ممنهجة ضد الشعب السوداني
  • الحرب الهجينة: كيف تحولت المعلومات المضللة إلى سلاح إستراتيجي عالمي؟
  • خياران أمام حزب الله: مالهما وما عليهما
  • الولايات المتحدة تقول إن قوات الدعم السريع سودانية ارتكبت إبادة جماعية وتفرض عقوبات على زعماء الجماعة
  • الولايات المتحدة تتهم روسيا بدعم طرفي الصراع في السودان
  • مسعفون: قتلى في جنوب الخرطوم بغارة للجيش السوداني