سودانايل:
2024-12-19@00:15:52 GMT

حِمِيدتِي وإسقاط المدن وحماية المدنيين

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

في ڨيديو متداول في الوسآئط الإجتماعية يظهر محمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدتِي) قآئد مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) في لباسه العسكري و هو يخاطب حشد من جنوده:
(المدن التَّسقُط كلها أَنِحنَا ما عندنا شَغَلَة بحكم... و لا عندنا شَغَلَة بولاية.

.. أهل المدينة هم يقوموا يجِيبُوا زولهم... و هم يقوموا يجِيبُوا إدارتهم البِتدِير لِيهم شؤونهم... و يجِيبُوا أولادهم من المديرين التنفيذيين... و يبعدونا من الكيزان بس... يبعدونا من الفلول بس...)
و قد أثار الڨيديو بعض من التسآؤلات:
- هل حميدتي في مهمة (تحرير)؟!!!...
- و هل يسعى/يهدف حِمِيدتِي ، و كما يروج لذلك مستشاروه و إعلامه ، إلى تحرير السودان من قبضة الكيزان/الفلول عن طريق (إسقاط) المدن و الحاميات العسكرية و من ثم إزالة دولة ستة و خمسين (٥٦)؟!!!...
- و هل عقد حِمِيدتِي العزم على التطبيق العملي لتصوره/فكرته (الربانية) عن إقامة الدولة الفيدرالية الجديدة في الأراضي (المحررة) و ما (سقط) من المدن؟!!!:
(أهل المدينة هم يقوموا يجِيبُوا زولهم... و هم يقوموا يجيبوا إدارتهم البِتدِير لِيهم شؤونهم... و يجيبوا أولادهم من المديرين التنفيذيين...)
و لم يفت على حِمِيدتِي التذكير و الإشارة إلى أنه هو المركز و الولي الوصي:
(و يبعدونا من الكيزان بس... يبعدونا من الفلول بس...)
و في ذلك الخطاب لمح حِمِيدتِي إلى أهدافه و تصوراته المبسطة فيما يخص (إعادة هيكلة) القوات النظامية!!! ، فقد أشار إلى أنهم يستهدفون و يسعون إلى عزل الكيزان في جميع القوات النظامية:
(الكوز بِنطَلِّعُوا كده... بِنشِيلُوا منها شَيَلَان...)
و أشار حِمِيدتِي إلى مجموعات نظامية بعينها و محاولات/جهود سابقة لإستمالتها إلى صفه:
(الفلول المعا الجهاز و بتاعين القوات المسلحة الما دَايرِين يفهموا... الحَنَّسنَاهم... و إتكلمنا معاهم كتير... ما دايرين يفهموا نَسَوِّي ليهم شنو؟!!!...)
و يبدوا أن الرد على سؤاله قد جآءه (بالبل بس) كما توحي بذلك صيحات الحضور ، و قد حدد حِمِيدتِي الشرآئح النظامية المستهدفة ، و التي يحاول إستمالتها و ينوي إغرآءها بالإنضمام إلى مليشياته:
(لكن إِنتَا كعسكري عادي أو ضابط عادي... عميد... أول ما كَمَّلتَ الدوام بِتشِيل بِتخُت البِتَاعَة دِي في ضَهرِيَة السيارة التَّكسِي... و بِتلَقِط لعيالك كيس الخَدَار... ما لك و ما لهم بتقاتل ليهم؟!!!...)
و قد ذكر حِمِيدتِي في حديثه أن الجماعة (الكيزان) عندهم (فوبيا... خوف عديل...) من ياسر عرمان ، و أنهم يظنون أنه هو المخطط و المدبر:
(و داير يعمل الحرية والتغيير في نيالا...)
و قد نفى حِمِيدتِي أي إتصالات أو تنسيق مع ياسر عرمان:
(ما عندنا معاهو إتصال أو خط...)
و يبدوا من تفاعلات الحضور أن حِمِيدتِي قد نال إستحسان قطاع كبير منهم عندما أكد لهم إستقلاليته!!!:
(ما عندنا تخطيط و لا ترتيب مع زول... أنحنا بنخطط بَرَانا...)
و يبدوا أن التخطيط (أمر رباني) خالص كما ذكر حِمِيدتِي مرراً و تكراراً في أحاديثه السابقة ، أما العتاد و الأسلحة و الدعم و السند له و لمليشياته قد تم توفيرها من العون الذاتي!!! ، أو ربما من ريع جبل عامر!!! ، أو من إيرادات شركات الجنيد و أخواتها!!! ، أو كما إدعى حِمِيدتِي و قادة و مستشارو مليشيات الجَنَجَوِيد من أنها قد أتت من مخازن الجيش الذي أعلن أن إنسحاباته/تراجعاته من المدن و إخلآء الحاميات إما أنها ”عمليات تكتيكية“ أو كانت بسبب نقص العتاد و الذخيرة!!! ، و هذا الإدعآء الجَنجَوِيدِي و التبريرات الكيزانية المضادة مما يضع/يحشر المراقبين و المواطنين في خانتي نَصَدِّق مِنُو؟ و نَكَضِّب مِنُو؟...
و يبدوا أن حِمِيدتِي قد إستدرك مدى كره المواطنين لمليشياته لما لمسوه منها من خشونة و غلظة في السلوك ، و لما أصابهم منها من قتل و أذى جسيم ، و لما لحق بممتلكاتهم و مقتنياتهم من دمار و أضرار بالغة ، و ما ترتب على كل ذلك من معاناة و مآسي:
(بعدين برضو أنا شايف ناس المدن مِتخَوِّفِين... عامل ليهم هلع إنو الدعم السريع...)
و كأن صاحب المليشيات يود أن يوحي إلى مستمعيه من مشاهدي الڨيديو ، و آخرين من دونهم ، أنه لا توجد مبررات (لِتَخَوُّف) ناس المدن و (هلعهم) من وجود مليشيات الجَنجَوِيد في الجوار ، يقول حِمِيدتِي ذلك و هو يعلم جيداً في قرارة نفسه مدى نفور (ناس المدن) و البوادي و آخرين من مليشياته و ممارساتها و أفعالها الشِّينَة و المشينة التي تبعث في الأنفس (الخوف) و الرعب و الهلع و الغثيان ، و من المأكد أن حِمِيدتِي قد سمع و قرأ و رأى بأم عينيه و شاهد كيف أن ملايين السودانيين (الخآئفين) قد تركوا بيوتهم في المدن و القرى و البوادي و أشغالهم و فروا (مرعوبين) من عمايل مليشياته...
و مؤخراً ، و عقب إجتماعات جنيڨ حول الأوضاع في السودان ، جآء في الأخبار أن محمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدتِي) قآئد مليشيات الجَنجَوِيد قد أصدر (أمراً إدارياً إستثنآئياً) لجميع قواته ، بما فيها (قوة حماية المدنيين) ، حول عدد من الإلتزامات الخآصة بتعزيز ”حماية المدنيين“ و تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية ، و دعى حِمِيدتِي جميع القادة في المستويات كآفة للتقيد بالأوامر ، و تنفيذ التعليمات و قواعد الإشتباك أثنآء القتال بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني ، و أن كل من يخالف هذه الأوامر يعرض نفسه للمسآءلة القانونية!!!...
و كما الڨيديو فقد أثارت التصريحات العديد من التعليقات و التسآؤلات:
- هل هذه الأوامر الإدارية ”الإستثنآئية المشددة“ تعني أن الأمر الطبيعي لدى مليشيات الجَنجَوِيد هو عدم حماية المواطنين و (تخويفهم) و مضايقتهم و عدم الإلتزام بقواعد الإشتباك و القانون الدولي مما لزم الإصدار؟...
- و هل إصدار هذه الأوامر يعني الإعتراف الضمني بأنه قد حدثت ، و ما زالت تحدث ، إنتهاكات و إعتدآءات و فظاعات من قبل مليشيات الجَنجَوِيد تجاه المواطنين السودانيين (الخآئفين)؟...
- و هل إصدار مثل هذه الأوامر يعني أن حِمِيدتِي قآئد مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) يعلن/قد أعلن رسمياً إنتهآء مرحلة القتل و (التخويف) و الإرهاب و التهجير و التدمير و النهب و الشَّفشَّفَة و بداية تكوين الدولة ”المدنية“ الفيدرالية في المناطق (المحررة) و ما (سقط) من المدن و الحاميات الواقعة تحت (حمايته/سيطرة قوات حمايتي)؟!!!...
حاشية:
و (حمايتي) هو اللقب الآخر لمحمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدتِي) ، و قد أطلقه/أسبغه عليه المخلوع عمر البشير...
الدلآئل و الشواهد و الوقآئع و الأحداث تأكد أن مليشيات الجَنجَوِيد ما هي إلا مجموعة عصابات إجرامية تم تجميعها و تكوينها من جماعات الرَّبَّاطَة و الهَمبَّاتَة و النَّهَابَة و الغَنَّامَة و القتلة و رد السجون ، و أنها تعمل دون رقيب أو حسيب ، و أنها تعمل في المناطق المختلفة بإستقلالية تآمة و بالإرادات الذاتية لقياداتها الميدانية و جنودها الذين تشير الشواهد و الأدلة إلى أن بعضاً/كثيراً منهم ربما يعانون من الأمراض النفسية و العاهات الإجتماعية و الأحقاد العرقية و المرارات الجهوية ، الذين لا تقيدهم قيم أخلاقية ، أو تردعهم نظم قانونية ، و لا يخضعون/يذعنون لتوجيهات أو (أوامر إدارية) من قيادات عليا مركزية حتى لو كانت ”إستثنآئية“ أو ”مشددة“!!!...
و الشاهد هو أن حِمِيدتِي و قيادات المليشيات المتمردة تعلم ، و فات أَضَانها ، إعتدآءات المليشيات و الفظاعات لكنها تآثر/قد آثرت الصمت أو أنها قد تعودت على رمي اللوم على ”متفلتين“ ، و أنها لهذا الشأن فقد أنشأت قوة (حماية المدنيين) ، و أنها تعاقب المسيئين ، هذا و قد ذكر مواطنون فارون من أمام مليشيات الجَنجَوِيد و آخرون لم يقووا على الفرار أنهم يَ
طرِشهم و يعميهم ، و أضافوا أنهم ما زالوا خآئفين و مرعوبين و ما مصدقين ما حدث و حصل من أهوال...
و الشاهد هو أن هذا الصمت قد شجع أفراد مليشيات الجَنجَوِيد على (إسقاط) المزيد من المدن و (تحرير) الأراضي و تفريغها من السكان و المقتنيات و شَفشَفَتَها مستخدمين في ذلك أدوات/أليات (التخويف) و الترويع و الإرهاب مع الإفراط في عمليات القتل و الإغتصاب و الإذلال و السلب و النهب و التخريب...
الخلاصة:
هنالك من يرى أن علم صاحب المليشيات بالممارسات و الإنتهاكات هو ما دفعه إلى إصدار تلك الأوامر الإدارية ”الإستثنآئية المشددة“ حتى يكسب ود ”المجتمع الدولي“ و ما تبقى من قاطني ما سقط من المدن و القرى...
و هنالك من يرى في إصدار الأوامر إعتراف غير مباشر بأن مليشيات الجَنجَوِيد لا تلتزم بحماية أمن المواطنين السودانيين و لا بقواعد الإشتباك و لا بالقانون الدولي و لا تعيرهم أدنى إهتمام/إحترام...
و قد يحسن بعضٌ من الناس الظن بصاحب المليشيات (حِمِيدتِي/حمايتي) و يفترضون أنه لا/لم يكن يعلم بممارسات مليشياته تجاه المدنيين لكنه لما علم بها صحا ضميره النآئم/الغآئب فأصدر من فوره الأوامر الإدارية الإستثنآئية المشددة!!!...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حمایة المدنیین هذه الأوامر من المدن

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: مصر مستعدة للتعاون مع السعودية في الثقافة والفنون والآداب وحماية التراث

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية، وذلك بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ومن الجانب السعودي الدكتور عصام بن سعيد وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء لشئون مجلس الشورى وصالح بن عيد الحصيني سفير المملكة بالقاهرة.

وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن وزير الثقافة السعودي نقل إلى الرئيس تحيات خادم الحرمين وولي العهد، حيث أعرب الرئيس عن تقديره لهما كشقيقين عزيزين، مؤكداً اعتزاز مصر، قيادة وشعباً، بالعلاقات التاريخية مع السعودية في كافة المجالات، خاصة في المجال الثقافي، متمنياً للمملكة كل التوفيق والسداد في مختلف الفعاليات الثقافية والبطولات الرياضية التي تستضيفها، ومجدداً التهنئة للمملكة بمناسبة فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام ٢٠٣٤.

وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى أن الرئيس قد أشاد بالتطور الذي تشهده المملكة في مجالات الثقافة والفنون والسياحة، مشيراً إلى الترحيب بأي تعاون تطلبه المملكة، نظرًا لما تمتلكه مصر من إرث ثقافي عريق وخبرات واسعة وقدرات كبيرة في مختلف مجالات الفنون والثقافة.

كما أبدى الرئيس استعداد مصر للتوسع في تنفيذ مشروعات محددة مع المملكة في جميع الجوانب المتعلقة بالثقافة والفنون والآداب وحماية التراث.

وأضاف المتحدث الرسمي أن وزير الثقافة السعودي أكد على التقارب الوثيق والترابط بين الشعبين المصري والسعودي، معتبرًا أن الثقافة والفنون المصرية تحتل مكانة متميزة في وجدان المواطن السعودي.

وأشار إلى حرص المملكة على تكثيف التعاون وتنفيذ مشروعات ثقافية وفنية مع مصر، مؤكدًا التنسيق الوثيق بين الوزارات والجهات المعنية في البلدين، بما يسهم في تعزيز مسيرة التعاون الثقافي والفني بين مصر والمملكة العربية السعودية.

مقالات مشابهة

  • هندسة الأوامر التعليمية للذكاء الاصطناعي
  • دور المجلس القومي في دعم وحماية المرأة ومناهضة العنف.. لقاء توعوي بجامعة كفر الشيخ
  • حالات فسخ عقد التوريد ورفع العداد.. توضيحات من جهاز الكهرباء وحماية المستهلك
  • مليشيات الحوثي توسع حملة الجبايات المالية تحت تهديد السلاح وتختطف عددا من التجار
  • السيسي: مستعدون لتنفيذ مشروعات مع المملكة بالثقافة والفنون وحماية التراث
  • الرئيس السيسي: مصر مستعدة للتعاون مع السعودية في الثقافة والفنون والآداب وحماية التراث
  • البورصة تعلن بدء تنفيذ عرض الشراء الإجباري على أسهم سيرا للتعليم
  • بعد أيام من رحيل الأسد.. الاتحاد الأوروبي يبحث تطبيع العلاقات مع هيئة تحرير الشام وإسقاط العقوبات
  • مصر والأردن تؤكدان ضرورة تكثيف الجهود الدولية للوقف الفوري للحرب في غزة وحماية المدنيين
  • تيدروس أدهانوم: ندعو لوقف الهجمات على المرافق الصحية في السودان وحماية المرضى والعاملين