سودانايل:
2024-11-18@17:48:21 GMT

حِمِيدتِي وإسقاط المدن وحماية المدنيين

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

في ڨيديو متداول في الوسآئط الإجتماعية يظهر محمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدتِي) قآئد مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) في لباسه العسكري و هو يخاطب حشد من جنوده:
(المدن التَّسقُط كلها أَنِحنَا ما عندنا شَغَلَة بحكم... و لا عندنا شَغَلَة بولاية.

.. أهل المدينة هم يقوموا يجِيبُوا زولهم... و هم يقوموا يجِيبُوا إدارتهم البِتدِير لِيهم شؤونهم... و يجِيبُوا أولادهم من المديرين التنفيذيين... و يبعدونا من الكيزان بس... يبعدونا من الفلول بس...)
و قد أثار الڨيديو بعض من التسآؤلات:
- هل حميدتي في مهمة (تحرير)؟!!!...
- و هل يسعى/يهدف حِمِيدتِي ، و كما يروج لذلك مستشاروه و إعلامه ، إلى تحرير السودان من قبضة الكيزان/الفلول عن طريق (إسقاط) المدن و الحاميات العسكرية و من ثم إزالة دولة ستة و خمسين (٥٦)؟!!!...
- و هل عقد حِمِيدتِي العزم على التطبيق العملي لتصوره/فكرته (الربانية) عن إقامة الدولة الفيدرالية الجديدة في الأراضي (المحررة) و ما (سقط) من المدن؟!!!:
(أهل المدينة هم يقوموا يجِيبُوا زولهم... و هم يقوموا يجيبوا إدارتهم البِتدِير لِيهم شؤونهم... و يجيبوا أولادهم من المديرين التنفيذيين...)
و لم يفت على حِمِيدتِي التذكير و الإشارة إلى أنه هو المركز و الولي الوصي:
(و يبعدونا من الكيزان بس... يبعدونا من الفلول بس...)
و في ذلك الخطاب لمح حِمِيدتِي إلى أهدافه و تصوراته المبسطة فيما يخص (إعادة هيكلة) القوات النظامية!!! ، فقد أشار إلى أنهم يستهدفون و يسعون إلى عزل الكيزان في جميع القوات النظامية:
(الكوز بِنطَلِّعُوا كده... بِنشِيلُوا منها شَيَلَان...)
و أشار حِمِيدتِي إلى مجموعات نظامية بعينها و محاولات/جهود سابقة لإستمالتها إلى صفه:
(الفلول المعا الجهاز و بتاعين القوات المسلحة الما دَايرِين يفهموا... الحَنَّسنَاهم... و إتكلمنا معاهم كتير... ما دايرين يفهموا نَسَوِّي ليهم شنو؟!!!...)
و يبدوا أن الرد على سؤاله قد جآءه (بالبل بس) كما توحي بذلك صيحات الحضور ، و قد حدد حِمِيدتِي الشرآئح النظامية المستهدفة ، و التي يحاول إستمالتها و ينوي إغرآءها بالإنضمام إلى مليشياته:
(لكن إِنتَا كعسكري عادي أو ضابط عادي... عميد... أول ما كَمَّلتَ الدوام بِتشِيل بِتخُت البِتَاعَة دِي في ضَهرِيَة السيارة التَّكسِي... و بِتلَقِط لعيالك كيس الخَدَار... ما لك و ما لهم بتقاتل ليهم؟!!!...)
و قد ذكر حِمِيدتِي في حديثه أن الجماعة (الكيزان) عندهم (فوبيا... خوف عديل...) من ياسر عرمان ، و أنهم يظنون أنه هو المخطط و المدبر:
(و داير يعمل الحرية والتغيير في نيالا...)
و قد نفى حِمِيدتِي أي إتصالات أو تنسيق مع ياسر عرمان:
(ما عندنا معاهو إتصال أو خط...)
و يبدوا من تفاعلات الحضور أن حِمِيدتِي قد نال إستحسان قطاع كبير منهم عندما أكد لهم إستقلاليته!!!:
(ما عندنا تخطيط و لا ترتيب مع زول... أنحنا بنخطط بَرَانا...)
و يبدوا أن التخطيط (أمر رباني) خالص كما ذكر حِمِيدتِي مرراً و تكراراً في أحاديثه السابقة ، أما العتاد و الأسلحة و الدعم و السند له و لمليشياته قد تم توفيرها من العون الذاتي!!! ، أو ربما من ريع جبل عامر!!! ، أو من إيرادات شركات الجنيد و أخواتها!!! ، أو كما إدعى حِمِيدتِي و قادة و مستشارو مليشيات الجَنَجَوِيد من أنها قد أتت من مخازن الجيش الذي أعلن أن إنسحاباته/تراجعاته من المدن و إخلآء الحاميات إما أنها ”عمليات تكتيكية“ أو كانت بسبب نقص العتاد و الذخيرة!!! ، و هذا الإدعآء الجَنجَوِيدِي و التبريرات الكيزانية المضادة مما يضع/يحشر المراقبين و المواطنين في خانتي نَصَدِّق مِنُو؟ و نَكَضِّب مِنُو؟...
و يبدوا أن حِمِيدتِي قد إستدرك مدى كره المواطنين لمليشياته لما لمسوه منها من خشونة و غلظة في السلوك ، و لما أصابهم منها من قتل و أذى جسيم ، و لما لحق بممتلكاتهم و مقتنياتهم من دمار و أضرار بالغة ، و ما ترتب على كل ذلك من معاناة و مآسي:
(بعدين برضو أنا شايف ناس المدن مِتخَوِّفِين... عامل ليهم هلع إنو الدعم السريع...)
و كأن صاحب المليشيات يود أن يوحي إلى مستمعيه من مشاهدي الڨيديو ، و آخرين من دونهم ، أنه لا توجد مبررات (لِتَخَوُّف) ناس المدن و (هلعهم) من وجود مليشيات الجَنجَوِيد في الجوار ، يقول حِمِيدتِي ذلك و هو يعلم جيداً في قرارة نفسه مدى نفور (ناس المدن) و البوادي و آخرين من مليشياته و ممارساتها و أفعالها الشِّينَة و المشينة التي تبعث في الأنفس (الخوف) و الرعب و الهلع و الغثيان ، و من المأكد أن حِمِيدتِي قد سمع و قرأ و رأى بأم عينيه و شاهد كيف أن ملايين السودانيين (الخآئفين) قد تركوا بيوتهم في المدن و القرى و البوادي و أشغالهم و فروا (مرعوبين) من عمايل مليشياته...
و مؤخراً ، و عقب إجتماعات جنيڨ حول الأوضاع في السودان ، جآء في الأخبار أن محمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدتِي) قآئد مليشيات الجَنجَوِيد قد أصدر (أمراً إدارياً إستثنآئياً) لجميع قواته ، بما فيها (قوة حماية المدنيين) ، حول عدد من الإلتزامات الخآصة بتعزيز ”حماية المدنيين“ و تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية ، و دعى حِمِيدتِي جميع القادة في المستويات كآفة للتقيد بالأوامر ، و تنفيذ التعليمات و قواعد الإشتباك أثنآء القتال بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني ، و أن كل من يخالف هذه الأوامر يعرض نفسه للمسآءلة القانونية!!!...
و كما الڨيديو فقد أثارت التصريحات العديد من التعليقات و التسآؤلات:
- هل هذه الأوامر الإدارية ”الإستثنآئية المشددة“ تعني أن الأمر الطبيعي لدى مليشيات الجَنجَوِيد هو عدم حماية المواطنين و (تخويفهم) و مضايقتهم و عدم الإلتزام بقواعد الإشتباك و القانون الدولي مما لزم الإصدار؟...
- و هل إصدار هذه الأوامر يعني الإعتراف الضمني بأنه قد حدثت ، و ما زالت تحدث ، إنتهاكات و إعتدآءات و فظاعات من قبل مليشيات الجَنجَوِيد تجاه المواطنين السودانيين (الخآئفين)؟...
- و هل إصدار مثل هذه الأوامر يعني أن حِمِيدتِي قآئد مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) يعلن/قد أعلن رسمياً إنتهآء مرحلة القتل و (التخويف) و الإرهاب و التهجير و التدمير و النهب و الشَّفشَّفَة و بداية تكوين الدولة ”المدنية“ الفيدرالية في المناطق (المحررة) و ما (سقط) من المدن و الحاميات الواقعة تحت (حمايته/سيطرة قوات حمايتي)؟!!!...
حاشية:
و (حمايتي) هو اللقب الآخر لمحمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدتِي) ، و قد أطلقه/أسبغه عليه المخلوع عمر البشير...
الدلآئل و الشواهد و الوقآئع و الأحداث تأكد أن مليشيات الجَنجَوِيد ما هي إلا مجموعة عصابات إجرامية تم تجميعها و تكوينها من جماعات الرَّبَّاطَة و الهَمبَّاتَة و النَّهَابَة و الغَنَّامَة و القتلة و رد السجون ، و أنها تعمل دون رقيب أو حسيب ، و أنها تعمل في المناطق المختلفة بإستقلالية تآمة و بالإرادات الذاتية لقياداتها الميدانية و جنودها الذين تشير الشواهد و الأدلة إلى أن بعضاً/كثيراً منهم ربما يعانون من الأمراض النفسية و العاهات الإجتماعية و الأحقاد العرقية و المرارات الجهوية ، الذين لا تقيدهم قيم أخلاقية ، أو تردعهم نظم قانونية ، و لا يخضعون/يذعنون لتوجيهات أو (أوامر إدارية) من قيادات عليا مركزية حتى لو كانت ”إستثنآئية“ أو ”مشددة“!!!...
و الشاهد هو أن حِمِيدتِي و قيادات المليشيات المتمردة تعلم ، و فات أَضَانها ، إعتدآءات المليشيات و الفظاعات لكنها تآثر/قد آثرت الصمت أو أنها قد تعودت على رمي اللوم على ”متفلتين“ ، و أنها لهذا الشأن فقد أنشأت قوة (حماية المدنيين) ، و أنها تعاقب المسيئين ، هذا و قد ذكر مواطنون فارون من أمام مليشيات الجَنجَوِيد و آخرون لم يقووا على الفرار أنهم يَ
طرِشهم و يعميهم ، و أضافوا أنهم ما زالوا خآئفين و مرعوبين و ما مصدقين ما حدث و حصل من أهوال...
و الشاهد هو أن هذا الصمت قد شجع أفراد مليشيات الجَنجَوِيد على (إسقاط) المزيد من المدن و (تحرير) الأراضي و تفريغها من السكان و المقتنيات و شَفشَفَتَها مستخدمين في ذلك أدوات/أليات (التخويف) و الترويع و الإرهاب مع الإفراط في عمليات القتل و الإغتصاب و الإذلال و السلب و النهب و التخريب...
الخلاصة:
هنالك من يرى أن علم صاحب المليشيات بالممارسات و الإنتهاكات هو ما دفعه إلى إصدار تلك الأوامر الإدارية ”الإستثنآئية المشددة“ حتى يكسب ود ”المجتمع الدولي“ و ما تبقى من قاطني ما سقط من المدن و القرى...
و هنالك من يرى في إصدار الأوامر إعتراف غير مباشر بأن مليشيات الجَنجَوِيد لا تلتزم بحماية أمن المواطنين السودانيين و لا بقواعد الإشتباك و لا بالقانون الدولي و لا تعيرهم أدنى إهتمام/إحترام...
و قد يحسن بعضٌ من الناس الظن بصاحب المليشيات (حِمِيدتِي/حمايتي) و يفترضون أنه لا/لم يكن يعلم بممارسات مليشياته تجاه المدنيين لكنه لما علم بها صحا ضميره النآئم/الغآئب فأصدر من فوره الأوامر الإدارية الإستثنآئية المشددة!!!...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حمایة المدنیین هذه الأوامر من المدن

إقرأ أيضاً:

تعليم الغربية: تنفيذ مشروع التوعية الرقمية وحماية المراهقين من مخاطر الانترنت

 أقامت مديرية التربية والتعليم بالغربية، اليوم الأحد،  تنفيذ تدريب مشروع التوعية بالمواطنة الرقمية وحماية الأطفال والمراهقين من مخاطر الانترنت وذلك بقاعة مركز  التطوير التكنولوجى بإدارة قطور التعليمية،وبحضور ٢٥ طالب وطالبة ، من المرحلة الثانوية وبحضور مدرب البرنامج  الأستاذ على عبد الدايم  ،كما تم تنفيذ البرنامج بقاعة غياث الدين الرسمية للغات بإدارة غرب طنطا التعليمية .

جاء ذلك بحضور ٢٥ طالب وطالبة من المرحلة الإبتدائية، ومدربة البرنامج هالة فوزى دومه، الجدير بالذكر أن المستهدف من  التدريب ١٤٠٠ طالب وطالبة على مستوى الإدارات العشر ،ويتم تنفيذ المستهدف خلال شهرى نوفمبر ، وديسمبر ،بواقع محاضرة واحدة يوميا تستمر لمدة اربع ساعات متواصلة ،ووفق الجدول المعلن للادارات، وتستهدف ورشة العمل جميع المراحل التعليمية [ ابتدائى _اعدادى _ ثانوى]يهدف التدريب الى اكتساب الطلاب التعامل بإحترام مع الآخرين عبر الإنترنت وتجنب النشر أو التعليق على أى محتوى سىء .

 الجدير بالذكر يتم التدريب بناء على اتفاق التعاون بين وزارة التربية و التعليم والتعليم الفنى ، ومنظمة اليونيسيف ،يتم تنفيذ ورشة العمل، تحت رعاية الادارة العامة للتدريب الإلكتروني بقيادة الاستاذ وائل شكر الله ، والأستاذة زينب مصطفي منسق المحافظة، والأستاذ احمد فايد مدير إدارة التطوير التكنولوجى بالمديرية.

أقيمت الندوة تحت إشراف المهندس ناصر حسن وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالغربية واللواء اشرف الجندي  محافظ الغربية.

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يصوت لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في السودان
  • محاولة فاشلة و بائسة من مليشيات التمرد الغادرة باستهداف مطار عطبرة بمسيّرات
  • زعيم المعاهد الدينية يحث الطلاب على مخالفة الأوامر وعدم الذهاب للخدمة العسكرية
  • وكيل تموين الإسكندرية يقود حملات رقابية مكثفة لضبط الأسواق وحماية المستهلك
  • استعباد للمواطنين في مناطق مليشيات الحوثي ورسائل تهديد للموظفين بخصميات مالية اذا لم يحضروا محاضرات عبدالملك الحوثي
  • تعليم الغربية: تنفيذ مشروع التوعية الرقمية وحماية المراهقين من مخاطر الانترنت
  • برلماني: قانون الإجراءات الجنائية يهدف لتحقيق التوازن الدقيق بين حقوق الأفراد وحماية المجتمع
  • مليشيات الحوثي تغير إسم مدرسة صلاح الدين في صنعاء إلى إسم طائفي
  • ثقافة الفيوم تناقش جهود الدولة في دعم وحماية حقوق الطفل 
  • صفحة سوداء أخرى وليست أخيرة من تاريخ تنظيم الأخوان المسلمين بالسودان (الكيزان)